|
قراءة جادة لفهم الواقع قبل الهرولة إلى طاولة مؤتمر الحوار اليمني
اتصالا بما كتبته في الحلقتين السابقتين عن قضية الجنوب وقضايا الشمال .. وجدت نفسي مشتتا وعاجزا عن لملمة وتجميع افكاري , للرغبة في الحديث عن المستقبل وسيناريوهاته منطلقا من غموض وهشاشة الحاضر,و في ظل هذا التشتت الناتج عن فوضى الراهن اليمني وإرباكاته وفضائحه وتجاوزاته وانتهاكاته, كانت فاجعتي كبيرة للغاية برحيل استاذي ومعلمي الفاضل المناضل الكبير الاستاذ/هشام باشرا حيل (ابو باشا) لدرجة انني صدمت بالفاجعة لأكثر من يومين متأثرا بالحزن الشديد ,وتبع ذلك مباشرة فاجعتي وصدمتي باستشهاد المناضل البطل اللواء سالم علي قطن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية في تفخيخ ارهابي جبان !!! وتوجت فاجعتي وحزني باستشهاد ابن كريمتي الشهيد الشاب أحمد جمال مطلق الذي قتل بطلق ناري في الرأس على يد قوات الامن اليمنية الهمجية في احداث المنصورة الاسبوع الماضي والذي كان من المفترض ان يتقدم هذا الاسبوع لأداء امتحانات الشهادة الثانوية - رحمه الله واسكنه فسيح جناته – ومحال ان يذهب دمه الزكي ودماء كل الجنوبيين الطاهرة هدرا إلا بانتصار قضية وثورة الجنوب العادلة وللعلم ان الشهيد أحمد ووالده صديقي المهندس جمال حيدره مطلق ووالدته الرائعة أم أحمد ، حرصوا على القدوم من الجنوب ليرابطوا في ساحة التغيير بصنعاء منذ بدأت الثورة فيها مناصرة منهم لها ،كما ان الناشطة الاخوانية النوبلية الشمالية (بنت كرمان) تعرف والدة الشهيد احمد جيدا من خلال نشاطهن في تلك الساحة .. ومما زاد الطين بله في عدم ارتياحي وشعوري بالحزن إعلان تنظيم الاخوان "في مصر " فوزهم بانتخابات سباق الرئاسة ، الى جانب تعكير المزاج بفصل التيار الكهربائي المستمر تحت شعار الاعتداءات في نهم والجدعان او الخلل في الحسوه بعدن..ومع ذلك اجد نفسي ملزما باستكمال هذه الحلقة في مخاض صعب مع الكتابة والتحليل.
ثالثا : آفاق وسيناريوهات الحوار:
من خلال متابعة ما تقوم به لجنة التواصل الرئاسية ولجنة الاتصال الحكومية في صنعاء من جهود وتحركات داخلية وخارجية لإقناع مختلف الاطراف المختلفة للدخول في مؤتمر الحوار الوطني الذي من المفترض ان يبدأ في نوفمبر 2012 ويستمر على مدى ستة اشهر ، يبدو ان هاتين اللجنتين وما تمخض عنهما من لجان متعددة ، باتتا تعانيان جملة عوائق ناتجة عن الاختلاف في توجهات ووجهات نظر النخب السياسية ، الى جانب عدم استيعاب تعقيدات الواقع وبالذات ما يتعلق بالثورة الجنوبية ، وكذا انقسامات الاحزاب والمنظمات والمناطق والتكوينات الشبابية في مناطق الشمال.
مؤشرات الحوار :
رغم التقلب والتغير في المزاج الشعبي والسياسي العام ، وفي ظل الجهود المبذولة في صنعاء لعقد مؤتمر الحوار بين اليمنيين المتنازعين ، يبدو ان هذا الحوار قد لا يكون مؤثرا بالمرة وذلك نظرا لعدد من المؤشرات والتي يمكننا قراءتها كالتالي:
أ-ان الحوار الجاد والهادف والبناء والصادق في اي مجتمع لابد ان تتوفر له المناخات والظروف والشروط والضمانات الملائمة حتى يثمر خيرا ، واعتقد حتى الان ان المناخات والجهود والمساعي مازالت ناقصة وغير طبيعية وغير ملائمة لضمان نجاح اي حوار مأمول .. وبالتالي سيكون القبول بالحوار شيء والتسليم بنتائجه شيئا اخر .
ب-ان لجنتي التواصل والاتصال تحركتا حتى الان فقط في صنعاء والشمال وحققتا بعض النتائج في اقناع الاطراف المتنازعة في الشمال على القبول بدخول مؤتمر الحوار ، بينما مازالتا عاجزتان عن تحقيق النتائج المرجوة في الجنوب وبالذات مع قوى الحراك الجنوبي الممثل الشرعي للثورة الجنوبية والأكثر تنظيما وتحركا على الساحة الجنوبية .. والعجيب والمضحك للغاية ان شخصيات تحسب على الحراك هاربة في صنعاء تقدم نفسها للحوار باسم الحراك ومنها المدعو الناخبي الذي اصبح لا يمثل إلا نفسه كونه بات ينسب لنفسه حقوقا وصفات خلعها عنه شعب الجنوب وثبتها له حزب الإصلاح وشيخ الثورة حميد الاحمر في مقر اقامته الحالي صنعاء .. وهو امر ليس بمستغرب عليه وعليهم .. بل تجاوز الامر ذلك الى تشكيل ما يسمى مجلس الثورة الجنوبية بقيادة عناصر الاصلاح وآخرين والذين عقدوا اجتماعا لهم مؤخرا في صنعاء ويتردد انهم استلموا مبالغ كبيرة تعينهم على التحرك والنشاط في الفترة المقبلة باسم الثورة الجنوبية التي (حصرت في أولئك الأشخاص فقط ممن ليس لهم علاقة بثورة الجنوب الحقيقية وربما انهم يقصدون ثورتهم الأخيرة التابعة لإخوان وقبائل صنعاء) لأن ثورة الجنوب معروفة للعالم وللجنوبيين انفسهم منذ اندلاعها عام 2007م بقيادة الحراك الجنوبي السلمي وتقديمها الالاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين .. ولاشك ان من يتقمصون اليوم بلباس ثورة الجنوب وبدعم من صنعاء سيكونون محاسبين امام شعب الجنوب ان لم يعرفوا حجمهم وحقيقتهم وحقيقة من يدعمهم ضد ارادة ومظالم ابناء الجنوب.
ت-ان ما يسمى الحوار مع الشباب مازال محصورا في صنعاء والشمال ولم يمتد الى الجنوب وليس لشباب الجنوب اي علاقة بهذه الحوارات مع الشباب ، لان قضايا شباب الجنوب لا يمكن فصلها اطلاقا عن توجهات ومسارات الحراك الجنوبي السلمي والقضية الجنوبية العادلة .. وبالتالي لدى شباب الجنوب قضيتان الاولى قضيتهم الجنوبية والثانية قضاياهم ومستقبلهم ، وان اي شباب يتم الحديث عنهم باسم الجنوب لا يمثلون إلا رؤى احزابهم وفي مقدمتها حزب الاصلاح.
ث- ليس خافيا على احد ان تنظيم الاخوان في اليمن (تجمع الاصلاح) يزج بثقله وإمكاناته للسيطرة على الحوار وتوجهاته وفرض شخوصه ومكوناته وتكويناته ومخرجاته شمالا و جنوبا مثلما فعل مع الثورة الشبابية الرائعة في صنعاء ومدن الشمال .. ويعيدون انتاج الماضي ويكررون نفس اخطاء وتجاوزات الحاكم السابق (النظام السابق –الحالي) وبالذات في التعامل مع الجنوب والثورة الجنوبية وأيضا مع اخواننا الحوثيين ، وهو ما جعلهم ويجعلهم وسيجعلهم في مواجهة مباشرة مع الجنوبيين عامة ومع الحوثيين.
ج- ان الجهود المبذولة للحوار وما رافقها من تصريحات وتسريبات لا توحي على الاطلاق ان الارضية مهيأة لأي حوار جاد وهادف وبناء ، بل مازالت المغالطات مستمرة في تبني شخصيات وجهات وإعدادها للحوار رغم ان ليس لها اي ثقل او وجود على الارض ، وهو ما يعني ان البداية الخاطئة ستؤدي بالتأكيد الى نتائج سلبية بل وخيمة و كارثية.
هذه المؤشرات الرئيسة التي استطعنا قراءتها حتى الان ، توحي ان الحوار القادم الذي تضمنته المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ، واستنادا الى العقلية اليمنية ، لن يختلف عن احد الخيارات و التوقعات التالية :
1)حوار الطرشان :
وهذا النوع هو حوار لمجرد الحوار والتنفيس عن الغضب وعدم الرضاء وعرض القضايا والمشاكل دون الوصول الى نتائج .. خصوصا اذا استمرت لجنتي الاتصال والتواصل وشركاء الحكم في صنعاء بنفس اساليبهم وعقلياتهم الراهنة ازاء ادارة الحوارات ، والتي تكون نتيجتها حوارات (طرشان) تتمخض عنها تحالفات (خصوم المصالح) بمختلف جهاتهم واتجاهاتهم للحفاظ على الوضع الراهن من حيث توزيع السلطة والجاه والثروة بين المتحاورين – مراكز القوى – مع الحرص على ادخال تغييرات شكلية في ديكور النظام السياسي والدستوري ، مستغلين جهل العامة وتأثرهم بالتجاذبات والمواقف وبالذات في الشمال ، الى جانب معالجات سطحية للقضايا الوطنية الاساسية ، وتبني شعارات ثورية براقة معمدة بقداسة الدين والثقافة الاكليروسية الاسلامية المنغلقة ، في مواجهة القوى الحقيقية في الساحة وهروبا من حقائق ومقتضيات الواقع.
وهذا النوع من الحوار المتوقع في اليمن يمثل امتدادا لمخرجات العقليات المريضة (سياسيه - دينية – قبلية – عسكرية)والتي حكمت وتحكمت بالبلد طوال العقود الخمسة الماضية ، والمتأثرة بسياسة كسب الوقت وشراء الذمم وكسب الولاءات وتعميق الخلافات والتعبئة الفكرية الخاطئة وتمييع القضايا وإحباط العزائم والهمم ، وصولا الى إخضاع الناس للقبول بسياسات الامر الواقع.
2)حوار النصفان :
في حال افترضنا توفرت النوايا الطيبة لدى أهم القوى المؤثرة في الساحة – وبالذات في صنعاء – واستطاعت ان تجمع اكبر قدر من القوى والاتجاهات السياسية الحقيقية المعنية بالحوار ، يتمخض عنها مساحة واسعة في حرية النقاش والحوار والطرح ، لدرجة اصطدام واحتدام النقاش كلما تم الخوض في النتائج المرجوة من الحوار ،ليصل الكثير من المتحاورين الى نتيجة مفادها ان النوايا الطيبة لا يمكنها ان تنتج حوارا جادا وهادفا في ظل انعدام نفس النوايا لدى اتجاهات اخرى مؤثرة ، لأنها أساسا تقف على ارضية هشة من جهة كما ان التجارب تجعل الجنوبيين مثلا يتذكرون ان النوايا الطيبة والصادقة هي التي دفعتهم وقياداتهم عام 1990م الى الوحدة الفورية ليكتشفوا بعد ان وقعت الفأس في الرأس ان النتائج لم تكن طيبة على الإطلاق وهكذا فان الحوار من هذا النوع لن يكون مجديا إلا بين أطرافاً تقف على نفس المسافة من نفس النوايا .. اما في الواقع اليمني فانه لن ينتج اكثر من انصاف حلول وترقيعات مؤقتة للبالون اليمني المتضخم الذي لن تعيقه الترقيعات من الانفجار المدوي والذي سيقذف بالمرقعين والمزورين بعيدا وسيجعلهم عاجزون عن الحركة الى جانب ما يخلفه بهم من تشوهات فكرية وسلوكيه وشكلية.
3)حوار الشجعان :
اذا توفرت الارادة السياسية الصادقة والمخلصة والجادة للقوى السياسية والاجتماعية والعسكرية والاقتصادية ، وتشابكت بصدق مع ارادة القيادة السياسية الحالية ،واتجهت الى حوار جاد وهادف ودون اي سقوف ، بمشاركة القوى السياسية والوطنية الميدانية الحقيقية وليس(المزيفة) او الوهمية ، وبنسب تراعي حقائق الواقع الراهن التي افرزت شمالا وجنوبا وبشكل متجذر في النفوس ، بحيث تعطى لأبناء الجنوب نسبة 50%من المشاركين في الحوار و 50% لأبناء الشمال .. وان يكون لأبناء الجنوب انفسهم حق اختيار ممثليهم في الحوار من المتواجدين في الداخل والخارج وبنسب تعكس الواقع الجنوبي من حراك سلمي وشباب وأحزاب ونساء وقيادات سياسية وعسكرية وواجهات اجتماعية واقتصادية وفكرية ومحافظات.وكذلك بالنسبة للشمال.
على ان تطرح القضايا بشجاعة ووضوح وصدق من قبل الجميع منطلقة من الحرص على تشخيص الواقع والقبول بالحقائق والاعتراف بالمشاكل والقضايا – قبل ان تتطور الى ما هو اسوا - والاعتذار عن الاخطاء والتجاوزات والحرص على التصالح الحقيقي والمسامحة الصادقة ، دون اقصاء او تزوير او تزييف ، وبما يستوعب الجميع ويشمل القوى والشخصيات من مختلف المراحل بدءا بالستينيات مرورا بالسبعينيات والتسعينيات وحتى اليوم ... والحرص على القبول بالنتائج مهما كانت قساوتها طالما وهي تحفظ ماء الوجه للجميع وتمنع الانزلاق الى ما هو اسوأ وبما يعكر صفو الحياة بين الجنوبيين والشماليين الى ابد الآبدين.
فلاشك ان مثل هذا الحوار سيؤدي الى نتائج مرضية للجميع منطلقا من القاعدة الاصولية "لا ضرر ولا ضرار " ومن الوقوف على ارضية صلبة ، وبهدف اخراج منطقة اليمن من مشاكلها وقضاياها وتعقيداتها الى بر الامان ، من خلال تجديد الواقع والقبول بالخصوصيات والامتيازات والحرص على ضمان الحياة الكريمة والعيش المشترك لكل من يقطنون هذه المنطقة بعد التخلص من لغة القوة والدم والموت في فرض الاجندات والمصالح والتي لم تعد تسمن او تغني من جوع لأنها ستتحول الى وبال على من يتحدثون بها بل وبال على شعب بأكمله هو ضحية لهذه الثقافة المريضة .
وهناك نوع رابع من الحوار اليمني هو (حوار ام الصبيان) وهو الكارثة بعينها حيث لا قبول بالخصوصيات ولا تنازل عن السقوف الصنمية ولا تخلص من الثقافات العتيقة والأنانيات والمصالح المريضة فتكون النتائج وخيمة للغاية لان (عفاريت السياسة) سيتحولون الى قطاع طرق وكهرباء وتجار مخدرات وسلاح وزعماء بشمركه ومليشيات مسلحة و فتوات وجماعات ارهابية وأمراء حرب والذين لن تكفيهم الثروات والدماء اليمنية لتروي عطشهم المستمر لإثارة الفوضى والخراب فوق رؤوس الجميع.
سيناريوهات الحوار
بغض النظر عن شكل وطبيعة وسقف الحوار المنتظر إلا ان الاهم هو ما سيطرح في الحوار من قبل المتحاورين وما سينجم عنه من نتائج مستقبلا .. إلا انه يمكننا الجزم ان المؤشرات للحوار وما بعده لن تبتعد كثيرا عن الاخذ بأحد او بعض السيناريوهات الثلاثة التالية:
1)السيناريو الوحدوي :
اصحاب هذا السيناريو هم في الغالب من الشمال والذين يفضلون (حوار الطرشان) ولهم تفسيرهم الخاص لمنطق الحوار تحت سقف الوحدة وفرض هيبة الدولة على كل الاراضي بما فيها صعده من خلال دولة النظام والقانون والمؤسسات التي تعيد الحقوق لأصحابها وتلبي مطالب الناس وتبت في مظالمهم ، والاحتكام لشرع الله تعالى من خلال الاعتصام بحبله المتين .
وهذا السيناريو لن يكون مقبولا ولا مرغوبا على الاطلاق في الجنوب لأنه يمثل تكرارا وامتدادا لاسطوانات مشروخة مل ابناء الجنوب من سماعها منذ عام 1994 م وحتى اليوم .. المشاركون وفق هذا السيناريو سيجدون انفسهم امام برامج وقوالب وأجندات وخطط وأفكار جاهزة ومطبوخة سلفا من قبل قوى مستفيدة من ابقاء الاوضاع كما هي عليه وهذه القوى هي التي ظهرت مختلفة ومتصارعة اثناء ما يسمى الثورة الشبابية في صنعاء وغيرها من مدن الشمال.
ولن يتمخض عن هذا السيناريو إلا المزيد من التعقيدات وإنضاج التراكمات وتصعيد المواجهات بين الشماليين والجنوبيين من جهة حيث لن تجد العديد من القوى الجنوبية مناصا من الاتجاه الى خيارات جديدة غير سلمية ، ومن جهة اخرى اندلاع ثورة جديدة في الشمال تستهدف تصفية بقية مراكز القوى الاجتماعية والحزبية والدينية في مناطق الشمال وسيكون لتعز والمناطق الوسطى الدور الفاعل في هذا الاتجاه نظرا للتأثر المباشر بما يجري في الجنوب ، في حين لن تقف الحركة الحوثية مكتوفة الايدي ازاء التصعيد الذي سيستهدفها تحت شعار فرض هيبة الدولة وستكون الفرصة مناسبة بشكل اكثر للاتجاه جنوبا نحو صنعاء وما بعدها وصولا الى ذمار .
في هذا السيناريو ستلعب القوى السياسية والدينية الدور الاكبر في محاولة فرض الاجندات ممثلة بقوى الاخوان المسلمين(الاصلاح) والتيار السلفي ومراكز القوى من ما يسمى بقايا النظام والجناح (العسقبلي ) الرئيسي ، وستكون كل هذه القوى في مواجهات مباشرة مع الجميع من جنوبيين وحوثيين وثوار مستقلين ولا شك ان هذه القوى ستكون الخاسر مهما حاولت ان تحشد قدراتها وأفكارها وفتاواها وإمكاناتها وأتباعها لأنها تحاول فرض اجنداتها ومصالحها المنطلقة من ارتباطات داخلية وخارجية ، متجاوزة مجريات وتراكمات وأحداث الواقع ، وهي بذلك لن تكون خاسرة لوحدتها بل انها ستتسبب في خسائر لكل منطقة اليمن .. لان الوحدة الوطنية والحياة الكريمة للشعوب لا يمكن ان تفرض بالقوة والدم والموت .. ولا يمكن اطلاقا تسخير الدين والتلاعب به لخدمة اجندات حزبية وسياسية وفردية على حساب ارادة ومصالح الشعوب التي باتت تعرف دينها وديدنها اكثر من اولئك الذين يريدون احياء تراث الأكليروس المسيحي في جزيرة العرب والتوحيد .. والذين للأسف بالغو كثيرا في التفريق بين التوحيد والوحدة .. فتراهم يتحدثون عن الاعتصام بحبل الله تعالى ، مستهدفين تدعيم فكرة (الوحدة) في حين ان الاعتصام بالمعنى القرآني يستهدف اكثر قضية (التوحيد) وهم بذلك لا يغالطون إلا انفسهم .. والله تعالى خير شاهد على ما في الصدور وخائنة الاعين.
2)السيناريو الإتحادي :
ربما يكون هذا السيناريو هو الاقرب لإمكانية التطبيق خلال المرحلة القادمة وإنقاذ اليمن بشطريه الشمالي والجنوبي من الانهيار والصدام والمواجهة والتمزق ، وهو السيناريو الذي درجت الدول الكبرى والجيران في المنطقة الحديث عنه من خلال استخدام عبارات مثل (الحفاظ على امن واستقرار اليمن )، الى جانب ان هذا السيناريو يمثل المخرج الوحيد لأصحاب شعار وخيار(الحوار تحت سقف الوحدة) كما ان هذا السيناريو قد يقترب من الانسجام مع رؤية ومواقف اصحاب حوار "انصاف الحلول " و" وحوار الشجعان ".
وبقراءة مجمل تفاعلات المشهد السياسي ومواقف القوى الحزبية والسياسية والاجتماعية في الساحة ، يمكن استنتاج التوافق شبه الكامل على القبول بالخيار الاتحادي لشكل الدولة في المنطقة المسماة "اليمن "ولكن يبقى الاختلاف قائما في الاليات والتصورات والخيارات السياسية للأخذ بهذا الشكل او ذاك من الاشكال الاتحادية ، انطلاقا من طبيعة المصالح والرغبات والتخوفات والهواجس التي تسيطر على توجهات ورؤى مختلف الاطراف جنوبا وشمالا.
وحتى الان يمكن الجزم ان مختلف الاطياف في الساحة اليمنية ومن خلفها الارادة الدولية والإقليمية باتت منقسمة الى اتجاهين اتحاديين هما:
أ-الفيدرالية الثنائية :
وتتبنى هذا الشكل بعض الاطراف الجنوبية تساندها على استحياء بعض الاوساط الشمالية مع دعم خارجي قابل للتبلور حول ذلك .. ومع ذلك فان الاتجاهات الجنوبية المطالبة بخيارات الفيدرالية تواجه ضغوطا شعبية قاسية من اتجاهات اخرى واسعة تصاعدت مطالبها الى خيارات فك الارتباط وإعادة استقلال الجنوب عن الشمال.
وتقتضي الفيدرالية الثنائية ان يتمخض عن الحوار الاتفاق والتوافق على انشاء نظام اتحادي من اقليمين شمالي وجنوبي وفق دستور اتحادي جديد يفصل العلاقات والمصالح وتوزيع الثروة وطبيعة ادارة الدولة والوظائف العليا والعامة ، بحيث تعطى لكل اقليم حرية حل مشاكله وقضاياه وتقسيماته وتكويناته ، ومن ذلك مثلا ان ابناء الجنوب اعلنوا مبكرا عن قناعتهم ان جنوبهم (الفيدرالي – او المستقل ) سيأخذ بالشكل الفيدرالي بحيث يكون فيه 3 أقاليم على الاقل تراعي الخصوصيات وتوزيع الثروة والمصالح بين سكانه .. ولاشك ان نفس الشيء في حال الاتفاق عليه سيكون مناسبا جدا للخصوصيات الشمالية المتعددة والتي قد تحتاج الى اكثر من خمسة اقاليم مثل ( صنعاء – تهامة – صعده – تعز – مأرب ) .
ب-الفيدرالية المتعددة :
يجد هذا الشكل الصدى والقبول لدى مختلف الأطراف في الشمال ، ولكنه يقابل بالحساسية وعدم القبول لدى ابناء الجنوب عامة والذي وصلت قتاعات الكثير منهم الى المطالبة بإعادة الاستقلال .
وسيرفض ابناء الجنوب بشدة اية أقاليم تقوم على فكرة دمج مناطق جنوبية بأخرى شمالية ، وربما قد تكون المسألة مقبولة للدمج مع مناطق في البيضاء او مأرب نظرا للتقارب الكبير بين تلك المناطق وما يقابلها في الجنوب ، او دمج بعض المناطق في لحج مع بعض المناطق الحدودية في تعز او اب ، رغم ان تجربة الدمج هذه فشلت منذ ان حاول الحكم السابق تطبيقها في الضالع مثلا او لحج او ابين او شبوة مع مديريات من محافظات شمالية .. حيث مازالت المديريات الشمالية شمالية والمناطق الجنوبية جنوبية .
ومما لاشك فيه ان المناطق ذات الكثافة السكانية والموارد الشحيحة مثل تعز واب ستمثل المعضلة عند الاخذ بالخيار الفيدرالي فلا الجنوب يقبل بها ولا امكانات الشمال قادرة على تحملها ، وبالتالي فان الانسب لمثل هذه المناطق وضعها في اقليم مستقل ضمن اقليم الشمال لتدير نفسها ومواردها وتنسيق سياستها السكانية والاقتصادية والاجتماعية بالتعاون مع غيرها من الاقاليم في الشمال والجنوب.
3)سيناريو التفكك وإعادة الانقسام:
في ظل الاوضاع الراهنة وتشدد المواقف السياسية وعدم استيعاب اشكاليات وتعقيدات الواقع وسيطرة منطق وحدة (الدم والقوة والموت) على الكثير من العقليات في الشمال وما يقابلها من ازمات اقتصادية طاحنة ونضوب للثروات وقسوة للطبيعة وفساد وإفساد للحياة العامة ، يخيم البؤس والشقاء على سماء هذه الارض ولا تلوح اية بارقة امل للتقارب والتنازل والاعتذار عن الاخطاء والحرص على فتح صفحة جديدة تمكن الشعب اليمني شمالا وجنوبا من استعادة كرامته المفقودة وتضمن له الحياة الكريمة والمأمولة .
وينسجم هذا السيناريو مع خيارات اصحاب "حوار الطرشان " و " ام الصبيان " ويمكن ان ينسجم ايضا مع اصحاب رؤية "حوار الشجعان " والذي قد يفضي الى اعادة التعامل بين الدولتين السابقتين مع ضمان التنسيق الكامل والتعايش الكريم وحسن الجوار.
وأمام هكذا اوضاع يخيم شبح التفكك فوق رؤوس اليمنيين ليذكرهم بماضيهم المتكرر وعدم استقرارهم في حقب تاريخية مختلفة ، جراء الانقسامات الى عدة دويلات وما يرافقها من تدخلات خارجية طامعة في الموقع الاستراتيجي لموقع اليمن (عامة ) وعدن (خاصة ) كونها مسيطرة على مضيق باب المندب وبحر العرب ويكفي ان نتذكر ان اليمن بعد انهيار العصر العباسي الثاني تفككت الى 14 دويلة تقريبا .
هذا السيناريو يلوح في الافق كلما انسدت قنوات الحوار وفرص الاتفاق والتوافق ، وفي حال انزلقت اليمن الى هذا الخيار ، فان الارض باتت شبه جاهزة لإحياء وإنهاض العديد من المشروعات والطموحات الصاعده بقوة بعد ان عجزت دولة ما يسمى " الوحدة " ان تذوب كل هذه الخصوصيات في اطار المشروع الوحدوي الذي كان حلما راود الناس فيما مضى وأصبح سرابا تذروه رياح الانانيات والتغيير الى الافضل الذي كان ينشده الجميع .
ولعل من اهم مخرجات هذا السيناريو التي يمكن ان تنجح بسهولة ما يلي:
أ-استعادة استقلال الدولة الجنوبية :
حيث سيكون من السهولة بمكان على الجنوبيين استعادة دولتهم خصوصا وقد عانوا الامرين من الوحدة مع الشماليين وأدركوا انهم فرطوا في جوهرة ثمينة بسبب خلافاتهم وعدم قبولهم لبعضهم والتي وصلت حد الاقتتال والتناحر ، وستكون هذه الدولة من انجح الدول الفيدرالية في المنطقة ومحصنة من الانقسامات والصراعات التي ستكون طاغية على الجانب في الشمال في حين لن يخلو الجنوب نهائيا من خلافات وصراعات متأثرة بحقب ماضيه.. وسيحرص الجنوبيون على انتهاج علاقات متوازنة مع دول المنطقة والعالم وللوصول الى هذه الدولة وستكون امامهم خيارات متعددة ومتنوعة متاحة .
كما ستتشكل خارطة حزبية جنوبية جديدة حيث سيتحول كل مكون من مكونات الحراك الجنوبي الى حزب في حد ذاته ، الى جانب الأحزاب الأخرى التي لها ارتباطات بالشمال والتي سيعطى لها حرية تنظيم نفسها كأحزاب مستقلة بمسميات جديدة او قديمة شرط ان تلتزم بفك ارتباطها من أحزابها الرئيسة ..خصوصا ان مختلف منظمات ومؤسسات المجتمع المدني في الجنوب قد شرعت من الان لإعلان فك الارتباط بنظيراتها في الشمال حتى وان كانت تتم حاليا بشكل ارتجالي وعاطفي إلا انها بدأت وستصحح نفسها مستقبلا.
وهذه الخارطة قابلة للتطبيق ايضا في حال تم الاخذ بالفيدرالية الثنائية مع ادخال بعض التعديلات على النشاط السياسي الحزبي .
ب-دولة صعده (الزيدية) :
رغم ما قد يشهده الشمال من صراعات سياسية وعسكرية وقبلية ودينية مدعومة من أطراف إقليمية ودولية ستكون الفرصة مهيأة لحركة الحوثيين لإعلان إقامة دولة اسلامية في صعده والمحافظات المجاورة هدفها الحفاظ على المذهب الزيدي "الشيعي " والذي سيلقى تأييدا واسعا من المنتمين اليه في كل المحافظات الشمالية ، وهو ما قد يعطي هذه الدولة فرصة وإمكانية التوسع والتمدد وصولا الى ذمار وما سيرافق ذلك من حملة تجاه الحركة الوهابية القادمة من خارج الحدود الى جانب العزف على وتر استعادة الارض اليمنية من الجيران والتي تلقى الصدى في نفوس الكثير من اليمنيين وبالذات في الشمال اما في الجنوب فان مواقف الجنوبيين قد تغيرت 360 درجة تجاه الاشقاء في السعودية ودول المنطقة ، بسبب ما لاقوه من معاناة وشقاء على يد اخوانهم الشماليين .
وتتوفر لدولة صعده الإمكانات والثروات الكبيرة سواء في صعده ومأرب والجوف او امتدادا الى حجة وعبس والبحر الاحمر .. وستكون صنعاء عاصمة هذه الدولة مع ان التأثير الرئيسي سيكون من صعده ، والتي ستحرص في الحفاظ على ارث الدولة اليمنية الزيدية من حيث التسمية مع تغيير بعض الاستراتيجيات والمواقف والارتباطات الداخلية والخارجية .
ج-الصراعات القبلية والدينية :
العديد من المناطق الجبلية في الشمال ستكون عرضة لصراعات الدين والقبيلة وأمراء الحرب والذين سيتفننون في اخضاع المناطق او القبائل سواء في الجبال او السهول والسواحل .. وقد تنشأ امارات ومشيخات متعددة منطلقة من قوة وإمكانات مراكز القوى والنفوذ من مشايخ وأسر وواجهات وقبائل ، وستجد المناطق ذات الكثافة السكانية والموارد الشحيحة مثل تعز و إب و تهامة نفسها لقمة سائغة لهذه الصراعات نظرا لعجزها عن تنظيم نفسها لوجستيا وقتاليا في مواجهة هذه القوى التقليدية وستكون الثورات الشعبية وثورة الجياع هي الخيار الاوحد لهذه المناطق لفرض التوازن ضد غطرسة القوى والمليشيات القبلية والدينية .
وقد يجد المواطن في تعز و إب والبيضاء ومأرب نفسه مضطرا الى الاتجاه جنوبا بحثا عن تحالفات ومصالح جديدة من منطلقات اقتصادية واجتماعية ومذهبية وثقافية .
من الحوار الى العنف:
يبقى في الاخير التأكيد ان العقل السياسي اليمني بات مطالبا اليوم الاخذ بزمام المسئولية التاريخية والأخلاقية والدينية لمنع جر البلد نحو الانهيار في السيناريو الاخير ، من خلال تسوية عادلة للقضية الرئيسة (قضية الجنوب ) ، وان يضع اصحاب منطق وحدة (القوة والدم والموت ) ان هذه الوحدة باتت خاسرة لا محالة ، وانه يحسب لأبناء الجنوب انهم لم ينجروا حتى هذه اللحظة الى خيارات العنف والمواجهة المسلحة مثلما حدث بين القبيلة والدولة في الحصبة ، وانه لا سمح الله وفرض عليهم ذلك فرضا ، فأنهم لن يألوا جهدا في تسخير كل ما لديهم من امكانات معنوية ومادية للدفاع عن انفسهم وقضيتهم العادلة ، وستكون القطيعة ابدية تتناقلها الاجيال ،وسيخرجون من هذه المواجهة بأقل الخسائر مقارنة بالشمال ، نظرا للأسباب التالية:
1-ان اقحام الدين في المواجهة ستكون نتائجه لصالح الجنوب نظرا للثقافة الايمانية والروحية التي ترسخت طوال العقدين الماضيين في هذه المحافظات لان شعورهم بالظلم والمعاناة جعلهم اكثر صبرا وقربا من الله تعالى ، وبات لدى الجنوب علماء اجلاء بإمكانهم مقارعة الحجة بالحجة والموعظة بالموعظة والفتوى بالفتوى .. والبادي اظلم.
2-ستعمل كل الكيانات والتيارات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني في الجنوب على القيام بدورها الفاعل تجاه قضيتها كلا فيما يخصه وبشكل لم يسبق له مثيل وستنظم لهم كل الشخصيات المترددة او التي كانت تعتقد ان هناك املا لإصلاح هذه الوحدة ، بل ان كل عناصر الاصلاح والمؤتمر في الجنوب ستختار الوقوف الى جانب شعبها بعد ان تصل الى قناعه ان لغة القوة والعنجهية والغطرسة القادمة من الشمال لا يمكن لها ان تبني وحدة راسخة تحفظ الارض والإنسان والدين.
3-لن تجدي المواجهة المسلحة نفعا ضد الجنوبيين حتى وان تحول كل ابناء الشمال الى جيش جرار يمتلك اقوى الاسلحة وتدعمه اقوى جيوش العالم ، لأنه سيجد نفسه هذه المرة امام شعب مؤمن ان الله تعالى لن يخذله وهو يواجه الظلم والطغيان ، كما ان هذا الجيش لن يجد نفس المؤازرة والدعم من ابناء الجنوب كما حدث في حرب 1994م والذين كان لهم الفضل بعد الله تعالى في دخول قوات وناهبي الشمال الى ألجنوب ، كما ان هذه القوات الشمالية ستجد نفسها لأول مرة في ارض غريبة وفي حالة شتات وفوضى على امتداد اراضي الجنوب الواسعة ، تواجه الشقاء والمعاناة وحروب المدن والشوارع والعمليات الفدائية النوعية وحروب الاستنزاف من قبل أصحاب الأرض والحق.
4-سيكون بإمكان الجنوبيين بناء تحالفات اقليمية ودولية متعددة مستغلين موقعهم الجغرافي وخبراتهم الحكومية ، الى جانب إمكانية تحقيق انتصارات سريعة في حال وجدوا انفسهم مضطرين الى التخلي عن الخيارات السلمية ، حيث بإمكان القدرات و الخبرات العسكرية الجنوبية استعادة بناء الجيش الجنوبي في اسرع وقت ممكن ، وضمان المواجهة الناجحة حتى وان لم يجدوا الدعم الخارجي وذلك انطلاقا من العقيدة الايمانية التي ترسخت في نفوسهم معتمدين على انفسهم وإرادتهم ومن ذلك تطبيق فكرة اقتصاد المعركة في مواجهة الخصوم المتواجدين داخل الأرض ..
5-مما لاشك فيه ان بعض القوى في صنعاء تسعى منذ فتره الى جر الجنوبيين الى هكذا خيارات في محاولة منها الى تشويه قضيتهم وتصويرهم امام العالم كإرهابيين ودعاة عنف .. ويبدو ان هذه القوى مازالت تفكر بعقليات الماضي ولم تستوعب بعد طبيعة الأوضاع والمستجدات على الأرض .. لان الجنوبيين لو فرضت عليهم خيارات العنف سيكونون اكثر قدرة على تجميع طاقاتهم وتوحيد اراداتهم وبالتالي اكثر قدرة على فرض خياراتهم وسياسة الامر الواقع التي لن يجد العالم مناصا من الاعتراف بها والتعامل معها بعد ان يدرك عدالتها وحرصها على ضمان الامن والاستقرار في المنطقة ..خصوصا ان الجنوبيين لن يسمحوا ابدا للإرهاب والعنف والقرصنة من التواجد في أراضيهم ومياههم الإقليمية.
ختاما .. احب التنويه انني قضيت نصف حياتي في صنعاء وكل أصدقائي وأعزائي هم في الشمال واشعر بتعاطفهم مع قضية الجنوب وأبادلهم مشاعر الود والاحترام ولا اتمنى ان يفرض علينا جميعا المستقبل المليء بالأحقاد والكراهية .. ومن هذا المنطلق حرصت ان انقل حقيقة ما يجري بصدق كامل كي تكون الصورة واضحة وكي نصل الى نتائج تحفظ الود والقربى بيننا جميعا .. فقد حاولت قدر الاستطاعة الاجتهاد لقراءة هذه الأفكار وإخراجها من صدور الكثيرين بصوت مسموع في ظل هذه المرحلة العصيبة حتى تكون عناوين عريضة امام كل المتحاورين وحتى تكون بمثابة اجراس إنذار وأسلحة ردع لأصحاب ثقافة القوة والنفوذ والسيطرة والنهب والفيد والأمر الواقع من عتاولة القبيلة والدين والعسكر والذين سيكونون متواجدين ومؤثرين على نفس طاولات وموائد الحوار .. ومن هذا المنطلق تأتي اهمية الحوار العادل الذي يجب ان تحضره القوى المعنية بالحوار وليس المزيفه،كي لا تنزلق الأمور الى مالا يحمد يحمد عقباها .. والله من وراء القصد.
hagaali@yahoo.com
في الإثنين 02 يوليو-تموز 2012 06:02:27 م