القضاء خير عون لك سيدي الرئيس
أمين عبد الرقيب العباسي
أمين عبد الرقيب العباسي

ما من شك في أن المسؤولية الملقاة على عاتق الرئيس هادي كبيرة وما من شك بان الرئيس هادي ومعه الشرفاء من أبناء هذا الوطن سيتمكنون من تجاوز العقبات التي تواجه مسيرة بناء الدولة اليمنية الحديثة وحتى تتكلل جهود الرئيس بالنجاح لابد من الاستفادة من تجارب من سبقوه من رؤساء وملوك وخلفاء وفي مقالنا هذا نورد بعض النماذج الايجابية الواردة في كتب التاريخ الإسلامي على أمل الاستفادة من تلك النماذج الايجابية في مسيرة بناء الدولة اليمنية المنشودة ومنها ما ورد في كتب التاريخ عن واقعه حصلت للخليفة عبد الملك ابن مروان والتي تحكي (أن يهوديا من أهل ألذمه وقف لعبد الملك بن مروان فقال يا أمير المؤمنين إن بعض خاصتك ظلمني فأنصفني منه وأذقني حلاوة العدل فأعرض عنه فوقف له ثانيا فلم يلتفت إليه فوقف له مرة ثالثة وقال يا أمير المؤمنين إنا نجد في التوراة المنزلة على كليم الله موسى صلوات الله وسلامه عليه إن الإمام لا يكون شريكا في ظلم أحد حتى يرفع إليه فإذا رفع إليه ذلك ولم يزله فقد شاركه في الظلم والجور فلما سمع عبد الملك كلامه فزع وبعث في الحال إلى من ظلمه فعزله وأخذ لليهودي حقه منه.)وما أشبه اليوم بالبارحة فقد تولى الرئيس هادي حكم اليمن الحبيب في مرحلة كثرت فيها المظالم وعرضت منها الكثير ومنها مظلمة منتسبي السلطة القضائية التي عرضت على الرئيس على لسان المنتديات القضائية التي تمثل منتسبي السلطة القضائية في عموم محافظات الجمهورية يوم الثلاثاء الماضي عند اجتماع الرئيس بممثلي المنتديات القضائية ورغم عرض وظالم منتسبي السلطة القضائية على الرئيس إلا انه لم يتم أزالت تلك المظالم من خلال قرارات رئيس الجمهورية التي تم إصدارها لان بقاء رئيس مجلس القضاء في منصبة بقرار من الرئيس هادي يجعل منه شريكا في الظلم الذي أصاب منتسبي السلطة القضائية خلال وجود رئيس مجلس القضاء الحالي فلو كانت قيادة مجلس القضاء عادلة ومنصفة لما حرم منتسبي السلطة القضائية من حقوقهم المشروعة أثناء شغلهم لمنصب رئيس مجلس القضاء الأعلى ولو كانت قيادة السلطة القضائية منصفة وعادلة لما ارتضت أن تكون سبب في تعطيل المؤسسة القضائية في عموم محافظات الجمهورية منذ أكثر من شهر دون أن تقدم استقالتها حرصا منها على مصالح الشعب فالقاضي العادل يستحيل أن يقبل على نفسه أن يكون سببا في تعطيل مصالح الناس كل هذه المدة فالمؤسسة القضائية العادلة هي خير عون لكم سيدي الرئيس فقد كان القضاء خير عون للخليفة الخامس عمر ابن عبد العزيز عندما تولى الخلافة دون أن يسعى إليها وبقي عليكم سيدي الرئيس بناء سلطه قضائية عادله ومستقلة تكون عونا لكم في هذه المرحلة كما فعل الخليفة عمر ابن عبد العزيز الذي ملاء الأرض عدلا أثناء حكمه حيث جسد في تعامله مع المظالم التي عرضت علية جسد أهم مبادئ القضاء الإداري في عصرنا الحاضر حيث جسد مبدأ رقابة القضاء على أعمال القادة العسكريين عندا عرضت علية مظلمة أهل سمرقند في مواجهة احد قادة الجيش واليكم القصة كما وردت في كتب التاريخ التي تحكي انه (..لما وصل خبر تولية عمر بن عبد العزيز الخلافة إلى سكان ما وراء النهر، اجتمع أهل سمرقند وقالوا لسليمان بن أبي السرّي: إن قتيبة غدر بنا، وظلمنا وأخذ بلادنا، وقد أظهر الله العدل والإنصاف، فإذن لنا فلينفذ منا وفد إلى أمير المؤمنين، يشكو ظلامتنا، فإن كان لنا حق أعطيناه، فإن بنا إلى ذلك حاجة. فإذن لهم سليمان، وعندما وصل وفد أهل سمرقند إلى الخليفة عمر ابن عبد العزيز عرضوا عليه مظلمتهم من خلال رسالة من كهنة سمرقند، فقرأها، ثم قلبها فكتب على ظهرها، من عبد الله عمر بن عبد العزيز إلى عامله بسمرقند: أن نصِّب قاضيًا ينظر فيما ذكروا، ثم ختمها، وناولني، وانطلقت يقول: فلولا أني خشيت أن يكذبني أهل سمرقند لألقيتها في الطريق، ماذا تفعل هذه الورقة وهذه الكلمات في إخراج الجيوش العرمرم الجرارة، وذلك القائد الذي دوَّخ شرق الكرة الأرضية برمتها؛ يعني قتيبة بن مسلم؟ قال: وعدت بفضل الله مسلمًا، كلما دخلت بلدًا صليت في مسجده واجتمعت بأخوتي وآنست بهم، فأكرموني وأنسواْ بي، فلما وصلت إلى سمرقند وقرأ الكهنة الرسالة أظلمت عليهم الأرض وضاقت بما رحبت وقالوا: ما تنفع هذه الرسالة وماذا تغني عنا، وذهبوا بها إلى عامل عمر على سمرقند، فنصب لهم الوالي [جميع بن حاضر الباجي] قاضيًا لهم لينظر في شكواهم، حدد القاضي لهم يومًا اجتمعوا فيه، ثم قال القاضي: ما دعواك يا سمرقندي؟ قال: اجتاحنا قتيبة، ولم يدعُنَا إلى الإسلام، ويمهلنا لينظر في أمرنا، فقال القاضي لخليفة قتيبة، وقد مات قتيبة -عليه رحمة الله- قال: أنت ما تقول؟ قال: لقد كانت أرضهم خصبة، وأرضهم واسعة، وخشي قتيبة إن هو آذنهم وأمهلهم أن يتحصنوا عليه، والحرب خدعة، قال -واسمعوا إلى ما قال-: لقد خرجنا مجاهدين في سبيل الله، وما خرجنا فاتحين للأرض أسرًا وبترًا، ثم قضى القاضي بإخراج المسلمين على أن ينذرهم قائد الجيش الإسلامي بعد ذلك وينابذهم وفقًا للمبادئ الإسلامية. ما ظن أهل سمرقند أن تلك الكلمات ستفعل فعلها، ما غربت شمس ذلك اليوم ورجل من الجيش الإسلامي في أرض سمرقند، خرج الجيش كله، وبدأ لينذرهم ويدعوهم إلى الإسلام أو الجزية أو القتال، فلما رأى أهل سمرقند ما لا مثيل له في تاريخ البشرية؛ من عدالة تنفذها الدولة على جيشها وقائدها قالوا: هذه أمة حكمها رحمة ونعمة، فدخل أغلبهم في دين الله، وفرضت الجزية على الباقين،)وهذه ليست القصة الوحيدة التي تجسد عدالة وحكمة عمر ابن عبد العزيز رضي الله عنه حيث توجد قصص عديدة تدل على دهاء حكمة ذلك الرجل العظيم مع الولاة التابعين له حيث كتب بعض عمال أمير المؤمنين عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى إليه يقول: "أما بعد فإن مدينتنا قد خربت، فإن رأى أمير المؤمنين أن يقطع لها مالاً يَرمُها به فعل" ردّ عليه عمر رحمه الله تعالى بقوله: "أما بعد: فقد فهمت كتابك، وما ذكرت أن مدينتكم قد خربت، فإذا قرأت كتابي هذا، فحصنَّها بالعدل، ونق طرقها من الظلم، فإنه مرَمَّتُها والسلام"

ومع احترامنا للرئيس هادي وتقديرنا للجهود التي يبذلها للسير بالوطن الحبيب إلى برا لأمان وجدنا من واجبنا توجيه رسالتنا إليه بدافع الحب والتقدير لشخصه الكريم وخشية منا علية أن يشارك في المظالم التي ارتكبها غيره خلال حكم الرئيس المخلوع تلك المظالم التي لا زالت مستمرة إثناء حكم الرئيس هادي المنتخب من الشعب بكامل حريته وبجميع أطيافه دون أدنى تزييف لأراده الناخبين كما كان عليه الحال خلال العهد البائد ومن تلك المظالم التي نخشى مشاركة الرئيس هادي فيها مظالم منتسبي السلطة القضائية التي رفعت إلية يوم الثلاثاء الماضي على لسان ممثلي المنتديات القضائية في عموم محافظات الجمهورية تلك المظالم التي تناولتها معظم وسائل الإعلام المحلية والتي هي في الواقع مطالب جوهرية وعادلة وتصب جميعها في مصلحة السلطة القضائية واليمن شعبا ودولة ذلك أن أساس نجاح الدولة هو القضاء المستقل والعادل وحتى تكون السلطة القضائية قادرة على توفير العدل للمتقاضيين يجب أولا توفير العدل لجميع منتسبي السلطة القضائية وجعلهم يتذوقون حلاوة العدل في جميع ممارساتهم من خلال توفير حقوقهم وتمكينهم من إنصاف أنفسهم من تعسف الجهة الإدارية التي ينتمون إليها أولا وتمكينهم من إنصاف أنفسهم من تعسف السلطة التنفيذية المستمرة في وضع العراقيل التي تحول دون نهوض السلطة القضائية بمهامها من خلال الرقابة الأمنية بصوره مباشرة من خلال الإفراد المزروعين في جسد السلطة القضائية أو غير المباشرة من خلال الإدارات المتخصصة برصد منتسبي السلطة القضائية في الأجهزة الأمنية بمختلف أنوعها بحيث تعجز السلطة القضائية عن أداء دورها الرقابي على أعمال السلطة التنفيذية بما فيها الأجهزة الأمنية بمختلف أنوعاها ومسمياتها والتي هي في الأصل خاضعة لرقابة السلطة القضائية ومنفذة لتوجيهاتها وليس العكس كما هوا حال السلطة القضائية في بلادنا لذلك نؤيد جميع مطالب المنتديات القضائية التي هي الممثل الحقيقي لمنتسبي السلطة القضائية من قضاة وإداريين ونرى في مطالبهم ما يخدم الشعب اليمني ويساهم في بناء الدولة اليمنية الحديثة التي ينشدها كل مواطن يمني تلك الدولة التي ضحى من اجلها شباب الثورة بأرواحهم الطاهرة ومن واجب الجميع السير على نهج الشهداء والمساهمة في بناء السلطة القضائية التي هي احد أركان الدولة اليمنية الحديثة فالسلطة القضائية المستقلة والعادلة خير عون للرئيس هادي في هذه المرحلة.

و نأمل من الرئيس هادي إدراك أهمية بناء سلطة قضائية مستقلة وعادله في الوقت الراهن لما لذلك من اثر في بناء الدولة اليمنية المنشودة دولة العدل والقانون ولتكن البداية بإنصاف القضاة من قيادة مجلس القضاء الأعلى الحالية التي ساهمت في حرمان القضاة من حقوقهم أثناء فترة قيادتها للمجلس ناهيكم عن تعرض القضاة للاعتداء من قبل الأجهزة الأمنية عندما أرادو إنشاء كيان قانوني يعنى بالمطالبة بحقوقهم وذلك أمام الصالة الرياضية في العاصمة صنعاء قبل عامين تقريبا ولم تحرك قيادة مجلس القضاء ساكنا في مواجهة المعتدين على القضاة وأعضاء النيابة المعتدى عليهم.سيدي الرئيس لا نريدك أن تكون شريكا في الظلم الذي أصاب منتسبي السلطة القضائية أثناء وجود القيادة الحالية لمجلس القضاء لذا من حقكم سيدي الرئيس إعادة تشكيل المجلس وفقا للمبادئ المقدمة من المنتديات القضائية التي تم الاتفاق عليها عقب لقائكم بممثلي المنتديات القضائية التي تشترط أن يكون رئيس مجلس القضاء من غير أعضاء مجلس القضاء الأعلى الحالي حتى يستطيع منتسبي السلطة منح العدالة لعموم أبناء الشعب لأنة يستحيل على فاقد العدالة منحها للآخرين لان فاقد الشيء لا يعطيه.

وفي الختام ندعو الله لكم التوفيق في مهامكم


في السبت 21 إبريل-نيسان 2012 03:26:27 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=15196