قراءة في خلفية المشهد اليمني: دور التنظيم الامامي السري
عبد العزيز النقيب
عبد العزيز النقيب

توطئة لابد منها:

انا لست ضد الهاشميين كعنصر و الذي حبهم عندي عبادة لله و لكني ضد التنظيم الامامي السري.

المقال:

من يظن ان من يقود المليشيات التي تعرف بالحوثيين هو عبدالملك الحوثي و مجلسه السياسي فهو واهم...انهم مجرد جناح عسكري لتنظيم قوي و قديم أنشىء بعد المصالحة الوطنية و عودة الملكيين للاندماج في نظام الجمهورية و هذا التنظيم مهمته أعادة الملكية باساليب مؤامراتية من داخل النظام ذاته و كان شبه معلن في فترة الرئيس الارياني و عند صعود الحمدي للحكم حاولوا السيطرة عليه الا انه تخلص من سطوتهم و حجّمهم و اجبرهم للعمل تحت الارض و رغم ادعائهم انهم كان على وفاق مع الحمدي  إلا أن الواقع السياسي يقول غير ذلك و من ذلك تأسيس الحمدي للمعاهد العلمية التي نسفت قواعد تواجدهم الاجتماعية في الشمال و عند قدوم الغشمي حاول أحدهم و هو الضابط زيد الكبسي أغتيال الرئيس الغشمي و رغم محاولتهم تبسيط الاغتيال و شخصنته و تسطيحه و ساعدهم في ذلك مقتل الكبسي في الحال عندما افشل محاولته الرئيس الغشمي شخصيا و تصدى للمعتدي و رفع يده الى الاعلى و اجبره على اطلاق النار في الهواء و عاجله مرافقي الرئيس بزخات من رصاص رشاشاتهم و فشلت المحاولة و أصبح العداء بينهم و بين الرئيس الغشمي مفتوحا حتى أغتيال الرئيس الغشمي في ظروف غامضة بقيت سرا لليوم و يعتقد على نطاق واسع أن التنظيم الامامي السري كانوا من هم الروافع التي اعتمد عليها المخلوع علي عبدالله صالح في الوصول للحكم و من ثم السيطرة المطلقة عليه و تعامل معهم المخلوع كتنظيم شبه معلن و ادرجهم في المؤتمر الشعبي العام الذي ما زالوا فيه للان و عمد علي صالح للالتفاف على اللواء يحيى المتوكل رئيس التنظيم في حينه و قام بإنشاء حركة الشباب المؤمن بغير علم المتوكل و لا موافقته في مسعى من المخلوع لاعادة توزيع التوازنات داخل التنظيم الامامي بما يزيح المتوكل كوريث للعرش الإمامي و تحويل هذه الوراثة لعائلة هاشمية مغمورة من ال الحوثي لفتح باب الصراع على الزعامة و الامامة المشهور به الهاشميين تاريخيا و ليمهد طريق دار الرئاسة لاحمد علي و كان له ذلك و لما تكشّفت الامور للواء المتوكل غضب و واجه المخلوع و انطلق ليقوم بردة فعله و لم يستطع فعل شيء لان أمر تصفيته صدر قبل مغادرته لقاء الرئيس في عدن الى صنعاء على طريق لحج في حادث غامض لم تستطع حتى لجنة خبراء شركة تويوتا المستقدمين من اليابان خصيصا للتحقيق في الحادثة فك طلاسمه.

لقد دفع المتوكل حياته ثمنا لوصول احمد علي للرئاسة كما دفع ثلة من الحرس القديم حياتهم كثمن لابد منه و كما سيدفع عشرات الالف من الشباب حياتهم لكي لا يصل احمد علي لدار الرئاسة بعد ذلك و قد كان للثوار ما ضحوا من أجله.

 

و ها هو التنظيم يكاد يسفر عن وجهه في دعم مطلق و واضح لجناحهم العسكري المسمى الحوثي و الذي يحرص التنظيم على تسميته أنصار الله ....للعلم فعناصر كثيرة من التنظيم موجودة في جميع مفاصل الدولة و الجيش و الامن و القضاء و الخارجية و البعض يعتقد انهم مافيا فساد او تجارة مخدرات او انهم ماسونية و الحقيقة انهم يمارسون كل ما سبق و لكن لمصلحة التنظيم ...قد يتسأل البعض لماذا لم يكتب عن التنظيم غيري ...لنفس الاسباب التي يتجنب الناس الكتابة عن المافيا في ايطاليا و عن تجار المخدرات في كولمبيا و عن التنظيم الماسوني في اوربا ...انها السطوة و السيطرة و النفوذ الذي يمكن ان يؤدي بالكاتب الى الجحيم و حتى و ان لم يقتل!


في الخميس 26 يونيو-حزيران 2014 09:26:05 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=30055