|
سيظل الدور التاريخي والمحوري والفاعل للواء علي محسن الأحمر في أحداث الثورة الشبابية السلمية مسجلا في صفحات التاريخ اليمني فقد ساهم رجل الجيش اليمني الأول والذي ظل لعقود بعيدا عن الأضواء بشكل رئيسي في صنع الأحداث والنتائج التي آلت إليها الأحداث في اليمن ، ولعل الأحداث التي عاشتها مصر مؤخرا وما أفضت إليه تداعيات الانقلاب العسكري الغاشم بمصر من مجازر مروعة وإبادات بشعة في صفوف أنصار الرئيس الأسير الدكتور محمد مرسي وشباب التيار الرافض للانقلاب العسكري حيث استشهد وجرح الآلاف إضافة إلى فرض نظام عسكري استبدادي ديكتاتوري يسعى بكل الوسائل والإمكانيات التي يمتلكها لاستئصال معارضيه وقتلهم وتصفيتهم جسديا ومعنويا وقد أستطاع للأسف القضاء على كل منجزات ثورة 25 يناير ، كل هذه الأحداث المؤسفة قد جعلتنا ندرك أهمية الدور الكبير الذي اللواء علي محسن الأحمر حين انضم للثورة الشبابية اليمنية سلميا ودعمها وقام بحماية شبابها في الساحات والميادين وأضاف زخما كبيرا للثورة السلمية وعمل على إيجاد معادلة في القوة العسكرية الأمر الذي أوقف الطرف الآخر المتضرر من الثورة عن اقتراف مجازر بحق شبابها والتنكيل بهم وجعله يراجع حساباته ويرضى مكرها بالمبادرة الخليجية كما ساهم انضمامه للثورة في فرض الحل السلمي الذي جنب البلد الدخول في متاهات العنف ومنزلقات الحرب الأهلية ..
لو كان قادة الانقلاب العسكري الغاشم بمصر يدركون أن بينهم أمثال اللواء علي محسن من الأحرار الذين لا يسكتون عن الضيم ولا يقبلون بالظلم وسيقفون لجوار الشعب وسيربكون تحركاتهم بانضمامهم للتيار الرافض للانقلاب لعملوا لهذا العمل ألف حساب ولما أقدموا على تلك المجازر الدامية التي تقشعر لها الأبدان وتتقزز منها النفوس البشرية .
اللواء علي محسن ليس ملاكا منزها من الأخطاء وليس معصوما فهو بشر له أخطاء وهذا شيء طبيعي فهو رجل له وعليه ولكن يحسب للرجل مواقف كثيرة ومشرفة وجهود كبيرة في خدمة اليمن في القطاع العسكري وفي إطفاء الحرائق التي كان يشعلها صالح بقصد وبدون قصد إضافة إلى دوره الكبير في الثورة الشبابية اليمنية وفي بناء الجيش اليمني أو قطاع كبير منه ، كما للرجل أدوارا في الحياة السياسية قد لا تبدو للمتابع العادي وقد تكون كثيرا منها خلف الكواليس ووراء الستار وله جهودا إجتماعية طيبة في الصلح بين القبائل وإنهاء الخصومات وإطفاء نار الثارات ومعالجة مشاكل الناس ودعم كثيرا من المشاريع والجهود الشبابية والخيرية والسياسية التي تصب لصالح الوطن ووقوفه بالدعم والتشجيع لكثير من أفراد قواته وكثيرا من رجال اليمن ونخبته الفاعلة ومن كافة التيارات.
وقد قلت في مقال سابق كتبته عنه أن للواء علي محسن أخطاء ونحن يفترض بنا ذكر انجازاته والتنبيه على أخطاءه ولكن لأننا صرنا في بيئة إعلامية غير متزنة يضطر كثيرا من الذين ينصفون الرجل ويقدرون ادواره إلى الدفاع عنه في وجه حملة إعلامية تتخذ طابع الانتقام من الرجل وتصفيته معنويا على خلفية مواقفه التي اتخذها في أحداث الثورة اليمنية وفي حربه على الحوثيين عندما تمردوا على الدولة وخرجوا على المجتمع بالسلاح أيام نظام صالح الذي كان يوجهه ويأمره بمحاربة الحوثيين حتى يحقق نتائج طيبة ويكاد يقضي على التمرد يأمره بإيقافها فصالح لم يتعامل مع الحرب مع المتمردين الحوثيين من منظور وطني كشأنه في التعامل مع مختلف القضايا الوطنية بل تعامل معها كورقة لا يريدها أن تكبر حتى تشكل خطرا عليه ولا أن تموت فيخسر ورقة كانت بيده ولذا تناسى الحوثيون من أمر بشن الحرب عليهم وهو صالح وتحالفوا معه واتحدوا جميعا ضد اللواء علي محسن حيث يشنون هجمة إعلامية منسقة وممنهجة على اللواء علي محسن ويحاولون تلفيق التهم له ولذا لا تجد هذه الحملة أي صدى أو أذانا صاغية من أحد لأنها حملات إعلامية انتقامية تخلو من الإنصاف والنقد البناء ومجروح فيها كونها من خصوم للرجل الذين يفجرون في الخصومة لدرجة تفقدهم أي مصداقية ومهنية أو تأثير .
يحسب للواء علي محسن الأحمر وهو الرجل العسكري مغادرته لمنصبه العسكري فور صدور القرار الرئاسي بهيكلة الجيش حيث سارع لنزع بذلته العسكرية والقبول بوظيفته المدنية الجديدة وكذلك اعتراف بأخطائه وإعلانه في وقت سابق عن استعداده للامتثال لمحاكمة عادلة أمام قضاء نزيه ولم يكتف اللواء علي محسن بالاعتراف بأخطائه التي اقترفها كقائد عسكري شكل الذراع اليمنى واليد الطولى لنظام صالح بل لقد اعتذر عن هذه الأخطاء وهذه شجاعة أدبية تحسب له أيضا كما أن الرجل واجه كثيرا من المخططات الداخلية والخارجية التي كانت تستهدف البلاد وأمنها واستقرارها ولسنا في هذا المقال بصدد الحديث عن انجازات الرجل فكل ما في الأمر أنني تأملت في تداعيات الانقلاب العسكري الغاشم في مصر مثل كثيرون غيري من الذين كتبوا مقالات في الصحف أو في منشورات في الفيسبوك فازددت إدراكا لأهمية الدور الكبير الذي قام به اللواء علي محسن في الثورة الشبابية اليمنية وحماية الشباب في الساحات وغيرها من الجهود الكبيرة التي تحسب له فقررت الكتابة عنها شهادة لله للتأريخ وها أنا أتصالح مع ضميري وأكتبها إنصافا للرجل وصدق الله القائل : (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ) .
ولابد من التذكير بأن دور اللواء علي محسن لم ينته بأحداث الثورة بل إن هناك أدوارا هامة الآن وفي المستقبل تنتظره ونتمنى منه أن يكمل المشوار وهذا عشمنا فيه ..
ملاحظة : إن وجدتم تعليقات تشتم اللواء علي محسن وتفتري عليه فأعلموا أنها جزء من المطبخ الإعلامي التابع لصالح وللحوثيين وهذه الشتائم والافتراءات هي شهادة للرجل لو تأملنا ..
في السبت 24 أغسطس-آب 2013 01:40:19 م