حراس القيم : الاستبداد القادم .. كيف نجفف منابعه
رفيقة الكهالي
رفيقة الكهالي

منذ بدأت اعي هذا الوجود , واشعر بمن حولي , ادركت اننا نعيش في ظل نظام سياسي قمعي استبدادي كهنوتي , طحنا فيه كأمة وكشعب وكأفراد , حتى ادق عظامنا , استبداد استحوذ على الثروات , وعبث بالمقدرات , وافسد لنا الاخلاق والمبادئ والقيم , استبداد وطغيان نشر لنا ثقافة الاخذ والاستيلاء والمصادرة والفيد بحق وبدون حق , ولكل حقوق الانسان بلا استثناء , استبداد نشر الارهاب الفكري وكمم الافواه واستعبد العقول والأرواح والنفوس والأجساد ,, لذلك لا غرابة ان تفجرت ثورات الشعوب لتقاوم الطغيان , فكان اول هدف من اهدافها , هو اسقاط تلك الانظمة المستبدة البائدة بكافة اركانها , ورموزها , ومنظومتها القيميه , التي عملت على اذلال تلك الشعوب واستعبادها وامتهانها طويلا , فكان لها ما ارادت في بتر رؤوس الانظمة , ومهمتها الاصعب الان هي بتر الاذرع والذيول لبقية الاخطبوط الهلامي حتى لا يعود الينا استبداد اخر يتخفى تحت عباءة دين المصلحين , او مصالح المتزلفين او اراجيف المنافقين ,,,

وحقيقة , ان المتابع لمشاهد قصة التغيير في بلادنا , سيكتشف انها تتوالي علينا في سرد درامي طويل مثير , تقدم الوعود للجمهور المتشوق بان تصل به الي نهاية الفصل الاخير , النهاية الطبيعية لكل متجبر ظالم , فالظلم ما ينبغى له ان يبقى في الارض ولا ان يطول امده , لان الله العادل هو الذي يدير معركة القضاء التام لكل من سولت له ان يكون ممن ( ان الانسان ليطغى ) ,و( قال انما أوتيته على علم عندي ) ,,,,

لهذا فالرحيل الحتمي عن بلادنا لطاغية مثل صالح ما هو الا مشهد صغير من فصول القصة الازلية , وان استفرغ جهده للتحرش بحكومة الوفاق , وحاول كثيرا عرقلة وارباك سير عملها , تمهيدا لعشم ابليس في الجنة في افشالها ,

وما رقص السبعين إلا دعوة الي الرثاء عليه حد البكاء , ونحن نعذره تماما لان الابتعاد عن الاضواء تعب وتعب كبير لأمثاله , ولأجل اعادة الاضواء تصرف الاموال التي نهبت من قوت الشعب , ليسمع مجددا شعاره المفضل وترنيمته الخادعة ,, مالنا إلا علي ,,, علي الذي تشده مسحورا دماء الشهداء , وتسحبه نحو اضواء منصة المقصلة , وتناديه مفتونا دموع الايتام والأرامل , ليهرول للاعتلاء عليها , كحشرة تستهويها الكاميرات اللامعة , تلك الدماء التي ستظفر براس المستبد الاعظم لينال جزاء جرائمه ,, ولتنسف تلك الحصانة المزعومة ..

لذلك فمن اجل تمكين مملكتنا مملكة القيم الفاضلة ,,, و حرصا على نسائم الحرية , وتلهفا لقيم المساواة والديمقراطية الحقيقية ,, وخوفا من ان نستعبد ثانية , وحتى لا يصبح ضيف قادم ثقيل الدم , مدمر بنتائجه وآثاره , فان علينا جميعا التعاون من اجل القضاء عليه وتجفيف منابعه وقصقصت اجنحته وتتبع موارده , ...

 والسؤال الان الذي قد يكون صادما : هل انت مستبد ؟ وهل نحن مستبدون , او العكس ,, وفي أي درجة من درجات الاستبداد نريد ان نكون كثوار وكشعب , وهل نكون قد قضينا على استعباد الشعوب بمجرد استبدال فرد مكان فرد اخر , او نظام سياسي بآخر مثله , او طاغية حزبي جديد مكان طاغية حزبي قديم , او عصابات عائلية طازجة مكان اخرى منتهية الصلاحية ,, وقبل ان نرد بنعم او لا ,,, لنقرا ,, ثم لنصنف , لنستفيد جميعا من تلك الروح التي يبثها المقال في ارجائك وأرجاء شعبنا الحبيب ....

يا ترى ما هو الاستبداد ؟

هذا هو التعريف الغربي ,,, كلمة الاستبداد : منشقة من كلمة المستبد ( despot ) وهي مشتقة من الكلمة اليونانية "ديسبوتيس" التي تعني رب الأسرة أو سيد المنزل , ثم خرجت من هذا النطاق الأسرى إلى عالم السياسة فأصبح المعنى انفراد فرد أو مجموعة من الأفراد بالحكم أو السلطة المطلقة دون الخضوع لقانون أو قاعدة ودون النظر إلى رأي المحكومين ,,, وهذه السلطة المستبدة التي يتأثر بها الفرد أو بعض الأفراد هي تلك التي تمارس الحكم دون أن تكون هي ذاتها خاضعة للقانون الذي يمارس سلطانه فقط على الشعب ..

الكواكبي في طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد يعرفه ايضا فيقول وهو يصف احد انواعه : ( الاستبداد السياسي تصرف فرد او حزب او جماعة بمقدرات امة بمشيئتها وبلا خوف من تبعة ) ,, وهذا يقودنا الي ان حقيقية الاستبداد وسببه الكامن الخفي بأنه صناعة شعبية , لأنه لولا الرعية الضعيفة البائسة الغافلة , والأتباع المستعبدون , ما كان الحاكم بأمره , طاغية عصره ,, اليس كذلك ؟

اشكال الاستبداد ونعوت المستبدين 

الوان متعددة وأشكال كثيرة : الاستبداد السياسيي , الاستبداد الحزبي , الاستبداد الوظيفي , الاستبداد الديني , الاستبداد الاسري , الاستبداد المدرسي , الاستبداد المجتمعي , الاستبداد الاقتصادي , الاستبداد التجاري , الاستبداد الصناعي , الاستبداد الثقافي , الاستبداد الفكري , الاستبداد التكنولوجي ....

 والاستبداد الديني يعرف بأنه اخطر انواع الاستبداد , واقوى اداة للإرهاب الفكري , لأنه يقوم على الدين الذي تربط قداسته بقداسة هؤلاء الطغاة , حتى لا يخرج عليهم او يقاوم استبدادهم , لذلك فمستبدي الحكم ومستبدي الاحزاب التي تقوم على الايدلوجية الدينية وتستفيد منها , تجدهم يقربون العلماء الذين يسبحون بحمدهم ويحاربون علماء الحق , ويعظمون الأعوان ذوي العقول المغلقة , والعيون المعصوبة , ,,

اما الاستبداد الحزبي فيتحدث عنه عبدالله احمد علي العديني في مقاله مستويات الاستبداد على الفيس بوك فيقول : هناك أحزب تقوم بعمل انتخابات داخل أطرها القيادية، ترتب لمن يفوز فيها مسبقا، والغرض منها الظهور بمظهر الحزب الذي يؤمن بالتجديد والتداول السلمي للمناصب وبالتالي فمثل هذا الحزب الذي لا يحترم انتخاباته الداخلية ليس أميناً على احترام الانتخابات العامة ..

نعوت مستبدة

متجبر , طاغوت , ظالم , دكتاتور , صلف , متكبر , طاغية , مستعلي , متسلط , هذه بعض مترادفات الاستبداد , وجلها كما ترى عزيزي القارئ , صفات اذا فتشنا عنها داخل الذات , في البيت , في المسجد , في الساحة , في العمل , في الحزب , في المؤسسة , في الدولة , في الامة , في العالم ,, سنجدها في كل مكان , تحكمنا بوعي وبدون وعي , شئنا ام ابينا ....

هؤلاء هم الطغاة : 

فرعون , الحجاج , هتلر , لينيين , بن علي , مبارك , القذافي , صالح , الاسد , ملك السعودية , وغيرهم , كلهم مجموعة مستبدين بكسر الباء , تجمعهم صفات شتى منها , يرفعون شعار العنف والإرهاب وفرد العضلات واستعراض قوتها , يسعون دائما الي التجهيل بكل طرقه في البيت في المدرسة في المسجد في الجامعة في وسائل الاعلام , يكرهون العلم إلا ان ينسبوه الي ذواتهم ( ما علمت لكم من اله غيري ) , يحاربون الوعي , لا يقبلون بالنصيحة ويكرهون الناصحين , غارقون في الاوهام , بعيدون عن الحقائق , يتكلمون اكثر مما يستمعون , لا يسمعون الا انفسهم , ولا يرون إلا ما يرون , دائما على صواب , يعشقون الاضواء والنياشين والألقاب والتعلق بصورهم حد الهوس , ينتشون بأنغام التمجيد ,, يأكلون حقوق الاخرين ويعيشون في النعيم , يعتقدون انهم مميزون صب فيهم العلم والفهم والإبداع , يعتقدون انهم مستودع سر الحفظ الالهي , بهم يحمى الكون , ومن اجلهم لابد ان تركع لهم الامم لتستمر بالبقاء , فهم الاعمدة التي تحفظ السماء من الالتحام بالأرض , يعيش الناس في وجودهم في خوف من التعبير , وفي غيابهم في رعب خوفا من تقارير الموساد , يكرهون لغة الارقام ويمقتون الحساب والمساءلة , يحتكرون المعلومة , ويبطرون الحق , قتلة مجرمون قمعيون وعدوانيون وشرسون وعلى استعداد للبطش بمن يقترب من الهيلمان او ينافس على التولجان , مراوغون ومتلونون , جشع الدنيا يطاردهم لا يشبعون , ومهمتهم جعل الاخرون لا يشبعون ايضا حتى تسهل السيطرة ويدوم الاستعباد , يأخذون كل شي ويمنون اذا سمحوا بالفتات ( قال اولم نربك فينا وليدا ) , الشعب عندهم يعمل بالسخرة لتنجز اعمالهم , ويرتفع بنيان اسوارهم , .. 

وهؤلاء هم العبيد

وصفات المستبدين بفتح الباء تتلخص في الضعف , الخوف, الجبن , الذل , الكذب , النفاق , التماهي في شخصية المستبد , الخسة والدناءة والرخص , التستر على الاخطاء والعيوب والجرائم والتبرير لها , الطمع والشره , الانانية والمصلحية والأثرة , او اعطاء العقل اجازات مفتوحة , والاستسلام للواقع , والاستكانة الي الظالم , والصبر على الباطل , السكوت عن الحق, فهو اقرب الي العبد المستمتع باستعباده , المستلذ باستذلاله ,,

تأملهم معي جيدا بنور عقلك وبصيرة جنانك , تسمعهم يراجعون مواقفهم ويرددون ( وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصحاب السعير ) , انظر اليهم وحس بهم وهم يتخاصمون وانى ينفع التصريح يومئذ ( وقالوا ربنا انا اطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا , ربنا اتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا ) هؤلاء هم المستعبدون يلعنون ولاتهم وسائسيهم لأنهم اضلوهم عن السبيل , وركز على صورة ومشهد هؤلاء الاذلاء حتى في مستقرهم جميعا هناك يتحاورون ( وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم تبعا فهل انتم مغنون عنا نصيبا من النار . قال الذين استكبروا انا كل فيها ان الله قد حكم بين العباد ) , الكل يفكر يوم لا ينفع التفكير, ولا يصلح التدبير شيئا حينها , والكل يبحث عن العدل والحق , والكل له مكانه الذي ارتضاه لنفسه , فالعبيد فقط عليهم الوزر الاكبر وضريبة الاستسلام للذل والهوان في الدنيا والآخرة ,,,

 ولا ترجع النفس عن غيها .... ما لم يكن منها لها زاجر

نموذج من استبداد الثوار ...

 حرصا منا على مبادئ الثورة , وحتى لا نتحول كثوار الي مستبدين , نمارس الاستبداد على بعضنا البعض , فانه لابد من اعادة النظر في المكونات الثورية المتواجدة حاليا في الميدان وإعادة تشكيلها وفق برامج تتناسب مع الفترة الانتقالية التي تؤسس للدولة المدنية بقيم العدالة والمساواة والتنمية ..

على اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية ,التي لا ندري ماذا تنظم , وما شرعيتها , وما هو عملها , غير تسمية الجمع تلك التسميات التي اصبحت مكررة وممجوجة ومملة , وحصرها لخطباء الستين بفلان وعلان المرضي عنهم فقط , وتهميش بقية الشباب وبقية المكونات الشبابية يجعلنا نقول لها ولمن يديرها ( قف يكفي ) , انت تمارس الاستبداد , باسم الثوار وعليهم ,,

هذه اللجنة ان الاوان لتعرف حجمها الحقيقي , وان الاوان لإيقاف كل الممارسات القمعية والغير اخلاقية التي تقوم بها والتي اكثرت الضحايا والمضطهدين , من محاولة السيطرة والهيمنة وتفريق الشباب , وتنصيب نفسها وصية على باقي الساحات من خلال بياناتها التي ترغي وتزبد وتعمل زحمة والسوق فاضي ..

اللجنة المركزية المذكورة كانت اخر بدعها وتصنيفاتها , ما اعلنته من تخصيص يوم 18 / مارس يوما وطنيا للثورة الشبابية الشعبية ,, ورغم تضامنا مع مجزرة الكرامة وشهداءها وشهداء كل الوطن , الذين نترحم عليهم وندعو بالشفاء لكل الجرحى ,, إلا ان هذه اللجنة تعمل بنفس مناطقي اقصائي استعلائي , وعلى حساب باقي شهداء وجرحى الثورة في كل المحافظات التي حاولت تهميشها ,

حقيقة إذا كان الامر وما فيه , هو مجرد اعلانات وطشاش من احدى مكونات الثورة , فأننا ندعو جميع مكونات الثورة في كل ربوع الوطن الي الاعلان عن ايام وطنية و تخليد مجازر اخرى لا تقل بشاعة , كمجزرة كنتاكي والزبيري , و مجزرة القاع , ومجزرة دار سلم ,,

وتعز شرارة الثورة بدورها تعلن 18/2 يوم سقوط اول شهيد وإصابة 87 يوما وطنيا , وتعلن يوم 29 / 5 يوم اقتحام وإحراق ساحتها ساحة الحرية يوم وطنيا , كما تعلن يوم 11 / 11 حين قصفت الساحة بالمدفعية وسقطت النساء المصليات شهيدات يوما وطنيا , وتعلن ايام شهر 6 , 7, 8, 9, 10, 11, ايام وطنية كذلك بسبب القصف الوحشي والبربري العشوائي المستمر الذي طال معظم احياء المحافظة واسقط العديد من الضحايا وسط المدنيين والثوار العزل ,

وعدن كذلك ندعوها الي اعلان يوم احراق ساحتها ساحة الحرية يوما وطنيا , وكذلك ساحة الحرية في تريم حضرموت , اب , وأبين , وأرحب , والحديدة , وغيرها من محافظات الثورة بكل ساحاتها , لابد ان تسمي اعياد وطنية بعدد مآسيها الكثيرة وبطول سنة كاملة من القتل والسحل والقصف والدمار , 

يا هؤلاء اتعبتمونا بهذه العقلية ( ما لكم كيف تحكمون ) , ومتى ستفهمون وتعقلون انه لا مفر اشراك كل المكونات الثورية حزبية ومستقلة , وفي كل الساحات في ادارة العملية السياسية , وإلا فتحملوا مسؤولية تفرق الشباب بين اصحاب المشاريع شمالا وجنوبا ,,,

نبراس وضياء 

هم المصلحون والمفكرون والأحرار , الذين نعول عليهم ان يكونوا رجال المرحلة ,, شعاراتهم فيها ,,لا للاستعلاء , لا لتكميم الافواه , لا للاستعباد , تعرفنا عليهم من صفات جلية فيهم ذكرها الله عز وجل حين قال (فَمَنْ يكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سميع عليم ) , و (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ) , و( وجاء رجل من اقصا المدينة يسعى ) , و(وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ ) , و( يا َيحْيَى خُذْ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ) , و( وإذا بطشتم بطشتم جبارين ) , و( إنا لا نضيع أجر المصلحين) و( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط) و( وتلك نعمة تنمها علي ان عبدت بني اسرائيل ), و( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا) , و ( يا ايها الملا افتوني في امري , ما كنت قاطعة امرا حتى تشهدون ) و( قالت رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين ) و( ان الاسلام سوى بينكما فلا فرق بين الملك والسوقة ) و( نحن احق بالعدل من كسرى انو شروان) ,, نسال الله ان نكون مع و من كل تلك النماذج الثائرة المشرقة , التي قاومت الاستبداد وجففت كل منبع اليه ولم تسمح بأي استنساخ لأي متجبر متفرعن ,, وعملت على نشر العدل والشورى والحرية والكرامة الانسانية , هؤلاء المجددون الذين شاركوا بجدية في وضع بصماتهم في كتابة سيناريو تلك القصة الجميلة للتغيير نحو الافضل لما فيه خير شعوبهم ونماءها وتطورها ... 

ورقة عمل مقدمة من مساواة وبرنامج اولي للقضاء على الاستبداد وتجفيف منابعه

ندعو الجميع الي التفكير الجاد في ارساء دعائم مبدأ الديمقراطية الحقيقية لكل مؤسسات الدولة ابتداء برئاسة الدولة , ومرورا بمجالس النواب , والشورى , والمجالس المحلية , وانتهاء بكل الهيئات المدنية من احزاب , ومنظمات , وجمعيات , ومنظمات , ونقابات , ومكونات ثورية ,,

عمل الدراسات العلمية التي تحدد احتياجات ارساء مبدأ الشرعية الذي يستند على ان الشعب مصدر السلطات , واقتراح لصياغة آليات تفعيل مبدأ مشاركة الشعب في تقرير مصيره , وفي رسم سياسات السلطة والحكومة , وفي سن القوانين , ومراقبة تطبيقها ..

المساهمة في ايجاد مواد تشريعية جديدة تدرج في الدستور القادم وتنص على ايجاد نظام سياسي تعددي جديد يرسي لنظام يختاره الشعب بإرادته الكاملة , يرسخ و يفعل مبدأ المساءلة والمحاسبة داخل مؤسسات الدولة المركزية والمحلية , العامة والمختلطة , وفي داخل الهيئات المدنية والقطاع خاص , مع ايجاد الية الزامية تتابع ادراج الجهات التي ذكرناها لهذه المبادئ في انظمتها الاساسية ولوائحها الداخلية , وتطبيقها على ارض الواقع الملموس ..

تتبع مظاهر الاستبداد والقصور في الدستور والقوانين الحالية , والأنظمة السياسية واللوائح الداخلية للأحزاب والهيئات المدنية الاخرى , واقتراح مشاريع قوانين لمبادئ وقيم الدولة المدنية الحديثة التي تطلق الحريات العامة وتصنع التغيير الحقيقي ... 

العمل على توسيع قاعدة التوعية الجماهيرية , بقيم حقوق الانسان وترسيخها وتأصيلها , حسب ديننا الحنيف الذي يقوم على قاعدة ( ان الحكم الا لله ) , مع الاستفادة من تجارب البشر والقوانين والمواثيق الدولية , وإدراجها عبر مناهج التعليم لكافة المستويات الدراسية من الروضة حتى التعليم العالي , وإنزال برامج تنشر المفاهيم الحقوقية الي المساجد وبقية الهيئات في المجتمع ,, مع الاهتمام بوسائل الاعلام والتركيز على الاعلام المرئي والمسموع الذي يقع عليه البدء بمشروع التوعية الشاملة , وهذه دعوة لكافة المربيين والدعاة والإعلاميين والحقوقيين والأكاديميين للبدء بالتفاعل مع هذا العمل العظيم .. .

اعمالا لقاعدة ( وآمرهم شورى بينهم ) يجب على الشعب بكافة فئاته من مؤسسات رسمية وأحزاب و منظمات وقبائل وتجار وشخصيات اجتماعية ومواطنين عاديين , الاهتمام بمؤسسات الحل والعقد ( مجلس النواب ومجلس الشورى , والمؤسسة التنفيذية , والمؤسسة القضائية ) بما يحقق الفصل بين سلطاتها , والقضاء على الطغيان السياسي والحكم الاستبدادي او يؤدي الي التسلط الفردي او الحزبي الذي يعزز الدكتاتورية ويجعل المؤسسات فارغة من مضامينها ويحول القوانين الي حبر على ورق ,,

وأخيرا هذه دعوة لتجديد ومواصلة الخطاب الثوري , وبث الحياة والحيوية فيه , وعلى كل محافظة قيادة النشاط الثوري والسياسي بعيدا عن التسلط المركزي , وذلك بان تعلن اسماء جمعها حسب خصوصيتها , وتسليط الاضواء والإعلام على همومها وشبابها الثوار الصامدون الابطال , الذين لابد عليهم من الضغط لتمكينهم وانتزاع حقهم في التمكين والمشاركة في صنع القرار السياسي وصياغة مستقبلهم , والخروج من اطار الادوات بالفعل الثوري الذي وضعت الاحزاب الشباب فيه , الي اطار صياغة الفعل السياسي والتأثير فيه بقوة , والعمل على ايجاد قوى سياسية بديلة , وقيادات لها حس وطني عال , وإنشاء لوبي شبابي يجمع التكوينات الثورية الفاعلة , تكون له رؤية واضحة في الاهتمام بقضايا الشباب والدفاع عن الذين تعرضوا للاضطهاد وهضمت حقوقهم ,,,

اضاءة خاتمة :

اهديكم دعاء الرسول صلي الله عليه وسلم بالطائف , عندما تكالبت عليه الدنيا وضاقت عليه الارض بما رحبت , وتقاطر الاعداء من كل حدب وصوب , وتداعى وتكاتف الطغاة , كما هو حال بلدنا الحبيب الثائر وحال اخواننا الاماجد في سوريا الصامدة ,,,, فرفع يديه عاليا لمن بيده قدرة الخسف بالطغاة وأزلامهم ,, , فجاءه الفرج والعز والنصر والتمكين ,,,

فلنرفعها مؤقنين بالإجابة يا احباب , ( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلةَ حيلتي ،وهواني على الناس يا أرحم الراحمين . أنت رب المستضعفين ,, وأنت ربي .. إلى من تكلني ؟ ,, إلى بعيد يتجهمني .. أم إلى عدوٍ ملكته أمري ؟؟ إن لم يكن بك عليّ غضبٌ فلا أبالي .. غير أن عافيتك هي أوسعُ لي ... أعوذ بنور وجهك الذي أشرقتْ له الظلمات ، وصلحَ عليه أمر الدنيا والآخرة ,, أن يحلّ عليّ غضبك ، أو أن ينزلّ بي سخطك .. لك العتبى حتى ترضى ..ولا حول ولا قوة إلا بك) .... وللقصة بقية سأحكيها لكم فانتظروني لنبني معا منابع العدل والحرية والديمقراطية والكرامة ...

ملاحظة : مقال نشر بعنوان ( متى تنتهي الاغراض السياسية يا اصلاح ) مقال مدسوس ونسب الي زورا وبهتانا , وهو احد ممارسات النظام التي لن توقفنا عن قول الحق والتفكير في كيفية المساهمة في بناء الدولة المدنية الحديثة .. تحياتي القلبية لكم جميعا ...


في السبت 31 مارس - آذار 2012 05:42:00 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=14867