حكومة مجور.. و المواطن المجرور ...
حميد عقبي
حميد عقبي

مأرب برس – فرنسا

تم قبل أيام إعلان حكومة يمنية برئاسة الدكتور علي مجور و الذي كان يشغل وزير الكهرباء و لعلمكم لدينا وزارة للكهرباء و لا توجد لدينا كهرباء ..فعلا تصلح ان تكون أغنية ..عندنا وزارة للكهرباء و ما عندنا كهربه و رقصني يا جدع ..فالكهرباء في اليمن مثل ما يقول الناس ( لصي ..طفي) أي الانطف اء يتكرر أحيانا خمس مرات باليوم و الليلة حتى في العاصمة صنعاء يحدث هذا على العموم موضوعنا ليس مشكلة الكهرباء فنحن ننتظر وعد السيد الرئيس علي صالح بالطاقة النووية عقبال كل السامعين من العراق الى موريتانيا .

سوف أتحدث أولا عن المواطن اليمني و يمكن أن نصفه بالمجرور كونه مجرور بألف قيد و على رأسه ألف جزمه فهو مثل أي مواطن عربي شريف حر مناضل . حلوه كلمة مناضل .. اليمني يلهث .من الصباح إلى المساء من اجل لقمه العيش و الفرق بينه و بين أي مواطن عربي أخر مجرور و على رأسه أيضا ألف جزمه على رأسه هو عود القات ....على فكره ترى في بعض المناطق اليمنية الناس لا تلبس الجزم .. تمشي عارية الإقدام . كل ما يوجد في البلد إنتاج صنع في الصين .. و أي شي تشتريه يتلف بعد أسبوع إن كنت محظوظ .. فالتاجر اليمني يطلب بضاعة صينية بمواصفات خاصة جدا و لا توجد أي رقابة على الجودة او الأسعار و يكون التاجر جيد و فيه خير ان لم يجلب بضائع تالفة و مسرطنه ..

إن المواطن اليمني يسعى أيضا للبحث عن عود قات كي يستغرق قليل في الحلم و هناك طبعا نوعيات من القات تزيد في القدرة و النشاط الجنسي .. لذلك نحن معشر أهل اليمن ما شاء الله علينا ..تشوف الواحد ضعيف و تعبان بالنهار ..بس يحصل على الغداء و عود قات ... بس بالليل قوة و متانة و ضربة بضربة بالليل بعدها الزوجة حامل ..تسعة شهور و جاك ولد او بنت .. و هكذا اقل بيت فيه خمسة إلى عشرة أطفال هذا المتوسط و الجميع يصبح مجرور إلى الفقر و الجوع و الجهل و المرض .

و القات أيضا يسد الشهية و هذه ميزه حلوه .. فيكتفي المواطن بوجبة واحدة هي الغداء و كثيرا ما يكون بطاطا أو باذنجان و لي مع الباذنجان قصة عجيبة سوف احكيها لكم في وقت أخر .

المواطن اليمني مجرور و تم جر الوطن إلى حرب في صعده شمال الوطن و كل يوم يقتل العشرات من أبناء الوطن و تهدم بيوت و تشرد عوائل و لعل أول مهام حكومة مجور هي إنقاذ الوطن من حرب أخاف أن تدمر البلد الجار و المجرور ..أنا لا اتفق أبدا مع فئة او جماعة الحوثي كونها تريد أن تعيدنا الى عهد الأمامية و الخزعبلات كلامهم فارغ و هتافاتهم كاذبة و شعاراتهم زائفة و مدفوعة القيمة من يجر الوطن إلى الدمار و يتسر بالدين و يقبض الثمن من الخارج فهو خائن و عميل .

و أيضا نلوم السلطة فالإهمال التي شهدته منطقة صعده و الكثير من مناطق اليمن فلا كهرباء و لا ماء نظيف أو حتى وسخ ..لا توجد مدارس و مستشفيات و لا طرق .. و لا وظائف إلا لأصحاب الوساطات و أبناء المسئولين أصحاب الكروش المنتفخة أما المواطن فهو مجرور عليه أن يدفع الضرائب و الإتاوات للمشايخ و العسكر ...طبعا أن لا أتحدث عن مشايخ الدين بل شيوخ القبائل ففي منطقه اسمها الجعاشن مثلا طرد الشيخ المواطنين و جرهم للعراء و التشرد و في يوم اليتيم العالمي حضر مهرجان اليتيم و لا ادري هل تبرع بمبلغ مالي آم لا ؟...تصفيقه للإنسانية.

هناك الكثير من المناطق خارج السلطة و القانون فبعد خمسة كيلوهات من صنعاء قد تصادف برجال القبائل يبحثون عن غريم و يفتشون السيارات و يقطعون الطريق إذن سيكون من اولويات حكومة مجور جر هولاء إلى سلطة الدولة و القانون .

أصحاب المؤهلات و التخصصات العلمية الكبيرة يغادرون إلى الخارج ليس حبا في الغربة و قلة القيمة و إنما بحثا عن لقمة العيش و هم مجرورون الى الغربة و الشحططه و على مجور و حكومته جر هولاء إلى الوطن لتعميره و رفع المستوى التعليمي و لكن عليه أن يكون أي ( مجور و حكومته) مجرور إلى القيم و القانون و الوطن و المساواة و العدالة و أن يجر الفاسدين إلى السجون او حتى خارج الوطن .

عاش المواطن اليمني سنوات طويلة مجرور و مقهور و جائع و متشرد في الوطن و خارج الوطن و المطلوب من حكومة مجور فك هذه القيود ..مثلا إطلاق موقع الشورى نت و هي صحيفة تعاني منذ سنوات عديدة من الحجب و المصادرة .. و تسريح السجون من المظلومين و الكف عن ملاحقه الصحفيين .

اقل صحفي في اليمن طرطور و مجرور إلى المحاكم بعشر تهم على الأقل بسبب الكتابة و هناك أساليب غير أخلاقية تتبع لكبت أي فكر حر وطني .

نحن إذن بحاجة إلى مجور يكون مجرور إلى حرية الرأي و الديمقراطية و حرية التعبير .

هذا غيض من فيض و أن استطاع مجور أن يفعل شي سوف يصبح مشكور و سينقذ عشرين مليون مواطن .

 حميد عقبي - مخرج سينمائي يمني مقيم بفرنسا

  aloqabi14000@hotmail.com


في الخميس 12 إبريل-نيسان 2007 05:42:27 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=1540