القيادي القاعدي القصع: ما المانع من قتال الأخوان المسلمين إذا دخلوا في الحلف الأميركي
مأرب برس
مأرب برس
 
 

تفصل بين المقابلة والأولى التي أجريتها مع القيادي في تنظيم القاعدة، فهد القصع، وبين هذه المقابلة كمية كبيرة من المستجدات المهمة، منها ما يتعلق بوضع تنظيم القاعدة الخاص في اليمن، ومنها ما يتعلق بالوضع في اليمن بشكل عام.

كيف ينظر تنظيم القاعدة إلى إعادة ترتيب الوضع في اليمن بناء على مخاوف الخارج، وما هي خياراته في المستقبل، كل ذلك استدعى أن ألتقي بالقصع، الذي يعتبر المطلوب الثالث في قائمة الولايات المتحدة الأميركية للإرهاب.

وتطرق القصع إلى قضايا عدة، منها الانتخابات الرئاسية، وما آلت إليه الثورة اليمنية، وكذا تطورات الأوضاع في رداع، وقضايا أخرى في سياق هذا الحوار..

حاوره/ عبد الرزاق الجمل، ينشر بالتزامن مع صحيفة الأولى

- كيف تنظرون للانتخابات الرئاسية التوافقية؟

* ننظر لها على أنها لعبة سياسية قذرة يُتلاعب فيها على الشعب وتسرق بها ثورته ويمتص بها غضبه, وإلا فمن هو عبد ربه منصور المرشح الوحيد الذي يجب على الناس أن يعطوه الثقة؟ أليس وجها آخر لعلي عبد الله صالح وكان منذ قرابة عقد ونصف وهو العبد المطيع والمنفذ لسياسات علي صالح، وهل أتى بعبد ربه منصور إلا السفير الأمريكي الحاكم الفعلي لليمن، ودول الخليج، وهل هؤلاء دائماً إلا ضد مصلحة البلد؟!.

وأشمل من قضية الاستفتاء نحن لازلنا نقول إن لعبة الديمقراطية مرفوضة من قبلنا شرعاً لأن قوامها على حكم الشعب للشعب أو حكم الأغلبية، وهذا منازعة لله في حكمه، والحكم يجب أن يكون لله وحده، كما أنه ثبت واقعاً أن الديمقراطية تشرع فقط للظلم والفساد والطغيان والاستبداد خصوصاً في البلاد العربية, نحن نريد أن تخرج هذه الأطراف والأحزاب، سواءً كانت في السلطة أو المعارضة، من التحكم بمصير الشعب المغلوب على أمره حتى يحكم بالشريعة الإسلامية بدل من خيارات الوصاية الأمريكية.

- لماذا لم تسمحوا بإجرائها في مناطق سيطرتكم ؟

* نحن نرفض هذه الانتخابات العبثية ونرى أنها باطل ولا نرضى للمسلمين عموماً أن يشاركوا في هذا الباطل ولا نسمح به في مناطقنا.

-ـ لكن جميع الأطراف شاركوا على اعتبار أنها المخرج الوحيد لليمن مما هي فيه، لم كنتم استثناء، ألا تهمكم مصالح البلد؟.

* كثير من شباب الثورة ضد هذه الانتخابات الشكلية, و عدة أطراف داخل البلد رفضت هذه الانتخابات, فهل كل هذه الأطراف بما فيهم شباب الثورة لاتهمهم مصلحة البلد؟.

قلت لك أن موقفنا ينطلق من رؤية شرعية و واقعية, والمخرج الوحيد لليمن هو أن يرحل من كان في السلطة والمعارضة الذين كانوا يتبادلون الأدوار بلعبة الديمقراطية الخادعة.

- ما هو موقفكم من الحكومة الجديدة؟.

* لحكومة الجديدة لا نعتقد أنها ستغير مواقفها، لأنها نسخة من النظام السابق خصوصاً فيما يتعلق بعلاقتها مع الأمريكان والتفريط في سيادة البلد المسلم, وبالتالي لن يتغير موقفنا؛ لأن الواقع لم يتغير.

النازحون

- لماذا سمحتم للنازحين بالعودة وأنتم تعلمون أن الجيش لن يتوقف عن القصف؟.

* هذه مدينتهم ويجب أن يعودا إليها. ومع أننا التزمنا عدم إطلاق النار ضد الجيش إلا أن الجيش أظهر بكل صفاقة أنه مستمر في طغيانه وعنجهيته وأنه يسعى لتهجير المسلمين وتدمير ما تبقى من مدينتهم، والجيش يتحمل مباشرة كل ما لحق بأهل زنجبار من تهجير و بلاء.

- كم نسبة من عادوا إلى مدينة زنجبار؟.

* نسبة كبيرة وكانوا يريدون فعلاً العودة إلى المدينة ورحبنا بهم وخرجت مسيرة حافلة من مدينة وقار لاستقبالهم.

- ما الذي يمكنكم تقديمه لهم بعد أن صاروا في منطقة لن تدخلها المنظمات الإنسانية ولا غيرها؟.

* هذا الكلام غير صحيح. المنظمات الخيرية والإنسانية توصل المساعدات لهم بالترتيب مع الجهات المختصة لأنصار الشريعة. ونحن من طرفنا نقدم ما نستطيع من خدمات، مثلاً الماء قمنا بضخه حتى غطى كل المدينة, وكذلك الكهرباء كنا مستعدين لتشغيل ثلثي المدينة بمولداتنا الخاصة, ولم يلمس إخواننا من أهل زنجبار أي تقصير منا, ليس لأي شيء ألا لأننا نرى أن هذا واجب شرعي و التزام خلقي علينا القيام به.

- لكن وجودكم في المدينة يعني أنهم سينزحون مرة أخرى، لأن المواجهات لم تنته، لمَ لا تخرجون؟.

* ولمَ لا يكون وجود الجيش هو السبب؟. فلينسحب الجيش من أطراف المدينة الذي أجمع الناس على أنه هو أساس الدمار والخراب. الناس لا تريد هذه القوات العسكرية الغاشمة، ولا يمكن لهم أن يتعايشوا معها, أما نحن فمن نسيج المجتمع المسلم و لا يمكن فصلنا عنه.

- هل هم راضون بكم أم مجبرون عليكم؟.

* الناس لمست منا الصدق في التعامل, وارتاحت كثيراً لتطبيق شرع الله، حيث ضبط الأمن وقلت السرقات وعم الخير, بل أقول لك إن مناطق بعيدة عن أبين تتمنى أن تحكم بالشريعة, وتحكيم الشريعة ليس متوقفا علينا بل يجب أن يسعى له كل المسلمين كل على حسب طاقتهم وقدرتهم, وجولة صحفية سريعة لتلك المناطق قد توضح لك مدى قبول الناس للوضع. ونحن ندعو الإعلاميين والصحفيين إلى زيارة المناطق التي يتواجد فيها أنصار الشريعة وينقلوا انطباعات الناس هناك بمصداقية ومهنية.

السيطرة على رداع

- نسقتم مع الأمن القومي وسيطرتم على مدينة رداع، كما يقول خصومكم، لكن مع من نسقتم حين خرجتم منها، مع الأمن السياسي مثلا؟.

* الخصوم الذين ذكرتهم في السؤال هم من يجلسون علناً ويراهم الناس على شاشات التلفزة وينسقون مع الأمريكان الذين أنشئوا الأمن القومي و يشرفون على عمل الأمن السياسي, فمن هو أحق بالاتهام؟! حال من ذكر أم من يقاتل ويحارب هذه الأجهزة الاستخباراتية؟، وباعتراف الخصوم في وسائل إعلامهم أن من يقوم بمحاربة هذه الأجهزة هم القاعدة.

وعلى كل حال نحن لسنا بحاجة أن ننسق مع أحد في دخول أرض أو في الخروج منها ولسنا ممن يبيع دينه بدنياه، وهذا كله من التشويه الإعلامي في قنوات الكذب والدجل –رمتني بدائها وانسلت-, وعموماً الحرب كر وفر، وهذه سياسة وفن الحرب.

- ما وراء مقتل الشيخ طارق الذهب؟.

* المتهم المباشر هو أخوه غير الشقيق حزام، وهو محسوب على نظام صنعاء والكل يعلم ذلك, ومقتل الشيخ طارق أكبر من قضية أشقاء أو خلاف أسري, فالشيخ رحمه الله كان واجهة قبلية أعطت نموذجاً واقعياً لتطبيق الشريعة الإسلامية بين القبائل في تلك المناطق، وهو مفخرة لقبائل قيفة كلها، وقد اجتمع عليه خلق كثير من أبناء القبائل في تلك المناطق على نصرة الدين وتحكيم الشريعة, وأعتقد أن ذلك هو السبب الحقيقي الذي دفع قاتله لقتله، ونحسبه من شهداء الإسلام رحمه الله.

- ما هو مستقبل وجود أنصار الشريعة في مدينة رداع ومحافظة البيضاء ككل بعد مقتل الشيخ طارق؟.

* تطبيق الشريعة الإسلامية ليس مرتبطا بأشخاص، والشيخ طارق الذهب رحمه الله قد ربى بأفعاله ومواقفه أجيالاً من بعده بايعت على نصرة الدين وتحكيم الشريعة, وقد ترك لهم نموذجاً يحتذى وطريقاً يقتفى.

- من يكون طارق الذهب بالنسبة لأنصار الشريعة؟.

* الشيخ طارق الذهب رحمه الله من أمراء أنصار الشريعة وهو شخصية معروفة لا تنكر، وكان صاحب زهد وعبادة و دين، نحسبه كذلك والله حسيبه.

وله شرف السبق في تحكيم الشريعة بين القبائل في رداع, وقد وضع الله له القبول والمحبة في قلوب الناس الموافق والمخالف, بالإضافة لكونه صهر شهيد الدعوة الشيخ أنور العولقي رحمه الله.

المفاوضات مع الحكومة

- إلى أين وصلت المفاوضات مع الحكومة الجديدة وعلامَ كانت؟.

* ليست مفاوضات وإنما كان فقط حواراً لحل مأساة النازحين الذين شردهم الجيش من زنجبار.

- لكن لماذا رفضتم عودة قوات الأمن العام والقيادات الأمنية السابقة ممن ينتمون إلى المحافظة ذاتها؟.

* بالنسبة للقيادات الأمنية السابقة فهي متورطة في قضايا فساد مالي وأخلاقي وظلم وبطش بأهالي زنجبار وهم مرفوضون من الناس قبل أن يكونوا مرفوضين من قبل أنصار الشريعة.

أما بالنسبة لقوات الأمن العام فقد عرضنا عليهم أن يدخلوا المدينة بشروطنا وتحت سلطتنا بعد أن يعلنوا التوبة ويلتزموا بضوابط أنصار الشريعة, من تأدية الشعائر الإسلامية والالتزام بالخلق الإسلامي القويم.

وكعادة الحكومة رفضت العرض المقدم من أنصار الشريعة على واقعيته وأنه حل مناسب في إطار الشريعة الإسلامية.

- لكن لماذا نجحت المفاوضات في رداع وأخفقت في أبين؟.

* لم تنجح المفاوضات أصلاً في رداع حتى نقول إن الحوار أخفق في أبين. فقد كان الشرط الأساسي في رداع الذي تم التعاطي على ضوءه هو تشكيل مجلس من أبناء المنطقة لحكم المنطقة بالشريعة الإسلامية إلا أن الحكومة كعادتها لم تف بهذا الشرط ولم تترك الأهالي يحكمون بالشريعة. ولازالت رداع مسرحا للمواجهة المسلحة بين المجاهدين والحكومة.

- تتحدثون باسم أبناء المحافظة كأصحاب حق لكنكم تقررون بالنيابة عنهم، لماذا؟.

* هذا غير صحيح. قيادات المجاهدين من أبناء تلك المنطقة، و نحن نلتقي بأعيان الناس ولنا معهم مشاورات ومداولات في إطار الشريعة الإسلامية, فعلى سبيل المثال عندما عاد النازحون اجتمع بهم الأمير أبو حمزة جلال بلعيدي وتحدث معهم وكانت نتيجة الاجتماع مرضية، إذ اقتنع الناس بأن الجيش هو الذي يعرقل أي حل لقضية النازحين.

- ما الخيارات البديلة بعد فشل المفاوضات؟.

* الخيارات بالنسبة للخصوم متعددة, ولكنهم يختارون دائما الخيار المرضي للأمريكان وهو محاربة الشريعة وقتال المجاهدين -أنصار الشريعة-.

- هل ستسلمون ما تحت أيديكم للحكومة الجديدة إن استتب لها الوضع؟.

* واقع الحكومة الجديدة لا يختلف عن سابقتها من حيث تقديم التنازلات للأمريكان والتفريط في سيادة البلد و العمالة المطلقة لهم, وواقع الحكومة الجديدة لا يختلف من حيث التحاكم إلى غير شرع الله و الحكم بالديمقراطية المتنافية مع الإسلام. أما نحن فمطلبنا الحكم بالشريعة بغض النظر هل كان الحاكم نحن أم غيرنا.

- ماذا لو عوقبت مناطق سيطرتكم بقطع بعض الخدمات بسبب وجودكم فيها كنوع من الضغط عليكم؟.

* مناطق اليمن عموماً عانت وما تزال تعاني من تردي الخدمات وعدم وجودها بالأصل, والناس اعتادت على أن توفر الخدمات بشكل ذاتي، فوجود خدمات الحكومة بالنسبة إلى الناس في كلا الحالتين سواء.

وفي وضع كهذا يكون التهديد بقطع الخدمات لا تأثير له, وفي حال استخدم العدو هذه الورقة فهو يعلم جيداً أن لدينا العديد من الخيارات لمواجهة مثل هذه التهديدات.

التدخل الأمريكي

- كلما ازداد حضوركم كلما كان التدخل الأمريكي أكبر، لماذا لا ترحلون كي يتوقف هذا التدخل؟.

* التدخل الأمريكي موجود من قبل، وما علي عبد الله صالح إلا سيئة من سيئات هذا التدخل، والأمريكان يديرون البلد منذ ثلاثين سنة, و استخدام الأمريكان للموانئ اليمنية في حصار العراق وحربه لا تخفى، و قد ضبط هذا النظام متلبساً بجريمة تزويد المدمرة الأمريكية كول في ميناء عدن أثناء توجهها إلى العراق, واليوم وفي ظل حكومة الوفاق الوطني ظهر جلياً أن السفير الأمريكي هو الحاكم الفعلي لليمن.

أما من يرحل؟ فهل نرحل نحن أهل الحق والدين والأرض وتدخل أمريكا الكافرة البعيدة إلى بلادنا وتتحكم في شؤوننا وأمورنا, هذا من المضحكات المبكيات, الأرض أرضنا و البلاد بلادنا ومشروعنا هو الجهاد في سبيل الله لأجل تطبيق شرع الله وتحرير بلاد المسلمين من الاحتلال الصليبي المباشر وغير المباشر, فالذي يجب أن يرحل هو أمريكا وعملاؤها.

والتدخل الأمريكي في بلاد المسلمين مصيره الفشل الذريع، وسيناريو الهزائم التي تلقتها أمريكا في العراق وأفغانستان والصومال سيتكرر في جزيرة العرب بإذن الله.

- أظهرت مقاطع فيديو قوات من البحرية الأمريكية متواجدة في عدن، وكذا قوات أمريكية أخرى تدرب ضباطا يمنيين. رغم أن هناك ثورة وحكومة جديدة كانت في السابق تتهم نظام صالح بالتفريط في السيادة اليمنية؟.

* بالنسبة لنا نحن نعلم ومتيقنون منذ زمن بمدى وحجم التدخل الأمريكي في اليمن، وقد شارك الأمريكان بضباط ومدربين في معارك دوفس في أبين، وهذه الصور التي ظهرت على الإعلام ما هي إلا توثيق للرأي العام, ونحن نقول إن زيادة التدخل الأمريكي في اليمن في هذا التوقيت يدل على أن السلطة والمعارضة متورطتان ومتواطئتان مع المشروع الأمريكي في اليمن, والأمريكان يحاولون الاستفادة من سباق التنازلات التي تقدمها السلطة والمعارضة لكسب رضى الأمريكان والغرب.

وتصريح عبد الرحمن بافضل رئيس كتلة الإصلاح البرلمانية يعطي دلالة على أن قيادات المعارضة التي انتقلت لكراسي السلطة هي الأكثر استعداداً لإعطاء الأمريكان المزيد من الامتيازات التي لم يحصلوا عليها في عهد علي صالح.

- يقول السفير الأمريكي إن الصحافي شائع ليس سجين رأي، وسُجن لأنه متعاون مع القاعدة، ما صحة ذلك، ولماذا ارتبط قرار الإفراج عن هذا الصحافي بالأمريكان رغم أنه في سجن يمني؟.

* السفير الأمريكي يتحدث كما لو أنه الرئيس الفعلي لليمن, فيأمر وينهى ويصرح ويمارس أدوار الرئيس في صنعاء, والصحفي عبد الإله شائع يسجن ويتعرض للبلاء لأنه قال كلمة حق لا ترضي أمريكا وتكشف جرائم ومجازر أمريكا في حق المسلمين في المعجلة و شبوة في ديسمبر 2009م.

بعرف الديمقراطية الأمريكية كل من لم يوافق أمريكا فهو ضدها وبالتالي لا يعتبر عبد الإله شائع -فرج الله عنه- بموقفه المعارض للتدخل الأمريكي سجين رأي.

- هل صحيح أن الغارات الأمريكية الجوية خفت في الآونة الأخيرة، وهل لذلك علاقة بانتهاء عهد صالح؟.

* الغارات الأمريكية لا زالت مستمرة وآخرها الغارة التي استهدفت القائد عبد المنعم الفطحاني رحمه الله مع ثلاثة من المجاهدين في أبين في الثلاثين من شهر يناير الماضي, والتدخل الأمريكي لا يزال يتصاعد في ظل تولي نائب الرئيس مهام الرئاسة، والأمريكان لا يهمهم شخص الرئيس بقدر ما يهمهم ما يتاح لهم من مجال للتدخل العسكري ومباشرة القصف والقتل في اليمن.

وهذا يتوافق تماماً مع الفلسفة الأمريكية البرغماتية التي لا تنظر للشيء في ذاته بل تنظر إلى ما يحققه من مصلحة في أرض الواقع.

- كيف تقرأ مستقبل التدخل الأمريكي في الشأن الداخلي اليمني في ظل المستجدات الراهنة؟.

* الأمريكان يريدون الاستفادة من الهامش الواسع الذي تمنحهم إياه قيادة المعارضة كثمن للقبول بها في اللعبة السياسية, وعموماً الأمريكان لا يعملون إلا عبر طرف داخلي سياسي, وكذلك عنصر بشري يوجه القصف ويحدد الأهداف, وأمريكا لن تجني سياستها إلا الفشل, فكلما زاد قصفهم كلما زاد إقبال الناس وانضمامهم إلى المجاهدين، وهذا مجرب وواقع في السنتين الماضية؛ لأنه في نظر المسلمين أمريكا لن تكون إلا شرا وظلما وباطلا، وهي في معركتها مع القاعدة تقاتل الخير والعدل والحق.

إعدام الجواسيس

- على أي أساس تم إعدام من اتهمتموهم بالتجسس، وهل كانوا جواسيس فعلا؟.

* بالتأكيد كانوا جواسيس حسب الاعترافات و الأدلة التي ثبتت عليهم، واللجنة القضائية درست حيثيات القضية من جميع جوانبها, وبناء على ذلك أصدرت الحكم الشرعي في حقهم.

- ألم يكن من حقهم الاستئناف وتوكيل محامين مادام أن لديكم محاكم شرعية؟.

* ما ذكرتموه في السؤال هي إجراءات وضعية في المحاكم التي لا تمت للشريعة الإسلامية بصلة ولم تعرف هذه الإجراءات في تاريخ القضاء الإسلامي. أما في القضاء الإسلامي فالجانب الإجرائي بسيط وغير معقد ويتفق مع سماحة الشريعة الإسلامية كما أن القضاء في الإسلام مستقل عن السلطة.

والمحكمة الشرعية تكفل للمتهم كل حقوقه, ومنها أن يدافع عن نفسه وأن يستمع القاضي لكلا الطرفين المدعي والمدعى عليه, و بعد أن قامت البينة عليهم أقر المتهمون بالتهم الموجهة إليهم أمام اللجنة القضائية وبموجبها صدر الحكم الشرعي.

- قال بن قماد إنهم اعترفوا تحت التهديد بالقتل، ولم يكونوا مخبرين؟.

* وماذا سنستفيد نحن عندما ننتزع اعترافات غير صحيحة؟ ولماذا معيض بن قماد من بين كل الناس؟، نحن نتعبد الله بالصدق، والمحكمة حسب بيانها الذي صدر عنها طلبت عدة أشخاص للمثول أمام القضاء، فلماذا لا يأتي معيض ويبرئ نفسه؟.

- كيف تم التحقيق معهم، وهل تلجئون إلى التعذيب لانتزاع اعترافات؟.

* الجهاز الأمني يمارس عمله بالضوابط الشرعية ويتعامل مع من لم يثبت عليه أي دليل أنه مجرد مشتبه به حتى يثبت خلاف ذلك.

- لماذا تنشط الحكومة السعودية استخباراتيا ضدكم أكثر من نشاطها ضد الحوثيين القريبين منها؟.

* أنا أفضل أن يوجه السؤال للحكومة السعودية حتى نعرف السبب. العقلية السعودية هي العقلية الأمريكية فأولويات السياسة الأمريكية هي أولويات السياسة السعودية, وإلا فسؤالك وجيه، لماذا لا تتوجه بشكل جدي لحرب الحوثيين الذين يتوسعون في كل الاتجاهات ويمارسون أبشع الأساليب في حرب أهل السنة، وما دماج إلا نموذج لحقدهم الدفين؟.

عمليات

- هل لكم علاقة بالعملية التي استهدفت الأطباء الألمان قبل أعوام في محافظة صعدة؟.

* الحكومة اليمنية اتهمت الحوثيين رسمياً بذلك, وكان هذا الاتهام من أسباب قيام الحرب السادسة ضد الحوثيين.

- اتهمتكم جهات في نظام صالح بالوقوف وراء العملية التي استهدفت الرئيس صالح، هل لكم علاقة بها؟.

* حكومة علي صالح اتهمت عدة أطراف مما يدل على تخبطها, ونحن نقول إن النظام يعلم يقيناً من هو الذي استهدفه.

- هل بالفعل تستهدفون المسئولين التابعين للأمن السياسي وتغضون الطرف عن نظرائهم في الأمن القومي، ولماذا؟.

* هذا كلام غير صحيح, نحن نقاتلهم كافة كما يقاتلوننا كافة, ونحن عبر مسيرة الحرب الأمنية مع النظام اليمني والسجون التي تعرضنا لها تعرفنا بشكل كبير على جهاز الأمن السياسي وعلى أفراده وضباطه وعلى طريقة عمله وعلى بنيته المؤسسية مما سهل علينا مهمة استهدافهم, و قد تم بفضل الله القبض على بعض الجواسيس التابعين للأمن القومي وكانوا يقومون بوضع الشرائح على سيارات المجاهدين, وصدر بحقهم حكم قضائي وتم تنفيذه, والمقصود أننا في حرب مستمرة مع هذه الأجهزة الإستخباراتية لا يمكن تجاهلها إلا على سبيل المماحكة التي تمارسها بعض الأطراف.

- لماذا توقفتم عن تصدير العمليات إلى الخارج، هل لأنكم كرستم كل جهودكم لمشروعكم الداخلي؟.

* الحرب لم تنته بيننا وبين أعدائنا, والليالي حبالى يلدن كل جديد.

الآخر المخالف

- يتخوف البعض منكم لأنكم لا تجيدون غير القتل ولا تقبلون بأي مخالف لكم؟.

* التخوف الحقيقي هو من الأطراف الموجودة التي تتقاتل في شوارع صنعاء وتترك الجثث تتعفن لتأكلها الكلاب, والتخوف الحقيقي هو من التمدد الحوثي ومن ممارساته ضد أهل صعدة وعمران وحجة والجوف التي خلفت آلاف القتلى والمعوقين.

الذي يتخوف منا يمكن له أن يزور مناطقنا التي نتواجد فيها ليعلم حقيقة خلاف هذا الكلام, وعموماً هذا الكلام هو ضمن حملة التشويه للمجاهدين لمحاولة عزلهم عن المجتمع، وهذا لن ينجح بإذن الله ويتكسر على صخرة التمازج والاندماج بين المجاهدين و المجتمع.

- ما هو موقفكم من المذاهب الأخرى وحرية العقيدة، وكيف تتعاملون مع أصحاب الأفكار والمعتقدات الأخرى في المناطق التي تسيطرون عليها؟.

* نحن لدينا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم, وهي التي تنظم تعاملنا مع كل الناس, وكل مخالف وله نصيب في الشريعة من التعامل على حسب قربه وبعده منها.

ونحن ليس عندنا حرية مطلقة و حدود الحريات تحددها الشريعة الإسلامية.

- ما هو موقفكم أيضا من الأحزاب ومن العمل الحزبي؟.

* نحن نقول يجب على المسلمين أن يتركوا أي طريقة للتفرق والتحزب, فما جنينا من هذه الحزبية إلا مزيداً من الفرقة والخلاف والتشتت, وأما الأحزاب اللبرالية والعلمانية والاشتراكية وغيرها فموقفنا منها واضح و لا يمكن القبول بها حسب ما يقتضي الموقف الشرعي، فهي أحزاب مخالفة لدين الإسلام.

الربيع العربي

- هل خرجت القاعدة خاسرة من ثورات الربيع العربي، خصوصا في ظل الدور الذي تلعبه أمريكا داخل الثورات، وما المكاسب التي ترى القاعدة أنها خرجت بها؟.

* الذي خسر فعلاً هي أمريكا عندما فقدت عملاءها و فقدت توازنها على إيقاع ثورات الشعوب المسلمة, لو لم يكن من المكاسب إلا أن الشعوب وصلت إلى ما كنا ندعو إليه سابقاً من الخروج على الحكام والثورة على الفساد والمنعة من ظلم الملوك والتحرر من التبعية وكسر حاجز الخوف والتردد لكفى ذلك مكسباً للأمة, ونحن جزء من الأمة الإسلامية وكل مكسب تجنيه الأمة يعود علينا بالخير جميعاً.

- لكن يبدو أن جماعة الإخوان المسلمين هي صاحبة النصيب الأكبر من المكاسب، بدليل نتائج الانتخابات التي أعقبت الثورة في كل من تونس ومصر؟.

* الوصول إلى كرسي الحكم ليس هو غاية المكاسب, بل الغاية هي تغيير واقع الشعوب المسلمة على كافة الأصعدة و تحكيم الشريعة الإسلامية ونشر العدل وبسط الشورى واستقلال البلاد عن التبعية وعدم المتاجرة بقضايا الأمة.

وهذا ما لم يحصل حتى بعد وصول قيادة الإخوان إلى السلطة التشريعية والتنفيذية, مثلاً في مصر أصبحت قضايا الأمة المصيرية رهن المتاجرة السياسية مثل موقف الإخوان الأخير من اتفاقية السلام مع اليهود "كامب ديفد" إذا خفض الأمريكان الدعم المالي لمصر فسيعاد النظر في بنود الاتفاقية وإن زاد الأمريكان الدعم المادي لمصر أبقيت بنود الاتفاقية كما هي ولن يعاد النظر فيها.

وانظروا ماذا فعل "الإسلام المعتدل" -حسب زعمهم- الذي يحكم تركيا فهو أول من مارس التطبيع العسكري مع "إسرائيل" وأصبحت أرض ومياه تركيا مجالا للمناورات التركية "الإسرائيلة" المشتركة, وكذا الحال مع حلف الناتو الذي تركيا عضو مشارك فيه و الذي يقصف المسلمين في العراق وأفغانستان انطلاقا من الأراضي التركية, فهل هذه هي المكاسب التي تسعى لأجلها الشعوب المسلمة؟!.

- لكن ما وراء ترحيب الولايات المتحدة الأمريكية بوصول جماعات إسلامية، من مثل جماعة الإخوان المسلمين، إلى الحكم عقب ثورات الربيع العربي؟.

* الأمريكان بكل تأكيد ليس عندهم نوايا طيبة ويريدون أن يستفيدوا من هذه الجماعات في تثبيت المشروع الأمريكي الذي اهتز بعد الثورات.

هذا المشروع الأمريكي الإمبريالي الرأس مالي التوسعي في المنطقة لا بد له من أدوات من أجل التحرك وتحقيق مصالحه, وواقع قيادات الإخوان اليوم هو الأنسب للقيام بهذا الدور في هذه المرحلة التاريخية الراهنة.

- وهل علينا أن ننتظر حروبا قادمة بينكم وبين جماعة الإخوان إذا ما وصلت الجماعة إلى الحكم ولبت طلبات أمريكا في مجال الحرب على الإرهاب؟.

* إذا دخلوا في الحلف الأمريكي لقتال المجاهدين, فما المانع من قتالهم؟.


في الأربعاء 22 فبراير-شباط 2012 05:28:12 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=13985