رسالة ثائر إلى عبد ربه منصور هادي
محمد عزالدين الحميري
محمد عزالدين الحميري

أرجـو أن يتسع صدرك لكلامي كما اتسعت صدورنا للقبول بك رئيساً علينا ، أعننا الله عليك وأعانك علينا .

 لاشك انك على علم يقين أنه لولا ثورتنا المباركة لما وصلت إلى مالم تكن لتحلم به مجرد حلم ، فالفضل بعد الله يعود لشباب الثورة ولدماء الشهداء الذين سفكهم نظام الرئيس المخلوع الذي عملت نائباً له .

أسمح لي أولاً بأن أناديك باسمك المجرد من الألقاب لا لشيء ولكن لأننا لانريد أن نصنع طاغية أخـر من خلال ألقاب الفخامة والسيادة والسعادة والمعالي . فلنا تجربة مريرة لانريد تكرارها ، والمؤمن لايلدغ من جحر مرتين .

الأخ عبد ربه منصور :

أنت أكثر شخص في اليمن يدرك عمق الفجوة بين النظام والشعب ، وأنت أكثر شخصٍ في اليمن يعلم كيف حكم علي صالح الشعب وما هي الوسائل القذرة التي نفـذ فيها قاعـدة (فرق تسد ) والتي مكنته من البقاء 33 سنة في سدة الحكم ، وأنت أكثر شخص يعرف الخيوط التي يلعب عليها علي صالح طوال حكمه .

وأنت أكثر شخص يعلم أين ذهبت مقدرات البلد وكيف نهبتها الأسرة الحاكمة ومن معهم ، وأنت أكثر شخص يعلم الوضع المعيشي المتدني للمواطن الذي يكدح ليل نهار حتى يسدد فاتورة الكهرباء المنقطعة أساساً ، وفاتورة الماء الغير متوفر ولو توفر فغير صالح للشرب . وفاتورة تحسين مدينة !! تلك المدينة التي لم تتحسن حتى اللحظة برغم دفع ضرائب تحسين مدينة . وأنت أكثر واحد يعلم بعـدد وأحجام الثعابين التي رباها علي صالح والتي تبث سمومها في شمال اليمن وجنوبه وشرقه وغربه ، وأنت أكثر واحد يعلم من أين علي صالح يأكل الكتف .

 وهذا كله يكفيك لأن تسعى مباشرة في حل القضايا الوطنية دون تأخر حيث أنك لن تتعب بالبحث والتحري أكثر فكل المعلومات لديك .

 واسمح لي أن أصارحك أكثر وليتسع صدرك لكلماتي .

 أنت تعلم أنك أمام شعب اختارك لاحباً فيك بقدر ماهو حب لإخراج الوطن من المأزق . فأنت تعلم انك غير محبوب لأنك لم تقدم لنا شي حتى نحبك ! فإن أردت أن تملك قلوبنا وتملأها بحبك فإملاء وطننا عدلاً وإنجازاً لا صوراً وشعارات سئمنا منها .

لقد ارتقيت إلى عرش الرئاسة في فترة واليمن بأمس الحاجة لرجل مرحلة ،لرجل موقف، لرجل مبدأ لرجل شجاع، فكن أنت ذاك الرجل لأنك لاسواك الرئيس المنتخب .

الأخ عبد ربه منصور هادي:

 تعلم جيدا أننا كشعب سئمنا من حكم علي صالح ومن عبد ربه منصور ومن مجـور ومن الراعي والبركاني والصوفي والإرياني سئمنا حتى من رجل المرور الذي يبتزنا صباح مساء – هات حق بن هادي - لأن لاقانون يحمينا كمواطنين . فهل لديك القدرة على أن تجعل فترة حكمك فترة ذهبية لاينساها لك اليمنيون . يضلون مدينين لك بالشكر والعرفان تماما كالشهيد إبراهيم الحمدي الذي قدم الكثير في فترة موجزة .

الأخ عبد ربه منصور هادي :

اسمح لي أن ابدي استغرابي كغيري من اليمنيين الذين لديهم تخوف من أنك لاتعدو سوى وجه آخر لعلي عبدالله صالح ، وما أوشك أن يؤكد ذلك هو انتشار صورك كالنار في الهشيم وتحتها شعارات علي عبدالله صالح الكذابة ( نعم للأمن والاستقرار ) التي لم نر منها على الواقع سوى النهب والسلب ونهب الأراضي والممتلكات وانتشار الفساد والرشوة وغلاء الأسعار والمتاجرة بقضايا الوطن ، فهل نحن أمام علي عبدالله صالح جديد في صورة عبد ربه منصور هادي ؟ وهذا مالا نتمناه .

فأنت أمام شعب يريد رئيس من أجل اليمن لا يمن من أجل الرئيس . يريد رئيس صاحب قرار وصاحب إرادة وصاحب موقف لا رئيس يدار بواسطة الريموت كنترول من البيت الأحمر أو من منطقة سنحان أو من دول الجوار . أنت أمام شعب يريد رئيس يفتخر بمنجزاته الوطنية الحقيقية ، أنت أمام شعب يريد رئيس أمين على خيرات ومقدرات البلد أنت أمام شعب يريد من يقدر مواهب أبنائه وينميها من خلال التعليم المتطور، أنت أمام شعب يريد أن ينعم بالصحة ويريد أن يرى مستشفيات الحكومة تليق بخيرات البلد . أنت أمام شعب عانى من الفقر والتخلف والجهل والأنظمة الاستبدادية طوال العقود الماضية ، أنت أمام شعب يريد مهاتير محمد اليمن وأردغان اليمن ، فكن أنت من يبدأ هذا المشوار الطويل لا بوضع حجر الأساس التي لم نعد نطيق رؤيتها ، ولكن بالعمل والسعي الحثيث للتغيير نحو الأفضل .

الأخ عبد ربه منصور هادي : إن حضورك المؤسف في حفل التنصيب الذي حضره الرئيس المخلوع كان نقطة اختبار لشخصيتك وكنا نراهن على أنك لن تقبل بمثل هذه المهزلة التي أرد من خلالها المخلوع أن يظهر على أنه رجل ديمقراطي وأنه سلم السلطة طواعية ، لكن انهياره النفسي أثناء إلقاء خطابه أظهر الحقيقة لمن هي غائبة عليه .

لكن من رأيي كمواطن قلنا سنغض الطرف مادام وأنها بالنسبة لك مجرد شيئ روتيني لاتقدم ولا تؤخر كما يقول الكثير .

أما وقد أصبحت رئيساً رسمياً وانتهت فترة علي صالح رسمياً فلا يحق لك كرئيس رشحناك ومنحناك أصواتنا أن تجرح مشاعرنا ومشاعر أبناء الشهداء والجرحى والأرامل بخنجر مجاملة علي صالح وعائلته الغير مرحب فيها الأخ عبد ربه منصور هادي : أنت لديك فترة موجزة ستحكم فيها اليمن .لكن العظماء يصنعون في هذه السنتين المعجزات ويطرزون التاريخ بدرر منجزاتهم الناصعة ، فالشهيد ابراهيم الحمدي قدم الكثير للوطن في سنتين والى الآن الجميع يذكروه من خلال انجازاته الوطنية ،

 فكن أنت رجل المرحلة وبرهن لنا ذلك من خلال الانجازات الواقعية . لا من خلال الشعارات والصور التي انتشرت مثل صور الرئيس المخلوع ! فالصور لن تبني وطناُ ولن تطعم جائعاً ، سئمنا من تمجيد وتقديس الأشخاص .

الأخ عبد ربه منصور هادي :

في هذه السنتين بإمكانك أن تبداء بحوار وطني صادق وجاد مع كل أطياف الشعب . وفي السنتين هذه بإمكانك إيجاد حل مرضي للقضية الجنوبية التي أرقت الجميع . وفي هذه السنتين بإمكانك توفير الكهرباء بكل يسر خصوصاً بعد أن استعدت قطر والسعودية بتشغيل محطة المخاء بديل عن محطة مأرب لتغطي كافة اليمن . في هذه السنتين بإمكانك أن تضع حداً للأسعار وتمزق جدول الجرع الاقتصادية إلى الأبد . وفي السنتين بإمكانك أن تفرض الأمن والاستقرار من خلال تسريع عملية دمج الجيش . وفي السنتين بإمكانك أن تُشعِر المواطن بالأمن على ماله وعمله من خلال منع الرشوة ومحاسبة المرتشين والفاسدين أياً كانت رتبتهم . وفي السنتين بإمكانك أن تقدم الكثير والكثير للوطن .

الأخ عبد ربه منصور هادي :

أنت من أبناء الجنوب وهذه من مميزات الثورة أن ينتقل الحكم في اليمن للمناطق الجنوبية ، والقضية الجنوبية كالمرجل تغلي يوم بعد آخر .وتجار الأزمات يسترزقون بالقضية على حساب مواطني المناطق الجنوبية وكل يوم نرى مؤتمرات ونرى أيادٍ خارجية تمتد للجنوب فإيران على الخط والمتربصين متواجدين وقاعدة علي صالح موجودة فعدن مشتعلة وأبين مشتعلة والمكلا مشتعلة والناس تنتظر إعادة الحقوق وحماية المواطنين ومحاسبة كل ناهبي أراضي الجنوب أياً كانوا فيجب عدم المماطلة أكثر حتى لايقع الفأس بالرأس .

الأخ عبد ربه منصور هادي :

تذكر انك بدون أي برنامج انتخابي ومع هذا منحك الشعب صوته لاحباً فيك كما أسلفت ولكن حباً في إنهاء عهد علي صالح - سيئ السمعة - فنريد أن نرى برنامجاً إنتخابياً على الواقع ولو لم يكن لديك برنامج متداول . فالبرامج الانتخابية لو كانت كبرنامج علي صالح لعام 2006 بلها واشرب ماها . فنحن شعب شب عن الطوق ولم تعد تنطلي علينا الابتسامات الكاذبة والبروشورات والشعارت نحن شعب نريد انجازات ملموسة لا شماعات مشروخة كشماعات علي صالح كلما سأله صحفي ماذا قدمت للوطن قال : قدمت له الوحدة والديمقراطية . قتلنا أكلنا واكل خيرات بلادنا باسم الوحدة والديمقراطية . وفي النهاية لا وحدة مثل الناس ولا ديمقراطية حقيقية .

الأخ عبد ربه منصور هادي :

الكل يتكلم عن معانات البلد ، الكل يشخص مشكلات البلد، الكل يدرك حجم المأساة التي تمر بها البلد ، كل هذا نعرفه ولا نريد أن نتألم أكثر . نحن ألان نريد أن نرى الحلول الواقعية لكل مشكلات اليمن نريد أن نشاهد البلسم الذي يداوي جراح الوطن .

وفي النهاية : ياسيدي إن كنت قد قررت أن تكون رجل المرحلة وأن تقود السفينة إلى شاطئ الأمان لا كما قادها علي صالح إلى مثلث برمودا !! فنحن جميعاً على استعداد تام لأن نضع أيدينا في يدك وأن نساهم بكل ما يُعينك لإنجاز مهمتك وسنعينك جميعاً على وضع تلك اللبنة الأولى التي ستغير بوصلة اليمن إلى الاتجاه الصحيح نحو الدولة المدنية .

*إعلامي وناشط سياسي


في الثلاثاء 28 فبراير-شباط 2012 05:16:45 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=14157