نحن لسنا عبيداً
طارق العضيلي
طارق العضيلي

سيثبت التاريخ أن جماعة الحوثي استخدمت المسيرات التي يحشد بها اليوم الشوارع والطرقات ولم تكن سوى ذريعة يتمكن من خلالها اسقاط الدولة بعد ان عجز عن ايجاد الذرائع التي يتمكن من خلالها دخول صنعاء على عكس ما حصل في المحافظات التي استولى عليها بذريعة بيت الاحمر ، والمحافظ دماج ، والتكفيريين في صعدة ،والقشيبي والآن محافظ الجوف غباء الدولة ساعده كثيرا فقد اعطى له الفرصة في الوقت المناسب وهذا ليس مبرراً ان تقوم الدولة بتجريع المواطن حتى في وقت لاحق و هذا ماجعل الحوثي يستخدم هؤلاء البشر لتحقيق مأرب اخرى وما يجعل من الانسان اليمني مجرد سلعة تتاجر بها هذه الجماعات سواء بالزج بهم في المعارك او بالتضليل عليهم بما يسمى اسقاط الجرعة والحكومة.

الشهيد الزبيري يقول لماذا كرهنا عائلة حميد الدين .. ﻻنها عائلة تملك رقابنا كلنا .. نحن لسنا عبيدا.

الدولة المتوكلية التي حكمت اليمن قرونا من الزمن لم تجلب لهذا الشعب سوى الجهل ، والمرض ، والفقر ،والعار بين الشعوب الاخرى و الذي اصاب عقل الانسان اليمني الى اليوم بمعنى ان الشعب قد حُكم من قبل هؤلاء الناس وذاق كل انواع البلاء والمصائب من حكمهم ومن تسلطهم وما قام به زعيمهم المتحدث من ادغال وكهوف صعده وتباكية على الشعب في صنعاء الا اكذوبة كبرى يريد من خلالها ان يذبحهم بها في عمران والجوف رجل الكهف الذي يسميه البعض يخدع الناس ، ويغرر بهم ، ويتسلق على ضهورهم كي يصل الى سدة الحكم ويعيد امجاد اجداده الهالك ويجعل من كتب ابية وملازم اخيه مراجع عليا لشعب لم تصل اليه علوم الاحياء والتكنولوجيا !.

يعد حسين بدر الدين الحوثي .. الأب الروحي لجماعة الشباب المؤمن قبل أن تتطور فيصبح اسمها جماعة الحوثي وقد خاضت الجماعة حربا بدأت في العام الفين وأربعه ضد السلطات اليمنية التي كان على رأسها الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وامتدت لستة حروب رغم أن صالح كان الداعم الاول لحركة الشباب المؤمن بحسب اعترافات قياداتها آنذاك.

ومنذ اندلاع الحرب بين الدولة والحوثيين في الالفين واربعة كان السؤال الذي يطرح نفسه ما الذي يريده الحوثيون؟

وظل هذا السؤال يدور حتى اندلاع الثورة الشبابية الشعبية السلمية في فبراير ألفين وأحد عشر بعد إسقاط نظام علي عبدالله صالح حيث تلا ذلك صعود سياسي وعسكري للجماعة.

اعتبر الحوثيون كيانا سياسيا مع امتلاكهم جناحا عسكريا وسُمح لهم رغم ذلك بخوض جولات الحوار الوطني بإشراف المجتمع الدولي عام ألفين واثني عشر الى جانب جميع الكيانات والاحزاب السياسية.

وقد حاول الحوثيون التملص أكثر من مره من توقيع نتائج مؤتمر الحوار.

وبعد الاتفاق الذي تمخض عن الحوار وإعلان تقسيم اليمن إلى أقاليم عاد الحوثيون مرة أخرى لرفض ذلك وأعلنوا صراحة أن الإقليم الذي يقعون فيه وهو صنعاء وصعده وذمار وعمران اختير على أساس مذهبي كما يقولون.

واعتبروا أنه يفتقر الى الثروات النفطية والميناء مطالبين و بشكل غير رسمي بضم محافظة الجوف النفطيه وحجه التي تقع على ميناء ميدي إليهم.

بدا المسار العسكري واضحا في تحركات الحوثي الى جانب مسار سياسي يتناقض معه. فأبرز ما حسم الحوثيون بالقوة خلال أشهر ما بعد الحوار كان إخراج السلفيين من دماج وضمان السيطرة على صعده سياسيا ومذهبيا كمحافظة تتبعهم، واستطاعوا في يوليو الماضي بتحالف مع الرئيس المخلوع علي صالح حسم معركة عمران ضد قبائل حاشد وآل الاحمر أعدائهم التاريخيين وعدوه نصرا على من يعتبرونه عدوهم الاول حزب الاصلاح.

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اتهم اكثر من مره إيران بتمويل جماعات بالمال والسلاح في إشارة غير خافية للحوثيين كما رأى مراقبون أن دولا قدمت الدعم لهم لضرب قوى قبلية وإسلاميه بسبب مخاوفها من الديمقراطية والربيع الذي كان اليمن أحد بلدانه .

لكن السؤال الاخر والذي يدور حالياً مع محاولة الحوثيين السيطرة على العاصمة صنعاء بطريقة أوبإخرى ماذا سيكون مصير اليمن؟.

هل سيقوم الحوثي بالسيطرة على المؤسسات والوزارات والتلفزيون الرسمي وإعلان الدولة الجديدة من صنعاء وملاحقة خصومه وتفجير مايملكون وجعل الشعب يقبل به حاكماً وهو صاغراً ؟.

وماذا سيكون مصير باقي الاقاليم وخاصة الجنوب؟؟

وهل المقابر الجماعية جاهزة لدفن صناديق الانتخابات؟

ام ان ميليشيات الحوثي تخاف اثناء وبعد سيطرتهم على العاصمة من البند السابع ومن مجلس الامن والدول الراعية لكل المبادرات السابقة؟؟

ام انه يخشى ان حكمه لن يتجاوز حدود مملكته الجديدة وهو اقليم ازال الذي يضم كلاً من صعدة ، وعمران ، وصنعاء ، وذمار ؟.

او مايراه الكثير ان سبب تأخر الحوثي الى اليوم في اقتحام صنعاء وإعلان دولته المنشودة هو خوفه من قرارات رئاسية ودولية تنقل العاصمة اليمنية من صنعاء الى عدن ثغر اليمن الباسم ووجهتها الافضل؟.

وهذا ما سيجعل من الحوثي ومن انصاره المتخلفين في معزل عن العالم خاصة اذا تم ادراجهم تحت البند السابع وجعلهم منظمة ارهابية يحاربها الجميع هذه الاسئلة وغيرها ربما نجد لها اجابات واضحة خلال الايام القادمة على الارض .

 
في الإثنين 25 أغسطس-آب 2014 10:57:47 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=40253