تعز.. يا مدينة النصر
سمية عبد السميع
سمية عبد السميع

منذ أن وعيت على الدنيا وأنا اأسمع هتافات الشعوب لحكامهم بعبارات "بالروح بالدم نفديك يا ....." كنت اسمعها على المستوى المحلي في الشوارع والميادين في المناسبات وغير المناسبات وعلى شاشات التليفزيون.. يرددونها صغار و كبار مع ايماني بانهم لا يعون حجم ومعنىما يقولون ..الحكام العرب وبتلقينهم لشعوبهم هذه الشعارات أوهم العالم بأجمعه بأن شعوبهم تموت شغفا بحكمهم كما انهم اجتهدوا كثيرا في محاباة بعضهم واطلاق التسميات على بعضهم البعض فأحدهم فارس العرب واخر قائد العرب وماهم الا ثعالب العرب..

- وهاهم الان ثعالب العرب ينعتون الثورات الشبابيه بأنها لست اكثر من انقلابات وأزمات وخروج عن الشرعيه الدستوريه وصراعات وانقسامات يتصورون ان وراء ذلك اياد حاقده ومتامره على انظمتهم المثاليه في نظرهم والكسيحه المتعبه في نظر شعوبهم..ولا يختلف عليه اثنين بأن نظرية المؤامره التي يعزون اليها ثعالب العرب عدم استطاعتهم في اطلة عمر تكميم الافواه لشعوبهم كان من السهل التسويق والترويج لها اذا كانت الشعوب ما تزال تحت وطأة سياسيه التجهيل التي فرضوهاعليهم ردحا من الزمن ...الان المعادله تحولت لصالح الشعوب لاسيما عندما اصبح العالم اشبه بقريه صغيره تقول للجهل وتقييد حريات التعبير وداعا دون رجعه ..

- وهاهو علي صالح يطل علينا من حين الى اخر باعلان قبوله للمبادره الخليجيه ويوعد بأنه سنفذ قرار مجلس الامن الدولي رقم (2014) ولكن كمنظوكة متكامله ويتشدق بالحوار وبتغليب المصلحه الوطنيه ..وبانه لا يريد قذافي اخر باليمن كيف وهو يسير على خطاه؟وهومالكا لليمن ارضا وانسانا وثروة ..نظام عائلي يدافع عن نفسه باستحواذ افراد العائله على مؤسستي الجيش والامن فتنزل الكتائب العائليه على اجساد الابرياء اشد اوابشع العذاب وتصحو وتنام على جثث الشعب وتغتسل بمسابح دمائهم بدون استثناء للاعمار والجنس.و في ظل وجود فئه سواء مواطنين او اعلاما مريضا جميعهم يسبحون بحمد الطاغيه بينما اخوانهم من ابناء جلدتهم يدكون دكا بسلاح جيش اليمن الذين يسمون انفسهم بحماة الوطن والعيون الساهره لحمايته ..جيش صالح يصوب سلاحه لقتل شعبه وما نراه من صور ومناظر في مدينه تعز العصماء وماحدث من تفجير في مستشفى الروضه او لمنزل الشاب الشهيد هاني الشيباني وشهيدات نساء تعز اشبه بما يحدث في غزه مع سيل رصاص بني صهيون ..فاي ضمانات هذه التى تحملها المبادره الخليجيه بعد هذه البشاعه ومن أجل كرسي سلطه ..

-رغم كل ما يحدث في تعز وفي كل مدن اليمن الا انها تواصل العزف على ايقاعات الاستبسال والتفاني الى أن يخر الظلم منكسرا ..حمامات الدماء تقوض المدينه وقوافل الاسلحه والجيش تتوافد اليها لكنها ستظل منطلق الثوره منطلق مشروعها المدني النهضوي ..وهذا يدعونا للاستنتاج بأن صالح يخافك يا تعز لقد ارتعدت فرائصه والا لما كان يوجه لك كل هذه الضربات الا لشي واحد هو" أنك أرعبتيه يا مدينة" النصر" عما قريب.. 

-الادله على ان ثورة الشباب اضعفت النظام واضحه وضوح الشمس في افقها على الرغم من تفنن النظام العاجز عن فهم المتغيرات في القتل ولكن سقطت مشروعيته واصبح المواطنيين هم من يديرون مدائنهم بقيمهم وباخلاقهم في ظل الدلال الاقليمي والدولي المبالغ فيه لصالح ورفضه لكل المعالجات بشان وضع اليمن حاليا متخذا من اسلوب المرواغه والتسويف فرصه لاعداد اجندته لمذابح متواصله وبث روح التمزيق المذهبي والطائفي والمناطقي الذي يستخدمه نظامه ليفشل الثوار وتذهب ريحهم . وربما .يرى بعض الساسة والمحللين بأن هذا قد يقود الى خيار غير سلمي لانجاز متطلبات واهداف الثوره الشبايه وما اره انا الا هو عوده له ولنظامه الى مربع الفشل الذي بدأمنه..

يقول الكثيرون بأن جمعة الكرامه كانت فرصه سانحه لتصعيد الثوري السلمي من قبل الشباب ولكن تثأب المعارضه والتى يروج لها في الساحه اليمنيه بأنها ليست أكثر من متسلق على ظهور الثوره الشبابيه هو من اضاع الفرصه وكما تقول كاتبه انجليزيه ضعف المعارضه هو من ساعد على ابقاء صالح في الحكم..وكان ايضا في حادثة جامع النهدين كما يرى البعض فرصه للتصعيد السلمي لاسيما عندما سلمت مقاليد الحكم للنائب عبد ربه ولكن اهدر الثوار الوقت في استجداء النائب بينما هو ظل مسوفا للثوار حتى عاد صالح متشدقا مره اخرى بالشرعيه وبمواجهة التحدي بالتحدي.. واحطات به خطيئته من جديد ولم تمنح له هدايه الرحمن وتوفيقه بتوقيع المبادره ربما كانذلك لحكمة الهيه لم يوفق بالتوقيع والله عنده علم الغيب ولله مقاليد السموات والارض..

ومضه :بغض النظر عن الشائعات التي تحول حول حمى السيده توكل كرمان بانها باعت قضيه الشباب وسعت للشهره ..اقول يكفينا فخرا وشرفا انها امرأة خرجت من رحم بيئة حبلى بمورثات شعبيه لا تؤمن بحق المرأه لكن توكل بشجاعتها وايمانها بالقضيه استطاعت ان تكون سفيرا للشباب ولثورتهم وتمثلهم اقليميا ودوليا ..


في الثلاثاء 22 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 11:30:28 ص

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=12437