عنزة وإن طارت يا سيد ديمتروف !!
عبدالجبار سعد
عبدالجبار سعد
مأرب برس - خاص
شكرا لك يا سيد ديمتروف .. فلقد أعدت لنا ثقتنا بقوانا العقلية .. بعد أن كدنانفقدها ..
هل تتخيل يا سيد ديمتروف أن أصوات المعارضة أمثال الدكتور المتوكل .. والأستاذ محمد قحطان والأستاذ عبدالوهاب الآنسي والأستاذ محمد الصبري ..وغيرهم قد شككتنا في نفوسنا .. وشككتننا في بعثة الاتحاد الأوربي التي أشرفت على الانتخابات عام 2006م وقالت لنا أن 83%من العملية الانتخابية جيده وعددت لنا وقائع من اختلالات أو عوار كما أسميتها أنت لا ترقى لكي تخل بالنتيجة النهائية أو تشكل تزويرا منظما كما عبرت .. ولكن أصواتهم شككتنا بها وشككتنا بشهادات معهدكم والكثير من المراقبين المحليين والدوليين الذين حكموا بتميز التجربة الانتخابية في بلادنا وشككتننا في النتائج التي أعلنتها اللجنة العليا للانتخابات والتي كانت تتقاسم عضويتها أحزاب المعارضة مع الحزب الحاكم .. **** شككتنا أقاويلهم بكل هذا حتى أتت كلماتك لتعيد لنا الثقة بما نعلم ..فنسأل الله أن يجزيك عنا خير الجزاء !! وسأكتفي بهذه الدعوة فإنها من أفضل الدعوات التي ندعوها لبعضنا ولغيرنا نحن الذين نسمي أنفسنا بالمسلمين وأرجو أن لا يكون بها بأس في نظر حاخامات المشترك !! ..
****
يا سيد ديمتروف نحن ضعفاء في بلاد ترتفع فيها أصوات الغزاة المستبيحين لأوطاننا وسيادتنا وقيمنا وترتفع أصوات قواديهم الذين لا يرعون لأوطانهم حرمة ولا يعرفون لشعوبهم حقا ولا يحتفظون لقيمهم بأدنى قداسة كما تفعلون أنتم في الغرب ..  ونحن ضعفاء لأنه في بلادنا لا يسمع لأي صوت حق يواجههم ويواجه إفكهم ومكايداتهم الوضيعة مثل صوتك الكريم .. يا سيد ديمتروف .. لقد تنفسنا الصعداء حين قرأنا كلماتك الصادقة .. ومن حسن حظك أنك لست يمنيا ولا عربيا ولا مسلما وإلا لوصمتك المعارضة بالكذب والدجل والتزوير .. ولو كنت تتقاضى راتبك من معارضتنا أو لو كان لهم رأي في صرف حقوقك ـ كما لك رأي في صرف استحقاقاتهم ـ من المانحين المشاركين في تمويل المعهد الذي تديره .. لحرموك كل حقوقك وتركوك تتضور جوعا حتى الموت جراء مجاهرتك بالصدق الذي تجاهر به .. وكذلك هم يفعلون حتى مع الصادقين من أحزابهم ..
 
****
يا سيد ديمتروف إنهم يمتهنون الكذب .. ويتاجرون به ويريدون أن يسوقوه على الجميع .. وقد سرَتْ عدوى هذه الحالة لكل الصحفيين والكتاب القريبين منهم إلا القليل الذين رحمهم الله فلا يكاد أحدهم يكتب كلمة حق واحدة  وذلك حتى لا يتهم بالعمالة والخيانة .. وفوق ذلك فهم لا يسكتون عن قول الكذب والدجل والتزوير للحقائق وتضخيم الوقائع الصغيرة للوصول إلى ما يريدون من الإساءة لشعوبهم وحكوماتهم التي انتخبها الناس على مرأى ومسمع الجميع بقواعد اللعبة التي اتفق عليها الجميع وإثارة الرأي العام العالمي ضدها لتبرير التدخل في شئوننا حتى ينتهوا بنا لحال كالعراق الذي ترونه أمام أعينكم .
 *****
يا سيد ديمتروف ..لا تستغرب موقف الأستاذ جمال عامر الذي كان يحاورك ويحاول أن ينتزع منك إدانة لانتخابات المحافظين ويلغي استنكارك لمقاطعة المشترك لها ولا ينبغي أن تلومه فهو معني بالإنكار على كل كلمة مدح للسلطة حتى لو كانت حقا مثلما هو معني برفض أي انتقادات أو إنكار على المعارضة لمواقفها مهما كانت مختلة و باطلة ولو لم يفعل ذلك لوصموه بأنه مرتد ولكسدت بضاعته للأسف في الوسط الذي هو فيه .. وأنت في الواقع لم تغب عنك هذه الحقيقة ولكنك كنت حاضرا مع الحق والصدق الذي تحترم نفسك لأجله وتعيش به ونحترمك نحن لأجله ويحترمك كل صادق من أبناء شعبنا ..
****

ربما لم يصدق الأستاذ جمال أنه يخاطب بيتر ديمتروف مدير المعهد الوطني الديمقراطي حين أسمعته قولك المروع ..  "النقطة المهمة في هذا الأمر أننا نعتبر أن الانتخابات غير المباشرة التي تمت في انتخابات المحافظين ليست إلا محصلة نهائية لانتخابات 2006م والتي نرى أنها انتخابات شرعية وأفرزت نجاحاً كبيراً وساحقاً للمؤتمر الشعبي في المحليات باعتبار أن القوى السياسية الأخرى ركزت كل مواردها وقدراتها على الجانب الوطني العام في الانتخابات الرئاسية وأهملت الجانب المحلي وقد يكون هناك بعض الاختلالات والعوار التي انتابت الانتخابات من هنا وهناك ولكن لم تحدث عملية تزوير منظمة ولهذا اعتبرنا انتخابات 2006م انتخابات شرعية وما نراه أن انتخابات المحافظين ماهي إلا انعكاس لانتخابات 2006م ومن هنا جاءت شرعيتها وقضية أن المؤتمر الشعبي العام خاض الانتخابات لوحده فذلك لأنه نال الفوز الساحق وكنا نريد من القوى السياسية الأخرى أن تشارك في المعترك الانتخابي سواء جاءت الصلاحيات قبل الانتخابات أو ستأتي بعدها ومهما يكن الأمر فإن المشاركة بالانتخابات عملية مهمة من أجل تطور العمل الانتخابي " لقد فاجأته بكلماتك يا سيد ديمتروف مثلما فاجأتنا لأن إخواننا في المعارضة حتى من قبل انتخابات عام 2006م حكموا وقالوا للجميع بأنها مزورة وظلوا على ذلك وهذا ما يكررونه حتى أنسونا وأنسوا الأستاذ جمال الحقيقة كما قلت لك ونحن ضعفاء يا سيد ديمتروف!! .. !!!
****
يا سيد ديمتروف نحن الذين لسنا في "عير السلطة " ولا في "نفير المعارضة " ومع ذلك نوافقك بالكلية على كل كلمة صدرت عنك .. وهذا على التحقيق هو موقفنا نحن معك في قولك .. " أعتقد أن المطالب الشرعية للناس بلقمة العيش والعمل الكريم تمثل المادة الخام لأي قوى سياسية في العالم، الأحزاب يجب أن تتبنى مطالب الجماهير وتعكسها في صورة سياسية" ونحن معك يا سيد ديمتروف في قولك .. " ومسألة النزول إلى الشارع للدفاع عن المعتقلين أمر شرعي للمعارضة لكن ينبغي للأحزاب أن تعمل ضمن الإطار السياسي للوطن باعتبار أن الأحزاب تختلف بالسياسات ولكن تتفق في مسألة حماية الوطن والنظام السياسي للبلاد وقضية ارتفاع دعوات من هنا أو هناك تنادي بالانفصال يجب أن يكون للأحزاب موقف واضح منها باعتبار أن هؤلاء الناس يمثلون قلة قليلة وأعتقد أن الصوت الغالب في اليمن هو الصوت الوطني الوحدوي الواحد" ونحن معك أيها الإنسان الكريم في قولك " ومطالب الجماهير تمثل ماء الأحزاب وخبزها وفي هذا المضمار الأحزاب قد تختلف فيما بينها حول السياسات ولكن يفترض أن تتفق على وحدة الوطن وسلامته وتضامنه السياسي باعتبارها القواعد الأساسية للعبة السياسية الديمقراطية لأن الأحزاب حين تحاول أن تضعف وطنها أو تضامنها فإنها تضعف نفسها وعندما تبدأ تحمل معاول الهدم فكأنما هي تقول للناس ليس هناك أمل لا فينا ولا في الآخرين فهي تهدم نفسها والآخرين" ومعك يا سيد ديمتروف وأنت تعطيهم دروسا في الحكمة والوطنية و تقول .. " وحينما تبدأ المشاكل في صعدة وتمتد لتكون على بعد 7 كيلو من العاصمة صنعاء فهذه الأمور تستدعي أن تجتمع الأحزاب ويكون لها موقف تجاه ما يجري.. أن تتعرض مؤسسة الجيش لهجوم هنا وهناك وقتلى من الجانبين ينبغي أن ترفضها كل القوى السياسية باعتبار أن مؤسسة الجيش ليس ملك المؤتمر الشعبي أو ملك أي طرف، هي مؤسسة كافة الأحزاب باعتبار انها مؤسسة وطنية ولا بد أن يكون لديها موقف واضح حينما تكون الأخطار محدقة بالوطن." ولعلك تعلم أن النظام ممثلا بالمؤتمر الشعبي العام الحاكم هنا قال مثل هذا الكلام للمعارضة .. فنفروا منه جميعا كما تنفر الحمر الوحشية وقالوا نرفض الحوار المشروط..!! ولكننا نحن البسطاء معك يا سيد ديمتروف و ذلك لأن حديثك حديث مؤمن بالحق الذي جاء على لسان روح الله سيدنا يسوع الناصري وكل الأنبياء عليهم السلام أجمعين وكل المصلحين من بني البشر بمختلف مللهم ونحلهم والذي يتفق عليه سائر البشر الأسوياء ولا يحيد عنه إلا المفتونون والمنحرفون عن الفطرة التي فطر الله الناس عليها من ذوي المآرب الدنية .  فلله درك أيها المؤمن الإنسان ..
 
****
لقد أنكر عليك الأستاذ جمال دفاعك عن حق المؤتمر باعتباره صاحب الأغلبية المنتخبة ديمقراطيا في إدارة انتخاباته للمحافظين في أوساط حزبه وقال   "أعتقد أن السلطة والمؤتمر لم يستميتا بالدفاع وتبرير ما حدث في انتخابات المحافظين مثلما تفعل أنت " ولم ينتظر ردا على هذه ولكنه قالها لأنه لا يمكن أن يقبل شهادة مجانية بشرعية المسار وينشرها في سوق المعارضة فلن تنفق مثل هذه البضاعة بدون تحوير أو إنكار على الأقل وأنت لم تتركه ينصرف قبل أن تضحك في وجهه كما نقل لنا هو عنك وتوضح له ولنا الأمر أكثر وبشكل مزلزل مرة أخرى حين قلت ..  "أخبرك شيئاً .. تعتقد كثير من القوى والناشطين السياسيين في اليمن أن الأمور تجري بمثالية في الدول الأخرى وأقول بصراحة إن ما يحدث في كندا وفي الولايات المتحدة هي سياسات قذرة بين الأحزاب وما يجري هنا في اليمن أنكم تتحدثون عن حوار سياسي ولقاء الحزب الحاكم بالمعارضة ويحدث نقاش للوصول إلى حلول مشتركة وهذا الأمر لا يحدث في دول أخرى وفي كندا مثلا حينما نكون حزبا حاكما لا نلتقي بأحد ولا يوجد لدينا حوار عفوي تلقائي غير رسمي وكل هذه الحوارات تتم تحت قبة البرلمان الذي يعتبر المؤسسة الحوارية الوحيدة." وحتى لا تخرج منتصرا عليه وعلى المعارضة في هذه المنازلة و بالضربة القاضية رد عليك الأستاذ جمال..  "ربما لأنه في كندا يحصل الحزب الحاكم على الأغلبية الحقيقية دون تزوير في الانتخابات ولذا يتصرف بهذه الصورة كونه الحزب الشرعي"
*****
أما أنت فقد آثرت الصمت وكم كان صمتك بليغا مثل كلامك يا سيد ديمتروف ..وقد ذكرني صمتك هذا بقصة من تراثنا الشعبي تقول أن أحدهم رأى غرابا من بعيد وظن أنه عنزة فقال له صاحبه بل ماتراه غرابا يا صاحبي .. فلم يقبل بقوله بل رد عليه مجادلا بأنها عنزة !!.. .. ثم حدث أن ذلك الغراب طار من مكانه ورآه صاحبنا محلقا فوق رأسه قال له أرأيت أنه غراب لقد طار الغراب ..طار !! فما كان منه إلا أن التفت إليه وبكل إصرار وعناد قال له "عنزة وإن طارت "!!فصمت صاحبنا صمت الحكماء!! لا يزال لدينا الكثير مما نقوله لك يا سيد ديمتروف فكلامك يدل على أنك رجل حكيم .. تحترم قناعاتك .. وتعرف من حولك .. ولا تستخفك الدعاوى ولا الجهالات مهما عظمت فشكرا لك .. ولك منا التقدير الجزيل نحن الذين لن نجادل ولن نماري في باطل ولن نقول

" عنزة وإن طارت يا سيد ديمتروف " فلقد علمنا مثلك أنه غراب ..!!


في الأربعاء 18 يونيو-حزيران 2008 12:33:26 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=3859