بمسوح الرهبان أو بقرون الشيطان ..!!
عبدالجبار سعد
عبدالجبار سعد

مأرب برس ـ خاص

البيان الذي أصدره العميد النوبة .. والذي يمثل المتقاعدين من الجيش والأمن في دولة الشطر الجنوبي من الوطن اليمني الغابرة .. والذين وقعوا ضحايا دعاوى الانتصار في حرب 94 م .. هذا البيان الذي دعى لاعتصام يوم الثاني من أغسطس الجاري كان ثلاثي الأبعاد.. والتوجهات والغايات ..

فمن حيث المبدأ فإن تصفية آثار حرب 94م هو مطلب كل الأخيار في اليمن .. وقد كتُب وقيل الكثير حولها منذ عشية الانتصار الموهوم وحتى الساعة .. وبالتالي فنحن نشهد أن هذه المطالب هي مطالب مشروعة ومن واجب كل أبناء اليمن أن يتضامنوا معها بقوة .. لمحو الاستئثار الذي ظهرت به ثلة من مدعي النصر في حرب بين المؤمنين بتبريرات تكفيرية ساقطة من أساسها أ وبغير تبريرات .

المهم في الأمر إعادة كل المسرحين والمبعدين والمتقاعدين بغير حق .. إلى وظائفهم مكرمين ومعززين ومحاسبتهم بكامل مستحقاتهم وتعويضهم ماديا وأدبيا .. عن كل ما عانوه طوال الفترة الماضية .. ولو لم يكن هذا التعويض إلا على حساب بيع ومصادرة آخر مغنم من غنائم أدعياء النصر في 94م الذين أكلوا الأرض ومن عليها ولم يأبهوا بمن حولهم من المستضعفين ولا علموا أن لله أولاً وللمؤمنين ثانيا غضبة .. تعيد الرشد لمن فقد رشده مهما طال أمد الهمود والخمود ..

هذا الكلام قلنا ه بعد أن وضعت الحرب أوزارها وجادلنا حوله المدعين ,, وكررنا ه ولا نزال نكرره .. إن آثار حر 94م يجب أن تزول ويجب أن يعاد المشردون والمتضررون من هذه الحرب بمايليق بهم من عزة ورفعة وسمو.. وتعاد لهم حقوقهم ..

هذا الجانب الوحيد الذي نوافق فيه النوبه ممثل حركة المتقاعدين .

وهو البعد الأول في بيانه ..

أما البعد الثاني في ذلك البيان فهو البعد الذي أتحفنا به العميد حين .. أخبرنا أن الوحدة التي تمت في عام 1990م غير شرعية .. وأنه يريد أن يمنحها مشروعيتها منذ الآن ولم يكتف بهذا بل قدم لنا لائحة طويلة بمخلفات دولة اليمن الديمقراطية .. من مؤسسات عسكرية ومدنية .. وإمكانات .. وأراضي .. ومباني .. وغيرها ويطلب محاسبة الدولة الشطرية التي سيعود لنا بها فكأنه ممثل لهذه الدولة الشطرية البائدة أوكأنها واحدة من المتقاعدين الذين يمثلهم ..

وهذا البعد المقيت واضح أنه يستجيب لدواعي أولئك الذين هدموا كعبتهم بأنفسهم ثم عادوا يطالبون الجماهير اليمنية ببنائها لهم من جديد .. وهي دعوة .. تلقى رواجا كبيرا من كل الفارغين والمتفرغين لمشروع الشرق الأوسط الكبير فقد تداعت له كل الوجوه الكالحة التي رأيناها تتداعي يوم تفجرت أحداث صعده وبمثلما فتحوا الصفحات الالكترونية .. والصحف ووسائل الأعلام لنشر تلك الترويجات والدعاوى نجدهم اليوم يتفرغون أيضا .. لنشر ترويجات ودعاوى مماثلة .. ويانسورالجيف اتبعي .. فالمجازر قادمة ..

هذه الدعوى يتخيل أصحابها أن الشعب اليمني .. قد أصبح مستعدا لقبولها . سواء في شمال الوطن أو في جنوبه وهو خيال مريض يعتري أولئك الذين تحتضنهم حانات أوربا وأمريكا .. ويُعتمد عليهم في المشورات التي من شأنها تفجير الأوضاع في المنطقة العربية ونحن منها .. وهم يكذبون و يكذبون حتى يصدقوا أنفسهم فالأوضاع متفجرة .. والشعب متذمر .. والجماهير تغلي .. وهكذا .. ونسمع مثلها أكاذيب تريح مموليهم وخصوصا إدارة الشر الأمريكية التي لا تفتأ تبشرنا بأيام دامية حتى يخرج الشرق الأوسط الكبير من رحم هذه الآلام والمعاناة .. وهي لم تعتبر من عراق المجد ولا استفادت من تجربتها مع الجلبي والحكيم وسائر القوادين الذي لا استطاعوا حمايتها ولا حماية أنفسهم ومع هذا فلا استطاعت هي تركهم ولا قدروا هم على تركها حتى تجندلهم أجمعين إرادة الشعب العراقي العظيم ومقاومته المؤمنة غير بعيد بعون وإرادة الله ..

البعد الثالث .. هو البعد الجنوبي العربي .. الذي ذهب إليه بيان النوبة .. فصا حبنا هذا الطيب بدأ من الحق الذي هو مطالب المتقاعدين ثم ثنىّ بسرد الباطل الذي هو دعوى عدم شرعية الوحدة .. في طريق إعادة الأوضاع إلى ماكانت عليه أيام جمهوريتي اليمن .. ولكنه لم يكتف بالوقوف عند هذا الباطل ولا يريده هو ولا أسياده يريدون ذلك .. فدولتي اليمن كانتا دولتين لكل اليمنيين .. بمعنى آخر أن أحدا من الحكام أو المحكومين لم يدّع في يوم من الأيام أن هذه دولة الجنوبيين ولا يشاطرهم حكمها أو مواطنتها الشماليون ولا أن هذه دولة الشماليين ولا يشاطرهم حكمها أو مواطنتها الجنوبيون فقد كان الحكام في كل من صنعاء وعدن هم خليط من أبناء اليمن وكل مدن اليمن من ميدي إلى سيحوت خليط من أبناء اليمن الواحد الكبير .. ووحدهم الذين أرادوا التجزيء هم أبناء السلالات المهاجرة من الهند وأفريقيا .. وبعض دول شرق آسيا بمافيهم بعض بقايا اليهود أيام المستعمرة البريطانية .. وهم الذين أسمعونا شعارهم (عدن للعدنيين) .. و ( دولة الجنوب العربي ) والنوبة يستعيذ بالله من هذا الكابوس كابوس دولتين يمنيتين كماكانتا وحدويتي الأرض والناس فينتقل إلى مشروع مسخ الهوية اليمنية لبلد الحكمة والإيمان واستبدالها بهوية عربية مكذوبة ومخادعة كمقدمة فقط للمحو.. أو هكذا يظنها بمعنى آخر يريد أن يقول لنا أن دولته .. التي رسمتها له أحلام الأسياد المقيمين في واشنطن ولندن ستكون ذات هوية جنوبية ولكن ليست يمنية وهم سيسمونها مؤقتا .. دولة الجنوب العربي .. وهذا يتضح من قوله أن موظفي الجنوب كلهم حتى في جزيرة سقطرة هم من أبناء الشمال ولا يوجد إلا القليل من أيناء الجنوب العربي ( هكذا !!)..

هذه القفزة الهائلة التي قفزها النوبة .. وهي قفزة تستحق أن تكون صفارة البدء .. لاجتياح أمريكي جديد لليمن مماثل للعراق لو أن أمريكا نجحت مع إخوانه في العراق وتم لهاولهم ماأرادوا ولكن هذا لم يحدث لحسن الحظ بفضل الله ثم بفضل مقاومة العراق الصامدة ..

و كان النوبة سيكون أول الفيلق الذي سيطيح بتمثال الوحدة .. كما أطاح أمثاله بتمثال صدام من ساحة الفردوس بمباركة الدبابات الأمريكية لأن علي عبد الله صالح من حسن حظه أنه لا يوجد له تمثال .. في ساحة من ساحات اليمن .. فعليهم أن يذهبوا لأي مجسم يمثل الوحدة اليمنية ليقوموا بنفس المسرحية .

في المنتهى نقول ..

أننا نشهد أن مطالب الأخوة المتضررين من حرب 94 م مطالب مشروعة وليس هناك أية قوة يمكن أن تلغي هذا الحق .. وأننا مع هذه المطالب كما كنا معها منذ البدء ..وحتى التحقيق .

ونشهد أن هذه المطالب قد شهدت توجيهات متتالية من الأخ رئيس الجمهورية بتحقيقها وإنصاف أصحابها ولكنها كالعادة تصطدم بصخرة الحجاب المفسدين فتتحول إلى أضحوكة ..

ونشهد أن دعوى النوبة في تبنيه لهذه المطالب هي دعوة حق يراد بها باطل ويشاطره في ذلك كل المتآمرين على اليمن في الداخل والخارج والمراهنين على تمزيقها .. خصوصا تلك التي تربيهم أمريكا في جحور وأوكار الشر والخيانة من واشنطن إلى القاهرة إلى طهران إلى لندن إلى برلين وحتى جدة وصنعاء والدوحة ومثيلاتها .. إلى غيرها من عواصم الكفر والنفاق والتنصل من قيم العروبة والإيمان .. لصالح مشروع أمريكا وربيبتها إسرائيل وحليفتهما الدولة الصفوية .

ونشهد أن الرئيس علي عبد الله صالح لا يزال واقعا تحت خداع الحجاب والبطانة السوء الذين يصورون له حقائق الأشياء مقلوبة ومشوشة ومعكوسة بناء على ما يتلقونه من توجيهات السفارة الأمريكية .. وخبراء السي آي أيه والاف بي آي ولذا فهو يفاجأ في كل مرة مثلنا بما يحدث على غير توقع سابق ولا انتظار .

ونشهد ونعلن ونؤكد أننا سوف نقف ضد الظلم والخداع والتآمر داخل الدولة وأشكال الاستئثار الذي تقوم به عصابات النهب فيها ماأستطعناإلى ذلك سبيلا وفي حدود المسلك المشروع هذا في جانب و ونشهد أننا سنقف ضد دعاوى التمزيق ..والصراع في جانب آخر سواء جاءت بمسوح الرهبان أو بقرون الشيطان وندعو كل يمني عربي مؤمن أن يتنبه لكل ذلك

وأخيرا نقول للنوبة .. كم كنانود أن تفطم نفسك عن رضاعة أمريكا ودعاة الفتنة لتستمر مباركتنا كأمة وكشعب لحركتك المشروعة ولكنك سرعان ما انتفشت ..وطلبت المحال ..والله لا يصلح عمل المفسدين . وعليه فإننا كمؤمنين وكعرب وكيمنيين لن ننصر شخصك المفارق لشعبه ولن نخذل المطالبين بحقوقهم ممن ادعيت تمثيلهم إنشاء الله ..

.. والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل .. 
 


في الثلاثاء 07 أغسطس-آب 2007 08:04:34 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=2293