قرار إعادة هيكلة القوات المسلحة .. ماذا بعد ؟
د.انور معزب
د.انور معزب

لقد ظل اليمنيين جميعا بمختلف شرائحهم وتوجهاتهم الحزبية أنصار ومعارضين النظام السابق على حد سواء مترقبين ومنتظرين اللحظة التي سوف يقوم الرئيس هادي بإصدار قرار توحيد الجيش وهاهو الرئيس هادي وقبل سابق إنذار قد فاجئ الجميع واصدر القرار الأقوى منذ تولية الحكم والسؤال الذي يطرح نفسه بعد صدور هذا القرار المفصلي في تاريخ اليمن هو ماذا بعد إلغاء الحرس الجمهوري والفرقة الأولى مدرع وماذا بعد إقالة أركان حرب الأمن المركزي العميد يحيى محمد عبدالله صالح من منصبة وتعيين الدكتور المقدشي بدلا عنه وماذا بعد تعيين العميد الركن احمد حسين دحان قائدا للقوات الخاصة بدلا عن العميد أحمد علي عبدالله صالح وماذا بعد إقالة خالد علي عبدالله صالح من قوات المشاة جبلي وتعيين العميد ركن علي محمد الفقيه بدلا عنه.

فهل قرارات اليوم عميقة لدرجة أننا لن نجد هيمنه وتواجد عسكري داخل جامعة صنعاء مثلا؟

وهل هي عميقة لدرجة أننا سوف نجد عاصمة خالية من المعسكرات والمظاهر المسلحة والمليشيات المسلحة؟

وهل هي عميقة لدرجة تامين الطرقات وفرض هيبة الدولة في الجوف وصعدة وأبين وغيرها؟ وهل هي عميقة لدرجة تامين حماية أنابيب النفط والغاز والأبراج الكهربائية من الضرب ؟

وهل هي عميقة لدرجة انه سيكون لدينا جيش موحد محايد مستقل ولائه لله ثم للوطن وحماية ومهمته هي الحفاظ على سيادة الوطن وترابه وأمنه واستقراه ؟

وهل هي عميقة لدرجة ان قادة الألوية والمناطق سوف يتم اختيارهم وفق معايير الكفاءة والنزاهة والوطنية بعيدا عن المعيار الحزبي والسياسي ؟ 

وهل هي عميقة لدرجة أننا نستطيع القول ان الدولة فوق الجميع فوق القبيلة فوق الشيخ فوق الفاسدين فوق العابثين فوق زعطان وفلتان ؟

على الجميع أن يدرك حقيقة ان الوطن أسمى وأغلى منا جميعا فاليمن اكبر من شئ اسمه قائد فرقه أولى مدرع واكبر من شئ اسمه قائد حرس جمهوري فالوطن اكبر وأغلى من الجميع ويجب ان لا نربط مستقبله ب "س" او "ص" من الناس ويجب ان لا نفكر بعقلية انه تم إقصاء هذا الشخص او ذاك لان هذا او ذاك كونهم يتبعون طرف معين او فصيل او حزب معين هؤلاء الذين تمت إقالتهم ماهم الا جنود يأتمرون بأمر قائد الوطن ويجنحون لقراراته سواء أعجبتهم ام لم تعجبهم وسواء أكانت متماشية مع ما يريدون وما كانوا يخططون له ام لا 

قرار إلغاء الحرس الجمهوري والفرقة الأولى وتوحيد الجيش اليمني شخصيا لا اعتبره نصرا لطرف ما او حزبا ما وليس فيه غالب او مغلوب حتى ولو ان هذا القرار قد أقال عدد من أقارب الرئيس السابق يجب ان تبتعد جميعا عن هذه اللغة الغير حضارية لغة الإقصاء والتي لا تخدم الوطن بشئ شخصيا اعتبر هذا القرار بمثابة نصرا لليمن واليمنيين جميعا بمختلف توجهاتهم الحزبية والقبلية وبمختلف شرائحهم كون هذا القرار قد وحد الجيش اليمني وكون هذا القرار يعتبر مقدمه حقيقية نحو توحيد اليمنيين وما يجب على اليمنيين اليوم وبعد صدور هذا القرار هو ان يترفعوا عن الصغائر وان يكبروا بحجم هذا الوطن وان يكونوا عامل بناء ليس عامل هدم وان يبتعدوا عن المماحكات والصراعات فالوطن وطن الجميع واليمن للجميع وليس لحزب بذاته او جماعة بعينها اليمن لليمنيين جميعا ونحن جميعا شركاء في بناءه وإعادة اعماره من جديد ولا غنى عن احد في بناء الدولة المدنية الحديثة دولة كل اليمنيين دولة العدل والمساواة دولة الحريات دولة النظام والقانون دولة التنمية والاستثمار دولة السياحة والإعمار الدولة التي طالما حلمنا وتغنينا بها جميعا وما ينبغي على الجميع هو ان يصدق النية تجاه هذا الوطن فلنتسامح من اجل اليمن ولنتصافح من اجل اليمن ولنتصالح من اجل اليمن ولنتعاون من اجل اليمن ولنتراحم من اجل اليمن ولنتآخى من اجل اليمن ولنتوحد من اجل اليمن ولنضع أيدينا في أيدي بعض من اجل اليمن ولنكن صفا واحدا من اجل اليمن . 

anwarmoozab@gmail.com


في الجمعة 21 ديسمبر-كانون الأول 2012 04:04:26 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=18518