وا أسفاه على كأس العالم
أحمد غراب
أحمد غراب

تمنيت ان اليمن من دول أميركا الجنوبية لا لشيء إلا لأتمكن من مشاهدة مباريات كأس العالم مجانا.

اذا وفرت الكرت وجهاز الستالايت من فين بتوفر الكهرباء ؟

فكيف يكون الحال حين تكون في شدة فقرك وطفرك ما عساك تصنع ؟

اتقلد ذلك الأحمق الذي سار يشتري ستالايت ولما سألته أمه من فين جبت الفلوس قال بعت التلفزيون ؟!!!

اوروبا تبث للأوروبيين مجانا والبرازيل تبث لأميركا الجنوبية والشرق الاوسط وشمال افريقيا " مشفر وبفلوس ".

اتذكر زمان أيام كان بث كأس العالم يصل الى كل دولة في العالم وتستمع فيه الشعوب الفقيرة وتشعر بحالة نشوة رياضية كنا ننتظر بشغف متى يأتي كأس العالم ونتابعه بمتعة لا نظير لها, أما اليوم فالمتعة الوحيدة التي كانت متوفرة لفقراء العالم اصبحوا محرومين منها واصبحنا في جحيم لا يطاق من الصراعات السياسية دون أي فاصل رياضي.

في نهائيات إيطاليا 1990م وصل مشجع برازيلي إلى تورينو بعدما اجتاز مسافة 1558 كيلومتراً وهو يركل كرة قدم.

مع الأسف تحول كرة القدم الى تجارة افسد متعة وشعبوية هذه اللعبة وجعل كرة القدم سلعة كأي سلعة يطالها ارتفاع الاسعار فلا يملك الجمهور إلا الاستغناء عنها أو الاكتفاء بما يتسرب اليه من رائحتها.

الفريق الجزائري هو ممثل العرب في البرازيل وما ألاحظه من خلال التعليقات في تويتر وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي هو أننا كعرب بطبعنا مهزومين نفسيا قبل أن نكون رياضيا أو سياسيا أو اقتصاديا

ويفترض في كل الاحوال أن نتمتع بارتفاع المعنويات أيا كانت التجارب السابقة التي رسمت في أذهاننا أن الفريق العربي أي فريق عربي سرعان ما يخرج من المونديال.

في نهائيات كأس العالم في إسبانيا سنة 1982م، وفي لقاء مع الحارس الألماني الشهير ( هارالد شوماخر ) وقبيل مباراة الفريق الألماني مع المنتخب الجزائري . سُئل الحارس الألماني عن أمل المنتخب الجزائري في الفوز فقال : لو فاز المنتخب الجزائري فسوف أحزم حقائبي وأرجع إلى بلادي ولن ألعب كرة القدم بعد اليوم ، ولكن حدثت المفاجأة وفاز المنتخب الجزائري ولم ينفذ شوماخر كلامه.

نحن كجمهور عربي شغوف بكرة القدم نحلم بانتصارات متوالية تخرجنا من جحيم الواقع السياسي والاقتصادي الذي نعيشه في بلداننا.

وأتذكر هنا نشوة وعشق جماهير نابولي للاعبهم الأسطورة مارادونا في عصره الذهبي اذ بلغ من درجة انبهارهم بلاعبهم انهم ذهبوا لمقابر مشجعي الفريق وكتبوا على قبورهم جمل كثيرة منها " أين ذهبتم لقد فاتكم الشيء الكثير ".

اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي

اللهم ارحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين.

* نقلا عن الثورة


في السبت 14 يونيو-حزيران 2014 09:50:31 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=30006