إلى أهل الإيمان والحكمة
العزي سعد الحطامي
العزي سعد الحطامي

بداية ونحن نعيش احتفالات ثورة 14 أكتوبر الثورة العظيمة التي استمرت قرابة مائة وثلاثين سنة ضد المستعمر ، لتدل دلالة حقيقية أن الشعب اليمني شعب أصيل لا يقبل المستعمر ولا يرضى بالظلم وإننا اليوم نتطلع إلي يمن جديد ومزدهر .

إن النهضة التي ننشدها ، والأحلام التي نسعى لتحقيقها ، والأمنيات التي نتمناها والرؤى التي ننشدها ليس بالعسير تحقيقها ولا من الصعب الوصول إليها .

بل ذلك كله أمر يسير وأيسر علينا لكن بشرط أن نسير وفق السنن والقوانين وأن نحترم الأنظمة واللوائح وأن نقوم بالأسباب وأن نجتهد في فعلها وأن نستصحب العزم لنصل إلى النتائج المرجوة .

لاحظ معي أخي الكريم كل شيء من حولنا في هذا الكون الواسع العظيم يسير وفق نظام دقيق ومحكم ومضبوط .إلا ابن آدم ، نلاحظ أن الله سبحانه حين كرمه بالإستخلاف في هذه الأرض جعل له الحرية في الإختيار ومكنه من كل شيء .

وإنني لأتعجب أشد العجب كيف واقعنا اليوم وكيف حياتنا فوضى عارمة في السلوك وفي الأخلاق وفي الإدارة وفي نظم حياتنا بشكل عام وبالمقابل تجد الغرب الذين لا دين لهم ولا تاريخ خدموا البشرية ووضعوا لهم أنظمة استطاعوا من خلالها أن يوظفوا قدرات وطاقات البشر وعملوا ليل نهار في السير نحو تحقيق أهدافهم ومتطلباتهم بشكل سلس ومتناسق ومنظم ، مما يجعل اللبيب يحتار فيقول إنهم هم المسلمين ولكن بلا إسلام , وأن عندنا الإسلام ولكن لا مسلمين .

إنني من خلال مقالي هذا أنادي أهل الحكمة والإيمان أهل الحضارة والتاريخ أهل اليمن قاطبة آن لنا أن ننهض من غفوتنا وأن نصحو من سباتنا .

نحن اليمنيون لنا دور كبير في التاريخ من عهد ذو القرنين وسبأ وحمير ً و|أجدادنا الأوس والخزرج وإلي يومنا هذا لنا تاريخ مشرف ،  كفى العبث ، كفى لعباً بمقدراتنا وثرواتنا ، كفى تضيع للأوقات فيما لا ينفع .

اليمن اليوم محتاج إلى كل اليمنيين ليهبو جميعاً في بنائه ، ليتساعدوا جميعاً في نهضته ، ليتشرفوا جميعا في بناء دولته الديمقراطية الحديثة القائمة علي أسس صحيحة .

كفى أيها اليمنيون المهاترات والتنابز بالألقاب والبكاء على أطلال الماضي ، كفى الاستنقاص من الآخر ، كفى السب والشتائم ، إن هذا كله لا يساعد أبدا في بناء اليمن الحديث يمن النهضة والتقدم والرقي والتطور والتحديث

إننا اليوم مدعوون جميعاً للوقوف صفاً واحداً في بناء يمن الغد ولنجلس جميعاً على طاولة واحدة هي مائدة الحوار نتحاور لنبني لا نتحاور من أجل أن نختلف أو أن نمرر مشاريع ضيقة .

إنني أنادي كل غيور في هذا البلد لتكن رؤية الجميع هو البناء لهذا البلد العظيم .

أنادي الأحزاب والجماعات والعاملين في أجهزة الدولة لا لسياسة الإقصاء واتهام الأخر وليتنافس الجميع في تقديم ما ينفع لبناء هذا البلد وإنشاء دولة النظام والقانون والعدالة والحكم الرشيد .

نحن اليمنيون أهل قدرة وأهل حكمة وصبر وتحمل وفهم . آن للقائمين على أمرنا أن يسعوا وبكل عزم وتصميم وإرادة في بناء الإنسان اليمني ، والعمل على تطوير قدراته ومواهبة واستغلال طاقاته وقدراته والاستفادة من تجارب وخبرات الآخرين .

كم أتألم حين أرى مواردنا تضيع هدراً لا يستفاد منها وطاقاتنا تبدد في غير فائدة ’ إن أعظم استثمار ينبغي للحكومة أن تفكر فيه وأن تعد من أجلة الخطط هو الاستثمار في الموارد البشرية ، لكفي تستفيد من الطاقات العاطلة والقدرات المهملة

أمامنا الكثير من العقبات وفي طريقنا الكم الهائل من التحديات ومن المستحيل أن ينهض بنا غيرنا ، إن لم نقرر نحن النهوض بأنفسنا .

حكمة الله سبحانه وإرادته لهذا الشعب أن يتصالح فلا بد أن يتسامح ولا داعي لإن نقلب المواجع ، أبناؤنا في انتظار أن نبني لهم البيت الكبير الواسع المزدهر الذي في ظله ينعمون بالحرية والعدالة والأمن ورغد العيش ومستحيل أن يكون هذا إلا بتعاون الجميع وبفضل الله نحن قادرون على ذلك .  


في الأربعاء 17 أكتوبر-تشرين الأول 2012 04:43:35 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=17728