إلى أين يتجه اليمن؟؟
راكان الجبيحي
راكان الجبيحي

مرت سنة وتليها أخرى على المرحلة الانتقالية والوضع في اليمن كما هو عليه.. لماذا نكذب على أنفسنا حينما نقول ويقولون أن اليمن قد تعدى مرحلة الخطر ويتقدم نحو الأمام.. فالكل يرى ويسمع عن اغتيالات ضد شخصيات سياسية وأوضاع مؤسفة وأحداث واقعية وتظاهرات تتحرك بقيادات حزبية لا داعي لها أساساً وإنما الهدف من هذا كله هو كركبة الوضع في المنطقة..

إن الوضع في اليمن يتجه نحو الانحراف والانهيار الواسع في جميع الجوانب سواء سياسياً أو اقتصادياً أو ثقافياً أو اجتماعياً.. فإذا نظرنا إلى اليمن من الناحية السياسية سنجد أن هناك مماطلة وتوجيه خاطئ من قبل قيادتنا السياسية في جميع الجوانب فنلاحظ أن هناك أحداث وجرائم واغتيالات ومشاكل هامة ولكنهم يغضون الطرف عنها.. والجديد بالذكر أن الاغتيالات تستهدف شخصيات سياسية كبيرة.. وهذا الأمر يجعلنا ندرك أن لدى البعض يد في تلك الجرائم.. وإذا نظرنا إلى اليمن من الناحية الاقتصادية سنجد أن اقتصادنا لا شئ أمام اقتصاد العالم رغم أننا نمتلك ثروات عدة وأملاك حضارية واسعة وأماكن سياحية في قمة الجمال ولكن وللأسف يستخدمونها لأشياء تخدم المصالح الشخصية وتحيط بمصالح الوطن..

أيضا لا ننسى أن هناك أمر عائق دفعنا إلى الجهل والتخلف وفقد الوعي الذي أصبحنا بسببه نتجه نحو الأسوأ وهو السبب الرئيسي في انهيار الاقتصاد لما فيه من إهدار للمال والأرض والمياه إنها شجرة "القات" التي أصبحت عادة يتناولها الكثير من اليمنيين.. فاليمن يواجه مشاكل عدة من بين هذه المشاكل غياب مستوى التعليم وانتشار التطرف وغياب الخدمات الطبية ومصادر المياه.

إن اليمن يخوض معارك عنيفة سواء في المحافظات الجنوبية أو في المحافظات الشمالية.. ففي المحافظات الجنوبية هناك حال احتقان عبرت عنها تحركات وتظاهرات عدة شهدتها مختلف المحافظات الجنوبية تهتف برفع الظلم عنهم والنظر إلى مشاكلهم.. والأهم من هذا كله هو أن هناك أيادي خارجية وأولها طهران تقوم بتلك المشاكل والنزاعات على أيادي الحراك الجنوبي لتهديد اليمن وزعزعت الأمن والاستقرار.. وهذه النقطة تجعلنا نشك في أن اليمن يتجه نحو طريق مسدود ونفق مظلم لا يستطيع أن ينجو منه..

في الحقيقة لا نعلم إلى أي منعطف نتجه إليه،، لقد أصبحنا نتوه ونسبح في عالم آخر بينما العالم ينطلق ويتجه نحو الأمام والتقدم والازدهار ونحن نعود إلى الخلف ونفتح باب المشاكل والفوضى والصراعات والبعض اتخذها تصفية لحسابات سابقة وهذا سبب الجهل في انضمامنا إلى حركات وتيارات خارجية من اجل مصالح شخصية تهدم بمصالح أوطان.. فإلى أين يتجه بنا هذا المطاف والى أي طريق يجرنا به هذا القطار.. هل إلى طريق النجاح في ضل تصاعد الفوضى أم إلى طريق الهاوية وضياع الوطن..

إن اليمن اليوم يعيش حالة من الاحتقان والفوضى بعد ما انتظرنا الأمل من الحكومة لتحيي بقدراتها وعزيمتها وتفاجئ الشعب اليمني بأفعال حقيقية تهدئ من غضب الشارع واستقرار الوضع في المنطقة ولكن للأسف حكومتنا ليست حازمة وجدية مع الشعب بالنظر إلى ارض الواقع وإنما غائبة تماما عن ما يجري في الساحة اليمنية..

فلقد مرت أيام وأسابيع وأشهر على مؤتمر الحوار الوطني دون جدوه أو نجاح.. مرة تلوا الأخرى تعلن الجنة إلى انعقاد المؤتمر في تاريخ محدد ولكن للأسف لا يتم ذلك، والسبب هو ضياع الوقت في قضايا وهمية وأيضاً تدخل سفراء الدول في الشأن الداخلي حتى يتم نوع من خلط الأوراق والنزاع والتعصب بين مختلف الأطياف،،

ففي خطوة غير مسبقة لزيارة مجلس الأمن الدولي إلى العاصمة صنعاء الأحد الماضي وعقد اجتماع استثنائي يؤكد من خلاله على أن المجتمع الدولي واقفاً بجانب التسوية السياسية في اليمن وهي ضربة قاسية وصفعة قوية للذين لا يريدون التغيير السياسي ولا اللجوء إلى حوار وطني شامل ومن المتوقع والمؤكد أن نجد هناك قرار حاسم يتخذه مجلس الأمن بشان هؤلاء..

في نهاية المطاف إن اليمن يتجه نحو الانهيار والإحباط إذا لم يتم انعقاد الحوار.. فبلا شك ومن المتوقع أن اليمن قادم على أزمة حقيقية في مختلف المجالات

رسالة عاجلة؟

إلى فخامة الرئيس هادي،، وحكومة باسندوة الغائبة عن الساحة،، إن الوطن في خطر كبير وعظيم بل في نفق مظلم ونحن لم ندرك واقعية الخطر.. فانتم تعلمون ذلك، فلماذا نكذب على أنفسنا ونقوم بالمراوغة والاحتراف بالتضليل والتقليل من هذه المخاطر بأقوال خيالية ووهمية دون أفعال جادة وحقيقية كما نريد ويريد وطننا الحبيب وكافة الشعب اليمني.. فماذا فعلتم في عهدكم بل ماذا أنجزتم وماذا حققتم في وقتكم الذي مضى منه ما يقارب سنة وأكثر دون جدوه وماذا عليكم فعله في الوقت بدل الضائع مادام عهد المرحلة الانتقالية على وشك الانتهاء دون أفعال جادة وخطوات ناجحة ومادام مؤتمر الحوار الوطني لم ينعقد بعد حتى الآن.!!

والله من وراء القصد.


في الإثنين 04 فبراير-شباط 2013 05:58:36 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=19121