أسود المداكي وشيخ مشايخ اليمن فايرستاين
عبد الملك المثيل
عبد الملك المثيل

قبل أن نبدأ في تناول ما نسعى لإيصاله لمن يهمه الأمر في مقالنا هذا ، نرغب في لفت نظر الجميع أن العلاقة الأخوية التي تجمعنا مع شباب المؤسسة اليمنية للنشاط السياسي ، لا تعني بأي حال من الأحوال السكوت وغض الطرف عن الأخطاء العديدة التي إرتكبوها في حق مؤسستهم وحق الجالية اليمنية الأمريكية خلال السنوات الأخيرة ، رغم أننا حاولنا مرارا وتكرارا تقديم النصح لهم بمختلف الأساليب والطرق حرصا منا على مصلحة الجالية أولا ، ثم تطور المؤسسة نفسها والتي إعتبرناها الواجهة والصوت السياسي لجاليتنا في المهجر الأمريكي.

نقر هنا أننا كنا ولا زلنا من الداعمين للمؤسسة المعروفة برمز ( وايباك ) في أوساط الجالية ، وما هذا المقال الناقد سوى صورة دعم واضحة لعل الشباب ينتبهوا ويراجعوا حساباتهم مع أنفسهم أولا ، وما كنا لنضعه أمام الملأ لو أنهم إستمعوا للنصائح التي قدمها الكثير من أبناء الجالية الذين وقفوا ودعموا المؤسسة السياسية من بداية إنطلاقها ثم شعروا بخيبة أمل كبيرة وهم يشاهدون صوتهم السياسي يتراجع يوما بعد يوم نتيجة إنحراف مسار العمل ، وإلتفاف الشباب لخطب ود المسؤولين اليمنيين قبل الثورة وبعدها .

لا شأن لنا في السياسة اليمنية داخليا وعملنا خاص بالجالية فقط .. كان هذا شعار المؤسسة ولسان حالها لحظة التأسيس قبل عدة سنوات ، وكان أيضا العذر الذي إستخدمه أعضاء الهيئة الإدارية للرد على طلبات المساعدة من بعض الناشطين فيما يخص أحداث الداخل ، خاصة أثناء مسيرة الثورة المباركة التي أشعلت الحماس في أوساط المهاجرين وحولتهم إلى خلايا بشرية عملت بصدق وإخلاص بين تنظيم المظاهرات ومراسلة مصادر القرار ومخاطبة المنظمات في واشنطن ونيويورك وولاية ميتشغن .

لقد كانت المؤسسة اليمنية للنشاط السياسي ( وايباك ) غائبة تماما عن الثورة اليمنية ورفض أعضاء إدارتها حتى الحضور في المظاهرات معللين ذلك بعدم تدخلهم في شؤون الداخل ثم نتيجة الإنقسام بين الأعضاء أنفسهم ، حيث قالوا لنا أنهم وبسبب التباين في المواقف أمام ثورة الشباب قرروا إبقاء المؤسسة السياسية بعيدا عن الثورة حتى تستمر في عملها ( أي المؤسسة ) لأن الخلافات الطاحنة بين الأعضاء قد تنهيها إلى الأبد ، رغم علم الجميع أن الكثير من أعضاء الإدارة قد إستقالوا أو جمدوا نشاطهم ولم يتبق سوى ثلاثة أو أربعة أشخاص هم من يظهرون بين فترة وأخرى في بعض الأنشطة التي تقيمها الجمعيات الأخرى...

سنحتفظ بالكثير من السلبيات القائمة حتى لا يتهمنا البعض بالتشهير ، ثم إستخدام ما نقوله كوسيلة لإثارة الخلاف مع الشباب وتعكير صفو العلاقة التي تجمعنا بهم وسنكتفي بإثارة خبر الزيارة المرتقبة للسفير الأمريكي في صنعاء إلى هنا كمتحدث رسمي في فعالية المؤسسة السياسية التي لم تقام منذ أربع سنوات مضت وكانت المرة الأخيرة التي أقامت فيها الوايباك فعاليتها قبل الإنتخابات الرئاسية بعدة أسابيع..

شخصيا...أسمي السفير الأمريكي بشيخ مشايخ اليمن لذكاه الحاد وحكمته في التعامل بأسلوب شيخ حكيم وهذا ما لمسناه منه في زيارته الأولى لنا ولقائه بالجالية في لقائين عام وخاص ، قبل إنطلاق ثورة الشباب بثلاثة أسابيع وتحديدا في تاريخ 25 يناير 2011 م ، وكنت على إعتقاد أن السيد فايرستاين قد هضم واقع الجالية اليمنية مع ملاحظة أن صوتها الثوري القوي فاجئه يومها ، لكن الأحداث المتتالية أكدت أن سعادة الشيخ الأمريكي لا يريد أن يجرح أحدا معتقدا أن كل من تحدث الإنجليزية بطلاقه ممثل للجالية حتى لو كان نائما طوال أربع سنوات ولم يتدخل في ثورتها ولو بالكلمه.

في زيارته الأولى تم التحايل على مجريات الأحداث بصورة غريبه ولعله يذكر أن اللجنة المنظمة وجهت دعوة للجالية لمناقشة قضايا الفساد في القنصلية وتأخير المعاملات ، لكن السفير عندما تكلم أوضح أنه جاء لسماع رؤية الجالية حول السياسة الأمريكية تجاه اليمن بعد أن قدم شرحا مطولا عن العلاقة بين اليمن وأمريكا ، وكان يشير لكل من ناقش قضايا المعاملات بوضع ملفه لدى الجهة المختصه وركز كثيرا على المداخلات السياسية ، ثم تكرر الأمر أثناء مأدبة العشاء على شرفه ، ليخرج بتصور كامل عن وقوف الجالية ودعمها لعملية التغيير في الوطن اليمني الأم.

الآن سيعود السفير ليكون المتحدث الرسمي في الحفل السنوي للوايباك وهذا شيء يحتاج للمراجعه ، فلا يعني أن بعض أعضاء إدارة الوايباك سافروا إلى اليمن والتقوا به وقابلوا علي محسن وحميد ومحمد اليدومي وغيرهم أنهم يلعبون دورا في قضايا الداخل ، إلا إذا كانت العلاقة الشخصية بين السفير وبعض الإداريين هي المحرك للموضوع فذلك أمر آخر.

على السيد السفير أن يدرك ويعلم أن البعض آثروا أن يكونوا أسود مداكي خلال مرحلة الثورة ورفضوا المساهمة في أحداثها بسبب حجج وأعذار واهية ، ولهذا لا يمكن مطلقا أن يكون لكلامهم مكان فهم لا يعكسون رؤية وواقع ومطالب اليمنيين تجاه وطنهم الأصلي ، ولا يعني إرتباطهم بمراكز القوى أنهم أصحاب تأثير في قضايا الداخل ويكفي أن نشير أن أحد المشايخ الثوريين سخر من عدة شباب يمنيين أمريكيين بعد أن خرجوا من عنده بقوله أنهم أتوا يبحثون عن وظيفة ومناصب .

إن وجهة نظر الجالية السياسية تجاه الداخل تحتاج من سعادة السفير البحث عن طرق تواصل أخرى مع الجالية والإستماع إليها ، وليس الحضور لتناول عشاء وإلقاء خطبة بدون مناقشة أحد وكأنك يا شيخ المشايخ ما غزيت ، وأملنا أن يتفهم السيد فايرستاين مقصدنا الذي حرصنا به ومن خلاله على تقوية إرتباطه بالجالية الداعمة لعملية التغيير وبناء دولة النظام والقانون في الوطن الأم..

ختاما...آثرنا أن يكون الإختصار سيد المقال لعل الحليم بالإشارة يفهم ، مالم فسنقوم بشرح كل ما يدور ويحدث بأمانة وطنية أساسها الحرص على المصالح المشتركة للوطن الأم والجالية اليمنية الأصيلة.

لمن يهمه الأمر...تجمعني بالدكتور محمد الجهمي علاقة خاصه أساسها الإحترام والتقدير لشخصه الكريم وهو من النماذج اليمنية المشرفة، وندرك جميعا صدقه وإخلاصه وعمله الدؤوب لجاليته وتحمله النفقات من ماله الخاص وتلك أمور تركت له مكانا عاليا وخاصا بين الجميع وعليه آمل أن لا يعكر هذا الموضوع تلك العلاقة التي أعتز بها ورجائي أن يتقبل النقد بصدررحب وقلب كبير..

aalmatheel@yahoo.com


في الإثنين 15 أكتوبر-تشرين الأول 2012 04:25:59 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=17697