القصيدة الهنديَّة
د.عبدالمنعم الشيباني
د.عبدالمنعم الشيباني

وهل غادر الشِّــعرُ من ســيرةٍ للــــجنـــونِ

لدى نصفِ قلبٍ

وعقل

ودِينٍ

وفي دولـةِ الألفِ ملــــــــــــيون

مليـونُ ملـيونِ هــــــــنديــــــــة ٍ من حرير ٍ طويـــــــــــلٍ

طويـــــــــــــــــــــــــل ٍ

طويــــــــــــــــــلٍ

وهذي البهــــــــــــــاراتُ هـــــــنديـــــــــــة ٌ ليس الاَّ

وحــورية ٌ في الاساطيرِ قد غـسَّــــــلوها بعطر ٍ وعود

فمن اين يأتي الجنونُ

ومن اين تأتي الفنونُ

ومن اين تأتي إذا غادر الشعرُ شيطانَه واستقال المغـنّــُونَ

اسطورةُ الهندِ والسندِ في نصفِ كوب ٍ من الشاي

او نصفِ توليفة ٍ من لبان

ومن أين تأتي شفاهُ المعاني تغازلُ هندية ً في حمى دارِها

أم حرام ٌ تعودُ الفتوحُ بأقصرِ من طرفِ عَينٍ؟!

فلا نام قلبي

ولا نام لي في الأساطير شِــعر ٌ

وهذي الأماليــــــدُ تسرحُ أنى تشـــــــاءُ

وتمرح أنى تشــــــــــاءُ

وهذي المسافاتُ ما بين طــــــــــول ٍ وعرض ٍ

وطــــــــــول ٍ وعرض ٍ

وهذا (المِهْندي)

وهذي النقوشُ امُدّ يدِي افتديها

وأدنو

وأدنو

وأوشِكُ أن اقتنيها

فيلمزني عاذل ٌ من ورائيَ:

جاوزت َ حدكْ

أخلفتَ عهدكْ

يا أولياءَ التقاليدِ حتى هنا تستغيثُ الفتاوى

لكمْ دينكمْ

ولكمْ في التقاليدِ هذا السََّـــــــــــوادُ

وهذا الحـــــــــــدادُ

وهذا العنــــــــــــــــادُ

وما لم يُنزَّلْ به اية ٌ

أم تصدّوننا إذ ْ تمدُّونَ هذا العنـــــــــادُ

وهذا الحــــــــدادُ

وهذي الجلابيبُ تــُبدونها

ثم تــخفونها

ثم انتمْ إلى الظنِ اقربُ من شرعهِ

تحجبونَ الــهُـدى

والــنــدى

والــصـدى

أم تماروننا

أم تحولون ما بيننا والحنايا

وما بيننا والمرايا

وما بيننا والـــــــعيـــــــــــونْ؟!

**

فمن اين يأتي الجنونُ

إذا أخلدَ الشعرُ للنومِ يرثي رموزَ الخطاباتِ في هاوياتِ السقوطِ

يولولُ في منتدى حاتم ٍ طامعا ً في بقايا (عديِّ) وفي عـودة ٍ للمجيــــــــد

وأنْ ليس إلا حصادُ السياساتِ نجتـرُّها يا ابنَ قومي

وموصولةٍ من شتات ٍ

وقهر ٍ

وغدر ٍ

وخائنة ٍ للدساتيرِ

دعني وغدرَ الخيام

وهذا اللثــامُ الذي كالتقالـيدِ سيف ٌعلينا وتفاحة ٌللبــعيـدِ البـــعيـد

حرام ٌ علينا

وحظرٌ علينا

ويفتح أزرارهُ في الضروراتِ للأجنبيِّ وخلجانَـه للأساطــــــــــيل ِمن كلِ جنس ٍ

وأستارهُ قطعةً ً

قطعة ً

لـلتيـوسِ الغريبةِ عن لحمِنا

والغريبةِ عن طرحنِا

للضروراتِ أنْ تمنعونا

وأنْ تقمعونا

وأنْ تـقنعونا

وأنْ تحشدوا كل قطعية ٍ عند باب ِ الحرامْ

**

حرام ٌ علينا إيابُ الحنينِ إلى سربه ِ

والأصيلِِ إلى غـمده ِ

ثم لا تلبثون

ثم لا تلبثون

إذا عبر الشّـطَّ جنكيزُ أو جاوز الضفتينِ تقولون هذا حلال ٌوهذا حلال ٌ

بأيِّ الرواياتِ انتمْ حلال ٌوفي ايهنَّ تبيـحون بَيْضَ العذارى؟

تماروننا

أم تراؤوننا

أم تزيدونَ في قولهِ آية

ثم في جرَّة من مدادٍ

وفي ضربة يا الهي تصير البراقعُ صرعى

فحسبيَ أنتَ الوكيـــــــــلُ يزيدونَ في القولِ ثم إذا أغلظ الحق ُّ

هم يُنقِصونَ

وهم يُنغِضونَ

وهم يُعِرضونْ

**

فلا نامَ قلبي

ولا باتَ لي عارضٌ من جنوني

وهذي القوافلُ مثقلةٌ

والجِمالةُ حُـمـْرٌ

وصفرٌ

وخضرٌ

لمن كلُّ هذا المتــــــــــــاع؟وهذي البضاعةُ من ايِّ مِـصرٍ وهذا الحريرُ!

وهذي البهـاراتُ منقــوطــةٌ ليتَ شعري أمنْ حــاســدٍ نــقّـَطــوها

ام الـحُسْنُ ينشقُّ عن منتـــــــهـــــــاهُ

ويُعرِبُ عن منتــــــــهـــــــاه

ويبدأُ من نقطـةٍ في جبينِ المرايا

كأني بمعمـــورةٍ ذاتَ ســحرٍ

تروحُ القصيدةُ حُبلى

وترجعُ حُبلى

فلا ليتني إنْ نجوتُ

نُحرِّقُ أوراقَنا في الهواءِ

وأيامَنا في الهواءِ

وأعمارَنا في الهواءِ

(نطاردُ خيط َدخان)

ونزعمُ أن قد بلَغْنا

ونزعمُ أن قد نجحْنا

فما فوزُ هذا الدُّخان؟

وما كنزُ هذا الدُّخان؟

وما مجدُ هذا الدُّخان؟

وهذي الأقالـيمُ ليستْ تؤدَّى إلينا

وهذا الحـــــــــــريرُ

وهذا النــــــــفيرُ

وهذي الطقوسُ التي في الصدورْ

**

نحرِّق أوراقَنا في الهواءِ

وأيامَنـــــــــــــــــــــــا في الهــــــــــــــواءِ

وهذي القراطيسُ ما ملكتْ نصفَ شبرِ

ولا نصفَ خصرٍ

ولا نصفَ نحرٍ

تـفـتشُ عن قلقٍ في الكتاتيب

عن ورقٍ ترتقيها إلى حيثُ لا غايةٍ

كم سماءً بلغـتَ وكم كوكباً جاوزَ القلقُ المستبدُ

يـغالبُ نَيلَ الشــــــــــهـــــــاداتِ ما بلغتْ ثم ما بلغتْ

ثم في جرحه ألفُ قهرٍ

وفي سيفه ألفُ قهرٍ

وفي صدره ألفُ قهرٍ

فلا عاد قلبي

يواعدُني ثم يرتدُّ فاتورةً من عذابٍ

يقاتلُ باسميْ

ويعشقُ باسميْ

وتـُجبى إليه الفتوحاتُ باسميْ

وما في يدِي من قليلٍ

ولا في يدِي من كثيرٍ

فلا عاد قلبي يواعدُني من جديدٍ

وكانت كأشعرِ هنــدية

ثم أيقنتُ لا يلتقي شاعرانِ

ولا يلتقي مسلمانِ بسيفيهما

عربيٌّ

وحد المها أعجميٌّ

فإنْ يسبقوني

فقد ســـــــبـــَــــقَ السَّيــــــــــفُ حدِّي

وقد ســــــبــَــــــقَ السَّيفُ قصدي

وإنْ تكذبيــــــــــــني

فهنـــــــــــــــديَّـــــــةٌ آسفتـــــــــــْني

فغادرتـُها نـقطة في الجــبيــــــــــــــنْ

***

الهند- حيدر اباد

27 ديسمبر 2003


في الإثنين 18 يونيو-حزيران 2012 04:39:30 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=16104