هو التيه خلال 40 عاماً
زيد القادري
زيد القادري

هو التيه الذي كنا نعيش خلال فترة الاربعين عاما منذ وفاة الزعيم عبدالناصر .في الجامعه العربيه اجتماعا عربيا بعد اوخلال حرب الاستنزاف الباسله يضع الامر برمته للتصويت كحل عسكري لنطلاقا من مبدء مااخذ بالقوة لايسترد بغير القوه.ثلاث دول-العراق-سوريا-اليمن-بعدها في 28-9-2011رحل فارس العرب.

وتاهت الانظمه العربيه مع شعوبها حتى28/9/2010م اربعون عاما .انظمه بوليسيه شبيهه ببعض .شعوب ولائها لحاكمها اكثر من ولائها لله .القطريه في العلاقات فيما بينها هي الاساس ولاداعي للجامعه العربيه الا صوريا.تشابه منطق الشخصيه العربيه البسيطه كليا فالمصري لايهمه الا مصر والخليجي يسعى الى ايجاد هويه خليجيه جديده .ودولا اخرى تسعى الى الثبات عربيا في الساحه دون جدوى فلاقومية البعث المجزئه في سوريا والعراق اوجدة مجلسا عربيا مستقلا ولاحررت جولانا.اتذكر احد الاخوة العراقيين في عام1999 بعد انهاء الدراسه الجامعيه وهو حينها يعمل سائق تكسي مسيارته خصوصي فالحصار العربي وليس الامريكي قد فرض عليهم ظروفا قاسيه والكل كان يسعى وراء لقمة العيش .هاكذا بدء الحديث انت بعثي؟فقلت له لا. فقال لاتخف انا كنت بعثي وقدمت استقالتي من البعث ..تنماء قلي ماذا تظننا فاعلون اذا جائت اسرائيل او امريكا لغزو العراق؟فقلت له طبيعي جدا انكم ستقاتلون .فرد مبتسما ساخرا .

لا هذا لن يكون...بعد الاحتلال والقضاء على النظام البعثي سيكون لنا شان اخر وسنقاتل.لماذا؟لان النظام داس على اخلاقنا وكبريائنا ولم يترك لنا شيئ ذو قيمه.فلم يعد يهمنا شيئ الا كيف يتغير النظام..لم اابه لحديثه الا في 2003م وطلابا يمنيين قدر لهم ان يكونوا في هذه اللحظه التارئخيه السيئة الذكر في العراق وهم يسردون لنا ان العراقيين انفسهم كانوا يطلبون منهم عدم المقاومه وان الشأن عرقيا صرفا..تيها مابعده تيه اربعون عاما .

لان اسرائيل انشئت وتاسست وانظمة عربيه تسعى الى الظهور لايهمها الا مايهم اليهودي الذي اتى من وراء البحار لينشئ دولة يهوديه.تاهوا لان الشعوب العربيه قبلت حكاما لها بهذة الصفات واكتفت بمدح الحاكم اكثر من تسبيح الله..تاهوا لانهم اعانوا اعدائهم واعداء امتهم بكل السبل باسم التعاون والدفاع المشترك.تاهو لانهم اعانوا القوميه وخذلوا الدين .فلم يكن شيء يهمهم اكثر من الوقوف بوجه الثوره الاسلاميه في ايران وقد اعلنت ان امريكا الشيطان الاكبر واستبدلت السفاره الاسرائيليه بسفارة فلسطين.بوعزيزي اشعل النار في نفسه فكان جسده فتيل الثوره العربيه .

لان ذلك كان بعد انتهى التيه قبلها بسبع سنوات اواكثر في اليمن موظف في الخطوط الجويه اليمنيه القى بنفسه من الدور السادس من خلال فتحة المبى التي تمتد من البدروم وحتي السطح .لم يحرك احد ساكن ولم تكتب صحيفة شيء عن ذلك ووقف اولي الامر امام كل القوى لتمييع القضيه وقد كان.لكن بعد انتهى سنوات التيه كما راينا ثورات في كل الشوارع العربيه ظاهلرة وغير ظاهره..ومعظم الذين ناصروا الثورات كانوا من رجالات الانظمه القائمه .والشعوب هي نفسها التي كانت تحت وطئة الحكام وانظمتهم البوليسيه..فهل سيدخل هذا الجيل المسجد الاقصى ويطهر الارض المقسده .ام ان تيها اخر في طريقنا.

لا اعتقد ان هذا الامه مقدمة على نصرا حقيقيا طالما وان هناك اراء في صفوفنا توكد ان النصارى واليهود افضل من الشيعه وتفرق بين الطوائف الاسلاميه.لكنها سنة الله سبحانه في التاديب والتربيه.فقد تكون هذه الثورات ارهاصات اوليه ولحظه تاريخيه لولادة امة كانت تعيش حيث نحن وتامر وتنهى باسم الله في المكان ذاته التي جائت منه هذه الثورات .


في الثلاثاء 08 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 05:09:52 م

تجد هذا المقال في مأرب برس | موقع الأخبار الأول
https://marebpress.org
عنوان الرابط لهذا المقال هو:
https://marebpress.org/articles.php?id=12238