ثورة الجياع
فكري القباطي
فكري القباطي

مـن أي بنك ٍتصرفُ الأوجـاعـا ؟

ورصيدُ حبـِّكَ في القلـوبِ تداعـى

جفّـتْ على يدكَ البـلادُ .. وَلمْ تَزِلْ تَعِـدُ الجيـاعَ مـوائــداً ومتـاعـا

نَضِبتْ سنينُكَ يا عـليُّ فـلا تَقـلْ :

طوبى لمن لزمَ الـولاءَ وطـاعـا

طِعناك حتّى قرقـرتْ أحشـاؤنـا

سهـواً .. وكم قهرَ الشرودُ جيـاعا

فظننتَ قـرقـرةَ البطـونِ تـمرّداً

يُلغي النظـامَ .. ويقلبُ الأوضـاعا

وجعلتَ من حطبِ الحروبِ مواقداً

تطهـو على نيرانِهـا الأطماعـا

يا من تنامُ على الوثيرِ ..وجـوعنا

يئـدُ المـنامَ ويعصـرُ الأضلاعا

أتقـرُّ عينـكَ في المنامَ .. وجوعنا

يُدمـي العيـونَ ويُصنجُ الأسماعا ؟!

عزّتْ عليكَ يدُ الفسـادِ فـ صنتها

ونصبتَ حول ثغـورها المِقـلاعا

وغَدَتْ على يدكَ البلادُ خـرابـة ً

فيها الضميـرُ بلاهة ًوضـياعـا

يومـاً حكـمتَ بهِ البـلاد كـأنهُ

دهْـرٌ تبنّـاهُ الجـحيمُ فـ طاعا

ما مرَّ يومٌ تحتَ حكمـكَ دون أن

تشوي على نارِ الحروبِ شُجاعا

ما مرَّ يومٌ تحتَ حكمـكَ دون أن

تُنفي البـطالةُ للخليجِ جيـاعـا

فـبـأيِّ حـقٍّ تستـردُّ ولاءنـا

والفقـرُ قد مَلَكَ الولاءَ وبـاعـا

وبـأيِّ وجـهٍ تستجيرُ بِـ صبرنا

والجـوعُ أضحى آمـراً ومُطاعا

هدّتْ شراهتُكَ البـلادُ .. ولم تعُدْ

تُجدي الوعـود ..فأغلق ِالمذياعا

واحزمْ متاعكَ للرحيـلِ .. فرُبّما

كان الرحيلُ لما صنعـتَ رِقاعا

أو فليكن بحرُ الملاحـم ِ بيننـا

حَكَمـَاً سيمنحُ للأشـدِّ شِـراعا

فتقرُّ في قُعْـرِ الغياهـبِ أنّنـا

شعبٌ أشدُّ من الجحيمِ طِبـاعا

ما قَرْقرَ الأسدُ النحيلُ من الطوى

إلا وهـزَّ زئيـرُهُ الأصقـاعـا

إمّا افتـراساً لا يقـرًُّ قـرارهُ

حتّى يُبـايعَ جوعُهُ الإشبـاعـا

أو موتةً لا جوع يخْدِشُ عِزّهـا

لا سقفَ يعلو فوقها أو قـاعـا

والأسْدُ مهما مُزِّقَتْ أجسادُهـا

ستظلُّ في عُرْفِ السماءِ سباعا


في الثلاثاء 15 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 05:23:28 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=12343