الإصلاح في مرمى سهام أصحاب المشاريع الصغيرة
وافي مانع عتيق المضري
وافي مانع عتيق المضري

التجمع اليمني للإصلاح بشعاره المعروف الشمس وبتلك الآية المكتوبة عليه ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب) والمقصود منها إصلاح المجتمع والدولة وليس الانتماء إلى الحزب . لقد خاض الاصلاح من ذو تأسيسه معارك طاحنة بينه وبين خصومة السياسين وكانت ولادته بركه من بركات الوحدة العظيمة التي حلم بها اليمنيين طول فترة تمزيق جسد الوطن الواحد .مر هذا الحزب بمراحل عده وتنقل بين الحكم والمعارضة وحاول أن يصلح ما يمكن أصلاحه لكن دون جدوى في ضل نظام دكتاتوري أعتقد في لحظة من اللحظات بأن اليمن مزرعته الخاصة ومن حقه توريث الحكم للأبن وتحويل الجمهورية إلى ملكية وتلك هي القشة التي قصمت ظهر البعير وجعلت الإصلاح يعلن المعارضة الصريحة وكان على رأس أحزب اللقاء المشترك وتجلى ذلك في الانتخابات الرئاسية عام 2006م التي كان مرشحها رمز التغيير المهندس فيصل بن شملان رحمه الله الذي حرك عجلة التغيير وزعزع كرسي العرش في ملحمة انتخابية انتهت بتزوير نتائجها كالمعتاد ...

أستمر الإصلاح في معارضته للحاكم المتسلط ودخل هو وأحزاب اللقاء المشترك في مفاوضات مع النظام استمرت أربع سنوات من أجل الانتقال بالوطن من حالة التدهور إلى حالة البناء ومن الدكتاتورية إلى الشراكة لكن اتضح لهم بأن كل ذلك الحراك كان مجرد مفاوضات من اجل المفاوضات لا نتائج لها لن المسيطر وصاحب كلمة الفصل هو الطاغية ومن معه ....

وفي ضل تلك المعمعة والمفاوضات التي لم تسمن ولم تغني من جوع كانت هنالك ثورة في محافظات اليمن الجنوبية تطالب بتغيير والتخلص من النظام الفاسد وإرجاع الحقوق لأصحابها وكانت بذرة الربيع العربي الذي انفجر بوضوح في تونس وما لبث أن انتقل إلى الأقطار العربية كلها بدون استثناء كل دوله بطريقه معينة وكانت اليمن السعيد من تلك الدول التي خرج شبابها مطالباً برحيل النظام واسقاطة وكان التجمع اليمني للإصلاح من أول المنضمين للثورة الشباب السلمية والذي أعطاها زخماً لا يمكن لأحد أن ينكره فقد رمى بثقله وبجمهوره العريض وراء الساحات وقدم الغالي والنفيس من أجل هذه الثورة فستشهد وجرح من شبابه الكثير مثله مثل باقي أبناء الشعب ...

تعرض الإصلاح لهجوم شرس من النظام وأتهم بعض قادته بالإرهاب والآخرين بالعمالة وشن عليه هجوم بكل الأسلحة المحرمة أخلاقياً وسياسياً محاولاً بذلك فض الناس من حول هذا الحزب المتجذر في أوسط الشعب لكن كان الفشل هو السائد في جميع المحاولات و كان الهجوم الأشد قساوه من هجوم النظام المتوقع هو ذلك الذي شنه أصحاب المشاريع الصغيرة وبعض المنتفعين فالمؤيدين للنظام السابق يرونه هو سبب الثورة على زعيمهم.والفئة الصامتة تراه سبب المشاكل في البلاد فهم يرون أن الثورة أخذت منهم أكثر مما أعطت وأن حياتهم قبل الثورة كانت أفضل.والحوثيين يرون أن الإصلاح هو العائق أمام تحقيق طموحاتهم وتكوين مملكتهم وفرض وصاياتهم على الشباب لنشر فكرهم.والشباب الثائر المستقل يرون توقيع المبادرة خيانة لدماء الشهداء ويرون أن الإصلاح هو المسئول الرئيسي عن توقيع المبادرة. والحراكيين يرون في وجود قواعد الإصلاح في الجنوب شوكة في حلوقهم أمام تحيق مشروعهم الانفصالي.والعلمانيين يرون أن الإصلاح يريد خلافة إسلامية .والقاعدة ترى أن الإصلاح سيكون عميلاً لأمريكا وأنه لن يطبق الشريعة. ولم يلتفت أحد من هائولا للتفكير في اليمن والمحافظة على كيان الدولة غير الإصلاح وهذا ما شكل عدم فهم كثير من الناس لموقف هذا الحزب بوضوح . فلم ينظم الإصلاح إلى الثورة من أجل إسقاط الدولة الذي يسعى اليه أصحاب تلك المشاريع المشبوهه بل انظم إلى الثورة من أجل إسقاط النظام العائلي وبناء يمن جديد يتسع لكل اليمنيين ... 

وبعد هذا كله أرى إن الإصلاح هو صمام أمان اليمن مع تحفظي على كثير من الأخطاء التي يرتكبها بعض أعضائه فهو في مجمله حزب يؤمن بالوطن وبالحياة العادلة والكريمة لليمنيين وهذا هو الأهم وعلى قادة هذا الحزب أن يتواصلوا مع قواعده أكثر وعلى أعضاء التجمع اليمني للإصلاح أن يعلموا بأن الوطن للجميع وأن الناس مختلفين وبأن لكل مواطن حرية توجهه وتفكيره ولا يغفل الإصلاحيين على أنهم اكبر حزب داخل الوطن وعليهم تحمل مسئولياتهم في حماية الوطن والشعب حتى لوكانوا هم الحزب الوحيد الذي يدفع الضريبة ...

رسالة : اليمن يحتاج إلى من يتحمل مسئولية بنائه ومسئولية البناء تحتاج إلى من يدفع ضريبة ذلك البناء وأنا لا أرى الآن من يستطيع تحمل تلك المسئولية غير أبناء هذا الحزب مع أولائك الوطنيين في المجلس الوطني الذي يثق فيهم معظم أبناء الشعب فكونوا على قدر تلك الثقه التي منحكم أيها شعبكم واعلموا أنكم إذا تخليتم عن تلك المهمة سوف يستبدل الله غيركم لم يكونوا أمثالكم ...


في الجمعة 30 ديسمبر-كانون الأول 2011 06:14:10 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=13093