حِكَايَةٌ عَجْيبَةٌ!
أبو البراء اليمني
أبو البراء اليمني

بَيني وبَينَ عَاذلي حِكَايـةٌ عَجيْبَة,

أَحْـدَاثُهَـــا,

فُصُـولُـــهَا,

مَشَاهـدٌ كَـئيـبةٌ,

تَدورُ فيمَا بَينَنا ؛مِنْ فَترَةٍ قَرْيبَة.

نَحْنُ مَعاً ؛مُنذُ زَمَنْ.

يَجمَعُنَا هَذا الوَطَنْ.

أَحْزَانُــنا وَاحِـدةٌ.

آلامُنا واحِـدةُ.

تَنتَـابُنَا حَـــسَّراتُنَا ؛مِنْ غَيهِمْ, ونِفاقِهِم.

لَكنَني مُنَاضِـــلٌ,

وعَــاذلي مُمَاطِلٌ,

يَرتَـادُ كُـلَ خِزيٍ ,وَتآمُرٍ, وبَـاطِل.

أعـيشُ فيها شَامِخاً؛ كَعيشَةِ الأُسْودِ.

وعَـاذلي مُكَبلٌ؛ بِكُلِ عَاهاتِ الحَـــسْودِ.

في صَدْرِهِ حِكايةٌ؛ تَروي ازديَادَ فَـقْرهِ.

مُنْذُ ارتَضى ذاكَ العَمَلْ؛

مُنْذ ارتَدى ثَوبَ الدَجَلْ؛

مُحَـاصَرٌ في غَيِهِ؛

وفِسـقهِ وفُجُورهِ؛

وظُـلمِهَ لِنَفْسِهِ؛

وبيـْعهِ لــِقومِهِ؛

العُهر يَبدو واضِحاً ؛بِمَلامِحٍٍ في وَجْهِهِ؛

تَحكي وضَــاعَةً أَصْـــلِهِ

تَـروي حَقَارةً شأنهِ

وَهَشَـاشَةً في فِكرِهِ

وَرَتَـابَةً في قَولهِ

الجُـبْنُ في أعيانِهِ

أَعْيـــَــاهُ طْـــُولُ مِطـَــالِهِ

هَوَ كَـاذِبٌ في قَولِهِ

وَمُـزَوْرٌ في فِـعَالِهِ

*****

مُهَاجرٌ إلى الزَلَلِ

مُخـادِعٌ بلا مَلَلٍ

أو فَلتَقَلْ يَا صَاحِبي ؛واجَمَعْ جَميْعَ خِصَالهِ

قَولاً مُفيداً مُختَـصَر

هُـوَ كُل شَـرٍ

هُــوَ ذَيلُ إبليسُ اللعينِ

مُتَجَـسِداً في ذاتِهِ

مُتَلَـبِساً بـإِزَارهِ

*********

إبليسُ ولى كَالشَررِ

مُسْتــبرءاً مِنْ ذَيلهِ

إبليـــسُ وَلى مُدبِراً

ومُهَاجِراً مِنْ فِعْلِهِ

إِبلـيْسُ أعْلَنَ تَوْبَةً

عَـــنْ كُـــفرهِ ونِفاقِهِ

إبلـيسُ وَلَى هَارِبَاً

مُـــتَشائِمـــاَ مِنْ مَكرهِ

*********

يَا أيُــها العِلجُ الكَذوْب....

يا مُسْتَــهيناً بِالخُطوبِ....

يَا أيُها الواشي المُريب...

يَكْفي كَفى...

خطواتكم ومَسيرُكُم ......بِالغَيِ في تِلْكَ الدُروبِ...

*********

يا مَنْ تلطَخَ بالذُنـوب...

أيـامُكمُ بـــاتَتْ تُعَدْ

فَتَوَقَـَـعوا جَزْرَاً وَمـــدْ

يُوقِـظُ فينا مَنْ رَقَـد

أو مَنْ تَعَـثَرَ أَو رَكَد

لِتَكونَ ذِكـرَاكُم أليمَةً

تَحْكي هـَــزْيْمَةَ مَنْ ظَلَمْ

ومَــوَاعِظَ تُهدَى لِلـــوَلَدِ

عِـبَرَاً لِمَنْ لَمْ يَتَعِظ

ولِـمَن تَجَبَرَ واَسْتَبَد

ولِمَنْ تَـعَدَى أو فَسَد

لَـعَنَاتُ أولادِ الشَهيدِ

والأب والأمِ والفَقيـِد

تَغتَالُ كُلَ حُطامِـكم

تُنْـسي جَـــميعَ خَرابِكُم

تُنْـــهي خُــطَاكُمُ لِلأَبــَـدْ

********

ذاكَ المُراوِغُ والحَقوْد

ضَـلَ الْطَرْيقَ ...

ذاكَ المُـصَفَدُ في مسَدٍ

قَدْ صَارَ كَوْماً مِنْ جَليـــدْ

قَدْ بَـاعَهُم مَكـــارِمَهُ

وبَاعَـهم مَـعالِمَهُ

قَدْ بــَـاعَ حَتى قَومَهُ

والكَهْلَ والطـــِفْلِ الوليـدِ

لكنَهُ وللأَسْفِ .....لَمْ يَسْـتَلِمْ حَتَى الثَمَنْ

بَلْ إِنَهُ وَللأَسَفِ..... قَدْ صَــاْرَ يَعْبُدُ الوَثَنْ

بَلْ إِنَّهُ وَللأَسَفْ..... قَدْ اِرْتَدى ثَوْبَ العَفَنْ

بَلْ وَاسْتَقَى كَأَسَ الفِتَنِ

وَكُلُ هَذَا قَدْ حَصَلْ .... يَا سَادتي بَلا ثَمَنْ

بَلْ إِنْ ذَاكَ المُشْتَري ....مُرَاوِغٌ مُحْتَال.... لَم يَرتَضي ذَاكَ الثَمَنْ

مَا زالـ يَطلب المَزيدَ

عَلى الإِواءِ وَالسَـكَنْ

وحَقَ تَوْفيرِ المِـهَنْ

وعَلـــى كَفَالــتـه العَبيْدْ

فَبَـاْعَ خِلي مَابَقَى

مِنْ أَرْضِهِ وعرضه.... وقَام يَدْفَعُ بِالمَزيـْــدِ

لَكنْ سُـؤالي هَاهُنّا؛

مَنْ كَانَ أَوْلَـى بالثَمَنْ ؟؟؟؟

مَنْ بَـاْعَ يَوْمَاً قَومَهُ؟؟؟؟

أَمْ مَنْ تمـادى بالثَمَنْ ؟؟؟؟!!!!!

*******

يَا عاذلي يَا مُمْتَهنْ ...يَا مُتعَةً بِلاْ ثَــَــمَنْ

لَوكُنْتَ حَقَاً رجلاً ...وَتَدَعي حُبَ الوَطَنْ

لا تَرتَضي أَخَزَى الِمِهَنْ

لَقَد اِنْتَهى زَمَنُ الوَســنْ

لَقَد اِنْجَلى عَصْرُ الوَهَــنِ

*******

حَيَـرْتَني يَا عَاذِلي!!!

يَا قَـاتلاً لضَميرهِ...

يا تَـائِهاً بِـِـــدُروبِهِ...

يَـكْفي كَفَى...

فَمَتى تَتوبُ...

*********

مَا رأيُكُمْ يَا سَادَتي ؟؟؟؟!!!!

أَذودُ عَنْ حِـــياضِهِ

فيُهْدِني ثَوبَ الكَفَنِ

أَرفَع مِنْ مَقَـامِهِ

يَجْذِبُني إِلى الفِــتَنْ

يَكبِتُ صَدري وفَمي

عُيـونُهُ تَرقُبُني

في الصُبحِ والمَسَاءِ

يَمُـدني بالنَدمِ

يَغتَالُ بَاقي حُلُمي

يَنوي حِـصَارَ القَلَمِ

يَنْعي إِحتِـظارَ الألمِ

يُقذِفُني بالـحِمَمِ

يَعْـذِلُني في شيَـمي

يَسُـبُ حَتى كَرَمي

*****

يَا عَـاذِلي في وَطَني

لَـنْ أنَثَـني

لَـنْ أَنْحَـني

لا لَـنْ أَمَلَ

لا لَـنْ أَكَلَ

أَعْـلَنْتُ فيكُم صَمَمَيْ

حَـتَى ولَو عَنَـفَتني

حَـتى وَلَو حَاصَرتَنيْ

حَـتَى ولَو كَـبَلتني

حَـتَى ولو مَزَقْتَـــنيْ

حَـتَى ولَو شَيَـــعتني

*****

يَا عَـاذلي يَكْفيْ كَفَىْ

قَدْ بِــعْتُ نَفْسيَ لِلوَطَنْ

ووهَـــبْت رُوحي لِليَمَنِ

وأنـا الرَدى

وأنا المُـــخَاصِمُ للعِدَا

ولَها ســـأَجْتَازُ الصِعَابَ

وسأعتلي قِمَمَ الهِضَابِ

وأَطَـــالُ أهْدَابَ السَحَابِ

لأصُـوْنُها طُوْلَ المَدى

*****

وَطــَـني اليَمَنْ

حُلُـمي السَعيدُ

نَبـْـضُ الوَريدِ

عِشْــقٌ تَغلغل في دَمي

مِـنْ شَعْرِ رأسي للقدَمِ

وَطَني سَـــيُشفي سَقَمي

وَطَني سيُنـهي ألَمي

وَطَـني الوَطَـــرْ

وَطَني الحَدائقُ والشَجَرْ

وَطَني الخَمــائِلُ وَالدُرَر ...وطَني الحَمائِمُ والثَمَرُ

وَطَـني المَصْـيرُ

وطـني.. القَدَرُ

وَطَني القصيدَةُ والوَتَر

وَطَني السَلامُ المُنْتَظَر

وَبِهِ سَأَنْسَى كُلَ شَــرٍ

وإِلــيْهِ أعْتَزمُ السَـــفَرْ

يَا عَاذلي يَكْفيْ كَفَىْ .... قَدْ هَدَنـــا طُوْلُ البَطَرْ

قَدْ آنَ أَنْ تَصْحَبَني

قَدْ آنَ أَنْ تَنْصُرني

قَدْ آنَ أَنْ تُعيـنَني

قَدْ آنَ أَنْ لا تَنْــحَني

حَـانَ الصُعُودُ

قَدْ حَانَ تَحقيقُ الوعودِ

بـنِضالِنَا يَعْلو الوَطَن

وبِـــكِبرِكُم نَعلو سَـقَر

****

يا عَاذلي حان الظَـــفَرْ

وَليْسَ مِنْ هَذا مَـفَر

فَالحَقُ فينَا قَدْ اِنْتَـصَر

فَالحَقْ بِركْبِ الثَائِرينَ

أوعُـــدْ لِدَربِ الحَائِرين

فالغَدْر لَيسَ لهُ مَــقَـَـــر

*****

يا مَنْ تَنَاسَى نَفـسَهُ

يا مَنْ تَجاهَلْ حُـزْنَهُ

يَـكْـفيْ كَـفَىْ

 

يَكفْيكَ زُوْرَاً وَ دَجَـلْ

يَكْفي التَمَادي وَالهَـزَل

ضَـعْ عَنْكَ تِلْكَ الأَقْنِعَةَ

يَا عَـاذِلي يَكْفيْ كَفَىْ

تِـلْكَ العُـقُودُ الظَائِعةُ

يَا عَـاذِلي يَكْفيْ كَفَىْ

تِلْكَ العُـهُودُ الخَانِعَةَ

يَا عَـاذِلي يَكْفيْ كَفَىْ

إِطْعَامُكُمُ مِنْ خَيْرِنَا ...تِلكَ البُطُونُ الجَائِعَةَ

يَا عَـاذِلي يَكْفيْ كَفَىْ

كُـــنْ ثَـائِراً

تَكُنْ بَـطَلْ

كُنْ مِثْلَمَا أَنْتَ تُريْدُ

لا مِثْلَ سَعْدٍ أَو سَـعْيدٍ

أَو مِثْلمَا شَأ البـَــليـْـــدُ

أَو مِثْلَ مَـعْتوهٍ عَنـيـــدٍ

أو مِثْلَ نَعلٍ في الرَصيدِ

أو كَلبَ صَيدٍ قَابعٍ ...يَجْتَرُ قَيْداً مِنْ حَديْد

أو بَـغْل عَدْوٍ أَجْرَبٍ

يَقْتاتُ مِنْ حَوْضِ الصَدْيدِ

يَا عَـاذلي يَكْفيْ كَفَىْ

لقَدْ اِنْجَلَى عَـهْدُ العَبيدِ

قَدْ بَانَ في الأُفْــقِ القَريْبِ

حُلـمٌ سَعيـدٌ

قُمْ واصـنَعِ المَجْدَ الوَلْيدَ

كُنْ صَـانِعَ العَهْدَ الجَديْدِ

يَا عَـاذِلي كُنْ يَوْمَ عِيْدٍ

يَكـفي كَـفَى

قُمْ وَدِّعِ الليـلَ المَديدِ

واستَقبِلِ الصُـبحَ الرَغيدِ

يَا عَـاذلي كُنْ يَوْمَ عيدٍ

قُمْ واعـتَلي قِمَمَ الصُمودِ

واسْـجْعْ بِألحَانِ النَشيدِ

واتـلوا تَراتيلَ الصُعودِ

وازْأر بِأصـواتِ الأُسودِ

يَا عَـاذلي يَكْفيْ كَـفَىْ

قـــُـمْ واصـــنَعِ المَجْدَ الوَليـْـــد

يَا عَـاذلي يَكْفيْ كَفَىْ

قـــُـــمْ واصـنَعِ اليــَـوْمَ المَجـْـيْد

يَا عَـاذلي يَكْـفيْ كَفَىْ

قـُـمْ واصـــنَع اليــَـمَـــنَ السَـعيْد

هَــذا مِـدَاديَ شَـــاهِـــدٌ

يَحْكي إِحْـتِقَاري فِعَالَهُم

فمَزَجْـــتُهُ حِـبْراً وَدَمْ

فَلَستُ مَنْ يَخْشَى العَبيـدَ

اللَـهُمَ هَلْ بَلَغتُهمُ

فَاختَرْ لِعَبـْدِكَ مَا تُريـْـدُ


في الإثنين 17 ديسمبر-كانون الأول 2012 08:54:52 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=18475