الرؤية ودورها في صناعة المستقبل
العزي سعد الحطامي
العزي سعد الحطامي

إن الرؤية الواضحة هي التي تساعد الدول أو المؤسسات في تحقيق أهدافها والإنجاز الفعال في تنفيذ متطلباتها والتاريخ أمامنا شاهد في كثير من الدول التي تبنت رؤية واضحة نجحت نجاحاً كبيراً وحققت أهدافها فمثلاً ألمانيا بعد الحرب العالمية توحدت رؤيتهم في أن تكون ألمانيا في العام 2000م الدولة الصناعية الأولى وكان لهم ما أرادوا ،وكذلك الدولة الماليزية حين أتخذت الرقم 2020 يعرف معنى هذا من قام بزيارة ماليزيا حيث يرى هذا الرقم مكتوب أمامه في المرافق العامة وعلى متن الحافلات وفي المدارس والجامعات هذا الرقم هو رؤية الماليزيين حيث رؤيتهم في العام 2020 م تكون الدولة الأولي في الإقتصاد والصناعة والتطوير حيث جاء بهذه الرؤية المفكر العالمي والإقتصادي البارع مهاتير محمد في عام 1990 بأن يكون العام 2020م عام تحقيق الرؤية وأن تصبح ماليزيا في مصاف الدول المتقدمة .

وها هم الماليزيين يحققوق الكثير من أمنياتهم لماذا ؟ لأن الرؤية أصبحت واضحة ومفهومة لدى الشعب الماليزي بأكمله بل وأصبح الكل يتواصى بها 2020 كلاً يذكر الآخر .

وبصراحة نحن اليمنيين لدينا القدرة والإمكانيات العالية كيف واليمنيون تاريخياً لهم الدور الأسبق من عهد ذو القرنين وسبأ وحمير والأوس والخزرج والأنصار أصلهم من اليمن وكان لليمنيين دوراً رائعاً على مر التاريخ من قديم الزمان .

إن اليمنيون يتمتعون بقدرة عالية في الصبر والتحمل بل والتكيف مع المواقف والأحداث واليمنيون يتميزون بلين الطباع والطاعة فقد قادتهم نساء ، فكل ما ينقصنا اليوم هو تأسيس نظام حقيقي يتعارف عليه الجميع يتوافق مع ثوابتنا وقيمنا ونسعى جميعاً إلى العزم والإصرار في بناء اليمن الجديد .

الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها) لماذا لا نستفيد من تجارب غيرنا

لماذا لا يدشن رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة رؤية نسميها علي سبيل المثال 2030 بحيث تكون الرؤية لكل اليمنيين واضحة في عام 2030م تصبح اليمن من الدول الصناعية في عام 2030م نكون قد انتهينا من القضاء على الجهل والأمية في 2030 يكون اليمن قد تخلص من الآفة المدمرة آفة القات في 2030 تم القضاء على الفقر والبطالة والتخلف في2030 يصبح دخل المواطن اليمني كدخل المواطن في الدول المتقدمة في 2030 تكون اليمن من الدول الإستثمارية الكبيرة في شتى المجالات .

ليس ذلك بالأمر الصعب وليس عسيراً بل من السهولة بمكان إذا وجدت العزائم القوية والهمم العالية وتوجه الأكاديميون والمفكرون وكل فئات الشعب في المضي قدماً نحو بناء اليمن بناء حقيقي .

إنني على ثقة تامة وعالية بأن اليمنيون قادمون على موسم تاريخي خصب ، قادمون بإذن الله علي نهضة تنموية شاملة ، لكن أقولها وبكل صراحة لن نستطيع أن نصل إلى كل ما نريد ، ما لم يكن التوجه جماعياً والقيام بمشاركة الشعب وتثقيفه بما نريد أن نصبو إليه .

لو قمنا بتغيير كل القيادات لن يتغير شيء ما لم نحصل على توجيه ثقافة مجتمعية عالية ومشاركة مجتمعية فاعلة .

أنني أهيب بمراكز التدريب والتأهيل في التنمية البشرية الإهتمام الكامل والسعي الدؤوب في تنمية مدارك الشباب وحقيقة هناك مراكز فاعلة وأصبح لها تأثير كبير في اليمن مثل مركز صناع القرار للتنمية البشرية بقيادة الشاب الرائع د .حذيفة العمقي ، وحقيقة هناك مدربين رائعين جداً ولهم تأثير كبير على الشباب كالمدرب الدولي عبد القادر دهمان والدكتورة الرائعة سها الزرقة التي أتوقع لها مستقبلاً زاهراً وحافلاً بالعطاء والإبداع والتميز . وهناك الكثير جداً من المدربين الرائعين ولهم أسهامات رائعة جداً كالدكتور عادل النمري والمدرب الدولي شايف العنسي والمفكر القدير ألأسودي مدير مركز القرن الحادي والعشرين .

آن لنا نحن اليمنيون أن نستفيد من سلبيات الماضى ، وأن نستلهم معطيات العصر وأن نقوم بتوظيف الموارد والإمكانات الهائلة في البناء والتقدم والتطوير ، الأمر ليس سهلاً أمامنا مطبات كبيرة ومن أهمها التخلف والجهل الذي يعاني منه المجتمع ، الأمر يحتاج إلى تفاعل الجميع والشعور جميعنا بروح المسئولية وحب الوطن والترفع عن الخلافات الضيقة والحزبية البغيضة والمصالح الخاصة ، لنتحرر جميعا من تبعات الهوى ، لنتفرغ جميعاً لبناء هذا المجتمع فكلاً منا له دور هام وفاعل ولا نستغني عن أي فرد في المجتمع .

2030م أنا على أمل لو كل واحد منا على مستوى الأفراد مثلاً وضعها كرؤية له لحقق شيء عظيم على مستوى نفسه وأهله ومجتمعه بل وعلى مستوى الأمة ،فكيف إذا كانت هذه الرؤية رؤية شعب وحكومات متعاقبة تسعى لتنفيذها .

كفى هدر للطاقات والقدرات كفى عبث بالمال العام كفى غرق في الشهوات والملذات الأمة بحاجة إلينا ، اليمن بحاجة إلينا ، أبناؤنا نحن مسئولون عن مستقبلهم وسنسأل جميعاً أمام الله فماذا قدمنا ؟

ALEZI2005@YAHOO.COM


في الأربعاء 11 إبريل-نيسان 2012 04:25:03 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=15031