الحوار الوطني المطلوب .. أن يفهم الحكام رسائل الشعوب!!
د.علي مهيوب العسلي
د.علي مهيوب العسلي
إلى متى ستظل القوى السياسة اليمنية تضحك على العالم وعلى الشعب؟!

أيعقل أن يحتفل الرئيس بمراسيم رسمية وإقليمية ودولية بذكرى توقيع المبادرة الخليجية قبل تنفيذ ما جاء بآلياتها المزمنة؟!

وهل حقق ذلك التوقيع غير انتخاب رئيس الجمهورية ؟! ؛ إن الجماهير التي صوتت للرئيس ليس استجابة للمبادرة وإنما لقناعتها من انه سيخرج البلاد إلى الدولة المدنية التي ينشدها كل الشعب، فإذا به يقيم احتفالا بتنصيبه رئيسا من تلك المبادرة! ؛ و يا ليته انتظر ذاك اليوم وأقام فيه هذا الاحتفال ،لكن أن يحضر هذا الجمع لمرور عام على توقيع مبادرة وتُنسى ثورة الشباب التي هي صاحبة القول الفصل في كل ما جرى ويجري !

سيدي الرئيس اسمح لي أن أقول لك لقد ارتكبت خطيئة بهذا الاحتفال المُهين للشهداء والجرحى والمعتقلين قبل أن تقتص لهم !

لم أرى من الكلمات في هذا اليوم سوى كلمة الأمين العام للأمم المتحدة التي ربما كانت اقرب إلى تطلعات الشعب اليمني والثوار في كل الساحات فله التحية كونه أدرك أن السياسيين في اليمن قد اتفقوا ولكن على مَن؟؟ إنهم اتفقوا على أن الشباب مازال مبكرا عليهم أن يمارسوا السياسة بل عليهم أن يتعلموا حتى يبلغوا الرشد،؛ أي مازالت الأبوية في هذا البلد الغلبان هي المسيطرة بعد ونحتاج إلى ثورات متعاقبة لتغيير مثل هكذا ثقافات!

الرئيس هادي ..لقد كان الكثير ينتظر منك بحضور الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لمجلس التعاون الخليجي قرارات انتظرها اليمانيون كثير وبمباركة الدول الإقليمية والدولية التي حضرت هذا الاحتفال ،لكنك خيبت آمال الجماهير ولربما للمرة العشرين ،فاحتفالكم لا طعم ولا رائحة له طالما بقايا النظام الذين اشتركوا أو حرضوا على قتل الشباب في الميادين طليقي اليد وللسان ،لا بل الأكثر في مناصبهم والبعض قد رُقُوا خلال الفترة المنصرمة ، فبماذا تحتفل إذن ؟! ؛ وأنت لم تنصف حتى الآن الذين أوصلوك بحق وحقيقة إلى كرسي الرئاسة الذي احتفلت به في ذكرى يوم التوقيع على المبادرة!

سيدي الرئيس باحتفالك بيوم التوقيع قد نسفت كل الإجراءات والخطابات التي قمت بها في الفترة المنصرمة وكرمت من لا يستحق التكريم لان ما قاموا به هو خدمة مصالحهم وأجنداتهم ،وكان الأجدر بك في هذا اليوم والذي يشير إلى سنة كاملة من صبرك على بقايا النظام فتقوم بتكريم شباب الثورة بحزمة من القرارات تريحهم بها من عناء الانتظار سنة كاملة ،وعلى وجه الخصوص كان الأجدر بك في هذا اليوم أن تكرم الشهداء الأكرم منا جميعا !؛لأنهم هم الوحيدون من أوصلك إلى هذا العرش الذي تنمح فيه الأوسمة والنياشين ..إذن الشهداء ولا غير الشهداء من يستحق التكريم .. وذا احترت بالآمر فسئل صالح بنفسك وسيرد عليك بهذا الكلام!! ؛ أم أن الرسالة سيدي الرئيس لم تصلك بعد؟!

سيدي الرئيس إن ما تُجرُّ إليه من قبل بعض الأحزاب وإيهامك بأن الثورة والثوار تحت السيطرة وما عليك سوى إسدال الستار عليهم وعلى تحقيق بقية أهداف ثورتهم !

هيهات لهم ولخبثهم فإن فعلت بما يرغبون ويتمنون ستكون قد أسدلت الستار والتاريخ عليك وعلى تلك القوى ، والتي تخطط أيضا للانقضاض على نتائج الحوار الوطني المؤجل خلافا للمبادرة التي تحتفلون بنجاحها على مرور سنة من توقيعها ، فلم تقل لنا لماذا تم تأجيل الحوار الوطني بدون إعلان بالمبررات التي استدعت للتأجيل ،فانه لو تم ذلك لما احتفلتم بالنجاح المزعوم ، فستظهر الحقائق كماهي دون تحريف ! ؛ فلو كانت المبادرة فعلا لا قولا ،مِن أنها قد سلمت اليمن وأخرجته مما كان فيه قبل سنة ،لكان الاحتفال في ذكرى بتوقيع بنجاح الحوار الوطني أو على الأقل باتفاق الأطراف على مواضيع الحوار ،فلماذا سيدي الرئيس وأنت من نادى بالشفافية تمارسون التضليل المفضوح على الشعب ، مِن أنكم قد قطعتم شوطا كبيرا وانتم في الحقيقة لم تنجزوا أي شيء يتعلق بالمستقبل! ؛ فمتى ستقولون الحقيقة للشعب مهما كانت مرة من اجل ان يعينكم في انجاز مهامكم ؟!!

سيدي الرئيس في اعتقادي زيارتك لدول الخليج مؤخرا لا يخرج عنها هذا الكرنفال الاحتفالي المعيب ،فشبابنا قاموا بثورتهم لكي يلمسوا هم وشعبهم التغيير على الواقع ،وليس بتسويق نجاحات وهمية لا في الانجاز ولا في الحوار الوطني في موعده ،ولا في التهيئة المناسبة لإنجاحه!

وفي اعتقادي إذا كان مازال لديك أذن تسمع فإن الحوار الوطني لن يتحقق ولن ينجح إلا بإتباع الآتي:

1. الاعتراف بثورة الشباب منك ومن كافة الموقعين على المبادرة الخليجية لكي نُنهي هذه الازدواجية في المشهد السياسي الكئيب في اليمن ، والاعتراف الآن هو مطلوب أكثر من أي وقت مضى بعد الاحتفال المُهين للثورة والذي خلط الأوراق وزادها أكثر غموضا في توجهات القيادة الانتقالية.

2. إطلاق كافة المعتقلين على ذمة ثورة الشباب .

3. تنفيذ حكم المحكمة بمعالجة الجرحى ورعايتهم ،فهل سيدي الرئيس من احتفل معكم اليوم يدركون ان حكومتكم لم تعالج الجرحى وقد صدر حكم يلزمهم بذلك.

4. ترحيل صالح من الممارسة السياسية نهائيا ،فإن لم يستجيب يمكن وضعه تحت الإقامة الجبرية ،كما حصل مع احد زبانيته الفضلي.

5. إقالة قائد الحرس الجمهوري ورئيس أركان وحدات الأمن المركزي ،وكذا كل قائد عسكري أو أمني قام بقمع الثوار في كل الساحات على ان يتم بقرار دفعة واحدة دون تقسيط وشد حبال التوتر عند الثوار ومن ينشدون التغيير ودون إبطاء أو مراحل.

6. وضع اليد على كل ما يشتبه به انه مازال يمؤن صالح وحاشيته من ثروات الشعب.

7. إلغاء كل مؤسسة انشأها صالح ليُدير بها البلاد في الظل أي بشكل موازي ، وعلى سبيل المثال: المجالس المحلية ، مجلس الشورى ،لجنة مكافحة الفساد ، المؤسسة الاقتصادية ، وكاك بنك غير القانوني ،ولجنة المناقصات. ..الخ.

8. وقبل ذلك وبعده استعادة هيبة الدولة وإعمال القانون.

9. بعد ذلك الدعوة لكل من يحمل سلاحا ومسيطرا على منطقة جغرافية بسلاحه ان يسلمه إلى الدولة قبل الشروع في الحوار وإلا اعتبر متمردا ويجب إقصاءه من الحوار ،بل ويجب على الدولة انتزاعه عنوة ان رفض تسليمه سلميا

مالم تعمل على تحقيق هذه النقاط وغيرها المستعجلة التي لا تحضرني الآن فستُثبت أنك استمرار للنظام السابق ،بل ووضعت نفسك محللا لهم بحسب الإشاعة السائدة ،وبخاصة إذا ما نظرنا إلى طلب صالح انه سيبقى في اليمن وانه سيمارس السياسة في المؤتمر، وأن حصانته هي أصلا بقائه في المؤتمر وأن عليك أن ترشح ابنه احمد لرئاسة المؤتمر أي لرئاسة الدولة في الانتخاب القادم. أتمنى أن أكون قد وصلت الرسالة إليك الآن !

اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد !

alasaliali@yahoo.com


في الثلاثاء 20 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 11:24:54 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=18094