دماج قصة انتحار الحوثي سياسياً وشعبياً
وافي مانع عتيق المضري
وافي مانع عتيق المضري

دماج قرية صغيرة تتبع مديرية الصفراء التابعة إدارياً لمحافظة صعدة تسكنها قبيلة وداعة رجال الكرم والضيافه مشهورة بدار حديثها وبشيخ العلم مقبل بن هادي آل راشد الوادعي رحمه الله المؤسس الأول لدار الحديث الذي رحل الناس إليها من كل حدب وصوب وأصبح مركزاً رئيسياً لبعض أتباع ألمنهج السلفي في اليمن والذي في المجمل كان منعزلاً عن بقية المدارس الأخرى التابعة لأهل ألسنه وهو أكثرها تشدداً والتزاماً بالسنة النبوية خاصة في التقليد اليومي لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم وأكثر ما تميزت به هذه المدرسة مع تشدد أتباعها سلمية منهجها ومبالغتهم في طاعتهم لولي الأمر حتى ولو كان ظالما مما عزلهم أكثر وأكثر عن باقي مذاهب أهل السنة والجماعة وكان ذلك جلياً اثناء الثورة اليمنية المباركة...

دماج قرية سنية خالصة في محافظة زيدية خالصة ليس هنالك مشكلة فالمذهب الزيدي مذهب متسامح وليس لديه حساسية في تواجد أهل السنه في أوساطهم لكن حدث شئ طارئ بمساعدة من الرئيس اليمني المخلوع وفي أطار سعيه للتوريث وضرب القبائل والمذاهب ببعضها دعم حركة الحوثيين المتمثله في الشباب المؤمن التي استمدت منهجها من خارج المذهب الزيدي المعتدل واعتنقوا منهج الاثنا عشرية المتشدد والمدعي بالحق الالهي في الحكم مما سبب مشكله ليس لدماج فحسب بل لصالح نفسه فبعد ان قوية شوكة الحوثي اصبح يرنوا إلى الحكم وهذا الشئ جعل صالح يشن عليه ستة حروب خرج منها الحوثي اقوى وصالح اضعف وصعده مدمره ....

ومع مرور تلك الحروب الست استطاع الحوثي ان يتوسع على الأرض بل والاهم من ذلك كله حصوله على تعاطف شعبي واسع من جميع اليمنيين بدون استثناء ومع تفجر الثورة اليمنية المباركة أعلن الحوثي انضمامه إلى الثورة وتأييده لها وأصبحت صعده أول محافظة تسقط بيد الثوار كما يتصور البعض ولكن الحقيقه بأنها سقطت بيد الحوثي الذي أصبح الحاكم الفعلي لها وبداء يتوسع افقياً وحاول السيطره على الجوف وحجه وعمران ولكن انصدم برد القبائل الحاسم مما اجبره على التراجع والانكفاء ...

وقدر الله سبحانه وتعالى أن تتضح الحقائق لليمنيين وأن ينفضح الحوثي على رؤس الأشهاد فذلك الذي كان مظلوماً أصبح ظالما وفي سابقه لم تشهدها اليمن من قبل بل العالم تم فرض حصار مطبق على قرية دماج بسكانها التي تتراوح أعدادهم بين 10-15 الف نسمة نساء رجال طلاب أطفال وبدون سابق إنذار قرر الحوثي ان يرحل أبناء دماج من قريتهم لا لشئ إنماء لأنهم من أهل السنة والجماعة وأصبح بأفعاله تلك يطعن الثورة في ظهرها ويبرر ذلك بأن الحجوري افتاء بقتل المتظاهرين ووقف مع صالح وذلك عذراً اقبح من ذنب مع تحفظي الشديد على فتاوى الحجوري التي نختلف معها جميعاً ...

كان الحوثي لا يزال محتفظاً بالتعاطف الشعبي حتى نزول الصحفيين من شباب الثورة والذين جاءونا بالنبأ اليقين فكان ذلك الزلزال الذي دك التعاطف الشعبي وحوله الى نقمه علية وانتقلت دماج من تلك القرية التي لم يعرفها احد الى غزة اليمن وعرفها العالم واصبحت ترددها جميع القنوات الإعلامية مسببه للحوثي انتحاراً سياسياً وشعبياً كان أخر ما يتمناه السيد عبدالملك الحوثي ورئيس أركان حصاره أبو علي الحاكم ....

وفي ضل الأوضاع الراهنة أذا لم يتدارك الحوثي وجماعته الموقف ويفك الحصار عن دماج فإن هنالك نار فتنه طائفيه سوف يكون المتضرر الأكبر منها والمسئول الأول والأخير عنها السيد الحوثي وسوف يتحول حصار دماج الى حصار لصعده بالكامل من قبل السلفيين بل وأهل السنه جميعاً وأنا هنا لا أهدد إنما قراءة واقع فالناس لن يسكتوا على حصار الأطفال والنساء والطلاب في دماج وليست من شيم اليمنيين ان يسكتوا على ذلك ولا من أخلاق آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحاصروا احد...

لذا من باب النصيحة الاخويه لا أقل ولا أكثر أوجه رسالتي هذه إلى عقلاء صعده والى السيد الحوثي أرفعوا الحصار عن دماج وعودوا إلى رشدكم ودعوا الثورة تكمل أهدافها وإذا كان لكم حق سوف تأخذونه بعد الثورة بالطرق السلمية أما السلاح فلن يكون ذي جدوى خاصة مع الشعب فالشعوب لا تقهر وصعده قد نالها ما نالها من الخراب بسبب النظام اولاً والحوثي ثانياً فتركوا صعده في سلام لأنها مدينة السلام ...


في الإثنين 19 ديسمبر-كانون الأول 2011 09:24:28 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=12913