الشهيد القشيبي إلى الرفيق الأعلى ..
د. محمد الشيعاني
د. محمد الشيعاني

ضـج الفؤاد بما يراه ويسمع , واشتد من وقع المصاب المدمع

 وبكت على المقدام كل قبيلة , حمت العهود وللبطولة تجمع  

وامتد نوح الطير في... أرجاءها , حزنا على وقع جليل يوجع

ما بالها صنعاء غضت طرفها , وتقهقرت والحرب فيها تقرع

 هذي جموع الغدر جاءت بابها , واستبسلت جبناً فليست تردع

أحلامها أن تستـرد ولايــة , ظنت بأن سرابهــا مسترجع  

دقت طبول الحرب في أنحاءها , وهوت على عمران كف تقطع

كف من الحزب اللعين تلطخت , بدماء من بالحق دوماً يصدع

قالوا هم الأنصار للمولى فمن , يا قوم يدرك ما يريد المرجع

أيريدها شيعية في أرضنا , فعلاما يقتل شيخها والرضع

وعلاما يزعم أنها سلمية , لا حــرب فيها بل سلام يصنع

   تبـا لمن جعلوا القرابة مركباً , للرفض والفعل الشنيع المفجع

آل النبي طهارة وكرامة , فضل ونبل أصلها والأفرع  

 ما أنتم رهط النبي وآله , كلا فما فيكم إليهم منزع

  أيكون من أهل النبي مخادع؟ , سفك الدماء فسيفه مستنقع

أيكون منهم مبطل في زعمه , أن الولاية للفقيه تشرع !!

وبأن من دانوا لغير وليهم , فالقتل والتنكيل فيهم يوضع .

  فالموت نادوا لليهود فما لهم , ساموا بني الإسلام قتلاً يفزع

 سلم اليهود من الوعيد وفعله , وسطا علينا ظلمه المتوقع . 

قتل القشيبي يالها من نكبة , منيت بها أرض الجزيرة أجمع

 قتلوه في شهر الصيام خيانة , وهـو الهمام المستميت الأشجع 

رزئت به أرض السعيدة ليتها , تدري بأن حوارها لا ينفع 

فاز القشيبي بالشهادة مقبلاً , قد كان يرجو الله فيها يطمع

مازال يجمع جيشه ويحثه , يا صحب أبواب الجنان ستشرع

ها قد أتى شهر الصيام فأقبلوا , فالخير كل الخير فيما تصنعوا

 فالله ينصر دينه ويعزنا , إن تنصروا الرحمن حتماً ترفعوا

فأجابه من حاشد أبطالها , همدان هـم أهل الوفاء الأروع

سقط الهمام مضرجا ً بدمائه , ما كان يوماً عن قتال يرجع

فلقد حمى تلك الجموع بجيشه , في ساحة الستين يوم تروعوا

نادوا فلباهم بصادق وعده , لا لن تضاموا فالمطالب تشفع

 حقن الدماء وذاد عن أرواحهم , وحماهم غدر المشير الأنقع 

سائل ربى عمران عن صولاته , لمـا بدا زحف الكتائب يطلع

اسقاهم كأس الحمام ولم يزل , جلداً على الهيجاء لما يقنع

ما ضره كيد العداة ومكرهم , فلكم أشاعوا عنه ما يستفظع

 حتى دنا وقت الحصاد وأقبلت , كف المنون بما لا يمنع

 فرقى إلى العلياء دون تردد , ومضى إلى السفر الأخير يشيع

وقضى على الجبهات فذا صامداً , لم يخشى موتاً كي يفر ويخنع

يا رب في فقد الشهيد عزاءنا , أن الفقيد إلى حمــاك  يودع

أكرمه بالحسنى وزوده الرضا , أمنه من فزع فأنت المطمع

 وأجعله في أعلى المنازل رفعة , أنت الرحيم ومن سواك سيرفع


في الخميس 24 يوليو-تموز 2014 06:33:46 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=40139