الحزب الاشتراكي اليمني وثورة المشاريع الاستراتيجية المتجددة
رفيقة الكهالي
رفيقة الكهالي

mosawah.taiz@gmail.com

يطلق الحزب الاشتراكي اليمني على نفسه بانه حزب ثوري ، ونحن نتفق معه اليوم فهو حزب ثوري فعلا , , ليس ذلك فقط بل ان الحزب لديه ثورة فعلية في المشاريع الاستراتيجية المتجددة والمتناقضة وبقدرات عالية على التحول من اقصى الشمال الي اقصى اليمين ، والعودة , وبزاوية 180 ْ درجة مئوية ,, هذا رايي واتمنى ان توافقوني اعزائي القراء بعد قراءة بقية المقال على هذا الراي ، عندها ستكتشفون مقدار هذا الثراء والابداع عند الحزب الثوري التقدمي ,,

ولكن بداية يحق لنا ان نتساءل :

 من هم الاشتراكيون ؟ ,, من قادتهم ؟ ,, كم عدد فصائلهم ؟ وايهم صاحب القرار؟ هل المكتب السياسي في صنعاء ؟ او في عدن او في حضرموت الكبرى ؟؟؟ , وكيف نفهم ما يجري في لبنان والسعودية وايران ( وزغاطيط القصرالجمهوري ) ؟ ، ومع من منهم نستطيع ان نتخاطب كثواروكسياسيين ؟ ،، اين ذهب مشروع الحزب المدني التقدمي الذي يحارب القروية والطائفية والرجعية ؟ ، هل تحول الي الزاوية المقابلة ؟ ولم ؟ ومع من ؟ ,, واي مشاريعه نتمسك به ؟ , وما القيم السياسية التي يتربى بها قادته وافراده ؟ وماذا قدم للشعب ؟ وهل يحارب النظام ام هوجزء اساسي منه ؟ هل صنع الوحدة ام دمرها ؟ وكيف نقيم سياساته وممارساته على ارض الواقع ؟؟ 

وياترى ماذا يحدث مع الحزب الثائر ، في مشروعه الاستراتيجي السادس ؟ ,, وهل تخلى الاشتراكي عن مشروعه الثوري ؟ ,, وهل يتطور الحزب الي الوراء ، هل ترجل الفارس عن فرسه , وهل خسرالثوري ثوريته ؟

،،، وكيف تتخلى الاحزاب والاشخاص عن قيمها ومبادئها ومواثيقها وعهودها , وما الاسباب التي تجعل السياسي والثوري , يغير جلده بين فترة واخرى وبحسب فصول السنة والمواسم والمناسبات , كما تتغيرالافعى , ويتلون كما تتلون الحرباء ,,,

اسمحوا لي اعزائي , سنعود قليلا الي الوراء حتى نبحث عن سمات فكرة المشاريع الاستراتيجية ,, الي نهاية الثمانينات عندما اضطر علي سالم البيض بعد مرحلة غزل طويلة , وتحت ضغط الواقع المعاش والانهيارالذي وصلت له الدولة الجنوبية ، الي الدخول في الوحدة الاندماجية مع الشمال والارتماء في احضان المشروع الاستراتيجي الاول للحزب الاشتراكي ,, كانت القبلات والاحضان الدافئة والابتسامات العريضة والسرور يصل حد الدموع المنهمرة على وجه الجميع ،، وبمرورالوقت بدا يظهر الوجه القبيح لصالح , ووقع المحظور وبدات الخلافات وتقاطعت المصالح ، وادرك البيض ان حليفه صالح لاعهد له , ولا ذمة , ولا امان , وعنده فوبيا من الشراكات السياسية , ولا يهتم او يقدر تضحيات شريكه الاخر وصبره الطويل على الجفاء ( والزنقلة) الصالحية ، فما كان منه الا ممارسة اسلوب (الحنوقة ) والاعتكاف كوسيلة اعتراضية ، ,,, ليعود بعدها ليقرر بدون محكمة خلع المؤتمر ، وخلع الوحدة من جذورها ، وفجرالاشتراكي وقيادته حربا ابتدات في معسكراته في عمران وذمار لتشتعل في كل ربوع الوطن ،،، وكما هرول البيض الي الوحدة دون قواعد اساسية تضمن بقاءها كمشروع استراتيجي اول ، هرول الي تفجيرالحرب بعد اربع سنوات ، وانتهى به الحال كما فعل بالرفاق سابقا ،، في مشروعه الاستراتيجي الثاني ,,

بعد الطامة الكبرى ، عاد الثوري ليحاول ان يلملم نفسه و يخرج من الانقاض ، فبحث عن مشروع استراتيجي ثالث ، يحفظ له ماء الوجه ويساهم في ابقاءه على قيد الحياة بعد ان اجهد من بعثرت قياداته له ، وضربات المخلوع المستمرة ,, وفعلا وجد ضآلته في اللقاء المشترك , الائتلاف السياسي الذي ضم عدة احزاب , على راسها حزب التجمع اليمني للاصلاح , والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري , رحب الاصلاح بهذا المشروع , وقبل به من باب التعاون ضد الظلم والباطل , والوقوف صفا واحدا في وجه المخادع المكار ،، وفي الاثناء تفجرت ثورة الحراك السلمي في 2007م وهذا هو المشروع الاستراتيجي الرابع , مشروع ننحنى له احتراما ان ثبت على مبادئه التي انطلق من اجلها وتمسك بسلميته وقاوم الانجرار وراء العنف والفوضى ,,,, 

وما ان بدات ثورة 11 فبرايرالتي اطاحت بالطاغية , وهذا هو المشروع الاستراتيجي الخامس ،، حتى بدا تمرد الاشتراكي على شركائه وظهر ذلك جليا , وجدنا تخبط الاشتراكي بقياداته وافراده بين ثلاثة اجنحة , بين مشاريع انفصالية مدعومة من ايران واذنابها في الداخل الحوثي وجماعته وهذه ارتفع وعلا صوتها بقيادة البيض وجناحه المسلح , ومشاريع بفيداليات تتحملها الدولة ثم تقرر لاحقا البقاء في كيان الدولة الموحدة ام تنفصل , ومشاريع ثالثة ضمن منظومة اللقاء المشترك ضمن الحوار الوطني ,,,, 

الاشتراكي حسب تصريحاته , فعليا بدات تظهر عليه العدوى التي اصابته من المخلوع ( فوبيا الشراكة ) فبدا يتململ من قوة وحضورونفوذ حزب الاصلاح شريكه السياسي والثوري الرئيسي ,, فعاد ليمارس مجددا اساليب التامر, والتهرب , والتنصل من المسؤولية , وتحميل الاخطاء على الاخرين , والهجوم على الاصلاح وفق منظومة متكاملة من القيم السلبية التي تبناها الاشتراكيون وفاحت رائحتها بقوة منذ فترة ليست بالقصيرة ,,

وللاسف فاحت روائح اخرى ايضا ، منها رائحة المشروع الاستراتيجي السادس لبعض قيادات الحزب الاشتراكي وكوادره في المحافظات , مقدار قوة الرائحة كانت السبب في اثارة استغرابنا ، ومثلت صدمة للاشتراكيين الشرفاء انفسهم قبل غيرهم ,,

 تفهم تفاصيل هذا المشروع المشبوه , عند متابعة الحملات الاعلامية المسعورة والمنظمة , حملات هي ذاتها في اعلام عصابة العائلة , وفي اعلام الحوثي , وفي اعلام الاشتراكيين ,, لسان حالها واحد ,, موضوعها واحد وحتى الفاظها وجملها والفواصل واحدة , ,, حملات شعارها الرئيسي سب وشتم ومهاجمة حزب الاصلاح ,, سب وشتم قياداته وعلمائه وكوادره ,, حملات السب والشتم في صحفهم ومواقعهم الالكترونية وصفحاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي على الفيس بوك والتويتر واليوتيوب وغيرها ,,

 اصبحنا نسمع الخطاب ذاته في قنوات تابعة للحزب كقناة عدن لايف , وقنوات تابعة للمخلوع صالح كقناة ازال والعقيق واليمن اليوم ,, لقد جمع بين القنوات الاربع المذكورة شي واحد هو سب الاصلاح وتلفيق الاتهامات ضده وفبركة الاخباروتحويله الي العدوالاول للشعب وللثورة , وان كنا قد نتفهم دوافع عصابة النظام ,, ولكننا نقف في حيرة امام دوافع الحزب الاشتراكي الثوري , بل تجعلنا هذه الحملات نضع الاف علامات التعجب والاستفهام !!!!!؟؟؟؟؟

 ما هي المصلحة في كل تلك الممارسات , ومن المستفيد الاكبر في كل ما جرى وما يجري ,, هل نفهم مما يجري تخلي الاشتراكي عن اللقاء المشترك الكيان الذي جمعه بالاصلاح ام انه بداية مرحلة التآمر لفكفكته ؟ وما هي معاني الثورة ومفرداتها والياتها عند الحزب الثوري وصحيفته الثورية وافراده الثوار ؟ .. ولماذا حملات الهجوم ضد العدوالاول لصالح وعصابته العائلية ورموزه ؟ هل هو الحنين ام ماذا ؟؟ , , اليس الاخوان المسلمين وحزب الاصلاح هي الفزاعة التي نجح المؤتمرفي تحقيق نتيجة عكسية في جعل الشعب يلتف حولها وحول الثورة التي يعتبر الاصلاح وشبابه احد اهم مكوناتها الرئيسية , رغم الضخ الاعلامي الرهيب من قنوات الاعلام الرسمي الي ما قبل 21 فبراير ,, وهل نجحت الثورة وحققنا كامل اهدافها وتم تداول السلطة وسلمت الي الثوار اسوة بباقي ثورات الربيع العربي , حتى نتحول الي التصارع فيما بيننا كقوى ثورية ,, ولماذا يطالب الاشتراكيون من الاصلاح الاعتذار لهم عن حرب هم من صنعوها وفجروها , ودفع الشعب ومازال يدفع فاتورة النزق السياسي ومزاجية قادة الاشتراكي الذين كانوا ومازالوا العوبة بيد غيرهم ,, وهل الحزب الاممي التقدمي السلمي كما يدعي راض بان يتحول الي الطائفية والظلامية والعنف ,, وهل مشروع الاشتراكي الاستراتيجي الثالث مع الحوثي , ذلك المنبوذ شعبيا , المنتفخ الاوداج والجيوب بالمال الايراني هو الخيارالصحيح الذي سينقذ ما بقي من الحزب المتناثرة اشلاءه في اصقاع الارض ودهاليز الامن القومي ,, الا يسي لهذا الحزب خبط العشواء الذي يقوده البيض ومن على شاكلته في جبهات انقاذ الثورة التي تحالفات مع الايرانيين ومستعدة ان تتحالف مع الشيطان ,, كل ذلك لتقف امام تيارالاسلاميين واقصاء الشريك , ولا يهم تفتيت البلد وجعله لقمة سائغة في افواه اصحاب المصالح الدوليين والمحليين ,,,, لماذا يصرخ الحزب من التهميش والاقصاء بياناته واعلامه , وهو من اول ايام الثورة يمارس الاقصاء ضد الاصلاحيين ويحاول جاهدا الاستئثار بالساحات وبالمسيرات وبالثورة ,, ويؤجج روح التصارع والتنافر؟؟ ,, وكيف نفهم تصريحات المكتب السياسي والامانة العامة للحزب عن اسفه لتنامي العنف والفوضى في عدن وغيرها والمخططات المشبوهة والخطيرة التي تريد ان تعطل العملية السياسية , ومن يقومون بكل ما سبق هم كودار الحزب وبسياسة غض الطرف من قبل قياداته , ثم كيف نهضم ونستوعب حملات السب والشتم المستمرة والممنهجة من كوادرالاشتراكي للاصلاح اليس هذا تعطيل وتمزيق وتقوية للاخر المتربص ,, ,, كيف نفهم النقاط 12 التي تقدم بها الحزب لحل القضية الجنوبية ودعمها اللقاء المشترك ,, وبين القضية الجنوبية التي يحلها كل جناح بطريقته الخاصة ,,

 هل يعتقد الثوري ان الثورة والوحدة والقيم والوطن قميص يفصل حسب المزاج ويلبس ويخلع حسب ( الخورة ) ,, ام ان الثورة مسؤولية لها تبعات , والكل مسئول عن الوطن امام شعب بكامله ,,

 نحن كوادر اللقاء المشترك , ونحن نذكرالاشتراكي بحقيقة لابد ان يدركها مفادها ان الثورة وقضايا الوطن ليست زواج عرفي , بلا عقد ولا ولي ولا شاهد , ينتهي بلا تبعات , وتسهل في هذا الزواج المشاريع الهلامية من التعدد والتطليق والخلع بلا ادنى ضوابط شرعية او قانونية اواخلاقية ,,, فاننا نطالبه بتوضيح موقفه من الاسئلة الكثيرة التي طرحناها , وتحديد موقفه صراحة من الثورة , ومن الحملات المذكورة , ومن ممارسات اجنحته المختلفة وبخاصة علي سالم البيض وجناحه المسلح , وجبهات الانقاذ المزعومة , ومن التقارب الحوثاشتراكي ,,,

 الحزب الاشتراكي اليمني عليه مسؤولية كبيرة في الحفاظ على مسار الثورة وحراسة قيمها واهدافها وما عليه كخطوة اولى الا الدفع بقياداته واعضائه الي العمل على توحيد الصف , ونبذ لغة الاقصاء والكراهية والتناحروالشقاق , ونشرلغة جديدة تقوم على قيم القبول والاحترام والثقة والتعاون والتكامل بين الشركاء , والا فانه الوحيد الذي سيتحمل نتيجة ثورة مشاريعه الاستراتيجية المتقلبة والتي لا ناقة للوطن فيها ولا جمل ,, وكل عام والوطن والجميع بخير.


في الأربعاء 18 يوليو-تموز 2012 05:20:23 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=16547