رسالة إلي وزير التربية والتعليم
د.محمد السامعي
د.محمد السامعي

سعادة الوزير عبدالرزاق الأشول  حفظه الله

هذه رسالة من أخ وزميل وجار لك .. لذا أرجو ان تنال القبول والاهتمام

تفاجئت بقرارك الأخير منع ممارسة العنف النفسي والجسدي بحق الطلاب في جميع المراحل التعليمية والمدارس الحكومية والأهلية ،  وكلنا ضد العنف ولا نؤيده ولكن ماهو العنف ياسعادة الدكتور.

مايمارس في المدارس هو نوع من التأديب وتسويه السلوك وهو نوع من أنواع التربية. والتي هي بدورها بدائه التعليم. لذا سميت وزارتك وزارة التربية والتعليم.. فماهي التربية بوجهه نظرك؟

الطالب الذي لا يحترم المدرس ولا يحترم زملائه ولا يهتم بواجباته ولا بمظهره ويتلفظ بألفاظ سوقيه.. ماهو نوع التأديب الذي سوف تمارسه معه؟ هل نترك حريته الشخصية تتغاضى علي حرية الآخرين ونقول هذه تصرفات فرديه وحقوقيه يحفظها القانون والدستور.. ونكون كمن سب وقذف رسول الله بالغرب وقالوا حرية شخصيه.

سعادة الدكتور بدأ تنفيذ هذا القرار بدول الجوار قبل اليمن بخمس سنوات. فماذا كانت النتيجة.. المدرس هو من يطالب الآن بالحماية لأنه أصبح هو المعتدى عليه وهو الضحية ويدخل الفصل وهو يلتمس رضاء طلابه ولا يستطيع السيطرة علي الفصل او التدريس بالشكل العلمي.

وتحول التعليم إلى كارثة بدول الجوار . وكوني اعمل بها لاحظت كما لاحظ الآخرين مدي سوء استخدام هذا القانون وكيف كانت مخرجات التربية بدون تربيه ولا أخلاق ولا علم. فهل نتعض بغيرنا.

التربية والتعليم سعادة الدكتور باليمن تحتاج إلى قرارات وهيكلة وبناء وأهميتها لا تقل عن هيكله الجيش الذي يطالب به الثوار.

فهل تعلم ان نسبة 20 بالمائة من المدرسين هم من حمله الثانوية العامة. و 40 بالمائة هم من خريجي دبلوم معلمين نظام خمس سنوات و20 بالمائه نظام دبلوم جامعي والبقيه هم من الحاصلين علي البكالوريوس بالتربية او من غير التربية.

يعني ياسعادة الدكتور في البداية نحتاج الى بناء المدرس الكفؤ وعمل تنسيق مع التعليم العالي لإستيعاب وتأهيل من ليس لديه بكالوريوس بحيث يعود مدرساً فاعلا وصاحب علم. او يحال الى وظيفة إدارية او يفصل اذا فشل بالتأهيل.

هل تعلم ان معظم مديري المدارس هم من ذو النفوذ والوساطة او حاملي الشهادة الثانوية او شيخ قبيلة. أليس من باب اولي إعادة هيكله الموسسات التعليمية ووضع الرجل المناسب بالمكان المناسب وحسب كفائته ومكانته العلميه.

هل تعلم ان مباني معظم المدارس الحكومية او حتى الاهليه لا تصلح للاستخدام الأدمي. فلا فصول كافيه ولا تدفيه او تبريد فيها ولا كراسي ببعضها ولا أبواب لبعضها الأخر ولا نظام يوجد بها وبعضها أحواش او تحت الشجر.. أليس الأجدر بالبداية إصلاح هذا الشي وتوفير هذه الاحتياجات.

هل تعلم ان الوسائل التعليمة تكاد تكون معدومه.. فالكتاب المدرسي فيه عجز او غير متوفر. والسبورات الجداريه تكاد تكون منتهية او معتمده علي الطباشير وليس الأقلام السائلة وهذه تسبب تحسس وأمراض عيون للمدرس المسكين. وهل تعلم ان المعامل لا يوجد بها أجهزه وان بعض المدارس يديرها ويدرس بها أستاذ واحد لجميع المراحل.. أليس الأجدر الانتباه الى هذه الأشياء ومحاوله إصلاحها وإيجادها.

هل تعلم ياسعادة الوزير ان الفصل الواحد في المدارس الأهلية مكتظ بالطلاب ومنعدم التهوية ورغم ذلك تؤخذ رسوم باهضه من الطلاب. وان المدرس لا قيمه له هنالك أمام إرادة الطلاب ولازم يرضيها او سوف يستغني عنه غير مأسوف عليه.

هل تعلم ان الغش أصبح حقا مكتسبا ويمارس كحقا شرعي ولا تخلو مدرسه منه بل في بعض المدارس يمارس بقوة السلاح وما نتائج العام الماضي وما قبله عنك ببعيد.

هل تعلم ان التعليم بالعالم اليوم أصبح الكترونيا وأصبح يقدم بأسلوب علمي وتقني عالي. ونحن مازلنا لا نجد السبورة او الطباشير

هذا ياسعادة الدكتور غيض من فيض.

فهنالك أولويات ويجب اتخاذها بشكل سريع لكي يحصل نقلة بالتعليم وتطويره وليس قرار وقف التأديب هو الأهم بهذه المرحلة.

اذا لم يكن التأديب عنوان للتربية فاقرأ علي التعليم السلام ، وإذا لم تكن العقوبات رادعه لما كان هنالك قانون العقوبات ياسعادة الدكتور.

وهذه رسالة من أخ محب وناصح


في الأربعاء 10 أكتوبر-تشرين الأول 2012 04:32:59 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=17642