جرائم متعددة ومعتقلون في حادثة واحدة
رشاد الشرعبي
رشاد الشرعبي

عامان مرّا على تفجير جامع النهدين، وعامان مرّا أيضاً على سقوط 21 شاباً في منزل حميد الأحمر بمدينة حدة، وعامان كذلك على سقوط المئات من الشهداء والجرحى في الحصبة وصوفان وبعدهما تعز وأرحب وقبلهما أبين وعدن, ولم تتوقف آلة الدمار ولم يجد المجرمون طريقهم الطبيعي إلى بين يدي العدالة.

 عامان كذلك وعشرات المعتقلين من شباب الثورة دون ذنب يقبعون في السجون بعد أشهر من الإخفاء القسري وأبشع جرائم التعذيب التي تعرّضوا لها من قبل من أرادوا أن يلفقوا لهم تهمة جريمة النهدين حتى وصل الحال بأحدهم إلى أن وقّع على اعتراف بأنه منفذ جريمة اغتيال الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي وكان لايزال حينها جنيناً في بطن أمه.

عامان وعامان على الابتزاز والتهديد والتلويح وإلقاء التهم يميناً وشمالاً في تفجير وعملية غامضة لم نعلم تفاصيلها ولم تتضح ملامحها ولم تتكشف خيوطها, وظلت شماعة تعلّق عليها كل عمليات الابتزاز وتنفّذ على ذمتها مختلف أنواع الجرائم التي مازالت مستمرة ضد اليمنيين مواطنين وموظفين، جنوداً وضباطاً وقادة وطيارين، ضد الاقتصاد والتنمية والماء والكهرباء والأمن والاستقرار والنفط والغاز.

جرائم لا تُعد ولا تُحصى على مدى قرابة أربعة قرون أغلقت ملفاتها وسجلت ضد مجهول, ولم يكن اغتيال الشهيد إبراهيم الحمدي سوى حلقة في سلسلة كبيرة الحلقات واستمرت مع أحمد سيف الشرجبي ومجاهد أبوشوارب ويحيى المتوكل وجار الله عمر وحسن الحريبي وماجد مرشد حسن وشعب كامل تعرّض لشتى أنواع الظلم والإجرام والطغيان، ووطن طاله العبث والفوضى والنهب والسلب والفساد والإفساد.

 وحادثة واحدة يُراد لها أن تظل مفتوحة رغم قانون الحصانة وما يفترض أن يكون من قانون للعدالة الانتقالية ويأبون إلا أن تسجل ضد أبرياء ، فيما الجاني معلوم مجهول أو أخطأ في التنفيذ أو سيناريوهات كثيرة لا داعي لحصرها.

عشرات المعتقلين يكادون أن يموتوا في السجن المركزي بصنعاء بعد أن أعلنوا إضرابهم عن الطعام؛ أحدهم فقد النطق والآخر التصقت أمعاؤه ، فيما المهرّج سلطان يقف في مؤتمر الحوار الوطني مع المستشارة فائقة للمطالبة بمنع الإفراج عن أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل في حادثة النهدين.

لا أمل إلا بمن مازالت روح الثورة في قلوبهم ولم تهدها الحسابات السياسية وتحرّكوا إلى السجن المركزي متضامنين معتصمين مضربين عن الطعام، رافضين مغادرة السجن دون المعتقلين الأبرياء, لا أمل إلا بأمثال خالد الآنسي وفؤاد الحميري وحمزة الكمالي وغيرهم الكثيرون.

أحد الثوار الكبار لايزال منشغلاً بوزير الداخلية رغم وقوفنا مع مطالبه المشروعة ونسي المعتقلين بالعشرات على ذمة قضية لم يكونوا سببها وحادثة لم يرتكبوها, وآخرون انشغلوا بساحة تقسيم اسطنبول وأنقرة.   

لا أجد من أحيّيه بصدق هنا أكثر من معالي وزيرة حقوق الإنسان الأستاذة القديرة حورية مشهور؛ رغم سنّها إلا أنها تظل رمزاً للثوار وعنواناً للحق والحقوق والعدالة, فقد أثبتت أن الثورية مواقف وليست ادعاء، والنضال أداء وليس كلاماً أو حتى «فيسبوك».

الحرية للمعتقلين بالعشرات الذين يكادون أن يموتوا في سجنهم اللا قانوني, الحرية لـ17 يمنياً مخفياً قسرياً ولا تعلم أسرهم مصيرهم من المخطوفين على ذمة حادثة النهدين.

والعدالة يجب أن تطال المجرمين أياً كانوا سواءً في حادثة النهدين المثارة أم الجمعة المنسية الذين ارتكبوا جريمة قتل 21 شاباً وأصابوا 15 آخرين ظلّوا ينزفون 3 أيام في وجوار منزل حميد الأحمر بحدة.

الإجرام والجريمة والمجرمون لا يمكن تجزئتها وانتقاؤها، ويجب أن يقدموا جميعاً إلى العدالة لينالوا جزاءهم بموجب ما نصّت عليه شرائع الأرض وقبلها شرائع السماء.  

rashadali888@gmail.com


في الأربعاء 05 يونيو-حزيران 2013 03:05:36 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=20734