مجلس النواب شرعي والا عُرفي
فيصل علي
فيصل علي

اربع سنين واربع يا حبيبي وهذه التاسعة .. هذا عمر مجلس النواب اطال الله في عمره وباقي له سنتين ليكمل اطول مرحلة عمرية لمجلس العجائز العاجز عن وضع حدا لغياب اعضائه الغير منتظمين في حضور الجلسات ولا قراءة محاضر النقاش المدرجة في جداول اعماله .. اتى هذا المجلس باغلبية غبية نتيجة لحكم ديكتاتوري اسقطه شعبنا العظيم، لكن هياكل هذا النظام باقية ومنها مجلس النواب الذي فضح اليمن واليمنيين في معظم جلساته القبلية التي لم تكن سوى مزيدا من الصياح والصياح المضاد وبالنهاية تصويت بالاغلبية المنبطحة على ميزانيات لم تستخدم في التنمية.

لم يبق لهذا المجلس سوى ان يستحي اعضائه وان يتواروا عن انظارنا ،فلم يعد هناك داع لبقائهم في مجلس غير شرعي واخر مهمة له كانت فقط في اختيار الرئيس هادي مرشحا توافقيا وقد تمت هذه العملية بنجاح ، واليوم هذا المجلس فائضا عن حاجتنا في ظل وجود مبادرة واضحة المعالم ورئيس منتخب لديه اغلبية مطلقة وحكومة وفاق وطني لا علاقة لها بمحاصصة مجلس النواب الساقط بانتهاء فترته القانونية وصار جزءا من الماضي التعيس.

لقد هرمنا ونحن نستمع الى بعض الاعضاء المشحونيين بالغباء السياسي والحقد على الثورة والشعب الذي ازاح النظام برمته بما فيه هذا المجلس، وبين اعضائه من قاتلوا مع صالح حتى اخر رمق، وهم اليوم يتربعون في هذا المجلس ومازالت صورهم تطل علينا عبر وسائل الاعلام، لقد سئمناهم وسئمنا الاستماع الى اصوات الماضي وشجون الحالمين بالعودة الى الحكم بقوة التخلف التي يمتلكونها .

مجلس النواب لم يكن سوى اداة طيعة في يد النظام البائد يضرب بها على رقاب الشعب باتفاقيات مشبوهة وميزيانيات وجرع واستعراض لفريق الفاسدين وقوتهم المستمدة من الفساد . ليس لهذا المجلس حسنة تذكر، فلم يفصل حتى في اتفه القضايا كاستخدام اليود في ملح الطعام ومنع زواج الصغيرات .. ولذا نقول ان مجلس النواب ساقط بسقوط من اوجده من الحكم، وبانتهاء فترته وبانتهاء الحاجة اليه .. وبقائه على هذا الشكل المزري باغلبية متخلفة فيها الكثير ممن يحملون درجة مثقف يقرا ويكتب "ويلحن مالنا الا علي".

تكثر اصوات النشاز في المجلس النيابي فمن يريد من ابناء شعبنا العظيم اليوم ان يستمع للراعي او البركاني او سواهما من فرقة حسب الله مفصلي القوانيين بحسب الطلب. ليس اليوم امام الرئيس هادي الا ان يتخذ قراره الحكيم في حل البرلمان الغير شرعي والذي لم يعد له قيمة تذكر وليس الا اداة بايدي قوى الفساد التي تريد ان تعيد الكره الى المربع الاول قبل الثورة.

ليس مجلس النواب الساقط الوحيد ايضا لدينا المجالس المحلية التي ليست سوى محاولة لتجميع عقال الحارات واشاركهم في حكم البلاد ، كانت طريقتها في الحكم اعادة لتجربة المجتمع الزراعي في حصر غلول الارض وتضمين المحصول قبل قطافه ، الياتها كانت قديمة مستمدة من تاريخ الامامة لا اكثر ولا اقل، وهي مجالس اقرب الى العشائرية والقبيلية والمشيخية وكل هذه المخلفات قامت عليها ثورتنا واسقطت كل الرهانات والعقبات التي وضعها النظام كوضع العربة امام الحصان كي لا يتحرك ، وبالفعل لم يتم خلال الفترة الماضية اي شيء يذكر ولم يستفد شعبنا من هذه المجالس سيئة الذكر كسوء من خطط لها للابقاء على نظامه لاطول فترة ممكنة.

وهذه المجالس هي من ساعدته في مد جذور التخلف.. من اراد ان يفهم شيء عنها فلينظر الى عضو المجلس المحلي لمديريته ولاعضاء مجلس المحافظة التي ينتمي اليها ويطل على مؤهلاتهم ليجد النطيحة والمتردية ، انا لا اعرف لماذا اتوا بهم مع سبق الاصرار على ان ياتي المتخلفين لقيادة المجتمع المحلي .

ان قراءة سريعة في خريطة تعيين المحافظين يجد ان تعيينهم كان للتمهيد للتوريث وتوطيد حكم العائلة ولذا تم اختيارهم بناء على مواصفات مذهلة افضلهم طريقة من يوزع ابتسامات للمواطنيين او (مطنشهم) وعامل نفسه مشغول والبقية تسلط محلي باسم السلطة المركزية ونهب اراضي وتبليط البحر امام صاحب الفخامة ورش الازفلت على التراب في اعياد الوحدة ، لقد سئمنا وجودهم ايضا وتغييرهم بناء على الكفأة التي ستساعد في تطبيق القانون ومساعدة الحكومة المركزية في الخروج بالبلد من مرحلة الموت السريري. ان وجود محافظين امثال احمد علي محسن في المحويت وحمود الصوفي في تعز لهو العار على الثورة التي اسقطت ابا لهب ونسيت ام جميل تسرح وتمرح في المحافظات اليمنية وتحكم باسم ابي لهب تحت اسم هادي الرئيس.

لا نريد ان نظل مخدوعين اكثر يا حكومة الوفاق ويا رئيس البلاد.. هل يصح لنا ان نناشدكم باسم الثورة وباسم اليمن الثائر خلصونا من الافات الثلاث اعلاه ، ليتم الحوار الوطني وقد مهدت الطريق لانجاحه بازاحة وتغيير وجوه الماضي المتعددة والتي لن تكون الا احجارا وعقبات في طريق الحوار واتمام بقية اهداف الثورة العظيمة.


في الإثنين 26 مارس - آذار 2012 04:46:08 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=14772