اكتشاف مزيدا من النفط والغاز ليس المعيار.
أحمد محمد الزايدي
أحمد محمد الزايدي

عقولنا هي ثروتنا فان استخدمنا عقولنا سنستفيد من كل مواردنا الاقتصادية ..

و حقول النفط بآبارها وما تعطيه من أموال متدفقة من تحت اﻷرض لم تنفع , فقد شاهدنا ذلك وقد مرت تجارب عديدة ..

فنحن في ارض الخير والثروات والحضارة والنفط. عانينا الكثير بسبب وجود النفط.. وكما ذكر د -م ر اد الص و ادقي. في احد مقالته...

فكذلك باسباب النفط فقد تم اقصائنا وحرماننا من حقوقنا .. وهذا النفط قد تتسبب في تنمية الفقر ونشر اﻷمية وتعزيز سياسات الظلم والقهر واﻹستبداد واﻹحتكار وتهجير الناس وقتلهم , وإدامة مقومات شركات وتجار السلاح وغيرها من المؤسسات التي تستخدم إنتاجها لتدمير أبناء بلاد النفط..

والدليل أن الدول النفطية العربية لم تتقدم معظمها ولم تعاصر ولم تبتكر مشاريع تنفع الناس , وإنما أدخلت البلدان في حروب طاحنة ذات خسائر فائقة على جميع المستويات وفي كافة الميادين والمجاﻻت. فماذا قدمت لنا حقول نفطنا؟ إن وجود النفط يؤدي إلى تبليد العقول وإطﻼق النوازع الشريرة في أعماق البشر ويدفع إلى الجشع واﻹحتكار وإستلاب الحقوق , ﻷن النفط أسود كقلوب بعض الناس .. والنفط يحترق ويطلع منة الدخان....

وﻷنه داء في مواطنه وطاقة حضارية في مواطن أخرى. إن المجتمعات التي تقدمت وعاصرت وسبقت هي التي إستثمرت حقول العقول وليس النفط وبعقولها تمكنت من إمتلاك مصادر الطاقات كافة .

بينما الدول النفطية العربية وعلى مقدمتها اليمن قد بعثرت وبددت مواردها النفطية وأودعتها في الخارج واحرمت الشعب من حقه فيها. فلم تستثمر في بلادنا ولم تبني المؤسسات البحثية والتنموية والتعليمية والمدارس والجامعات وغيرها من ميادين التقدم واﻹستثمار والحياة .

وإنما صارت موارد النفط سببا أساسيا للفساد والقهر واﻹستعباد والتناحر . إن الثروة الحقيقية في العقول وليس في الحقول ,

وهناك أدلة على ذلك على مدى القرون والاعوام الماضية وﻻ زلنا نعاني حتى اللحظة.

فلو إمتلكنا مخزونات اﻷرض النفطية بأسرها نبقى أكثر المجتمعات بؤسا وتخلفا ﻷننا ﻻ نستثمر في حقول العقول وﻻ نرعاها وإنما نحاربها ونعاديها وننال منها . فالعقل ﻻ يتفق واﻹستحواذ على عائدات النفط ﻷنه يدعو للبناء والتقدم والرخاء , والنفط يدعو للإستبداد والظلم واﻹحتراق وهو أساس الخراب والبلاء . والعقل أساس اﻹبداع والنماء .

فهل سنستثمر في حقول عقولنا لكي نتمكن من اﻹستفادة من حقول النفط؟

أم سنبقى نرفع رايات العدوان على العقل والحياة؟

وأن اكتشاف مزيدا من النفط والغاز ليس المعيار او العامل الذي سيساهم في أمننا واستقرارنا وحياتنا وغنائنا وفقرنا وعزتنا وكرامتنا !..

الثروة الحقيقة بيد أبناء هذا البلد وعقولهم ونيتهم الصادقة في أخراج وطنهم الي النور .. وتصفية قلوبهم من العنصرية والمناطقية والكراهية والحزبية والطائفية .. ومنع العبث بكل مقدرات البﻼد واهلها ..

وليس هناك اي مستحيل والشعب يريد الحياة ويشق طريقة بين الصعاب .. وهو الثروة الحقيقة ..

ويجب ان نعلم جيدا : ان الثروة النفطية تنضب أما الثروة البشرية فسوف تدوم والدائم الله وحدة..

وان الثروة الحقيقية لليمن ليس النفط فهو سينضب يوما ولكن الثروة الحقيقية هي العقول والكفاءات اليمنية التي تحتاج الى بيئة نظيفة حتى تتمكن من العطاء والبقاء في الوطن لخدمتة...

هناك دول لا يوجد لديها نفط ومن افضل الدول تقدما وتطورا لانهم قاموا بدل الحفر للحقول .. قاموا بالحفر في العقول..

و بدل ان يقوموا بالحفر في اﻻرض بحثا عن ما في باطنها من ثروات طبيعيه،

فقد حفرو في استخراج مواهب وطاقات الشعب .. وشجعو علي اكتشاف المواهب والقدرات العقليه والبشريه.. لن المواطنيين هم الثروة الحقيقه.


في السبت 21 يونيو-حزيران 2014 09:10:30 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=30045