|
إن المعضلة والثمن الباهظ الذي تدفعه الثورات السلمية غير المكتملة أو (النصفية). والتي تندلع في بيئةٍ إقليميةٍ ودوليةٍ غير ثورية : أنها تُمكِن أعدائها من حرمان ثائريها قطف ثمارها, وتحقيق انتصارها الناجز.
بل وتتيح لهؤلاء الأعداء والخصوم مشاركة الثائرين انتصارهم ضمناً ! ولو شكلياً ومؤقتاً ؛ عبر إتباع الأعداء حيلة قلب الحقائق وتزويرها, كتلبيس الثورة رداء الأزمة , والزعم بالمضي نحو التغيير التدرجي والمرحلي , واستدعاء فزاعة الحرب الأهلية والتلويح بنشوبها.
وهذا يتضح جليًا في المرحلة الانتقالية أو ما يُسمى لدينا في اليمن بـ(المرحلة التوافقية) الراهنة.
فأعداء الثورة وخصومها مازالوا يتدثرون بعباءة حب الوطن , والسعي لحل أزماته , التي هي , أصلاً , من صنعهم .
وهم حقيقةً وواقعا , يسعون جاهدين لإجهاض الثورة , والوقوف في وجه أي تغييرٍ جادٍ ونافع لليمن مجتمعاً ودولة .
كما أن هذا العدو, يعمل بدهاء ؛ لاستثمار مبدأ التسامح وتوظيف مفهوم ضرورة التعايش , والاعتراف بالآخر, ولو كان هذا الآخر عدوًا للتغيير والثورة , وخصمهما في آن! كما أنه يسعى - أيضاً-لإجهاض الثورة , والحيلولة دون تحقيق أهدافها وانتصارها الحاسم!
وهذه تُعد من أخطر المعضلات الراهنة , التي تواجهها ثورتنا السلمية الحالية في اليمن !
أيها الواقعيون:
إنْ كان لا بُد من الحوار. فليكن حواراً من أجل التغيير, وانتصار ثورتكم , لا لتمكين أعدائها وأعدائكم من إجهاض أهدافها وتحقيق مآربهم هم, التي هي بحكم التعريف, مآرب معادية لثورتكم , وعقبة إزاء بناء دولتنا الحديثة العادلة المنشودة.
ختاماً : يا أنصار المسار السياسي , يا مَنْ اخترتم الحوار وسيلةً, حاوروا ولا تفرطوا. أما نحن فلنا ثورتنا السلمية وسننتصر. نعم سننتصر ولو بعد حين.
في الأربعاء 24 إبريل-نيسان 2013 09:16:29 م