عبدالله ابن سبأ.. سيرة ومسيرة
فيصل علي
فيصل علي

قالها ومضى لحال سبيله :" من قال ان ابن سبأ شخصية وهمية فعليه ان يحرق كل كتب التاريخ الموجودة عند كل الفرق الاسلامية وان ينكر صنائع اتباعه منذ ظهوره حتى اليوم"..

لم يخرج طالبا مالا ولا جاها ، بل جاء لكليهما هذه المرة ، بعد ان ظل ينعق كالغراب على سفوح الجبال ولم يابه له احد فهبط في ساحة التغيير مقنعا بثياب الزهد والتقوى، فهنا يمرالجميع ومن كل المحافظات ، ما عليه الا ان يعرض افكاره على القوم ، لكنهم مشغولين عنه وعن افكاره فالثورة تتوهج ونورها يحرق كل الافكار المتطرفة والمريضة والناقصة.. فرفع سقف الدعم لمن سماهم المستقلين وحاول ان يصنع له زوبعة او قل زوابع ان صح التعبير لكنها فشلت .. لا يحمل فكرا سياسيا مغايرا ولا روحا تجديدية ،انها نفس الافكار القديمة التي لا تخرج عن تقسيم الناس الى طبقات لم يدرك ان الثورة التغييرية ستجرف كل الطبقية المتبقية من ثورة سبتمبر الى اليوم.

كان في الساحة يمر شباب لا يملكون الا حب الوطن والتطلع للتغيير، لكن ينقصهم التوحد في صفوف منظمة فقال لهم انتم المستقلين وانتم خير من في الساحة، فتنبهوا لقوله العقيم لانه حرك لديهم نوازع التمرد وخاطب مكامن الاستعلاء انتم خيرا منهم القادمة من وحي ابليس " انا خيرا منه" ، لكن العدد غير كاف ، اكتشف ذلك عندما توجه بكل قوته الى امام بيت نائب الرئيس في منتصف العام الحالي ، لكن لم يذهب معه الا القليل تم طردهم من البوابة لان وجهتهم كانت الى المكان الخطأ.. عادوا الي الساحة لكن لم يعد لهم القدح المعلى واكتشفوا ان جهدهم ذهبا هدرا وابتعلتهم الرمال.. حتى مع وجود اسماء كانت تلمع منذ القدم انها ثورية وانها وطنية، لكنها مجرد اسماء لا تمتلك المصداقية ولا حب الناس، لان نضالها ظل خفيا على الناس وفي المسألة " إنه" حتى وان بدت احدى تلك الشخصيات لابن سبأ بلحية بيضاء ووقار زائف ، لكن السم كان يخرج من فيه عبر الفيس ولا يتكلم الا عن ايام المحنة حيث يعتبر نفسه قد تعرض لاكبر من محنة احمد ابن حنبل، ويستدر العطف باظهار فتياته يرثين لحاله وهو في اسر الامن القومي حيث تم اعداده جيدا لهذه المرحلة.. وكانت الشخصية الاخرى لابن سبأ لم تغير من شكلها ، فكان ظهوره على نفس هيئته القديمة واظهر روحا ثورية لكن تعابيره النابية تفقده الحصافة في الطرح وظل هو الاخر يتغنى بانه كان سجينا لصالح بسبب ارائه ضد التوريث ونسي انه يدعو لاعادة ميراث من لا ميراث له ولا حق له في هذه البلاد اليمنية.

في ساحة التغيير حاول ابن سبأ ان يبحث عن طرائد تقوده لصناعة الفتنة، لكن الاحداث حالت دون ذلك، وعي الثوار كان له بالمرصاد، شارك على مضض في اللجنة التنظيمية لكنه سقط عند اول اختبار سياسي عند توقيع المبادرة ،فانقلب الى مسلما متخشعا من ذكر الله في "التلمود وايات قم " لكن احدا لم يابه لما يقوم به فبعدما خرج لاجل الثورة ليُحسب من اهلها ، فانقلب عليها ، وخرج لاصلاح "مسار الثورة" وهنا تكمن نقطة التحول التي اماطت اللثام عن وجهه.. فكانت مسيرة الحياة هي القشة التي قصمت ظهر ابن سبأ.. لكنه للامانة وجد دوابا كثيرة منها "مستقلة ومنها قومجية" وقومجية نقصد بها كل من يرى انه ينتمي للتيار الناصري بدون ان ينظم لاي من احزابه الموجودة في الساحة وارتبط ببطاقة عضوية مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر مباشرة .. ولان ابن سبأ سائس بغال ماهر حصل على بغيته بسهولة ، فجمع انصاره من السائلة وفروعها في المحافظات "وهيهات منا الذلة والموت لامريكا والجبت والطاغوت وعائشة وحفصة" .. وانطلق ليذبح المبادرة الخليجية لانها رجز من عمل الشيطان وهي سعودية امريكية يهودية اصلاحية وهابية ،لذا فالطريق الى ذبحها يكون باعطاء صالح الحجج القوية لاعادة الثورة الى مربع الصفر.

وبدأ ابن سبأ "عليوما" كبيرا وهو يستقل سيارته متجها نحو مدينة ذمار ويحمل طبله ومزاميره ويقول للناس اتجهوا لدار الرئاسة وحركوا الثورة النائمة في الساحة، كانت لحيته البيضاء ايضا تدل على وقاره المزعوم لكن ضحكته الخبيثة تفضحة .. وفي جولة 45 بصنعاء كان رفيق درب المحنة والسجن يحمل ميكرفونا ويقول للناس من هنا نحو الرئاسة ، لكن اغلب من في المسيرة اتجهوا نحو ساحة التغيير وباء ابن اسبأ بما يزيد عن 14 قتيلا وعشرات الجرحى ، لكنه لم يحصل على مبتغاه، فلا صالح استطاع ان يقول ان المشترك نقض المبادرة ولا استطاع ان يمنع بلاطجته من قتل تلك القلة من الشباب الذين لم يكونوا يشكلون خطرا عليه ولم تكن مسيرتهم نحوه بالشيء الذي يذكر ،لكن ترتيبات الساعة المتأخرة بين صالح وابن سبأ لم تكن تحسب ان هناك قدرة للخصم على اطفاء نار الفتنة واخمادها في مهدها.. وتم افشال المخطط الاخر الذي سيقود الناس في مظاهرة الى رئاسة الوزراء لاسقاط حكومة باسندوة تكملة لمشروع نقض المبادرة الخليجية.

نعم المسيرة التي انحرفت نحو السبعين لم تصنع لابن سبأ وشركائه المجد لكنها آلمت كل القلوب وفتحت الاعين الى مخطط جر تعز نحو تغيير قبلتها من مكة نحو قم الايرانية .. واتضح ان الساموراي الاخير الذي اعلنت عنه صفحة الاطار المبنشر او الفارغ كما كانوا يسمونها قديما ماكان الا شابا استقطبته ايدي ابن سبأ في تعز هو ومجموعة في جبل صبر، لكن تعز اكبر من مجموعة او مجموعات، فعاصمة الرسوليين وارض المخلافي عصية على قم والنجف وصعدة والاعيب ابن السوداء.

ادعى ابن سبأ واتباعه انهم مظلومين وقد تم ضربهم في الساحة ودخلوا مستشفى المجانيين ولم يظهر فيديو واحد يقول انهم مضروبين، لكنهم تداركوا كل ذلك وظهروا لنا بفيديو بثته صفحاتهم وصفحات منتسبيهم وصفحات البعض ممن لا يعلمون الاعيبهم الماكرة ، هذا الفيديو يوضح مشادة كلامية بين احمد حاشد القباطي وبين بعض الشباب ولم نعلم انهم حوثيين او من المشترك الا عندما نزل الفيديو الثاني لاحمد حاشد وهو يقول انهم اصلاحيين، ولم نتمكن حتى اللحظة ان نساله هل كشفت عن هوياتهم الاصلاحية ام ان المخرج "عاوز كده"، ولو فرضنا صحة هذه الفيدوهات وصحة ماجاء فيها فاننا نسال اين فيدوهات ضرب اتباع ابن سبأ المثخنيين بدمائهم المظلومين في كل زمان ومكان؟.

يلتقي تيار ابن سبأ مع بعض القوميين في كره السعودية وكره المشترك والاصلاح وبني عبدالله قاسم ، وهم لا يعلمون ان الثورة اليمنية غير قابلة للكره ولا لمفاهيم الحقد الاسود على احد ، فكيف سنعادي جيراننا واخواننا وايديهم تمتد لمساعدة شعبنا في محنته التي ادخلها فيها النظام المسخ؟ انها الثورة رافعة الطهر والحب والتسامح والعدل والمساواة وليس للحقد فيها سبيل،ونقول لهم بصوت واحد ليس لنا مشكلة اليوم لا مع السعودية ولا مع اسرائيل ولا مع اميركا ولا مع الشعب الايراني مشكلتنا تتمثل في القضاء على الفساد ومخلفات موروثات الجهل والتخلف ،ونحتاج الى بناء علاقات قوية مع الجميع بدون استثناء ونريد على قول حد البركاني سلطان "تصفير العداد وقلعه"، الا وهوعداد المشكلات مع العالم من حولنا يكفي رُهاب من الجيران والاصدقاء والاشقاء ومن العالم اجمع ولا سبيل للدولة المدنية الا بذلك.

ابن سبأ عليه ان يفهم من الان ان السلاح في يده لا ينفع مع منطق الدولة المدنية وان الدعوة الى تغيير مذاهب الناس بالقوة امر مرفوض، ولن يقبل به احد، وحتى تسيير امر محافظة من محافظات الجمهورية اليمنية من قبله ايضا مرفوض، وعلى نائب الرئيس ورئيس الحكومة ان يجدا حلا لهذه المشكلة.. الدجل ومحاولة الاصطياد في الماء العكر ايضا لن يستمر طويلا مهما كان هناك من اختلالات الا انها ستزول ولن يصح الا الصحيح "اما الزبد فيذهب جفاء".

يا ابن سبأ اليمن اليوم لا تحتاج الى امثالك فافكارك للاسف قديمة ولديك مشاكل عاطفية كثيرة لن نقوم بحلها نحن وقد فشل الزمن ان يكون جزء من العلاج، لكننا ندعوك لاحدى الحسنيين :اما ان تكون مواطنا يمنيا مثلك مثل اي مواطن لا زيادة ولا نقصان ، او ان تكون جماعة قائمة مثل بقية الجماعات والاحزاب في الساحة ببرنامج واضح واهداف مكتوبة واعمال لا تتنافى مع الدستور والقانون، وهذا العرض ليس لك وحدك بل هو لجميع المواطنيين اما ان يعيشوا افرادا في حياتهم العادية او في احزاب وفقا للقانون ، لن يسمح لاحد ان يكون دولة داخل الدولة ولا ان يعادي ابناء الوطن والجيران والاصدقاء ويحملنا مالا نستطيع ، ونحمد الله ان جميع جيراننا من الاخوة والاشقاء بشعوبهم وحكوماتهم مسلمين ونحن وهم خليط متجانس لافرق بين احد ولم نكن يوما ما جيران لشعب الله حتى لا تتكرر تجربة حزب الله ونضحي بمستقبل بلدنا حتى يتمكن ايات الله من الظهور على الملا في ثياب النصر المزركش والشعب يئن من وطأة القصف الخارجي والداخلي ..

انها اليمن يا ابن سبأ وهي ارض امنة من الفتن وان ظهرت فيها فتن فسرعان ما تموت، لا تنس هذا وتحياتي لك شخصيا ولكل من ينكر وجودك الان وعبر التاريخ


في الخميس 29 ديسمبر-كانون الأول 2011 05:59:04 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=13072