الحداثة تنصهر في بوتقة اللا حداثة!
نصر الأغبس
نصر الأغبس

بدايات العقد الثاني من الألفية الثالثة هو الميلاد الحقيقي للتناقضات الفجة التي لا تأتي إطلاقاً في الحسبان يندهش من هولها كل ذي بصيرة !

على مدى العمر الوجودي للتيارات الليبرالية لم تعمل هذه التيارات على تسويق الرق والعبودية وبغلاف تنويري مشبوه كما هو شائع هذه الفترة منذ بعد اندلاع ثورات الربيع العربي، إذ إنها بدأت المكاشفة بالإشارة من قبل الحداثيين أنفسهم إلى أهمية إعادة "المجتمعات التواقة للحرية المطلقة الحرية التي لا تمتثل لشروط ولا تخضع لقيود" إلى براثن الرجعية، ووهاد التخلف والارتهان الفذ لعنجهية السيد!

من الأدلة الدامغة على ما ذكرته آنفا، الانجراف اليساري للجماعة الحوثية التي تدعم وأد الحرية وتقيد الحركة السياسية والاجتماعية والحياتية بشكل عام خارج نطاق عباءة السيد المهيمن والمتسلط على الرعية الذين هم من حواَليه كانوا من أتباعه المرغمين أو من أذنابه المطيعين أو من غير ذلك.

إنها لحظات الانهيار الغير بطيء والسريع لأقنعة دعاة التنوير والحداثة والتعقل ويعيش هذا المشروع حالة من الانسياب الأملس لتحتضنه ركبة السيد المبجل ليعيش مرحلة التموضع الحقيقي والمخيف في درك قاع الجهل واللاحداثة!

يمكنني الآن عندما يتكلم بعض الليبراليين عن أهمية لبرلة المجتمع اليمني إنها إشارة إلى تحويث المجتمع اليمني وأن التيار الشيوعي لم يعد إلا غطاء تمريريا سياسيا صاخبا وبحتا لكل انتهاكات الحوثي، وتعديه على كرامة وإنسانية الآخرين.

بات من الواضح لحظ التنسيق العملي والتوجهي في ما بين بعض الشخصيات الاعتبارية الاشتراكية وبين حركة الحوثي التي تعيش حالة من التمدد الرهيب الذي يهدد بتقويض أمن البلد.

لم أعد أفرق هل الحركة الحوثية تنمنمت في كنف شيوعية البعض أم إن شيوعية البعض تأسلبت لصالح الحركة الحوثية والعكس!!

مؤسف للغاية انجرار التيارات التنويرية نحو الجماعات الأصولية التي تسعى إلى استنساخ الحقبة السيئة للماضي المأساوي والموجع.

ما علينا إدراكه أن هناك مشاريع مهترئة الجوهر وليس لها من ما تحمل إلا شكل ومظهر يخلو من المضمون الحقيقي التي تدعي إليه في العلن. وتحمل للخفى جوهرا متطرفا حد الإرهاب.

لم أكتب لأنني أعيش حالة من التضاد المذهبي المشترك مع الجماعة الحوثية، بل من أجل أمن واستقرار بلد بأكمله آيل للسقوط والتدحرج في قاع الحروب والدمار عند كل تمدد لهذه الجماعة العدوانية.


في الخميس 13 يونيو-حزيران 2013 03:55:16 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=20858