هل يستحق الشعب ما حدث له ؟!!
طارق العضيلي
طارق العضيلي

هذه فكرة أتأملها منذ فترة وهي ضمن إطار ما يحدث في اليمن رغم أنها عامة لا خاصة فكرتي أنه لا يوجد شعب يستحق أن يموت او يعذب! كيف لا يستحق الشعب ما حدث له ؟ الجواب هو متابعة التغيرات التي حدثت على الساحة اليمنية. فيما يتعلق بالثورة وعلاقتها بالشعب ثبت لي عدم إجماع القوى الثورية على الثورة نفسها او مخرجاتها ولا على آلية سيرها ولا على الفاعلين فيها ، ولا على تصورات نهايتها. هذا يدل على أن من يموت من أجل الشعب يدفع روحه في سبيل كيان بشري متنوع غير متفق أصلاً على تقييم من يموت من أجله وفعالية هذا الموت. إجرام النظام السابق مع بعض قوى الشر التي شاركت في الثورة واخص بذلك جماعة الحوثي التي تسعى للانتقام ممن وقفوا مع الثورة وساندوا الشعب في ذلك وما تقوم به من اعمال للاستيطان والتهجير في محافظتي عمران ، و صعده ، والجوف وسعيها الحثيث في غزو العاصمة صنعاء خير دليل. الحوثي أثناء تاريخه لا يعرف سوى الفساد ، و التسلط وتدمير وتفجير خصومة ، وإحراق الارض بدعوى تأمين الارض !! وهل من يقطنون الارض هم الشعب اصحاب الارض وهل الشعب فاسد او متسلط؟ وهل عمران كانت في حظيرة الاستعمار الاجنبي او المحلي كما يزعم ؟

الشعب هو الأكثرية التي ربما تعاني من الفقر ، والجوع ، والمرض ، والتخلف عبر عقود من الزمن وما حث له من تجريع في الاونة الاخيرة لم يكن الا بفعل السياسات الخاطئة والمتراكمة من سنين والمتمثلة بإسغلال السلطة ونهب المال العام والإفساد في كل مرفق ، وإدارة ، ودائرة حكومية في كل ربوع اليمن عبر الحقبة الزمنية اللعينة التي عاشها الشعب والذين مارسوا هذا الفساد هم الان يسعون الى الاستحواذ على السلطة مع البقاء على الفساد نفسه وكما هو معروف من تاريخهم الاسود وأما الهويات المزيفة التي يستخدمونها اليوم يعرفها الكثير ممن يعرفون اصحابها.

فأزمة اليمن ليست أزمة أشخاص فحسب بل هي أزمة دولة وجيش واقتصاد وصراع سياسي وعقائدي بامتياز..والتحديات كبيرة ومعقدة مالم يرتفع الجميع الى مستوى هذه التحديات ويضعون المزايدات والجشع جانباً من أجل البلد.

من هنا، ومن منطلق الحرص على تنفيذ مسار المرحلة الحالية، واعتماداً على الشرعية الشعبية التي يمتلكها الرئيس عبد ربه منصور هادي، ندعوه الى تجاوز معوقات الازمات والحد دون انتشار الجماعات المسلحة التي تعبث بأمن الوطن واستقراره ، والتحرر من مشاريع التخلف ، والعنف ، و الطائفية ، والانطلاق نحو شراكة وطنية أوسع وأشمل تساعده على انجاح المهمة التي انتخبه الشعب بأغلبية غير مسبوقة من أجلها، والمتمثلة في تنفيذ مهام المرحلة الانتقالية ، التي يؤمل الشعب بنهايتها أن يلج الى عتبة جديدة تؤسس لبناء الدولة المدنية اليمنية الحديثة، التي خرج الشعب وثار وضحى من أجلها، وليس من أجل وعودة التقاسم بين خصوم الأمس – شركاء اليوم.

فالرئيس، وهو في موقع التهمة بالتقصير من قبل شركاء السلطة اللذين يطوقونه بالعوائق والقيود والضغوط ، مدعو الى تحمل المسئولية كاملة أمام الشعب وكل قواه الوطنية، والدول الراعية والمهتمة بالشأن اليمني ، وكذا الاسراع في اقالة حكومة \"الوفاق الحزبي\"، التي فشلت في مهمتها، وتشكيل حكومة \"وفاق وطني\" (تكنو - سياسية) تجمع بين المعايير السياسية الوطنية والمهنية الفنية، تشارك فيها الاحزاب بحجمها ولا تتقاسمها، وبحيث تكون المشاركة الأكبر للكفاءات الوطنية.


في الأحد 03 أغسطس-آب 2014 09:42:06 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=40166