|
في الآونة الأخيره كثر الجدل حول الموضوع الذي أثارته الأستاذة أمل الباشا الناطقة الرسمية باسم اللجنة الفنية للحوار الوطني حول زواج القاصرات , والتي ركزت على الموضوع وجعلته نقطة ضرورية ومرتكز أساسي للحوار , مما أثار الكثير من المراقبين بين مؤيد ومعارض , فالبعض سخر من هذه النقطة وصب عليها جام غضبة اذا أنها أغفلت القضايا الوطنية الهامة والأهداف الحقيقية لثورة الشباب السلمية , وأنها عملت على تشويه الثورة الشبابية في اختزالها لظاهرة زواج الصغيرات أو إدخالها نقطة أساسية في الحوار الوطني باعتبارها موضوع جانبي يمكن معالجته مستقبلا عبر البرلمان أو منضمات المجتمع وإصدار قانون لمنع هذه الظاهرة , والبعض الآخر عمد على تأييد هذه النقطة المهمة بالنسبة للسيدة امل ليس لأنها قضية وطنية تحتل أولوية في الحوار وإنما لأنها قضية سوف تثير الخلاف في أوساط المجتمع وتعمل على تباين وجهات النظر بين القوى الداعمة للثورة والمتفقة على بناء المشروع الوطني المدني الحديث وترك الخلافات الفرعية جانبا حتي يتسنى للوطن الوقوف على قدمية والتعافي من أزماته الطاحنة التي قضت على الأخضر واليابس ومن ثم الخوض في القضايا الخلافية التفصيلية ,
وهذا الفريق يعلم ايضا ان هذه القضية أي زواج الصغيرات سوف يقلل من قيمة الثورة المنية في الداخل والخارج ففي الداخل قطاع عريض من المجتمع يعتبر ان هذه القضية لا تحتاج هذه الضجة فزواج الصغيرات أسبابه كثيرة من فقر وجهل وعادات قبلية وغياب الوعي هي تحتاج إلى معالجة أسبابها إلى القضاء على الفقر والبطالة تحتاج إلى توعية المجتمع بمخاطر الزواج المبكر سواء كانوا فتيان او فتيات , لا تحتاج الى سن قوانين وإصدار قرارات , الأمر اكبر من ذلك الوطن مدمر ممزق , الناس يموتون جوعا الجيش منقسم , الجماعات المسلحة متاهبة للقضاء على الدولة إن كان هناك ثمة دولة , القاعدة منتشرة في كل مكان , التعليم منهار , الفاسدين يصولون ويجولون بدون حسيب ولا رقيب , القتله يحتمون بحصانة ظالمة وجائرة الطرقات مليئة بالمتقطعين والقتلة والمجرمين القضاء فاسد ومنهار ونحن نأتي ونتكلم على زواج القاصرات , نحن لا نقلل من مخاطرة ولا أهميته ولكنه بالنسبة لليمن هناك ما هو أهم واخطر من هذه القضية فإذا ما تجاوزنا هذه المرحلة فلا بأس من الحديث حول هذا الموضوع , هناك من يصطاد في الماء العكر ويحاول ان يجعل الثورة وكأنها قامت لأجل هذا الموضوع ومن يعارضه او يتكلم عنه فهو رجعي وإمامي وعفاشي , ومن هذا المنطلق يقلل من أهمية هذا الثورة في أوساط العامة من الناس مما يجعلها تفقد أهميتها وأهدافها التي قامت من أجلها , الثورة قامت للقضاء على التوريث والظلم والفساد , قامت للقضاء على الفقر والمرض والجهل , قامت لنشر التعليم وبناء الإنسان وما يحتاجه من تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية , قامة من اجل التداول السلمي للسلطة وبسط سيادة النظام والقانون , قامت من اجل استعادة الوحدة والسيادة الوطنية ورد الاعتبار لكل يمني أهينت كرامته وسلبت إرادته في الداخل والخارج , ولتنفض غبار الإرهاب والقتل الذي وصم به كل يمني من قبل النظام السابق , ولرد الحقوق والمظالم إلى أهلها , قامت من اجل استعادة الجيش والأمن المخطوفين من قبل العصابات وأصحاب المشاريع الصغيرة هذه هي الثورة اليمنية ثورة الحرية والكرامة , وإنها لثورة حتى النصر ولو كره الفاسدون ولو كره المجرمون , التحية للشباب الأبطال في الساحات , الخلود والرحمة للشهداء , الخزي والعار والذل للقتلة والمجرمين والفاسدين.
في الإثنين 22 أكتوبر-تشرين الأول 2012 04:53:47 م