الكبار والصغار ..
عبدالجبار سعد
عبدالجبار سعد

مأرب برس – خاص

يظل الكبار كبارا .. حيثما كانوا وأينما حلوا والصغار يظلون صغارا حتى لو وضعوا لأنفسهم أوضع لهم غيرهم عكازات تطيل قاماتهم من الألقاب والوجاهات والأموال .. والتلميعات لتوهم الناس أنهم كبار ا..

  الصغار يظلون صغارا ..

أعرف من الصغار الكثير تجدهم في كل منتدى وفي عناوين كل صحيفة وداخل كل بوق .. وفي مقاهي النت وفي حانات الفنادق ..مختبئون و ينشرون أنفسهم كالأوبئة ويكررون نفس الأقوال الموبوءة ويصدرون نفس النعيق ..ويطلبون لأنفسهم بنشوة ونهيق .. "ثورة البرتقالة!!" ..

وأعرف من الكبار الكثير إذا نطقوا أسمعوا .. يحملون همَّ كل من دونهم ولا يحمل همهم إلا الكبار أمثالهم يتسامون على من يذمهم ويعفون .. لا يفرحهم مديح متزلف يدعي إتباعهم إن لم يكن يحمل قيمهم ..يقتتلون فيما بينهم وهم كبار ويصطلحون وهم كبار ويفترقون ويجتمعون وهم كبار أيضا ..

من هؤلاء الكبار مثلا ..

• علي عبد الله صالح

• علي سالم البيض ..

• عبد الرجمن الجفري ..

• هيثم قاسم طاهر ..

لماذا أختار الآن وفي هذا السياق هؤلاء الأربعة مع أن غيرهم من الكبار كثير .. فاليمن والحمدلله ولادة وليست عقيمة .. ربما أدري ويدري معي من يتابع لماذا عماقريب ..

سأنتقي كلمات أحدهؤلاء الكبار لكي أواجه بها أقوال الكثير من الصغار وعلى من يتابع معي هذه الانتقاءات أن يعلم أنني تجنبت ذكر أسماء الصغار ليس لكثرتهم ولكن لأن أقوالهم تفضحهم ولان مايقولونه يتكرر على ألسنة صغار مثلهم كثيرين .. ولكن كلمات الكبار يصعب على الكثير أن يقول مثلها أو حتى أن يرددها على الأقل لأنها كبيرة مثلهم ولا يقولها إلا كبير ..ودعوني لا أطيل ..وأبدأبماأردت قوله . 

يقول الصغار وكأن اليمن بملايينها التي تختارحكامها يتيمة قاصرة و كأن هؤلاء االصغار هم القائمون عليها يقولون وبلاحياء ولاخجل يرون أن على الرئيس اليمني الذي اختاره شعبه والذي إسمه علي عبد الله صالح أن ينقذ اليمن ويتخلى عن السلطة التي قلدنا ها إياه نحن شعب اليمن مختارين ويسلمها إليهم ـ بالتأكيد ـ كي يسلمونها للسفير الأمريكي يوزعها على فلولهم الظامئة إلى الحكم والصابرة على مرارة فقدانه كما فعل مع أخد انهم البرتقاليين في العراق ..

أجل ( هكذا يقول الصغار ) تماما كما كان يقول أبوهم بوش الصغير للرئيس المؤمن صدام حسين عشية اجتياح العراق ..

أما الكبير الأستاذ عبد الرحمن الجفري .. فيقول ردا على هذا القول بكلمات هي ..

 "الرئيس أنسب شخص.. "

وحين يسأله سائل على أي أساس بنيت هذا الرأي عن الرئيس يجيب . وبثقة وثبات وباستبصار وحكمة وإدراك ...فيقول ..

"بنيته على قراءتي لموازين القوى في البلد، على حسابات أمن البلد. أنا لا ألعب على عواطف الناس. أنا واضح وأعرف أن هناك معترضين على سياسات الرئيس. أنا معترض على كثير من سياساته، لكني أقول إن هذا الرجل هو الأنسب لتأمين بلادنا في هذه المرحلة، ومن لديه بديل فليقل لي من هو الأنسب؟ سألت الأستاذ الفاضل محمد عبدالملك المتوكل، وأنا أحب هذا الرجل ولا أحد في السلطة يحبه، لنفترض أنكم فزتم في الانتخابات الرئاسية ماذا ستعملون؟ فأجاب على سبيل الدعابة: سنهرب. وهو لديه حس سياسي عال. لا أقول إن اليمن ليست ولادة للرجال، لكني أقول إنه في الظرف الحالي، الذي تحكمه موازين القوى الحالية، هل لدى أحد من المرشحين من لديه القدرة أكثر على قيادة المرحلة؟ "

والصغار يقولون..

إن التعديلات المقترحة من الرئيس إلتفاف على مطالب الشعب وعلى وثيقة العهد والاتفاق ..

وحين يسأله سائل لكثير من القيادات الجنوبية وكثير من قيادات الأحزاب موقف ضد المبادرة التي تقدم بها الرئيس، ومع وثيقة العهد والاتفاق.. أنت لك موقف مختلف: تعتبر أن ما يطرح الآن، سواء في مبادرة الرئيس أو غيرها، متقدم على وثيقة العهد والاتفاق..

- (يرد بثقة وحزم فيقول )

"متقدم عليها بكثير.."

وحين يسأله نفس السائل برأيك ما سبب تمسك هذه القيادات الجنوبية وبعض القيادات الحزبية بوثيقة العهد والاتفاق؟

يرد عليه ببساطه إنهم ..

( لا يقرأون )

أجل إنهم لا يقرأون ولكنهم يظلون ينعقون وينهقون كمثل الحمير تحمل أسفارا .. 

يتابع الكبير فيقول

"أنا كاتب أسس الوثيقة وليس غيري. وهذا ليس تبجحاًً أو مدحاً شخصياً. الأستاذ عمر الجاوي كان عنده الشجاعة أن يقول هذا الكلام ويعترف به في صحيفة التجمع. وثيقة العهد والاتفاق أنا عارف اللي فيها وعارف الخلاف اللي صار بيننا وبين السلطة حولها"

ويقول

"التعديلات الدستورية شاملة اليوم موضوع الحكم المحلي كامل الصلاحيات، الذي طرحناه في شكل قانون أو مشروع قانون عام 97،

- الرئيس فيه ذكاء يُغبط عليه ممن يوده، ويحسد ممن لا يوده. بعد الانتخابات بقليل؛ دعا الرئيس إلى اجتماع مع المجالس المحلية الجديدة لعدن ولحج وأبين والضالع، وقال إن توجهه هو تحويل المجالس المحلية إلى حكومات محلية؛ أي أنه سبق موضوع انتخاب المحافظين وتعداه بكثير: قال إن ذلك التحول سيتم في 2010، بحيث ستنتقل جميع الصلاحيات المركزية إلى الحكومات المحلية، ولا يبقى في المركز إلا الصلاحيات السيادية، وهذا الكلام أعتقد أنه أخطر وأهم وأجمل ما قاله علي عبدالله صالح في تاريخ حياته السياسية؛ لأنه تغيير في مفهوم الحكم وقبول في تغيير مفهوم الحكم من رئيس دولة."

" ما يجري قد تجاوزناه. أنت حينما تقرأ قانون السلطة المحلية اليوم ستجد أنه متقدم عن قانون الحكم المحلي، الذي وصلت الأحزاب إليه في 1997. إشكاليتنا أن لا أحد يقرأ، وإذا قرأنا نقرأ العناوين، وأنت تعرف أن العناوين قد تكون متوهة."

ويقول صغار فيما نسميه جنوبا .. إن الاستعمار اليمني للجنوب العربي يجب أن يزول عنه

ويقولون كثيرا مثل هذا ..ويقول صغار فيمانسميه بالشمال ..

إذا لم نقف مع مطالب الجنوبيين فإن الوحدة في مهب الريح ..ويقولون كثيرا مثل هذا 

و الكبير الأستاذ الجفري ..يرد على هذا وذاك ..

"في واقع الأمر بدأ في مصطلح الحركة الوطنية في الجنوب، يطلق الجنوب العربي على اليمن الطبيعية بكافة أجزائها ونواحيها". هذا سنة 56 ألقاه رئيس الرابطة في نادي الطلبة الكويتيين.بالقاهرة "

"فحدود الجنوب العربي إذن هي المملكة العربية السعودية شمالاً وبحر العرب جنوباً والخليج العربي شرقاً والبحر الأحمر غرباً، وبذلك يشمل الجنوب العربي، المملكة اليمنية المتوكلية، وعدن وما يسمى بمحمياتها الشرقية والغربية وعمان". (ويضحك)..

ويقول معلقا على بعض الأحداث الدامية .. التي أحدثها الصغار

"لم يكن هناك داع لما حصل في المنصة في ردفان، فالحكاية كانت بين مسؤول والناس: أحد المسؤولين الكبار، في 13 أكتوبر، قال لعدد من المنظمين لاعتصام المنصة: با ألبس ثياب نسوانكم إن بكرة عملتوها [يقصد تنظيم المهرجان].. ردوا عليه: واحنا با نلبس ثياب مرتك إذا لم نعملها. بدأت هكذا. في حضرموت لم يكن داع للضرب. نفس الشيء في الضالع: أطفال وشباب رموا سيارة مدير الأمن بالحجارة، فنزل يضرب رصاص! لا أريد أن أوجه التهم على أساس شمالي جنوبي، مع أن هؤلاء جنوبيون: اللي قتل في الضالع جنوبي، واللي تحدى جنوبي، واللي أمر بإطلاق النار في حضرموت جنوبي، لكن المواطن العادي يرى السلطة في اللي فوق."

أخيرا فإن هذا الكبير يقول ..

"هناك خطان يجب أن يسيرا معاً في الحل: الخط الأول؛ المظالم يجب أن تعود إلى أصحابها أينما كانت: أراضي الناس، ممتلكات الناس، حقوق الناس الوظيفية، يجب أن تعود. الخط الثاني الشروع الفوري في عملية الإصلاحات الشاملة. دون هذا حتى لو أطفأوا نيران المظالم ستبقى نيران أخرى مشتعلة في اليمن."

"كلما سيمشي الرئيس في هذا الطريق ( طريق الإصلاح من خلال التعديلات الدستورية المقترحة ) أكثر، وأسرع وأسرع وأسرع، وأنا أركز على أسرع، سيتحقق هدفان: 1 - المعترض لن يلحق. 2 - ستمنع مصائب أكبر للبلد كله. والبطء سيمكن المعترض من حزبه [الرئيس] أو من أحزابنا نحن المعارضة، من أن يعيق [ذلك التحول]."

وسيسمع الرئيس هذا القول بإذن الله وتوفيقه كي يظل كبيرا .. وكي يخرس أصوات الصغار وسيقرب الكبار أكثر ويقصي الصغار .


في الأربعاء 12 ديسمبر-كانون الأول 2007 07:22:21 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=2972