الإصلاح والمعركة الخاسرة
محمد الهيج
محمد الهيج

يواجه التجمع اليمني للإصلاح حملة إعلامية شرسة, تستهدف النيل منه وتسعى لتشويه صورته الجمالية الرائعة محلياً وعالمياً, يتزعمها ثلاثي مختلف متفق, حوثي متطرف, وعلماني متمدن, وبقايا نظام متهالك , ومع الاختلاف الجذري الذي يزعمه الكل منهم تجاه الكل , إلا أن الغريب إتفاقهم وانصهارهم في بوتقة واحده تهدف للإنتقام من الإصلاح , ويا ليت شعري ما الذي دهى كل أولئك لخوض معركة غير محسوبة النتائج لا سيما وهي تهدف تغيير الحقائق وتشويه الصور الفائقة الجمال بريشة فنان عتيق..

والأغرب والأدهى من كل ذلك أن يسعون لوهم لا حقيقة له على أرض الواقع – وهم على دراية بذلك – فحزب الإصلاح يعرفه الداخل والخارج بجماله وروعته الحضارية الفائقة الجمال والذائعة الصيت , ويعترف له الأغلب الأعم من الأصدقاء والأعداء بقدرته العملية وبناءه التنظيمي الصلب, ويقر له الجميع بإدارته الفذة وقيادته الحكيمة.

ومع كل هذه الحقائق إلا ان هذا الثلاثي البغيض , يصر على إظهار الإصلاح في صورة مقيته ومزرية , تشوه كل نضاله , وتقضي على كل إنجازاته ,فيتهمه بالتخلف والرجعية تارة , وبالسعي للسلطة والحكم الديكتاتوري تارة اخرى , وأحيانا يسمونه بالتسلط والإستبداد والضيق بالآخر , ويرمونه بقصور نظريته في الحكم والسياسة , وهم لهذا يتشبثون بقشة الغريق التي هي بعض الأخطاء الفردية من بعض أعضاء اللجان الأمنية في ساحة التغيير بصنعاء – وهذا إذا صحت رواياتهم ولا أظنها تصح لأن نقل المغرض مردود , حتى أنني حين قرأت إحدى صحفهم المتعلقة بقشة الغريق ظنت أن في اليمن حزب آخر يسمى بالإصلاح هو غير الحزب الذي أعرفه وأنتمي إليه , ليسي بدعوى العصمة له , ولكن بمدى معرفتي لأفكاره ومبادئه ومعتقداته.

وتلك الأخطاء التي هي القشة التي يتشبثون بها , هي في الحقيقة وهم وسراب لا حقيقة له في أرض الوجود , وتلك الأحداث التي يتحدثون عنها في ظني أنها ليست إلا رؤى منامات يصبح رائيها في الصباح يرويها كحقائق مسلمات فيصدقه البلهاء من الناس, أو ربما هي إلهامات لبعض آياتهم الخمينيه , أو هي أوهام جلسات الفكر بعد جرعات شراب الروح المدعى، ولذلك فإنني أذكرهم جميعاً ببعض حقائق الإصلاح الساطعة كسطوع رمزه, والتي يعرفها اليمنيون جميعاً , ويصعب نسيانها أو تناسيها كما يريدون

الم يعلموا أن الإصلاح هو رائد المشروع العلمي والتقدم المعرفي والثقافي في اليمن؟؟ أم أنهم قد نسو المعاهد العلمية التي اخرجت أفضل النماذج العلمية في اليمن؟؟ وكان البعض منهم يرسل أبنائه للدراسة فيها إعترافاً بقدرتها وكفائتها العلمية , ولعل تناسوا المدارس الأهلية النموذجية , والمعاهد التنموية والتطويرية , والمؤسسات الثقافية والتوعوية , والجامعات الأكاديمية الشهيرة , والتي يديرها الكفاءات والكوادر الإصلاحية المتميزة في طول البلاد وعرضها ؟؟ وهل هؤلاء لا يعرفون النبغاء من شباب الإصلاح وابنائه الذين يحققون المراكز الأولى في الجامعات المحلية والدولية ؟؟؟

ألم يعلم هؤلاء أن الإصلاح هو رائد المشروع الخيري التنموي الأول في اليمن ؟ أنسي أولئك تلك الجمعيات العملاقة التي أنشأها الإصلاح وقادها في كل مديريات ومحافظات الوطن ؟؟ وهل نسي أولئك أن عطاء مؤسسات الإصلاح الخيرية وصل كل السهول والروابي في يمن الإيمان والحكمة ؟؟ أم أن هؤلاء قد نسو كم سهر أبناء الإصلاح وكم تعبوا وأجهدوا أنفسهم في رعاية الأيتام والأرامل وكفالة الفقراء والمحتاجين حين تخلفت الدولة عن دورها في ذلك , وزرعوا البسمة على شفاه الجميع , ولم يتلفظوا ببنت شفه مناً وتكرماً على أحد وشعارهم في ذلك قول ربهم عز وجل "إنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاءً ولا شكورا" بل هي نسي هؤلاء كم سهر لحمايتهم شباب الإصلاح في البرد القارس وتحت لهيب الشمس الحارق في كل منافذ ساحات الحرية وميادين التغيير؟؟

ألم يعلموا أن الإصلاح هو أول من رفع شعار [النضال السلمي طريقنا لنيل الحقوق والواجبات] قبل أن يتشدق به المتشدقون ويزايد به المزايدون ؟؟ وتربى عليه أفراده وأصبحت السلمية ثقافته العامة في أوساط مجتمع العنف والقبليه , انسي اولئك أن شباب الإصلاح هم الذين كانوا وقود الثورة الأوائل ؟ أنسوا كم من شباب الإصلاح إختطف وأغتيل وسجن وعذب وفصل من دراسته الجامعية ومنع من وظيفته الحكومية وهم يرفعون شعار النضال السلمي قبل أن يشاركهم أفراد الشعب في ذلك ؟ ثم أنسي أولئك أن الإصلاح يمتلك القدرة المادية والبشرية لأخذ حقه بالقوة من كل من ظلمه لكنه فضل التحقق بشعار السلمية الذي رفعه وارتضاه نهجاً ومبداءً؟؟ أنسي أولئك كل هذا أم أنهم يتناسون

ألم يعلم هؤلاء أن الإصلاح هو الحزب اليمني الوحيد الذي أعمل الديمقراطية وحق إنتخاب القيادات في صفوفه , أم أن هؤلاء قد نسو مؤتمرات الإصلاح الخمسة التي أفرزتها الإنتخابات الداخلية في كل قواعد الحزب وأطره التنظيمية , وهل نسي أولئك أن الإصلاح ينتخب قيادته في كل دورة حزبية ؟ وهل تناسوا أيضاً أن الإصلاح هو الحزب اليمني الوحيد الذي يمنع قانونه الداخلي الترشح لأكثر من فترتين في مراكز قيادته العليا؟

الم يعلم هؤلاء أن الإصلاح هو الحزب الأكثر تعدداً في الآراء المذهبية والفقهية ؟؟ وهل ينسي أولئك أن الإصلاح يضم فقهاء من جميع المذاهب الفقهية , وتتنوع فيه الآراء والإجتهادات الفقهية ؟ ومع هذا لم يضق ذرعاً بأحد مهما حمل من الخلاف السائغ ..

أما فهموا أنه بهذا يربي أجياله على القبول بالآخر وإحترام المخالف بصورة حضارية لم يسبق لها مثيل في التاريخ اليمني المشحون بالعصبيات المقيتة ؟؟ ثم يدعون زوراً وبهتاناً أنه يضيق بكل مخالف ((كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا))

أعتقد أن هؤلاء لم ينسوا كل هذه الحقائق , لكنهم يحاولون التناسي لإخفاء الومضات المشرقة في تاريخ اليمن الحديث , وما علموا أنهم كمن يحجب ضوء الشمس بغربال , أو كما قال الأول

كناطح صخرة يوما ليوهنها *** فلم يستطع وأوها قرنه الوعل

ياقوم فضلاُ أعيدوا قراءة الإصلاح فكراً ومبداء , ووعياً وإدراكاً , وثقافتاً وعلماً , وحرية ورأياً , وتخطيطاً وتنظيماً

ياقوم فضلاً لاتقفزوا على حقائق التاريخ لتشوهوا عقول الأجيال , ولا تغالطونا بالأوهام فإننا لا نبيع عقولنا للوهم ..... يا قوم إن الإصلاح ليس كما تدعون وتزعمون , إنه الحقيقة الظاهرة والشمس الساطعة ((لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد)) .....


في الأحد 22 يناير-كانون الثاني 2012 01:30:36 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=13388