الولاية العامة ومغالطات الحوثي
عبدالعزيز الصلاحي
عبدالعزيز الصلاحي

ما كنا نسمعه من السادة الحوثيين قبل قيام الثورة الشبابية الشعبية السلمية كان يسرنا كثيراٌ وذلك في مقولتهم بان علي عبدالله صالح غير مؤهل للقيادة ,وانه لم ينطبق عليه أي شرط من شروط الولاية , وذلك بان لديهم قائمة عريضة وطويلة مليئة بشروط الوالي , وهذا شيء جيد وممتاز , ولكن هناك بعض الشروط غير صالحة لأنها في الأصل مفصلة على مقاس فصيل واحد من الناس , وتحرم الآخرين من تولي القيادة ولو كانوا يتمتعون بكل صفات وشروط الولاية .

خلال متابعتي لخطاب السيد الحوثي الأخير , فهو أقل ما يكون مغردا خارج السرب , ويضع الأدلة في غير موضعها ويفسر بعض الآيات وفقا لرؤيته ومزاجة , وقد ذكر الرجل الكثير من الآيات حول الولاية ولمن تكون , ولكنه للأسف كان يغفل عن تفسيرها ومعانيها الحقيقة ويختزلها في شخص الأمام علي كرم الله وجهه , نحن هنا لسنا بصدد الكلام عن علي بن أبي طالب أو الانتقاص منه فمنزلته في قلوبنا كبيره وحبه اكبر وله مكانه عظيمة في نفوس كل المؤمنين , ولكننا نرفض المغالاة فيه أو في غيره فالإفراط في المغالاة يأتي بنتائج عكسية , حتى فرضيا ولو كانت الآيات تتحدث عن علي بن أبي طالب , فالسؤال الوجيه لهذه الفقرة إذاً من يمثله اليوم هل هو عبدالملك الحوثي أم من ؟ , هل كل صفات علي بن أبي طالب انتقلت إلى السيد عبدالملك الحوثي أو إلى غيره ممن يفرطون في الحديث عن علي وولايته , والذين يدعون أنهم أهل الله وخاصته , أعتقد أن لا احد منهم يزعم أن صفات علي بن أبي طالب قد انتقلت إليه , إذا فكيف يعطي لنفسه الحق بأنه الوريث الشرعي لولاية علي بن أبي طالب ,,,,,,,,,,,,,,, هذه هي المغالطة الأولى .

الأمر الأخر هنالك الكثير من الآيات الكريمة التي تتحدث عن ولاية المؤمن لمن تكون , وهي واضحة جلية في قوله تعالى (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) وهذه الآية تغنينا عن سرد الآيات الأخرى فهي واضحة جلية لا لبس فيها فالولاية تكون لله ثم لرسوله ثم لعامة المؤمنين , وللتأكيد على ذلك تلتها آية بنفس المعنى ( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) فالآيات الكريمة واضحة وضوح الشمس لا لبس فيها ولا غموض وليست مخصصة لشخص معين ولا لفئة معينة ولا لجنس معين ومن يقول بغير ذلك فقد افترى على الله مالم يقل وجير الآية لمعنى , فمن أين أتوا بأن المقصود بهذه الآية هو علي بن أبي طالب ,,,,,,,,,,,,,,,,,,, وهذه هي المغالطة الثانية .

كنا قبل فتره نتعاطف مع دولة إيران الشيعية , باعتبار أنها دولة إسلامية , وتنادي بالحرية والعدالة , وتتهم الغرب بالظلم والكبرياء والغطرسة ,, إلا أننا رأينا عكس ذلك في الفترة الأخيرة وذلك بوقوفها الى جانب نظام الأسد , ولا ندري ماهو مبررها لذلك فيا ترى هل نظام الأسد الذي يدمر المساكن على رؤوس ساكنيها , ويقتل النفس التي حرم الله , وينتهك الحرمات , ويبيح كل ماحرم الله من خمور ودعارة وعري وغير ذلك مما عهدنا طوال فترة حكمة , هل هذا النظام هو من أولياء الله , وهل هو ممن يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة حتى نواليه ونناصره , وكذلك الأخوة الحوثيين في اليمن , فموقفهم هو موقف مشابه لإيران , هل الظلم محرم في اليمن ويجوز في بلاد الشام , وهل تطالبون بالحق والعدل في اليمن وتحرمونه على بلاد الشام , هل الحكومة اليمنية الحالية ظالمة , ونظام بشار الأسد عادلا , هل يجوز قتل الجيش والأمن والمواطنين في اليمن ومحرم قتال القتلة والمجرمين والشبيحة في بلاد الشام , هل نظام الأسد هو من الورثة الشرعيين لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه ؟ أجيبونا ,,,,,,,,,, وهذه هي المغالطة الثالثة .

كذلك هناك شروط أساسية وضرورية لمن يتولى الأمر العام للأمة , وأكثر المتشددين في هذا الأمر هم الشيعة , فمن الشروط الأساسية والمهمة عندهم ان يكون هاشميا عالما مجتهدا ذا خلق ومروءة وأمانة عادلا في أقواله وأفعاله , وهذه الشروط كانت تصلح لما قبل الدولة , فنحن اليوم في القرن الواحد والعشرين وتغير كل شي في الحياة وأصبح العالم قرية واحدة , ولذا يجب أن تتوافر شروط كثيرة لمن يتولى الأمر العام للأمة , فبالإضافة إلى الشروط السابقة للولاية العامة , وكذلك يجب ان يكون لدية الخلفية الكافية عن الأمور السياسية والإقتصادية والعسكرية وكل مايتعلق بمتطلبات العصر وأن يكون على دراية بكافة توجهات من يحكمهم وخلفياتهم المذهبية والفكرية والسياسية والأيدلوجية وان يتعامل مع الجميع على مسافة واحدة , فزمن فرض فكر معين او مذهب معين أو حزب شمولي ولى وإلى غير رجعة . وهذا بكل تأكيد مالا يتوفر في السيد عبدالملك الحوثي أو أبو علي الحاكم او غيرهم من قيادات الحوثي الذي نصبوا أنفسهم قيادات واقعية لهذه الجماعة ,فخلفيتهم العلمية لا تعدو كونه تلقى تحصيله العلمي في مدرسة السيد بدر الدين الحوثي وقرأ بعض الكتب المتعلقة بسيدنا علي رضي الله عنه وأرضاه ,,,,,,,,,, وهذه المغالطة الرابعة

ندعو الجميع إلى التعقل ونبذ التطرف والعمل على جمع الشمل ووحدة الصف , فالوطن يحتاج إلى نبذ الخلافات جانبا , الوطن يحتاج إلى البناء وليس إلى خطب ومحاضرات , لنجتمع فيما نتفق عليه وليعذر بعضنا بعضا في ما اختلفنا فيه فالإختلاف سنه كونية , الوطن لا يحتاج إلى تنظير عن الولاية وغيرها , الوطن يحتاج من يخدمه ويرعى مصالحة لا من يتعالى عليه ويغمطه , المقصد الشرعي من الولاية هي خدمة الناس وإقامة الحق والعدل ورعاية مصالح الأمة , وليست تلك الصفة في قبيلة او صنف من الناس وإنما يجب أن توضع كمنهج وقانون يسير عليه الناس ويطبق على الجميع دون استثناء , كلكم لآدم وآدم من تراب لا فرق بين عربي ولا أعجمي , ولا فرق بين ابيض و اسود إلا بالتقوى

Azizaz45@yahoo.com


في السبت 10 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 08:42:24 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=17971