غابت الكهرباء وحضر التمديد !
طارق مصطفى سلام
طارق مصطفى سلام

فليعلم أخي الرئيس هادي أنني أكثر الناس علما بصفاته الطيبة وسجاياه الحميدة ,وأعلم العامة بما يريد تحقيقه لليمن وأهله من نهضة ورفعة ,وبما يختزنه في أعماقه من حسن النوايا وصدق الإرادة في هذا الجانب ,وكذلك نعلم تماما بحجم التحديات والصعوبات التي تواجهه على طريق الانجاز ,وكذا نعرف كثيرا عن تزايد المعوقات وأهمها نهج الفساد والإفساد وأعمال التضليل وأفعال التخريب ,مقابل ضآلة الإمكانات المادية والتمويلية المتوفرة وتخريب المتاح منها عن عمد لمنع تحقيق أي تقدم ملحوظ ووأد حلمنا المنشود .

ومع كل ما تقدم فأنني أصارحكم القول (أخي هادي)أنه كان بالإمكان تحقيق أفضل مما كان ,أمّا الامّر والأنكى من هذا وذاك فهو تخريب خطوط نقل الكهرباء ,فمهما كانت الأسباب وأيً بلغت المبررات فقطع الكهرباء هو الأشد في معاناة الناس والأكثر تغول في ضيق معيشتهم ,وهو الأمر الجلل الذي لم يعد مقبولا البتة .

أنا هنا (أخي الرئيس )أحدثكم عن أرواح تزهق ومعاناة تتفاقم وأموال تهدر ,وأجهزة تخرب وورش ومعامل ومصانع تعطل ومصادر عيش ورزق تغلق ,ولا من مستمع أو مجيب !؟ .

 أَلَمْ تَعْلَمُوا أخي هادي ماذا نقول عنكم (نحن الشعب) في هذا الأمر الذي أصبح سمة ملازمة وحالكة السواد تنكي يومنا وتسود حياتنا عموما؟ ,نقول أن هادي حرص على إرضاء الأمريكان في حربه الصارمة للإرهاب ومواجهته الحازمة لعصابة القاعدة , بينما لم يعطي أدنى اعتبار لمعاناة أهلهُ على امتداد الوطن بأكمله من تخريب الكهرباء !ولم تشفع لنا معاناتنا الجماعية ليقوم بردع الإرهاب الأعظم والأعم وهم مخربي الكهرباء وهي سيلتنا البسيطة المتاحة للعيش الزهيد والحياة الكريمة ,وهنا أُحدثكم عن مخربي خطوط نقل الكهرباء حصرا, ولا شأن لنا ولا مصلحة عامة بخطوط نقل النفط والغاز وغيرها, تلك الثروات التي أصبحت مرتع الناهبين والفاسدين وشأنهم الخاص فقط وهم الزمرة المتخمة والظالمة لفقراء بلادي وتطلعاتهم بالعيش الكريم والرغيد .

ليت أولئك الزمرة من المخربين أن يعوا جيدا ويعلموا بإسرار تلك المعادلة العجيبة والغريبة التي فاقمت من معاناتنا وفقرنا وأصبحت وصمة عار على جبين الفئة الطاغية والباغية في ربوع اليمن السعيد الذي أمسى بها أكثر تعسا وظلما وظلاما , فيتركوا مبتغاهم في كهرباء الفقراء وليذهبوا للبحث عن مصالحهم الضالة عند تلك الفئة الباغية أن هم عدوا أنفسهم من الشرفاء ومن أصحاب الحقوق والمظالم .

نعم أخي هادي المواطن البسيط المغلوب على امره يعاني ويتعجب من أمركم في هذا الشأن ,المواطن الذي ظل صامت طويلا أصبح يتسأل اليوم : ما هو السر وراء عدم ضرب المخربين لأبراج الكهرباء كما يضرب إرهابيين القاعدة؟ وكيف لكم أن تحسموا أمر إرهاب القاعدة في أبين ثم في حضرموت بذلك الحزم وتلك الإرادة والقوة وتعجزون عن فعل ذلك مع شرذمة عملاء ومخربين هم أقل قدرات ونفوذا إلا أنهم أكثر إرهابا وضلالا من القاعدة كونهم يظلموا ويسيئوا لشعبا بأكمله ويلحقوا به أكبر الاضرار والخسائر ؟ .

أخي الرئيس هادي : نحن البسطاء إخوانكم وأبنائكم من عامة الشعب من يدفع الثمن الباهظ مقابل حرب جائرة شعواء على السلطة والثروة لا ناقة لنا فيها ولا جمل ,والأجدى بكم أن تحاربوا المخربين قطاع الكهرباء بذات الإرادة والحزم والقوة التي واجهتم بها إرهاب القاعدة في أبين وحضرموت فإرضاء الشعب أولى من إرضاء ماما أمريكا ومقدم عليه .

غريب أمركم أخي الرئيس (هادي ) كيف لكم أن تستجيبوا لمطالب المخربين وقطاع الطرق والسبيل وابتزاهم المشين ؟ فما أطلعنا عليه من أرقام وقوائم مالية خيالية منحت لهم هو أمر خارج المنطق ومجافي للحكمة والصواب مالم يذهب بالعقل بالكلية, بينما هذا الشعب المسكين يعاني في حاله وأحواله الأمّرين ؟ أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ تصرفكم هذا فيه مبرر ودعم حقيقي وخطير لانتشار ظاهرة التخريب وتوسعها ؟ كما تساعدوا بهذا النهج الخاطىء على استنزاف مقومات البلاد الاقتصادية ومواردها المالية وكذا تدمير القيم والأخلاق الحميدة الفردية والجمعية للمجتمع عامة وكافة, أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّهم(ايضا) عملاء مأجورين أستلموا أموالا طائلة مقابل قيامهم بأعمالهم التخريبية !؟ , والأدهى والأمر(أيضا) هو أمركم الأخر في الاستجابة لمطالبهم الجائرة الذي قضى بالإفراج عن محبوسين هم رهن التحقيق في جرائم حرابة وأخرين محكومين بمدد قانونية نافذة !؟ .

نعم أخي هادي أبسط الأمور التي يجب أن تتخذ لإبداء المصداقية والحزم في ملاحقة ومعاقبة مخربي الكهرباء هو تفعيل الجهاز القضائي والنيابي في سرعة تقديم أولئك المجرمين للمحاكم المستعجلة التي توفرت شروطها في هذا الأمر الجلل ,خاصة وأن الأضرار التي تلحق بالمصلحة العامة والخاصة وعامة الناس جلية وواضحة البيان ,والمرتكبين لتلك الجرائم معروفين بالاسم والصفة ومرصودين في حلهم وترحالهم , (أما أن النائب العام - علي عفاش الاعوش - مشغول فقط في التستر على المجرمين من قتلة شباب الثورة وهو ماهر كثيرا في إبداء الأسباب غير الموضوعية أو القانونية لاستمرار حبس المعتقلين من شباب اليمن الشرفاء ) .

أخي هادي ان أردتم رضاء الشعب وقبوله لكم ,وأردتم البقاء في صفحات التاريخ الناصعة والمشرفة ,وأن رغبتم فعلا في التمديد فسارعوا لتوفير الكهرباء المستقرة والدائمة والأمنة للمواطن الغلبان المسكين فهوا مالك السلطة وصاحب القرار الأول والأخير في هكذا تمديد .

(فنهج التمديد هنا يعادل بعزوفه أخطاء التوريث في عهد صالح وأضراره ) .

هذه الثورة يا فخامة الرئيس .. أعمق ،وأنبل ،وأعظم من ان تختزل بمجرد تغيير حاكم ,والحليم تكفيه الإشارة .


في الأحد 16 يونيو-حزيران 2013 05:39:30 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=20911