اليمني سيدخل الجنه
أحلام القبيلي
أحلام القبيلي

 سافر أحدهم إلى دولة عربية للعلاج فلما عاد قال : صدقوني إن أهل اليمن بايدخلوا الجنة" هذا وهو سافر دولة عربية لو كان زار دولة أجنبية أكيد سيقول أهل اليمن سيدخلوا الفردوس الأعلى"

 ثم أخذ يحكي ويصف ما رآه هناك, وكيف أن اليمني لا يعرف الكثير من النعم الدنيوية وقد صدق في حديثه، وإن شاء الله ندخل الجنة ونكون من أهلها "واللهم لا عيش إلا عيش الآخرة".

 وتعالوا نقارن بين حالنا وحالهم:

 عادوه طفل :

 في الدول الأخرى يظل الإنسان طفلاً حتى يبلغ سن المراهقة، يحاط بالرعاية ويعامل برقة ودلال, يقبلون منه الأذى ويرفقون به عند الخطأ، وينادونه يا صغيري، يا روح الماما وقلب البابا، ويغنون له قبل النوم "بنيتي الحبوبة، حلوة وطيوبة"

 والطفل اليمني لا يعرف الدلال ولا الدلع، ومن أول يوم نقمطه ونربطه ولما نشتي نرقده نحكي له قصة عن الجن, ويعتبر في نظرنا عزباً كل من بلغ السابعة من عمره ونهربه السعودية يطلب الله، والبنت نزوجه " وزوج بنت الثمان وعلينا الضمان"

 وإذا بلغ سن المراهقة طردنا الولد من البيت، وحبسنا البنت في المطبخ، وهي أسوأ مرحلة يمر بها اليمني، حيث أنها مرحلة حرب يا رابح يا خاسر..

 في الدول الأخرى يقضي الأطفال عطلتهم الصيفية في الحدائق والمتنزهات ـ هذا إذا لم يأخذهم الوالدان في رحله سياحية خارج البلاد ـ وأطفالنا يقضون عطلتهم في إحراق " التواير" ولعب الزراقيف والربالات

 والطفل اليمني هو الوحيد في العالم الذي يُقحم في السياسة ويتدخل ويشارك فيها وربما ينتخب، ويستخدم بطريقة غير إنسانية من قبل الأحزاب المتصارعة.

 لا يعرف الرفاهية:

 اليمني لا يعرف الحدائق إلا من العيد إلى العيد، ولذلك تجد فيها الإزدحام يشبه ازدحام الحجيج في عرفة، ونظراً لغياب مثل هذه الأماكن في اليمن، جارتي المسكينة كلما ضاقت بها الدنيا وضبحت من الحالة الصعبة تأخذ نفسها وبعض أولادها وتذهب إلى مول السعيد، تركب الأصانصير وتطلع بالدرج الكهربائية وتتفرج على الأكل في البوفية وتروح.

 في الدول الأخرى تقضي العروسة شهر عسل في دولة خارجية، والعروسة عندنا يكفيها أسبوع تقضي يومين منه في الفندق ثم تعود لبيت عمها لتأخذ دورها ونصيبها من أعمال البيت، في اليمن الدكان نسميه بقاله والبقالة سوبر ماركت والسوبر ماركت مول.

 في الدول الأخرى يذهب الناس إلى الطبيب كل ستة أشهر " يتفاقدوا أنفسهم " من الرأس حتى القدم، واليمني لا يذهب إلى الطبيب إلا وقد مسه الضر وأسعفوه غصباً عنه، ويتوارث اليمنيون روشتة الطبيب جيلاً بعد جيل إذا نفع أحدهم العلاج، وبروشته واحدة تتعالج مدينة.

 اليمني لا يعرف شيئاً اسمه سياحة لا داخليه ولا خارجية، فهو لا يغادر البلاد إلا للعلاج أو الحج، أم داخلياً فقد كان الناس يسافرون إلى القرى في الأعياد ولكنهم "بطلوا".. تصدقوا يا جماعة القراء إن إخواننا في الجنوب قدهم يشتوا ينفصلوا وما قد عرفتوا عدن" ولا أي محافظة جنوبية.. يسمع اليمني عن الربيع وتفتح الأزهار واعتدال الجو، وعن الخريف وتساقط الأوراق وتقلب الطقس، لكنه لا يعرف إلا الصيف والشتاء، يخرج البرد ويدخل الحما ويدخل الحما ويخرج البرد، أحلى شكولاته يأكلها اليمني شكولاتة السندباد، وإذا قوى قلبه في يوم من الأيام واشترى جلاكسي يأكلها ويلحس القرطاس.

 من الفواكه لا نعرف إلا الليم والتفاح والموز، حتى الجنة كانوا يحدثونها عنها أن فيها ليم وموز وتفاح ونحن صغار لنشتاق إليها ونطيع الوالدين.. كل اليمنيين يشكون من أمراض الكلى والتهاب الدم والتيفود والديدان.. قمة الرفاهية عند اليمني أن يتغدى على مرق ثم يخزن بالورق

 إذن بإذن الله سندخل الجنة، إذا صبرنا واحتسبنا، فالنعيم لا يدرك بالنعيم، و إحنا أحسن من غيرنا، لكن أقلكم الصراحة: اليمني سبب نفسه بنفسه، وأخاف يكون مثل فقير اليهود لا خمر بالدنيا ولا جنة بالآخرة، فالقات سبب الكثير مما ذكرت إلى جانب غياب الضمير وضياع الأمانة عند المسئولين ومن يتحكمون في أقوات الناس

 
في الجمعة 20 يوليو-تموز 2012 10:17:03 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=16578