كيف سيسالون
رجاء يحي الحوثي
رجاء يحي الحوثي

انطلاقاً من أحداث 21 مايو الغير مقبولة إسلامياً وأخلاقيا، ولكنه يميز بين إدارة القاعدة التي تمارس أعلى درجات الإرهاب ضد شعبنا و تمارس أعمالها الإجرامية والوحشية،الغادرة التي تعبر عن جبن وغدر تتملص منه كل الأديان والأعراف والتي لا يقبل بها شرع ولا عقل ولا دين.

ان الحدث الغادر بوحدات الجيش اليمني الذين كانوا في ميدان السبعين ،والتي استشهاد أكثر من 90 جندياً , وجرح أكثر من 187جريح  إن الحادث الإجرامي الشنيع , والفعل المقيت الذي أقدمت عليه هذه الفئة الضالة والمنحرفة التي تخلت عن دينها وإنسانيتها وأخلاقها في أوساط مجاميع من أبناء قواتنا المسلحة والأمن البواسل الذي كانوا يقومون بأداء البروفات النهائية للحفل الاستعراضي الذي سيقام احتفاءً بذكرى الوحدة , نحن نستنكر هذه المسألة وتستنكرها كل الأعراف والأديان وقلنا إنه أن المسألة عندنا أن  الإسلام  وبكل بساطة  يؤكد على احترام الناس جميعاً، فكل من لا يحاربك في دينك ولم يخرجك من أرضك أو يعتدي على عرضك عليك أن تعدل معه وتحفظ حقوقه ولا سيما حق الحياة ... أنت ترفض الآخر عندما يظلمك ويحاربك ويقاتلك..

وها هم يصورون الإسلام ومفهومه الجهادي  أنه تسليط سيف القوّة على رؤوس الناس والأبرياء .. أي مفهوم لديهم للإسلام وأي عقيدة هم يعتقدونها وكيف سيسالون يوم الحساب وبأي وجه سيلقون الله في الأرواح التي زهقت قال تعالى (بأي ذنب قتلت) سورة   التكوير   أيه 9 . أن الأصل في أي صراع أن الأخلاق تتحرّك بحسب الواقع ودراستنا له، لأن الأرض التي نقف عليها لا بد أن ندرسها جيدا سواء أكانت أرضاً أمنية أوسياسية أواجتماعية أواقتصادية، كي لا تبقى الساحة اليمنية مكشوفة للأضاليل والتشوهات المنطلقة من فكر القاعدة، الضال المنحرف الذي لاينتمي لأي دين أو مذهب أو طائفة أو عرق أن أصالة الإسلام ونظرته الشمولية في التعاطي مع الإنسان أنّ القضيّة عندنا في الإسلام، وبكلّ بساطة، هي تأكيد الإسلام على احترام الإنسان، أي إنسان، سواء أكان مسلماً أم كافراً، وذلك قوله تعالى:[ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم]" سورة الممتحنة 8 صدق الله العظيم ، ومؤدى ذلك أن يتعاطى المسلم مع من لا يحاربه في دينه، ولم يخرجه من أرضه بالإحسان إليه والعدل معه، وفي العدل معه أن يحفظ له كلّ حقوقه بما في ذلك حقّ الحياة ولكن له كل الحق في أن يرفض الظلم وكل من يساهم فيه، ، وهذا حق مشروع تقره كل الأعراف والمواثيق الدينية والدولية، والمواقع الحضارية، ولكنهم بالرغم من ذلك يتحدثون بأن "الإسلام يحمل سيفاً يسلِّطه على العالم، وهذا هو حديثهم عن الجهاد الذي هو في المفهوم الإسلامي كالقتال في كل موقع حضاري وقتل اكبر عدد من المسلمين وفي أي مكان عسكري كان أم تعليمي أو غير مسلمين المهم حصد مزيد من أرواح الأبرياء التي لا ذنب لها لذا يجب العودة إلى منابع ثقافتنا الدينية والحضارية، والعمل على "تأصيل مصطلحاتنا من خلال ما نملك من عناصر أصيلة في كل المسيرة الثقافية التي عشناها ولا نزال نعيشها، وأن لاننجر حيثما يريدون أن يفرضوا علينا المعركة بل أن نتحرك من مواقعنا ومن أصالتنا".

والتأكيد على أن " الإسلام يحترم إنسانية الإنسان بالطريقة الواقعية وكلمة "الجهاد" التي حاولت القاعدة أن تحركها في إطار معين على أساس إدّعائهم... إن هذه الكلمة تعني أن تتحرك من موقع القوة لتفرض فكرك.. وفي الحقيقة فإن هذا المفهوم لا يعني إلاّ الدفاع عن الإسلام وعن النفس والوطن، لذا يجب الحذر من المحاولات المستمرة في التشويه لصورة الإسلام والجهاد في هذا الجانب بالذات"وان نكون يدا واحده لكشف أفكارهم المضللة التي شوهت معنى الإسلام والحياة ولوثتها بالدم البرى.

و قد شدّد الإسلام على الخطاب التصالحي والتعايشي وعلى احترام للجانب السلوكي عند كل الأديان بما فيهم المسيحين واليهود فا لإسلام دين الرفق وقد نهى الإسلام عن الاعتداء على الآخر حتى ولو كان صاحب حقّ قال تعالى[ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين] صدق الله العظيم ، بل يدعو إلى العفو قال تعالى [وأن تعفوا أقرب للتقوى] البقرة (237) . صدق الله العظيم فالإسلام هو الذي انفتح على الآخر بالحوار مع أهل الكتاب قال تعالى[قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله] الﻋﻤ ﺍﻥ:(64)، صدق الله العظيم ، وقد تركزت نقاط اللقاء ـ في نقطتين أساسيتين هما:( توحيد الله وإن اختلفنا في تصوّر الله وفهم التوحيد.. ، وكل من يجعل من نفسه ربّاً للإنسان لذا نهى الإسلام عن الحوار مع الظالم)قال تعالى [ولا تجاد لوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا] العنكبوت:(46 ) صدق الله العظيم وهنا نجد أن الإسلام يتمايز عن الآخر، ويقدم منهجاً حوارياً متقدماً ينطلق من قاعدة السواسية مع الخصم، ويجعله في مستوى الندية حتى يثبت صحة ادعاءاته، وهذا ما نلمسه بوضوح في الآية الكريمة قال تعالى [وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين] سبأ :(24 ) صدق الله العظيم حيث يتجلى الحوار بهدف الوصول إلى حقيقة ضائعة.. كما أننا لا نرى أن الإسلام يمارس إرهاباً فكرياً على الآخر أو أن يقمعه بعدوانية، بل يعمل لإرساء قواعد العدل والخير والفضيلة، ويحارب الظلم ويواجهه من أيِّ جهة أو مكان صدر وانطلق.. فهو يدعو إلى الرفق، وإلى أتباع الأساليب الحضارية

السلمية التي تحوّل الأعداء إلى أصدقاء. ولذلك نقرأ في قوله تعالى: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} فصلت: (34) صدق الله العظيم. ونقرأ في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ("إن الرفق ما وضع على شيء إلا زانه وما رُفع عن شيء إلا شانه، وإن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف")صدق الحبيب صلى الله عليه وسلم.إذا لنتفق ونكن يدا واحدة ضد القاعدة التي هي معنى "الإرهاب" وهي كلُّ عدوان يمارسه إنسان على إنسان لم يعتد عليه، ولم يصادر أرضه وحياته وحريته، ولذلك لا يحق له أن يقتل إنساناً أويخطفه لمكسب ماديّ أو شخصيّ، أو لعقدة مذهبية أو طائفية أو حزبية أو لعقدة عشائرية أو قبلية أ وعصبية ، وإن كان هذا المعتدي يتبع بعض الأساليب التي لم تكن موضع ا رتياح للناس، فمن الممكن مواجهته الأساليب التي يعتمدها نفسها، لأنّ المماثلة هي التي تعطي مسألة الحق مصداقية هنا قال تعالى [ولا يجرمنّكم شنآن قوم على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى] سورة المائدة : (8) صدق الله العظيم حيث يجب علينا فضح هذه الممارسات التي يتبّعها هؤلاء ونؤكد أن الحرب ليست موجَّهة ضد الإسلام والمسلمين، بل ضد الإرهاب..قاتلهم الله أينما كانوا وحسبنا الله ونعم الوكيل فيهم.

*محامية ومستشارة قانونية


في الأربعاء 23 مايو 2012 08:17:28 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=15705