هذه هي الضالع
حسين حازب
حسين حازب

محافظة الضالع الارض والانسان.. هي المحافظة التي اطلق عليها محافظة الوحدة والسلام. وبدون التقليل من شأن المحافظات الاخرى في الوحدة والسلام الا ان هذه المحافظة الباسلة.. دائماً حاضرة في الاذهان وفي الاعلام وبصورة مختلفة لا تعني الا شيئاً واحداً وهو ان محافظة الضالع، محافظة حيوية ونشطة، وواضحة المواقف ويمارس اهلها انشطتهم السياسية والاجتماعية والقانونية بدون «رتوش او محسنات او غموض». وهي صفات لعمري انها من افضل الصفات واجملها.. ولا يملك من يعرفها ويكتشفها الا الاشادة بها واحترامها واحترام الضالع واهلها لتلك الصفات الحسنة.

واذا ما حاولنا ان نتحدث عن هذه المحافظة ومواطنيها سنجد ان ابناءها من عشاق الحرية وعشاق الديمقراطية - وعشاق النظام والعيش الكريم.

فهم من بادر الى الدفاع عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م في الشطر الشمالي سابقاً ومواقع الشرف والبطولة في صنعاء ، وحجة تشهد بذلك، وهم من شارك في تفجير ثورة الرابع عشر من اكتوبر 1963م وقدموا التضحيات حتى تحقق الاستقلال للشطر الجنوبي وشاركوا في الدفاع عن سيادة الوطن وحدوده، وكان رجالها من دعاة الوحدة ولم الشمل، قدموا تضحيات كبيرة للوصول الى يوم الوحدة الخالدة.

وهي المحافظة التي قدمت الكثير من القيادات العسكرية والسياسية والاجتماعية الذين كان لهم ادوار مشهودة في تاريخ اليمن النضالي من امثال: الضالعي، علي عنتر، علي شايع، صالح مصلح، صالح الجنيد.. الى غير ذلك من الاسماء التي لا تسعفني الذاكرة لذكرهم منهم من قضى نحبه ومنهم من لا يزال يقوم بدوره الوطني والنضالي، وهي المحافظة التي عانت وعانى ابناؤها في مديريات قعطبة ودمت وجبن والشعيب والازارق والحشا والحصين والضالع مآسي التشطير وويلاته، وقدمت قوافل من الشهداء جراء ذلك حتى جاء يوم الوحدة العظيم ليكون ابناء الضالع في مقدمة الركب والمسيرة ، وليقوموا مع قائد المسيرة الوحدوية المشير علي عبدالله صالح بوضع حجر الاساس لمحافظة الضالع على انقاض مرابض دبابات التشطير ومتارسه المشؤومة، حيث تحولت تلك الفواصل غير الطبيعية التي فرقت بين الاخ واخيه والاب وابنه الى مشاريع اتصال وتواصل عنوانها التنمية والازدهار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وادواتها المحراث والمدرسة والمستشفى والملعب الرياضي والطريق المعبدة والمسفلتة واعمدة الكهرباء ومضخات المياه، والنادي الرياضي.. والجامعة وناطحات السحاب في بطون الشعاب وقمم الجبال، وهي المحافظة التي -استبدلت بنعمة الوحدة وتضحيات ابنائها وابناء الوطن- التخاطب بالسلاح بالتخاطب الديمقراطي الحضاري .. تخاطب يبني لا يهدم ،تخاطب الهدف منه تقديم الافضل لمصلحة المواطن ، تخاطب يحترم فيه رأي الاغلبية.

وهي المحافظة التي قال عنها الدكتور عبدالكريم الارياني المستشار السياسي للاخ الرئيس «من اراد ان يعرف الديمقراطية والتبادل السلمي للسلطة فإن عليه ان يأتي الى الضالع ليجد فيها الحقيقة واضحة للعيان».

فهاهم ابناء الضالع وفي انتخابات سبتمبر 2006م يختارون مرشحي المعارضة ويوصلونهم الى قيادة المجلس المحلي في المحافظة وفي المديريات وبأغلبية كبيرة بعد ان خاضوا منافسة شريفة وقوية مع مرشحي المؤتمر الشعبي العام الذي فاز بالاغلبية في المحافظات الاخرى في معركة انتخابية سلمية وديمقراطية شهد لها العالم واشاد بها ، وانا هنا لا اعترض على إرادة جماهير الضالع بل ابارك تلك الارادة واحترمها واحترم نتائجها.. واتمنى لمن حصلوا على ثقة المواطنين في الضالع التوفيق والنجاح لأنهم اصبحوا بعد اعلان النتائج مسؤولين على المحافظة وعليها بصورة كاملة، ومعنيين بقيادة العمل الاداري والتنموي في المحافظة للجميع بدون استثناء.. وهم معنيون قبل غيرهم بتطبيق القانون وتنفيذ برنامج الحكومة التي حصلت على ثقة الشعب.

وكون ما سبق الحديث عنه امراً يستحق الاشادة فإن تعامل القيادة السياسية والحكومة والجهات المعنية مع نتائج الانتخابات في الضالع بالرضا والقبول يخرس كل من يشكك في النهج الديمقراطي الذي تمارسه هذه القيادة الحكيمة قولاً وعملاً.

وهنا يحضرني ما قاله لي فخامة رئيس الجمهورية بعد ثلاثة ايام من اعلان نتائج الانتخابات حيث قال: «انا راضٍ عن الانتخابات في الضالع وارجو ان تبلغ شكري لمن صوت لي وللمؤتمر وشكري لمن لم يصوت لي وللمؤتمر ، فهذه هي الديمقراطية ،وعلينا القبول بنتائجها واحترام ارادة الناس».

وبعد ما سبق وبعد تجربة لي مع ابناء الضالع استمرت حوالى ثلاثة اشهر اثناء الانتخابات الرئاسية والمحلية وتعرفت خلالها على كثير من ابناء تلك المحافظة من مختلف التوجهات ومختلف المديريات ، وبسبب طبيعة مهمتي هناك المتمثلة في رئاستي للجنة الاشرافية التابعة للجنة العليا للانتخابات والتي أدارت العملية الانتخابية من بدايتها الى نهايتها، اختلفت معهم واتفقت معهم - تعاملوا معنا على اساس حزبي وعلى اساس شخصي وعلى اساس وطني .. ذهبنا للمحاكم في بعض القضايا ، وتمت تسوية البعض .. اشتركنا في علاج كثير من المشكلات ومصلحة المحافظة والمصلحة العامة فوق كل مصلحة بيننا.. شكوناهم وشكونا الى اكثر من جهة وكنا نتفق في النهاية على اساس ان القانون هو الذي يجب ان ينتصر ، ومن هذه التجربة القصيرة والهامة فإني استطيع القول: بأن ابناء الضالع بالاضافة الى ما سبق ذكره حريصون على: احترام النظام والقانون وبصورة حرفية لا تقبل الجدل والاخذ والرد ، وهذا ما جعل الانتخابات تسير في الضالع بدون اية مشكلة تذكر، الا اذا كان سببها شعور اي طرف ان هناك مخالفة للقانون من وجهة نظره.. وابناء الضالع لايحبون الاملاء عليهم، فهم صادقون في التعامل حتى يكتشفوا العكس، بالاضافة الى انهم فرقوا بين التصويت لرئيس الجمهورية وممثل المحافظة وعضو المديرية، فكان يأتي احدهم ولديه قناعة بالتصويت لعلي عبدالله صالح ، لكن ليس لديه القناعة ان يصوت لمرشح المؤتمر الى المحافظة او المديرية وهكذا.. حتى ان هناك من خالف توجهات حزبه وصوت لفخامة الرئيس ، وهو يقول: التصويت لعلي عبدالله صالح تصويت للامان والاستقرار والتنمية وحب للوطن ، والنتيجة تدل على ذلك فما حصل يختلف عن ما حصل عليه مرشحو المؤتمر.. وهذا دليل على ان ابناء الضالع لديهم رأي محسوب في كل شيء.

واختم القول هنا: ان الضالع محافظة السلام والوحدة، وتحتاج منا جميعاً ان نفهمها فهماً صحيحاً، وان ما يجري فيها من حراك سياسي واجتماعي وتنموي دليل حيوية هذه المحافظة وان الواجب علينا جميعاً ان ننظر اليها هكذا وبس وان نقتدي جميعاً بفخامة الرئيس الذي يكن للضالع وابنائها كل تقدير واحترام، ومازلت اذكر ما قاله فخامته للدكتور يحيى الشعيبي ومحافظ المحافظة في منطقة الشعيب عندما قال: «يا يحيى ابناء الضالع طبائعهم طبائع قبلية نظيفة واصحاب مواقف واضحة وصريحة، واللازم احترام قيمهم وعاداتهم، وكم كان وزير الادارة المحلية عبدالقادر علي هلال رائعاً ومنصفاً عندما خاطب جماهير الضالع قائلاً: نحن نحترم إرادة ابناء الضالع وممارساتهم الديمقراطية لأنهم يجسدون قولاً وعملاً مدرسة علي عبدالله صالح في الديمقراطية وسيجدون كل الدعم لهذه الممارسة في اطار القانون .. مذكراً الجميع بأن مدير السلطة المحلية مسؤول للجميع وعلى الجميع، وان القانون هو سيد الموقف غير متناسٍ معالي الوزير ادوار ابناء الضالع في الدفاع عن الثورة والجمهورية والوحدة وسيادة الوطن في اكثر من موقع من مواقع الشرف.

هذا ما نراه ونعتقده في الضالع واهلها البواسل ، وهو ما يجب ان يفهمه أولئك الذين يحاولون تصوير محافظة الضالع بغير هذه الصورة الجميلة ظناً منهم انهم يخدمون الضالع، وهم يسيئون اليها من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون ، حيث يحاولون تصويرها بالمحافظة التي تسير عكس المسيرة، وهي محاولة يائسة لأولئك الامراض. ولن تنطلي على رجال الضالع وقياداتها السياسية والاجتماعية والإدارية والمحلية ، فأنا ومعي كل منصف نرى الضالع هكذا..؟ آملاً من كل من يقرأ هذا من ابناء المحافظات الاخرى ان يفهمه الفهم الصحيح البعيد عن أي قصد غير قصد واحد وهو ان اقول ما اعتقده في الضالع واهلها انه صحيح ويستحقون ذكره. وحتى لا يظن من يصور الضالع بغير الصورة السليمة انه يستطيع اقناعنا برغبته المشبوهة..وكل عام والضالع واليمن في خير وازدهار.

*عضو اللجنة العامة - رئيس الدائرة التربوية بالمؤتمر

*نقلاً عن 22مايو


في السبت 28 يوليو-تموز 2007 04:03:43 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=2231