ما أروع الدم العربي المراق

الإنسان حيوان ناطق  .

 و لكن الأمريكي حيوان قاتل ، وذلك لأننا رأينا وعرف العالم كله معنا ، أن أسوء جيش في التاريخ والذي لا يملك أي قيم أو مبادئ أو إيديولوجية يسير عليها سوى القتل لأجل المال هو وبلا منافس جيش الولايات المتحدة الأمريكية .

هذا الجيش الذي من السهل جدا عليه أن يدخل منزل و به نساء وأطفال ثم يقوم بتصفيتهم بدم بارد ، وهذا الجندي الأمريكي الفارغ من أي شيء من الدنيا والذي لا يملك أدنى ثقافة حضارية عدا ثقافة الرقص وعدد علب البيرة ألتي يمكن شربها كل ليلة ، من السهل أن يتم توجيهه كأوسخ الكائنات الكونية ليقوم بالمهمات القذرة ثم يتفاخر بها في بلده مدعيا أنه استطاع أن ينشر الخير والحرية والسلام .

كل يوم نسمع عن مجزرة جيدة في العراق وكل يوم نرى تصريح ذاك الجيش يبرر عمليات القتل ، ويمضي الأمر وكأن شيء لم يكن ، فهم وفي كل الأحوال مجرد عراقيون قتلوا لا اقل ولا أكثر .

عراقيون يقتلون بالرصاص الأمريكي ، وفلسطينيون يقتلون بالسلاح الأمريكي وتهدد سوريا بمجلس الأمن الأمريكي ، وأمريكا ومنذ أكثر من خمسين عاما وهي تقوم بالتركيز على منطقتنا بشكل كبير وتدعم أي قوة تماثلها في النازية والاستبداد مثل إسرائيل والأنظمة العربية الحليفة لها ضد شعوب المنطقة ، فهي أما تقتلنا عبر حلفائها أو تقتلنا مباشرة بدون وسيط كما في العراق وفي النهاية كل هذا العمل يحدث لأجل تحقيق السلم العالمي وحرية الإنسان والديمقراطية .

لكن هذه الديمقراطية لا تريدها لو أنه تمت ممارستها بشكل حقيقي وأفرزت خيارا نزيها ، والشعب الفلسطيني لا يحق له أن يقرر أي شيء في هذا الوجود ، كما عليه أن يطرد من كل بلد تدعمه أمريكا أو تحتله ، فقد طرد من العراق ورفض استقباله من الأردن تلك الدويلة الصنيعة التي زايدت في النباح لأجل أمريكا لتختلق قصة هي نفسها لا تصدقها ، بينما عم الصمت المعتاد باقي الدول العربية ، عم الصمت وهم يشاهدون كيف يتم تجويع شعب بأكلمة فقط لأن جنايته أنه أختار حكومة هو مقتنع بأنها هي الأصلح له ، كل الدول العربية وكل بنوكها عجزت أو رفضت بمعنى أصح أن ترسل الدعم المالي إلي شعب عربي أتفق العالم كله على تأديبه بطريقة تبعد كل البعد عن التحضر والآدمية التي نسمع عنها .

 

 

في كل الأحوال هو دم عربي رخيص ، لو تم قتل الملايين منا ، لن تخرج صرخة واحدة تستنكر هذا الحدث ، وإسرائيل تعرف هذا الشيء جيدا ، لذا هي الآن تتفنن في عمليات القصف والقتل ، أنها تعمل بكل أريحية وفسحة أمل ، وكل الخيارات متاحة لها بلا قيود أو اشتراطات .

هو دم عربي رخيص يستطيع أي جندي أمريكي أن يفرغ خزينة بندقيته على شارع بأكمله في العراق ثم يعود ألي ثكنته وكأن شيء لم يكن ، فمن سيتكلم ومن سيعُاقب بل من سيجروء على انتقاد هذا العمل والليبراليون العرب في أشد عنفوانهم لتبرير أو تسطيح مثل هذه الأعمال فهي تنسجم جدا ومع طبيعة حياتهم ، وهم على أتم الاستعداد للانتقال إلى صف أي مستبد سواء كان نظاما حاكما أو عدوا غازيا .

لذا وكل من يتحدث عن حماس أو حزب الله أو المقاومة في العراق واصفا إياها بالجماعات الإرهابية ما هو إلا أخرق يتمتع بكم هائل من الحقارة ووضاعة النفس ، لأن مقاومة كل هذا الغلو في حقنا ما هو إلا أقل ما يمكن عمله ، بل أن كل من يرى في بوش إنسان طبيعي ما هو إلا أحد الحمقى الذين هم في أمس الحاجة ألي علاج فوري وحجر صحي ، فرجل مثل بوش هو حالة تاريخية شاذة يرسلها لنا  كل بضع سنين ، فمنذ نيرون حتى هتلر يجب أن يأتي زعيم يحمل في طيات نفسه ترسبات مريضة يستطيع أن يفرزها في النقطة الأضعف والأغنى في العالم ولسوء الصدف أننا نحن العرب الأغنى والأضعف وبوش الأكثر دموية وغرورا .


في الأحد 04 يونيو-حزيران 2006 09:38:15 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=229