لآترحل أيُّها الزَّعيم..!
د  عبدالله الحاضري
د عبدالله الحاضري

نَعمْ..لاترحل إبقى مكانك في السواد أوفي أزقة السبعين فماعساك أن تفعل بنا أكثر مما قد فعلت في سابق السنين؟ ماذاعساك أن تفعل بشعبٍ إستئمناك على نفسه وماله ودينه فأدخلتهُ قعر الجحيم دون حياءٍ من أحدٍ حتى من ربِّ العالمين! قتلتَ أبنائهُ في كُل الجبال والتِّباب استوليت على أمواله وفرَّقتها على بنوك الشرق والغرب زرعت فيه من العدم أحقاد الطائفيه والمناطقيه وحرمتهُ من حقِّه في التعليم وعمَّقت فيه بذور الجهل والتخلُّف حتى أصبحنا في ذلك مضرباً للأمثال والتّندُّر الحزيـن, لاترحل..فماذا ستفعل بنا أكثرممّا قد فعلت! وهل قد فعل زعيمٌ بشعبه أكثر مما قد فعلت يازعيـم ؟رحَّلتَ أيادينا العاملة من الخليج فعادواْ إلى وطنهم ليسكنواْ العراء ويستوطنواْ الجوع ويلفُّهم المرض والأنيـن بعد أن كانواْ في عـزٍ بين إخوانهم الخليجيين,قتلتهم بلا ذنبٍ وتخلَّيت عنهُم بلا كسرة خبز فضلاً عن بلعِكَ نصف رغيفهِم الذي قاسمتهم بالله أنه لهُم في كُل حِين..قطعت أوآصرأخوة الوطن بجيرانه القريب منهُ والبعيد وطعنت الكويت في الصميـم بعد أن كانواْ لك نعم الأخوة ونعم الناصرين وكِدتَ لشُركائك في الوحده هضمتَ دولتهم واغتصبت حقوقهم وشرَّدتهُم في المشارقِ والمغارب حتى أفترشَ آخرهُمْ تُرآبَ الصيـن..!ماذا ستفعل بنا أكثر مما قد فعلت أيُّها الزعيم؟! جعلت مِنَّا أرخصَ شعبٍ وأرخص دِمِ وأرخص عِرضٍ في هذه الدنيا بعد أن كُنا سادةً على الناس أجمعين.. صنعتَ مِنا القاعده وصنعت مِنا الحوثيون وصنعتَ مِنا الجهاديون والقاعديون وصنعتَ مِنا الحرآك السِلمي منه والمُسلَّح.. واستنسخت من الناصريه ألف ناصر وعبِثت بالإشتراكيين في كُل المحافل وقسَّمت البعث إلى كواسر وقواسم صنعتَ لكُل فكرٍ مُنحرف في أرضنا هيكل ومعبد لكي نعيش على الفُتات..فماذا يعني أن نتقاتل وتسيلَ دِمائُنا!! ألم نستلم ثمن رُفاتنا عاجلاً نقوداً ملفوفةً بالخزي من الآخرين كي نعيش في وطننا المسلوب في جيبك..!أيُّها الزعيم.. نعم ماذا ستفعل بنا أكثر مما قد فعلت؟! ألم يُخبرك أحدٌ مِمن يزور بلآدنا من السّواح أنه لم يكُن يستهدف رؤية ترآثنا بل رؤية العصر الحجري بِكل تفاصيله خاصةً منظر إنسان العصر الحجري وهو يعبث بأدوات القرن الواحد والعشرين..! والأدهى والأمرّ أن تفتِكَ بنا الأمرآض ونموت في أروقة المُستشفيات ولانجدُ حتى حبة آسبرين!! أليس كذلك أيُّها الزعيم؟! حتَّى أنت..حين احترقت لم تُضمِّد حروقَك إلامُستشفيات العالم..! هل شاهدت في مُدِّة حُكمك المُستشفى الجمهوري ماحاله يازعيـم..؟! يُبكي الحجر وتصرخ ممّا فيه زفراتُ الجَحيم..إنَّهُ يواسي مرضى السرطان بِأجمل كلمات الرَّحيـلِ مِن الدُّنيا..ويعزفُ لهم أعذبَ الألحان لتمتزج بالصُّرآخ..!ومن المزيج الحزين تَئِـنُّ مزآميرُ دآوود تستجدي مَلكَ الموت ليُريحَهُم مِن عذآبهم ومن ضُلم حُكَّامهم الذينَ سرقواْ منهم كُل شيء حتَّى حقَّهُم في الموت الرَّحيم..!نعم ماذا ستفعل بنا أكثر مما قد فعلت؟ خُضت بنا حروباً في الجنوب وأقصى الجنوب وحروباً ستَّه في الشمال وفي أقصى الشمال وخُضت حرباً ضروساً على أحياء الحصبه وقُرى أرحب ودمَّرت بني جرموز وأحرقتَ مُعاقيّ تعزفي خيامهم وقطعت ورود الرَّبيع من كُل الساحات والميادين بوحشية الشياطين, صوَّبت إلى صدورهم كُل البنادق والمدافع وأنواع الذخآئر المُخزَّنه لديك من كُل المصانع.. قتلتهم في جُمعة الكرآمه وأمام بنك الدم وأمام الخارجيه وأمام ملعبك الأولمبي ولم ينجو منك حتَّى الرضيع أنـس ولا تُفاحه وأخواتها, أدخلتَ إلى صنعاء الجميلة كُل أدوات القُبح البشريه (البلآطجه) وسلَّمتهم إياها فعاثواْ فيها الفساد وصبوا عليها أسوآط العذاب ومؤسسة الشعب الإقتصاديه تمُدُّهم بالأرز والكباب والدجاج, يقتلوننا بأسلحتنا ويقتاتون بأموالنا هل هناك زعيمٌ يازعيم فعل بشعبه أكثر مما قد فعلت؟! لآترحل إبقى في السبعين أوفي الستين أوفي الأربعين أو حتى فوق كُل الأرقام., إفترش الطرقات والشوارع وأسطُح المنازل وفي أعالي المآذن واصطحب معك قالع العدَّاد وتآجر الكلمات وكلابك البوليسيه ولاتنسى تناسُق ألوان سيارتك الرئآسيه مع بزَّتك العسكرية أو بدلتك المدنية أو قُبّعتكَ القَبلية..وحين تخترقُ الشوارع رتِّل كُل ترآنيم الصلاة التي عرفتها البشرية وتلفّت في كُلِّ الأمآكن ففي كُل زآويةٍ ومنعطف عدوٌ مُفترض أو حاسدٌ لك لئيم وتذكّر كُل الأشياء لعلّك نسيت هنا أوهناك أنّك زرعت في يومٍ من الأيام فيها عبوةً ناسفه أوقُنبلةً مادّيه أوبشريه بحُسن نيَّـةٍ طبعاً يازعيم.! لآترحل..فمن سيقطع عن مُدننا الكهربآء والماء ويفصلُ بينها بالحوآجز الإسمنتيه وبالقطاعات القبيلة ويُدمِّر أنابيب الغاز والبترول ويضربُ كُلَّ يومٍ محطة مأرب الغازيه؟! من سيُهرِّج لمحطة (يمن تودي) الرومنسية من سيحضُر الأعرآس ويضربُ طرباً بكُلِّ أنوآع المِدفعيه قِمم وتخوم جِبال سَنحان الأبيـّه أيُّها الزعيم لآترحل فقد فعلت فينا كُل شيء ولم يعد بوسعِك أن تفعل فينا أيَّ شيء ونحمُد الله أنه لم يُمكّنكَ من الطاقةِ النوويّة وإلا لكُنَّا أموتاً بإشعَّتها النرجسية.! لآترحل أنت محدودٌ بين جُدرآن دارسلمْ ووهم خريف عُمرك المُتساقط من كُل الغصون لم يعُد أمامك إلا أن تُسعدنا بوجودك بينا فنحنُ نرى فيكَ حقارة الدنيا وتعاستها وأنَّها لاتسآوي عند الله جَناح بعوضه ولوكانت كذلك ما ولَّآك علينا طَرفة عين..نحنُ نرى فيك أضحُوكة الزمانِ وعبرةَ التاريخ وعدآلة السمآء تسوقك كُل يوم إلى حآفة الجُنون بعد أن سلبَتكَ كُل شيئ حتَّى ماكنزتهُ حراماً تُعطيه صاغِراً حراماً لحاشيتك ليستمرواْ في تغذية وهم العضمة لضميرك المأزوم.. لآترحل أيُّها الزعيم وأتمنى عليك أن تدخُل في أحد سرآديب دارسلم ولاتخرُج مِنه واحرص على أن يكون مَدخلُه ضيِّق ومخرجُه ضيِّق وسيَعقِد الجَندي مؤتمر يقولُ فيه أن الزعيم دخل في الغَيبةِ الصُّغرى وسيعود عمَّا قريب عجَّل اللهُ فرجه !وبذلك يتحول هذا النفق إلى مزآر شريف و يكونُ معلم سياحي يُدرُّ على مُحبيك أموالاً طآئله بدلاً من التسَّول على طُرقاتِ الدُّول..أدخل السرداب وارتاح ولن نقولَ بعد ذلك إرحل أيُّها الزعيم بل سنقول مع كُل زيارةٍ للسرداب المُّقدّس والتبرُّك بِترابه عجَّل الله فَرَجَكَ أيُّها الزعيم عجَّل الله خروجك أيهُّا الزعيم فأيُّهما أروع؟! الزعيم الراحل أم الزعيم الغائب..!!

سلِمتَ ياوطني من كُلِّ الهموم خاصةً هُم الزُّعماء إذا طعنواْ في السِّن ومازالواْ مُرآهقين.


في الأحد 27 مايو 2012 04:22:00 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=15747