أخبار لولا :إلى أسرانا في سجون الاحتلال الاسرائيلي
عمار الزريقي
عمار الزريقي

شُكراً جَزِيلاً يا أَعِزّائِي

شُكراً لأَرْمَلَتِي وأَبْنَائِي

شُكراً لِمَن بِالصّمْتِ نَاصَرَنِي

مِنْ كُلّ أَصْحَابِي وأَعْدَائِي

يا أَوْلِيَاءَ النّفطِ مَعْذِرةً

لِبَدَاوَتِي ولِفَرْطِ غَوْغَائِي

لَولا مَحبّتُكم ونُصرَتُكُمْ

لَسَقَطتُ من أَلِفِي إِلَى يَائِي

لَولا حِمَايَتُكُم لَجَاهَدَنِي

الأَعْدَاءُ عَنْ مِيْرَاثِ آبَائِي

وتَدَخّلُوا فِي ضَخِّ أَورِدَتِي

وتَوَغّلُوا في كُلّ أَحْشَائِي

ولَزَاحَمُوا رِئَتِي عَلَى رِئَتِي

ولأَفْسَدُوا فِي كُلّ أَنْحَائِي

ولَسَجّلُوا ضِدّي مُخَالَفَةً

إِنْ رُحْتُ أَشْكُرُ (حَاتِمَ الطّائِي)

ولأَوقَدُوا بِدَمِي وَلِيْمَتَهُم

فِي الصّبحِ واحتَفَلُوا بِإِطْفَائِي

ولأَحْرَقُوا أَرشِيفَ ذَاكِرَتِي

ولَزَيّفُوا هَمزَاتِ إِيْحَائِي

ولَهَدّمُوا رَأْسِي ولَمْ يَقِفُوا

إِلا عَلَى أَطْرَافِ صَحْرَائِي

ولَمَغْنَطُوا حَرَكَاتِ أُنْمُلَتِي

وتَقَمّصُوا شَيْطَانَ إِغْوَائِي

ولَبَدّلُوا غُضْرُوفَ حُنْجُرَتِي

ولَسَفّهُوا إِعْجَابَ قُرّائِي

ولَعَطّلُوا نَامُوسَ أَنْظِمَتِي

بَعْدَ احْتِلالِ جَمِيعِ أَجْزَائي

ولَبَاشَرُوا في الحَالِ بَرْمَجَتِي

ببطاقةٍ صُنِعَتْ لإِلْغَائِي

واستَبْدَلُوا دُسْتُورَ مَمْلَكَتِي

بِنِظَامِ تَوْرِيثٍ وإِفْتَاءِ

ولَسَجّلُوا بِدَمِي مُبَايَعَةً

مَخْتُومةً بِاسْمِي وإِمْضَائِي

ولَقَامَ فِي أَقْصَايَ هَيْكَلُهُمْ

ولَعَسْكَرُوا فِي طُورِ سَيْنَائِي

لَوْلا جُهُودٌ مِنْ سَفَارَتِكُم

لَتَبَخّرَتْ أَحْلامُ أَبْنَائِي

ولَبِثْتُ فِي سِجْنِي إِلَى أَجَلٍ

وحُرِمْتُ مِنْ أَغْلَى أَحِبّائِي

لَوْلا مَسَاعٍ مِنْ جَلالَتِكُمْ

ما كُنْتُ أَمْلِكُ بَعْضَ أَشْيَائِي

ما عَادَ نِصفُ الّلاجِئِينَ إِلَى

أَوطَانِهِمْ مِنْ غَيْرِ إِرجَاءِ

أَنَا وَاحِدٌ مِنْ أَهْلِكُم سَلَفَتْ

يَدُكُمْ عَلَيْهِ بِفَيْضِ أَنْدَاءِ

فَجَمِيعُكُم أَصْحَابُ مَكْرُمةٍ

في كُلّ سَرّاءٍ وضَرّاءِ

وجَمِيعُكُم يَسْمُو بِنَخْوَتِهِ

وجَمِيعُكُم يَسْعَى لإِرْضَائِي

وبِرُغْمِ طَعْنِي في رُجُولَتِكُمْ

تَتَجَاهَلُونَ سِجِلّ أَخْطَائِي

أَدْرِي بِأَنّ وَرَاءَكُمْ دُوَلاً

حُبلَى بِأَرزَاءٍ وأَدْوَاءِ

ومَمَالِكاً تُحْصِي مَثَالِبَهَا

مَا بَيْنَ مُثْقَلَةٍ وعَرْجَاءِ

وخُيولُكُمْ هَرِمَتْ مَفَاصِلُهَا

مِنْ طُولِ ما رَكَضَتْ بِإِعْيَاءِ

لا أَنْجَزَتْ فَتْحاً، ولا حَفِظَتْ

سِلْماً، ولا فَاءَتْ بِأَفْيَاءِ

أَدْرِي بِأَنّ لَكُم مَشَاكِلَكُمْ

ولَكُمْ هُمُومٌ فَوقَ إِحْصَائِي

وبِأَنّكُم أَسْرَى لِمَا مَلَكَتْ

أَيْمَانُكُم .. أَسْرَى لأَهْوَاءِ

ولَكُمْ طُمُوحٌ يَرتَقِي أُفُقاً

ما بَيْنَ عَذراءٍ وشَقْرَاءِ

ووَسَائِلُ الإعلامِ في يِدِكُمْ

عَمْياءُ تَسْتَهْدِي بِعَمْيَاءِ

أَدَوَاتُهَا الصّفْرَاءُ مَبْدَؤُهَا

إِنْتَاجُ ثَرْثَرةٍ وضَوْضَاءِ

أَخْبَارُهَا إِخْ .. بَارُهَا قَذِرٌ ..

آرَاؤُهَا مِنْ غَيرِ آرَاءِ

أَنْبَاؤُها إِنْ.. بَاؤُهَا عَدَمٌ

خَجَلاً تَقَلّدَ نُقْطَةَ البَاءِ

إِعْ...لامُهَا لامٌ ومِنْسَأةٌ

ومُوَظّفٌ في بَيْتِ إِسْرَائِيْ..

شَاشَاتُ ترويجٍ مُخَصّصَةٌ

لِعُرُوضِ أَجْسَادٍ وأَزْيَاءِ

وتِجَارَةُ الإغْوَاءِ مُربِحَةٌ

في عَصْرِكُمْ.. والحُكْمُ لِلرّائِي

وبَرَامِجُ الأَطفَالِ يَكْتُبُهَا

مُتَخَلّفٌ يُدْعَى أَخِصّائِي

والصّحّةُ الأُخْرَى بَرَامِجُهَا

تاجٌ عَلَى رَأْسِ الأَطِبّاءِ

يا أَوْلِيَاءَ النّفْطِ حُجّتُكُم

مَعَكُمْ .. كُفِيْتُمْ يا أَخِلّائِي!

أَمّا أَنَا.. فَلَسَوفَ أُسْمِعُكُمْ

خَبَرًا يُمَثّلُ بِكْرَ أَنْبَاءِ

خَبَراً يَلِيقُ بِرَفْعِهِ سَلَفاً

وبِكَونِهِ خَبَراً لِ(لَوْلائِي)

قَسَماً بِرُوحِ قَضِيّتِي قَسَماً

بِصِفَاتِيَ العُظْمَى وأَسْمَائِي

أَنّي سَأَقْدَحُ مِنْ عَصَا وَجَعِي

بَأْسَ الجَبَابِرَةِ الأَشِدّاءِ

سَأُعَلِّمُ الأَعْدَاءُ أنّ دَمِي

مُرٌّ يَشُقّ حُلُوقَ أَعْدَائِي

أَنّي إِذَا مُزِّقتُ أَو دُفِنَتْ

بِتُرَابِ هَذِي الأَرْضِ أَعْضَائِي

سَأَثُورُ مِن تَحْتِ الثّرَى حِمَماً

وأَقُومُ مِن أَشْلاءِ أَشْلائِي

قَدَرِي .. وهَذَا المَوتُ فَاتِحَتِي

وطَرِيقَتِي الأَهْدَى لإِحْيَائِي

ودَمِي فَمِي وبُرَاقُ أَلْوِيَتِي

ومِدَادُ مُعْجِزَتي وحِنّائِي

مِنْ أَيّ وَجْهٍ تُنْكِرُونَ (أَنَا)؟

وتُكَذّبُونَ بِأَيّ آلائِي؟!

فَتَرَبّصُوا بِي فِي سَرَائِرِكُم

قُولُوا سَفِيهٌ أو سَفُسْطَائِي

وسَيَذْكُرُ التّأريخُ مُنْتَشِياً

أَنّي كَسَرْتُ حُدُودَ ظَلْمَائِي

أَنّي عَصَمْتُ عَنِ الطّعَامِ فَمِي

وحَبَسْتُ أَصْوَاتِي وأَصْدَائِي

أَنّي حَسَمْتُ قَضِيّتٍي بِيَدِي

وهَزَمْتُكُمْ بِسِلاحِ أَمْعَائِي

*****

صنعاء -30 أبريل 2012م


في الإثنين 07 مايو 2012 09:24:56 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=15444