غايات.....!
عمار الزريقي
عمار الزريقي

أَنْ تَرَى بِالبَصِيرَةِ

مَا لا تَرَاهُ العُيُونُ

وَمَا لا تَرَاهُ القُلُوبُ الَّتِي غَلَّفَتْهَا التَّقَالِيدُ

وَالعَجْزُ

وَالأُمْنِيَاتُ الخَجُولَةُ..

ذَلِكَ عَيْنُ الهُدَى

***

نُقْطَةُ الصِّفْرِ

أَنْ لا تُضَارِعَ إِلَّاكَ

فِي مُنْحَنَى القِيَمِ الآدَمِيَّةِ..

أَنْ تُبْصِرَ البِدْءَ وَالمُنْتَهَى

بَيْنَ حَرْفَيْنِ مِنْ فِضَّةِ القَوْلِ

يَدَّعِيَانِ الصَّدَارَةَ ..

كُنْ مُنْصِفاً

وَالْزَمِ النِّصْفَ بَيْنَهُمَا..

إِنَّهَا نُقْطَةُ الصِّفْرِ

أَنْ تَتَوَسَّطَ فِي كُلِّ شَيْءٍ

وَأَنْ لا تَرَى فِي التَّوَسُّطِ

إِلا حَيَاةَ المَعَانِي

وَمَعْنَى الحَيَاة

***

إِنَّ بَيْنَ المَعَانِي وَأَضْدَادِهَا نُقْطَةٌ

مِنْ ضَبَابٍ

يُسَمُّونَهَا بَيْضَةَ الرَّبِّ ..

مَا بَيْضَةُ الرَّبِّ ؟!

بَيْضَةُ الرَّبِّ

أَصْغَرُ مِنْ أَنْ تَرَاهَا العُيُونُ

وَأَصْغَرُ مِنْ أَنْ تَرَاهَا القُلُوبُ

الَّتِي غَلَّفَتْهَا التَّقَالِيدُ

وَالعَجْزُ

وَالأُمْنِيَاتُ الخَجُولَةُ..

إِنَّ لَهَا مَوْقِعٌ مُبْهَمٌ

بَيْنَ ضِدَّيْنِ

لَكِنَّهَا نُقْطَةٌ

بَيْنَ أَسْوَارِهَا

مُسْتَقَرٌّ لِلَوْحِ الهِدَايَةِ

وَالفَلْسَفَاتِ

وَمِنْ تَحْتِ قُبَّتِهَا

يَخْرُجُ الأَنْبِيَاء

***

السُّؤَالُ المُبَكِّرُ فَاتِحَةُ النُّورِ

وَالشَّكُّ مِفْتَاحُ بَابِ الحَقِيقَةِ ..

مَا كَانَ أَوَّلُهُ وَاضِحاً

فَالنِّهَايَةُ

لا شَكَّ

بَيْضَاءُ فِي غِمْدِهَا ..

لا تَدَع ثَوْرَةَ الشَّكِّ

تَرْبُو عَلَى حَدِّهَا ..

غَايَةُ الشَّكِّ

لا أَنْ تُعِيدَ الوُضُوءَ الَّذِي

فَاتَ بِالأَمْسِ

أَوْ تَتَفَقَّدَ كَفَّكَ

تُحْصِي أَصَابِعَهَا ..

غَايَةُ الشَّكِّ

أَنْ تَتَعَهَّدَ مَا فِي رَصِيدِكَ

أَوْ فِي صَعِيدِكَ

مِنْ مُؤْنَةٍ

أَوْ سَنَابِلَ تُغْرِي بِأَلْوَانِهَا ..

غَايَةُ الشَّكِّ

أَنْ تَتَوَخَّى السَّلامَةَ

فِي مَا تَصَيَّدتَّ بِالأَمْسِ

أَوْ مَا سَتَصْطَادُهُ آجِلاً

مِنْ طُيُوِر البَيَان

***

غَايَةُ العَبْقَرِيَّةِ

لا أَنْ تُحِيطَ

بِأَسْرَارِ مَمْلَكَةِ الغَيْبِ

أَوْ تَتَخَلَّى عَنِ اسْمِ القَبِيلَةِ

أَوْ تَسْتَفِزَّ النَّوَامِيسَ

أَوْ تَطْعَنَ الوَهْمَ

بِالوَهْمِ

فِي ظَهْرِهِ ..

لَيْسَ بَيْنَ الجُنُونِ

وَبَيْنَ الَّذِي تَدَّعِي

شَعْرَةٌ..

غَايَةُ العَبْقَرِيَّةِ

لا أَنْ تُضِيفَ

إِلَى الأَبْجَدِيَّةِ حَرْفاً

بِلا عِلَّةٍ..

غَايَةُ العَبْقَرِيَّةِ

أَنْ لا تَرَى المُسْتَحِيلَ

بِعَيْنِ الكُسَالَى

وَأَفْئِدَةِ العَاجِزِينْ

***

صنعاء - 19 مايو/ 2012م


في الأحد 20 مايو 2012 08:21:37 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=15638