يا أنت ..أنصت جيدا لما تقوله النساء..!!
فيروز محمد علي
فيروز محمد علي

مر قرابة العامان ونيف على موتك ومازلت حاضرً معي بداخلي لم تفارقني لحظة واحدة في حزني وكأبتي وغربتي .. لم تفارقني لحظة واحدة في شقاوتي وجنوني وتمردي وثورتي ..كلما كبرت يا رفيق دربي تكبر في داخلي ويشتد احترامي وحبي لك .. كلما كبرت وتضخم الحزن بداخلي لرحيلك.تضخم إحساسي بوجودك وبعودتك..!!

كم كنت راقي جدا في تعاملك مع النساء والرجال على حد سوا .. رحمة الله تغشاك يا رفيق دربي وأبو أولادي ..لم تكن يوما تحكم على الناس بظاهرهم وتتعامل مع الجميع برقى ونقاء وطهر وتحضر فقده الكثير..

أيتحتم على المرأة منا ان تلبس ثياب الحداد على رفيقها كي يشعر المتشبهون بالرجال بعميق حزنها .. ام يتحتم على المرأة منا ان تلبس ثياب رثة مهترئة ممتلئة بالغبار والأتربة وترسم على وجهها ملامح الفجيعة والحاجة كي يشعرون بحاجتها..!!!!

ام يتحتم على المرأة بما يعرفونه عنها من جنون وتمرد وعناد ان تمسك لهم بوردة حمراء وتتصيد رجالها وتحلق بأجنحتها ....!!

شتــــان بين الرجل والذكر .. فهل يعقلون ذلك ام لا زالوا في طغيانهم يعمهون !!

إن الله يكره الظلم وحرمه على نفسه فكيف هم معشر الذكور يحلونه على نساء مستضعفات لا قوة لهن غير الله .. هل يستعرضون عضلاتهم في قدرتهم على الإساءة للنساء والأطفال واليتامى ..!!

المثير في الأمر أننا نلتقيهم وتجمعنا بهم الأيام والأعمال وربما صدفة او ميعاد متفق عليه .. نصافحهم ونتكلم معهم ونستقبلهم بثقة وابتسامة مشرقة .. نرسم لهم صورة مشرقة ونضع لهم الكثير من احترامنا.. لكن فجأة تعود الحقيقة ,, نعود الي الحياة ونكتشف أنهم يتهامزون على النساء الأرامل منهن والمطلقات والمنكوبات ..

عندها فقط يثيرون إحتقارنا لهم ونأسف على كل لحظة كانت صادق معهم .. فماذا ينتظرون من النساء غير ان يقلبن صفحات من كتاب حياتهن ويتجاهلنهم غير آسفات على أمثالهم ..والبعض منهن يمزقن تلك الصفحة السوداء المشوهة..!!

إن لم يحصل الذكور على إحترام النساء بإحترامهم لأنفسهم مجانا فلن يحصلوا عليه بكنوز الدنيا وما فيها.. ليبتعدوا عنا نحن معشر النساء قدر إستطاعتهم.. و لنفارقهم قدر إستطاعتنا..فكتاب حياتنا ك نساء يجب ان لايحوى سوى تاريخ كل ماهو جميل وصفحات مضيئة ورجال تمتلئ فيهم الشهامة ولأخلاق الرفيعة ....

اما هم فمع خالص إحتقارنا فلا حاجة لنا بهم في صفحات حياتنا ..

هل منهم من تسأل ماذا حل بهؤلا النساء .. هذه كانت زوجة سفير وهذه زوجة وزير وهذه زوجة رئيس وهذه زوجة ملك وهذه زوجة رجل عسكري وهذه زوجة بواب وهذه زوجة حقير وهذه زوجة رجل بسيط ..كل ما تطلبه مجاب تسافر هنا وهناك وترحل بين البلدان وتسعد بحياتها .. فجأة إنقلبت الدنيا عليها وكأنها تعاقبها على لحظات فرحة مرت بها ....البعض منهن ترملن ومات أزوجهن ..والبعض تيتمن ومات معيلهم وكبير بيتهن .. والبعض تطلقن .. والبعض نكبت بهن الحياة بمرض عائلهن .. منهن إستسلمن لليأس والموت والبعض منهم قررن الحياة من اجل مسؤوليتهن ...وشمرن على ساعدهن وخرجن للحياة بشرف وكرامة وناضلن وكافحن وجاهدين في سبيل الحياة الكريمة لأولادهن ولهن .. لكن صادفن شئ مرعب .. شئ مكرب .. شئ منفر .. أكتشفن أن الرجال ليسوا كلهم رجال .. أكتشفن أنهن عورة ولا يعاملن إلا على هذا الأساس المنفر المؤذي .. رغم ان الكثير منهن أرجل من كثير من الذكور ..ولهن مواقف ومبادئ لا قدرة على الذكور عليها ..سأل سائل بشار بن برد ( ما أعمى الله رجلً الا وعوضه .. فبما عوضك ؟؟

أجاب بن برد بأن لا آرى أمثالك..) !!

يا أنت يا من تدعي الرجولة أنصت جيدا لمعشر النساء وماذا نقول لأمثالك

قد يكون الله سلبنا نعمة لم نعمل حساب زوالها ,, لكنه أكرمنا بقوة الإيمان به وقوة إرادتنا وهذا مالم تدركه .. يا أنت .. لسنا بضاعة رخيصة تبحث عن مشتري لها ولا لقمة سائغة لكلاب جائعة ولا نساء باغية ترتكب المحرمات مهما كانت الأسباب ....

نحن نساء تأكل من فوق رؤوسها مما تجنيه من شقى ساعدها

نحن نساء لا نأكل من تحت أرجلنا ولا ما سقط منا ..

نحن نساء كرمهن الله في كتابه وكرمهن رسوله..

نحن نساء الكون فلولا وجودنا ما وجد الرجال وحشى لله ان نوجد أمثالك ايها الذكر ..!

نحن نساء منا الوزيرة ومنا المزارعة ومنا الخادمة ومنا السكرتيرة ومنا المديرة ومنا البوابة ومنا الكاتبة ومنا الشاعرة ومنا المنهكة ومنا المريضة ومنا من تبيع الخضرة والخبز والورد ومنا من تتسلق الجبال وتصعد الرمال وتهزم الحزن وتنهض بقوة ربها وإرادتها الى أعالي الهمم ..

من أنت يا هذا كي تحكم على النساء بأنهن عورة وتهتك عرضهن وستر بيوتهن وتستفز فيهن رجولتهن التي فقدتها منذ ان أصبحت لا شئ يذكر غير انك ذكر..!!!

هل أقول لك من أنت .. هل اقرأ لك كفك .. هل أذكرك بمواقفك .. أنت لا شئ غير انك ذكر ملوث في داخله مدينة ملوثة يدنس الأماكن التي يوجد فيها يبث سمومه في الآخرين كالأفعى حكاياته ملوثه مستوحاة من نسج خياله المدنس يجيد نسج الكذب ويتفنن في لصق القصص بضحاياه يكره الآخرون وجوده بينهم.. ينفرون منه وهو إن لم يجد من يدنس يدنس نفسه.. أنت ذكر بغيض..يتقن التصرفات المرفوضة يتدخل فيما لا يعنيه يجيد فرض نفسه علي الآخرين كلامه منفر بشكل كبير لا يستخدم سوى العبارات الكريهة ينقل إليك الأخبار الحزينة بفرح والمصائب موضوعه المفضل..أنت ذكر مستعبد..فقد إحساسه بالحرية سرق الوقت من ملامحه الكثير اعتاد إن يكون مجرد ظل يسير خلف الآخرين بصمت.. الانكسار والانهيار رفيقه الأقرب إليه من نفسه يجد سعادته في ممارسة دور التابع العبد ويجد صعوبة في الاستقلال بذاته.. أنت ذكر مدبلج..لا يمت لنفسه بصلة صوته لا يشبه وجهه ووجه لا يعبر عن نفسه وحركاته مفتعلة ومختارة ومدبرة فكل ما فيه مزيف حتى إحساسه يخيل إليك انه يعيش بأكثر من شخصية وله أكثر من عالم..أنت ذكر مغرور..يشبه الطاووس كثيرآ يمتلئ بالفراغ في معظم الوقت يعتقد ان الغرور نوع من أنواع الوجاهة يسير علي الأرض كأنه أول وأخر البشر يتعامل مع الآخرين بترفع يظن أن لا شئ يوازيه وان له حجما فاق كل شئ..أنت ذكر حاسد حاقد لما هو كل جميل يصنعه الآخرون يتمنى بينه وبين نفسه لو انه من أمتلكه وصنعه ..

أنت لا شئ يذكر ولا قيمة له فوجوده كعدمه ..

فقط أرحل بسمومك وآفاتك فنحن نساء الله المختارات في الأرض وفضلنا الله على العالمين وجعل الجنة تحت أقدمنا ويسر أمورنا فلا حاجة لأمثالك بيننا .


في الأربعاء 17 إبريل-نيسان 2013 04:21:28 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=20027