الشُطار......
جلال غانم
جلال غانم

إن ظُهور جيل مُتسلق عاجز عن التفاعل مع تقنية التذكر الثورية , القضاء على الخطاب الاستعلائي للجماعات الطافية كطفيليات في رماد يظهر للبعض كأنه معدن بريقه يزدر مع كُل عملية صُراخ تحدث يظهر لنا كــــ كيان مُجرد من أي تقنية ورغبة في التصالح مع أي مرحلة تاريخية تمر بها مُجتمعاتنا .

كُل ذلك يحدث في وقت استبشرنا فيه بتغيير معالم الاحتجاجات , النضال , الثورة وضنينا أننا لن نرى في زمن كهذا لوركا يُقتل في مزارع الأرز الأسبانية برصاصة وغد طائشة , بعملية قتل جماعية وخطاب خاوي من أي مسؤولية تُذكر سوى وجوب الانتماء لمُعسكرات الغباء , الارتماء بمُجون سافر وخطاب عبثي لا يشي إلا بالترصد لحالات الأخطاء التي يتم استثمارها لقوى الأمس التي صارت اليوم بين ماهية القداسة المُجردة وبين ماهية القداسة الثورية التي اعتلت فوق أسطح هممنا وشكلت عبئ على حياتنا .

هُم مجرد شُطار يلعبون بعواطف الناس تارة بالوتر الثوري وبدموع الشُهداء وتارة أخرى بالتخويف من القوى الأخرى التي بدأت تأخذ حيز أوسع بعكس ما كانوا يتوقعون .

إن ذهنية الشطارة التي تُستثمر وتُرفض وتُباع وتتداول بين ساحات وكُروش الوجوه التي ملينا منها لم تعد تشيء إلا بشيء من الاشمئزاز والقرافة وتؤكد على استمرارية الرفض لأي خطاب يقدموه أو قضية يتبنوها طالما انعدمت الرؤية لحل القضايا العالقة بسقفها الطبيعي إن لم نقل المرتفع .

أن تكون ثائر وأن تعتبر القضية الوطنية قضية ذاتية لا تخرج عن حلك وتقديم لرؤيتها يعني هذا أنك تُمارس حالة زيف وظُلم وإخفاء لحالة إي انهيار مُمكن في العملية الديمقراطية شبة المعدومة .

لا هذا ولا ذاك أستطاع أن يدخلنا في جنة الطمأنينة أو حتى في خانة الانتصار الثوري سوى تملُك الخطاب المعدوم من أي إمكانية للحل كي نستمر ننفخ بوقنا في خُرم يُوصلنا في النهاية إلى آتون المسار الذي مُتنا على مُفترقة .

شُطار هُم مُجرد شُطار وقد سبق للكاتب المغربي محمد شُكري أن كان شاطرا في سيرته الذاتية الثانية (الشُطار) التي حملت قِناعة ووجهة المُتعب المُحتر بين المزالق المغربية كتعاسات عاشها في مُجتمع حل عليه فقر مُدقع آنذاك لم يستطع إلا أن يكتب سيرة مُجتمع مليئة بكُل الانتهازيات .

أن نستخدم الذكاء في طُرق العيش وطلب الرزق بدون تردد شيء جيد دون أن اتخاذك من الغش والخداع وسيلة لإثبات أنك قادر على إحداث شيء إيجابي .

أن تجد مُبتذل لأحرفك بين ضياع الواجب وبين الخدمة المهنية دون أن تحمل تكاليف وأعباء نطاقك الحاد , كي تستطع أن تُرتب وتضع أحرفك خارج إجترارات الآخرين ومآزقهم التي يعيشوها .

Jalal_helali@hotmail.com


في الخميس 07 فبراير-شباط 2013 04:11:01 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=19156