|
يكاد الجميع يجزم بأن صالح هو من اغتال رمز اليمن الأبرز في التاريخ الحديث الشهيد إبراهيم الحمدي، ويتناسون أن صالح لم يكن سوى "تيس" فحل، سرعان ما يفقد عقله إذا ما رأى أو اشتم ما يغطي عقله ويثير لعابه ويشبع غريزته النهمة في المال والنفوذ. لم يكن صالح سوى متهور ومخاطر ليس إلا، وكان وصف الشهيد الحمدي له "بالتيس" يحمل من الواقعية مالا ينكرها إلا من يجهل حكمة وذكاء الشهيد. لم يكن صالح أيدلوجياً ولا سياسياً ولا ذا نفوذ واسع حتى ينجح في الوصول إلى فهم عواقب وأبعاد قتل الشهيد. لم يفهم سوى ما يشبع غريزته التي لم تخرج عن نطاق تفكيره المحدود واهتماماته الذاتية. صالح لم يكن سوى مجرد أداة ليس إلا.
عند محاكمة قاتل، ينبغي إحضار ومحاكمة المدبر والمحرض والمسبب. لم يكن صالح سوى نقطة سوداء صغيرة التصقت بقوة جوار لطخات سوداء ضخمة على جسد الوطن، ونجحت في تلويث حياة ومستقبل اليمن بشطريه. لقد شارك كثيرون في قتل مشروعنا الحضاري الكبير.. مشروع عقل وطموح لم يطيقوا أن يروا انجازات استراتيجية له خلال 3 أعوام ولاتزال كذلك حتى اليوم. لذا نجحوا في تخيل حجم مستقبل ذلك الطموح لو استمر 33 عاماً.
من قتل هذا العقل فعلاً هو من تضرر بطموحاته في إنجاز وحدة شعب، ومن تضرر بإنهاء المنظر القبلي والعشوائي في مجتمع الحضر، ومن تضرر من تحقيق دولة القانون والإنصاف، ومن تضرر من تحديد تدخلاته وتوسعاته، ومن تضرر من تحول الكائن اليمني إلى فرد فخور له قيمة عالية بين مجتمعات العالم المحترمة.
هؤلاء جميعاً هم من استخدموا عقل تيسٍ لاغتيال أغلى عقل.
Ataqi2003@yahoo.com
في الإثنين 15 أكتوبر-تشرين الأول 2012 04:39:13 م